اليوم الثالث من قلب يسوع

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, يونيو 02, 2016, 11:03:58 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز


تأملات شهر قلب يسوع الاقدس اليوم الثالث
تامل في تقرب الله من الأنسان . من الأمور المدهشة التي تذهل العقول هو طلب الله الأقتراب من الأنسان خليقته الحقيرة نعم ان قدوس القديسين ورب الأرباب يسعى منذ ان أبتعد الانسان عنه بالخطيئة في اعادته الى حضنه فكلمهُ أولاً بلسان أنبيائه وارشده بكلامه هذا الى معرفته ومحبته ولم يزل الأنسان مع ذلك بعيداً عنه وخائفاً منه فأراد جل أسمه ان ينزع هذا الخوف من قلبه ويهدم الجدار الذي كان يفصله عنه فتجسد وتأنس وأقترب من الأنسان بصورة محسوسة منظورة شهية ظهر طفلاً جميلاً محبوباً ومحفوفاً بالفقر والتواضع والحلم والوداعة لكي يُمكن كل واحد من الأقتراب منه، فدنا منه الرعاة المساكين ثم المجوس الأغنياء وأحتضنه شمعون الشيخ وبعد أختفائه برهة من الزمن في الناصرة، ظهر بين الناس وعاشرهم وخالطهم وأحسن اليهم دخل بيوتهم وجالسهم و كلمهم وأكل وشربَ معهم قصدهُ المرضى فأبراهم قصده الخطأة فبررهم وزكاهم زاحمته الجموع وضايقوه فلم يتضيق ولم يأنف منهم وغايته من جميع هذه الأفعال ان يقّرب من الأنسان إليه وقد ظفر بأمنيته هذه في بداية الأمر، وقد شهد لنا الأنجيل جموعاً كثيرة تبعته من الجليل ومن اليهودية ومن أورشليم ومن آدوم وعبر الأردن والذين حول صور وصيدا وكانوا يضايقونه ويطلبون التقرب منه ويسمعون كلامه بلذة ويسألونه ان يقيم معهم ويمسكونه عندهم ولا يخلونه فكيف حدث ان هذا الأقنوم الألهي المحبوب للغاية أمسى بعدئذ مبغوضاً لدى شعبه حتى طلبوا صلبه وفضلوا عليه برأباّ السارق القاتل ؟ لاشك ان في هذا الأنقلاب سراً غامضاً نرى مثيله في هذه الأيام في شرور البشر التي لا تزال تتكاثر وتتفاقم وتقاوم محبة الله ورحمته لهم ولكن ياللعجب ان جميع خطايا البشر لا تغير عزم الله عن مصافحتهم ومسالمتهم والأقتراب منه بل جعل كل نعيمه على الأرض في تبرير الخطأة ومؤاساتهم ودعوتهم اليه، وفضلاً عن ذلك يعدهم من أخص أحبائه فأعلن لهم في هذه الأزمنة الأخيرة عبادة قلبه الأقدس مؤكداً لهم ان هذه العبادة تُلين القلوب الجلمودية وتوقد فيها نار محبته الألهية فقال للقديسة مرغريتا مريم اني أعدك بأن قلبي ينبسط ليسكب مفاعيل حبه الألهي على من يكرمه  فهلمو اذن ايها الأنام الى يسوع بل ادخلو قلبه الأقدس وأقيموا فيه حياتكم كلها فأنه هيكلكم المقدس بل مقر راحتكم لا تعتذرو قائلين اننا خطاة لأن الخطأة يصبحون مع يسوع صالحين قديسين لأنه مخلصهم ومبررهم