تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

روزا ضد التمييز العنصري

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 08, 2013, 07:58:41 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

روزا ضد التمييز العنصري



رفضت أن تقف في تلك الحافلة، فكان ذلك من أروع وقفات العز في تاريخ الأمريكيين السود، مفجرة بذلك ثورة الحقوق المدنية المتساوية بين السود والبيض في أمريكا التي كانت تحكمها أقسى القوانين العنصرية آنذاك.

كانت روزا باركس، الخياطة الكادحة عائدة من عملها في إحدى المساءات وكان بأن استقلت تلك الحافلة التي لا تزال حتى يومنا هذا قابعة في متحف هنري فورد في مونتغمري في ولاية ألاباما الأمريكية و شاهدة على صلابة تلك المرأة و "جلسة" العز التي جلستها وجعلت منها رمزاً للوقوف في وجه الظلم في كل مكان. رفضت روزا، المرأةً التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 42 عاماً، الانصياع لرجل أبيض أشار إليها بيده بأن تخلي مقعدها له لكي يجلس، مما أدى إلى اقتيادها إلى السجن حيث حصلت على رقم نزيل 7035 كما هو واضح في الصورة.

دفعت تلك الحادثة بالسود في مقاطعة مونتغمري إلى مقاطعة استخدام الحافلات العامة لمدة 381 يوماً، وهو إضراب نظمه قس يدعى مارتن لوثر كينغ جونيور، والذي حصل بعد ذلك بسنوات على جائزة نوبل نظراً لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية للسود. لقد كان لذلك الإضراب العام بالغ الأثر على الحياة الاجتماعية في المقاطعة ورفع بموجبه الأمر إلى المحكمة الدستورية الأمريكية العليا والتي أصدرت في العام 1956 حكماً يقضي بعدم شرعية التفرقة العنصرية في التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل، الأمر الذي وصل ذروته في عام 1964 الذي شهد صدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة وبضرورة المساواة في الحقوق والواجبات المدنية بين البيض والسود.

بالرغم من أن روزا تلقت تهديدات بالقتل بعد حادثة الحافلة بسنتين مما أدى إلى تركها لعملها، فهي لم تتوقف عن إكمال المسيرة النضالية التي بدأتها عندما رفضت التخلي عن حقها بالجلوس في تلك الحافلة. انتقلت روزا مع زوجها إلى ديترويت حيث عملت في مكتب عضو ديمقراطي في الكونجرس الأمريكي.

قالت روزا في حديث معها في عام 1992 حول حادثة الحافلة الشهيرة: السبب الحقيقي في عدم وقوفي وتركي لمقعدي من أجل ذاك الرجل الأبيض هو في أنني شعرت بأن لدي الحق بان أعامل كأي راكب آخر على متن تلك الحافلة. فقد عانينا من تلك المعاملة غير العادلة لسنوات طويلة".

حصلت باركس على الوسام الرئاسي للحرية في عام 1996 والوسام الذهبي للكونجرس وهو أعلى تكريم مدني في البلاد بعد ذلك بثلاث سنوات فقط.

توفيت زعيمة الحقوق المدنية والنضال السلمي روزا باركس في عام 2005 عن عمر ناهز ال 92 عاماً، سطرت في حياتها ملحمة بطولية لم تتطلب أكثر من إقرار ضمني وعلني بحقها كإنسانة في ذلك المجتمع. وبموقف ربما يبدو بسيطاً لكنه ذو أبعاد كبيرة، غيرت مجرى التاريخ الأمريكي.


https://www.facebook.com/photo.php?fbid=384631911636770&set=a.238296286270334.38845.237981466301816&type=1&relevant_count=1&ref=nf
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة