أنظر حواليك ..
(http://www.baretly.org/uploads/13576482071.jpg) (http://www.baretly.org/)
فى صباح أحد أيام يناير الباردة، أتى ذلك الرجل فى محطة مترو العاصمة واشنطن، و أخرج آلة الكمان و بدأ فى العزف ..
فى البداية لم ينتبه إليه أحد، فوقت الصباح فى المحطة يعج بالركاب المتجهين إلى أعمالهم، لكنه استمر فى عزفه .. بعد عدة دقائق، مر بجواره أحد المارة، ثم أبطأ فى خطواتة يلتقط بسمعه بعض النغمات، ثم أكمل فى طريقة مسرعا، ثم مرت بضع دقائق أخرى و أتى مار آخر، إتكأ على الحائط بجوار العازف يستمع إليه لبرهة، ثم نظر فى ساعته و مضى فى طريقه مسرعا مرة أخرى .. و من وقت لآخر، كان يلقى إليه بعض الماره قطعا نقدية، أما الأطفال، فكانوا الأكثر تعلقا بتلك الأنغام الساحرة، بينما يجذبهم آبائهم فى طريقهم ..
استمر العازف فى عزف الألحان لمدة 45 دقيقة ثم انصرف .. فى تلك المدة، مر عليه نحو 1100 مسافر، فقط 6 منهم توقفوا لبرهة يستمعون إليه ثم مضوا فى طريقهم، و نحو عشرون شخصا القى إليه بنقود، جمع العازف نحو 32$ دولار ..
لم يعرف أحد أن هذا العازف هو جوشوا بيل، أحد أمهر العازفين فى العالم الآن، و كان يعزف مقطوعات موسيقية لـ"باخ" تعرف بأنها أفضل مقطوعات كتبت فى التاريخ على كمان يقدر ثمنها بـ 3.5 مليون دولار !
قبل تلك الواقعة بيومان، كان جوشوا نجم حفل موسيقى بيعت مقاعدة كلها بمتوسط 100$ للمقعد، و كان يعزف نفس الألحان، على نفس الكمان!
تلك كانت واقعة حقيقية كما نشرتها جريدة واشنطن بوست، فى تجربة اجتماعية عن مدى اهتمام الإنسان المعاصر بقيم الجمال وسط زخم الحياة، فقط 6 اشخاص من 1100 انتبهوا للحظات قصيرة، لأحد أفضل عازفى العالم، يعزف أفضل ألحان كتبت فى التاريخ، مستخدماً آلة موسيقية تقدر بملايين الدولارات ..
فماذا عن القيم الجمالية البسيطة التى تذوى فى حياتنا اليومية واحدة تلو الأخرى، حتى صارت حياتنا مجرد جدول أعمال نهرع فيه من موعد لآخر ..
أنظر حوالك ..
انطبقت علينا كلمات أغنية زحمة يا دنيا زحمة
زحمة يا دنيا زحمة زحمة وتاهو الحبايب زحمة ولا عدش رحمة مولد وصاحبو غايب اجي من هنا زحمة اروح هنا زحمة هنا او هنا زحمة
(http://upload.v22v.net/uploads/2013-01/v22v_93_470_551.gif)