عبد الفتاح السيسي و " غلطة العمر "

بدء بواسطة يوسف تيلجي, أبريل 17, 2016, 02:05:26 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي


                                                                   عبد الفتاح السيسي  و " غلطة العمر "
                                                      أزمة تيران وصنافير
                       
المقدمة :
      بالمفيد والمختصر - لم تنجح الحكومة المصرية رئيسا وطاقما وحكومة في أدارة أزمة " جزيرتي تيران وصنافير " ، ولست هنا في مقام خبير قانوني دولي لأقول لمن تعود الجزر ، والتي أصلا تضاربت وتقاطعت بها أراء المختصين من خبراء وقانونيين وسياسيين وعسكريين وحتى خبراء الجيوسياسية ، بين الموافقة والرفض !! أي بين الضم أو عدمه .. فمنهم من قال أنهما مصريتان ثم عاد وغير رأيه ، وقال أنهما سعوديتان ، كالمرشح الرئاسي الأسبق الفريق أحمد شفيق ، أما في موقع الوفد الألكتروني فيبين في يوم الاثنين  11 أبريل 2016   ، أن الكاتب الراحل  هيكل قال بأنهما سعوديتان ( .. أقر هيكل فى كتابه " حرب الثلاثين سنة " ، الذى صدر عام 1988 ، تبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية ، فقال : " جزيرتا تيران وصنافير كانت تمارس عليهما مصر سلطة التعرض للملاحة الإسرائيلية، فى الخليج ، هى جزر سعودية جرى وضعها تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض ." وأشار هيكل في موضع آخر بالكتاب إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر  رفضا طلبًا سعوديًا بوضع سرية مشاة فى الجزيرة ، لاعتبارات عسكرية ، وهو أن السعودية ستكون شريكة فى إغلاق خليج العقبة .. ) ، بينما تشير بعض المواقع الألكترونية كالويكيبيديا (*1) بانهما سعوديتان   ، بينما تشير الكاتبة يارا صالح وبالوثائق والمستندات والخرائط التأريخية وتؤكد أنه ومنذ مئات السنين بأنهما مصريتان ومنذ القدم ! (*2) .. ، وفيما يلي قراءتي الخاصة للموضوع :
القراءة :                                                                                                                                          1. لماذا لم تعيد الحكومات المصرية السابقة الجزر الى السعودية ، ما دام هناك تفاهمات منذ عام 1990 على أسترجاعها للمملكة ، خاصة وأن علاقة الرئيس الأسبق مبارك بالسعودية كانت أكثر ممتازة !! وكان مبارك حينذاك في موقع المسؤولية الأولى في مصر ! .
2. لماذا الأمور ترتبت وتزامنت مع زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للسعودية نيسان 2016 لمصر ، وكأنها مكافئة  أو أكرامية من السيسي الى ملك السعودية !! . لقاء ما قدمه من مساعدات ! .
3. كان الأجدر بالسيسي أن يحيل الأمر الى مجلس النواب / الشعب ، حتى يضفي صفة قانونية برلمانية لموضوع الجزر ، وحتى يأخذ الأمر صفة الشرعية البرلمانية ! ، بعيدا عن القرارات الملزمة ! . 
4. سوء أدارة الأزمة من قبل حكومة عبد الفتاح السيسي أستغلتها قائمة طويلة من المعارضة ، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات (*3) في كثير من المحافظات  / القليوبية والمنوفية ودمياط و الإسكندرية .. ، شارك بها الكثير من فئات الشعب ، يقف في مقدمتهم جماعة الأخوان المسلمين ، كما شارك بها حسب موقع SAWA  الألكتروني ( .. وتتسم تظاهرات الجمعة بكونها الأولى التي يشارك فيها علمانيون ويساريون ، بعدما كانت التظاهرات ضد الرئيس السيسي مقتصرة على أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين  ) ، وهذا الامر يجعل من حكومة السيسي تخسر شريحة أجتماعية واسعة من الجمهور المصري .
5. لا زلت أرى أن عبد الفتاح السيسي لا زال مشيرا عسكريا ، فكرا ونهجا وممارسة ، ولم يصل / وهذا الواقع لقلة الخبرة في الحكم ، الى رجل دولة ، يفكر أبعد وأعمق في هكذا قرارات التي قد تزلزل الارض من تحت قدميه ، وهذا من المؤكد يرجع الى قلة الخبراء و المختصين في الحلقة الضيقة القريبة منه .
6. أرى أن السيسي  وحكومته  قد خسروا  أهم  جولة في برنامجهم السياسي  ، لأنهم قد ظنوا أن الأمر سيمر سلسا على مصر / التي تضم نخبة من الخبراء والباحثين في هذا الأمر ، وأصبحت الأن كل المعالجات والتبريرات   لا تجدي نفعا ، لأن ما حصل قد حصل .
7. الأمر المستغرب أن السعودية بكل طاقمها التخصصي في هذا الشأن لا يمكن أن يقارن بطاقم مصر ، عمقا وممارسة  وتأريخا وثقافة قانونية وخبرة دولية !! ولكن الذي يقرأ بين السطور أن الأمر رئاسي ! .. فكل هذه الأرهاصات ستستغل من قبل معارضي السيسيي والتي يقف في مقدمتهم الأخوان المسلمين ! .
8. حتى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، التي كانت الجزيرتين في جزء من عهده تحت الحماية العسكرية المصرية ، لم يعترف بعائدية الجزيرتين للسعودية ، وقالها علنا في خطاب مسجل  تلفزيونيا ! ، فكيف للسيسي أن يتنازل عنهما في زمن السلم ! .



الختام :
هل الأمر سيقف عند هذا النوع من المظاهرات ، والتي أستخدم بها المتظاهرون شعارات  " أرحل .. أرحل " ،         " الشعب يريد إسقاط النظام " و" هو يمشي .. مش حنمشي"  ! ، أم أنها سحابة صيف وتزول ! أم أن هذه المظاهرات هي بداية النهاية !!! .
----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) تشير الدلائل التاريخية أن جزيرة تيران كانت واقعة تحت السيادة السعودية ثم وُضعت تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض ،  وكانت إسرائيل قد احتلتها عام 1956  ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد.  بعد الانسحاب الإسرائيلي ظلت الجزيرة وجارتها جزيرة صنافير تحت الحماية والإدارة المصرية ويتواجد بها القوات الدولية المتعددة الجنسيات بحسب إتفاقيتي كامب ديفيد والسلام ووقوعها في المنطقة ج .  ولطالما طالبت المملكة العربية السعودية باستردادها كونها تقع في مياهها الإقليمية ، مع إقرار الحكومة المصرية بتبعيتها للسعودية وإبلاغ ذلك للأمم المتحدة ، وبالتزامن مع الإتفاق على مشروع جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية ؛ وجب تعيين الحدود البحرية بين البلدين في خليج العقبة وتأكيد السيادة السعودية على الجزيرة بجانب جزيرة صنافير في 9 أبريل 2016 بإعتبارهما داخل الحدود البحرية السعودية . / نقلا عن الويكيبيديا .                                                 (*2) مقال بعنوان ( هدية إلى السيسي وأجهزته .. وثائق وخرائط وقرارات 250 عامًا تؤكد تيران وصنافير مصرية من الملكية إلى السيادة ) -  بقلم يارا صالح في  13.4.2016 17 خريطة وقرارٍاً رسميًا ووثيقة تاريخية : تيران مصرية قبل السعودية وبعدها ومارست السيادة عليها منذ 1937 ، وثائق مصرية وبريطانية وروسية .. ومخاطبات وخرائط رسمية تؤكد تبعية الجزيريتن لمصر ، الدولة المصرية مارست السيادة على الجزيرتين ودماء الشهداء حمتها .. والحكومة اكتفت بمخاطبات لإثبات تبعية الجزيرة  ، رغم أن الدولة السعودية لم ترى النور إلا مع ثلاثينيات القرن الماضي .. إلا أن الرحلة التاريخية مع الوثائق جاءت لتؤكد تبعية الجزيرتين لمصر منذ فجر التاريخ وهو ما أثبته الباحث والناشط تقادم الخطيب ، الذي نشر  5 خرائط تاريخية من مكتبة برلين ، تعود لأزمنة مختلفة ، تكشف عن وقوع الجزيرتين داخل الحدود المصرية ، منذ أعوام قبل الميلاد ، ومنذ أن كان البحر الأحمر أقرب لبحيرة مصرية مغلقة ، بكل ما شمله من جزر ، ووصولًا للتقسيم الإستعماري الجديد والذي وضع ترسيمات حدودية جديدة لتظهر معها الحجاز كمجموعة من الدويلات ثم كدولة واحدة وفي كل الحالات وحتى عام 1950 لم تأت الوثائق بذكر على تبعية الجزيرتين إلا لمصر ومصر فقط . / نقل بتصرف من موقع البداية ، و للأطلاع أكثر راجع الموقع التالي : - http://albedaiah.com/news/2016/04/13/111039#sthash.JXBPA1rN.dpuf 
(*3) نقلا عن  CNN بالعربية في 15.4.2016  .. تجمع آلاف المتظاهرين أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة ، كما خرجت مظاهرات أخرى في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين ومسجد الاستقامة بميدان الجيزة والعباسية وعين شمس ، وكذلك في محافظات القليوبية والمنوفية ودمياط ، فيما شهدت محافظة الإسكندرية عدة اعتقالات إثر مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين . وتحول هتاف " عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية " الذي ظهر في ثورة يناير عام 2011 ضد نظام حسني مبارك إلى " عيش .. حرية .. الجزر دي مصرية " ، كما استخدم المتظاهرون هتافات سبق استخدامها في الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بمبارك والرئيس الأسبق محمد مرسي ، مثل :       " الشعب يريد إسقاط النظام " و" هو يمشي .. مش حنمشي" و" إرحل " ، بالإضافة إلى هتاف " الأرض هي العرض " و" عواد باع أرضه " ، وفق ما ظهر في لقطات فيديو نشرها نشطاء مصريون .