سيادة المطران لويس ساكو وضع لمسيحيي العراق خارطة الطريق

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, يوليو 05, 2012, 07:17:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

سيادة المطران لويس ساكو وضع لمسيحيي العراق خارطة الطريق

نافع البرواري/موقع عينكاوة
في مقابلة اجراها الأخ يوحنا بيدا/ويد ، في 10 حزيران 2012 م ، مع سيادة المطران لويس ساكو مطران ابرشية كركوك  ( راجع الموقع أدناه) . نسلط الضوء على خلاصة ما ورد في هذه المقابلة ، من المواضيع المهمة  عن الواقع الذي يعيشه شعبنا المسيحي في العراق وحالة كنيستنا اليوم ، والتي يمكن أن تكون ، ما ورد من الأجوبة  على لسان سيادة المطران ساكو  في هذه المقابلة ، خارطة الطريق لنا لتشخيص الواقع الحالي وأطار لبرنامج ومقترحات وتوجهات ورؤية لمستقبل شعبنا المسيحي خاصة والشعب العراقي عامة
من خلال  علاقتي ، وعن قرب ، بسيادة المطران لويس ساكو ، أستطيع أن اقول أنَّه من الرواد الأوائل الذين كانوا ، ولا يزالون ، يكرِّسون حياتهم من أجل تجديد الكنيسة الكلدانية  وتغيير منهاجها القديم ،  ونفح فيها الحيوية والنشاط ، وله باع طويل في هذا المجال منذ أن كان رئيسا للدير الكهنوتي (شمعون الصفا) في بغداد ، وأستاذا في كلية بابل للفلسفة واللاهوت ، الى أن سيِّم سيادته مطرانا على ابرشية كركوك . والمتابعين لنشاطات سيادته ، يعرفون الجهود الكبيرة لسيادته في ايصال حقيقة ما عاناه ويعانيه مسيحيي العراق الى المنظمات الدولية والكنائس العالمية  واشتراكه الفعّال في المؤتمرات العالمية ، سواء في سينودسات كنيسة المشرق  أو المحافل الدولية . بالأضافة الى هذا كلّه حصوله على أوسمة دولية لدوره الأيماني ونشاطه في مجال حقوق  ألأنسان .
وللأسف اسطدم  هذا الراعي ،  ومعه العديد من آباء الكنيسة المتجددين في تحقيق اصلاحاتهم وأفكارهم التجديدية  ، مع رئاسة الكنيسة الحالية والكثيرون من الرعاة المحافظين المتقوقعين التقليديين المشايخة ، الذين يعيشون في زمن القرون الوسطى ويعتبرون الكنيسة هي كنيسة الأكليريوس فقط  . وللأسف لن يتحقق حلم المتجددين وحلم العلمانيين المؤمنين الا بتوعية الشعب المسيحي المؤمن ، وذلك  بأن يظمَوا ، هؤلاء المؤمنون ،أسواطهم وجهودهم مع رعاة كنائسنا الذين يتشوَّقون الى هذا التجديد  لأحياء دور كنيستنا المشرقية التي كانت رائدة في نشر بشارة ألأنجيل في العالم كُلِه ، وأن يكون للشعب المسيحي صوت مسموع  داخليا وخارجيا .
نعم اليوم نحن بحاجة الى المصالحة والمصارحة بهذه الحقيقة ، والأعتراف بوجود نهجين في الكنيسة الكلدانية ، نهج يريد الأبقاء على التقاليد والممارسات الطقسية والأفكاراللاهوتية ، ماقبل مجمع الفاتيكاني الثاني ، ونهج يريد التجديد والتغيير ومواكبة الأفكار اللاهوتية الحديثة وتطبيق مقررات مجمع الفاتيكاني الثاني والقرارات اللاحقة  . للأسف الكثيرون من الرعاة والأساقفة في كنيستنا الكلدانية أصبحوا يعتبرون أنفسهم قادة لهم سلطة وحتى قوة سياسية للهيمنة على كنيستنا الكلدانية في العراق والأنفراد في اتخاذ القرارات الدينية والسياسية البعيدة كل البعد عن طموحات وتمنيات وآمال شعبنا المسيحي  ، بدل أن يكونوا  كهنة ورعاة لخدمة  المؤمنين ، الذين هم أعضاء في جسد هذه الكنيسة .
ولكن علينا أن لاننسى جهود الخيرين من الكهنة والرعاة الذين قدموا حياتهم قرابين من أجل شعبهم واستشهدوا ولم يتنازلوا عن مبادئهم المسيحية ، وتصدوا لقوى الشر ، وتمسَّكوا بقول الحق ، ولم ينحنوا أمام عواصف الشر ، بعكس الكثيرين من الكهنة والرعاة الذين بسبب الخوف على مراكزهم وكراسيهم قلّلوا من المأساة التي يعاني منها شعبهم المسيحي ، لا بل ذهب البعض منهم ، اعتبار حالة شعبهم المسيحي كحال الشعب العراقي عامة ، وساووا بين الضحية والجزار ، فنقلوا صورة غير حقيقية ومشوّه ومشوَّشة  عن معاناة شعبهم المسيحي في العراق  الى العالم الحر والمنظمات الأنسانية  . هذا الشعب الذي خسر أرضه ومقدساته وحتى هويّته بسبب  كونه شعبٌ مسالم ، ليس من يسنده ويدافع عنه ، فراح ضحية الوحوش المفترسة  بعد أن تُرك لوحده يواجه مصيره  ، فتشتت الرعية في  غياب  الرعاة  الذين كان عليهم أن يدافعوا عن رعيّتهم حتى الشهادة  .
ويمكن أن نلخص أجوبة سيادة المطران ( في المقابلة الخاصة موقع رقم 1 )، دون التطرق على الأسئلة الموجه لسيادته ، والتي يمكن أن نقرأها من خلال الأجوبة و تلخيص أهم المواضيع المهمة التي وردت في هذه المقابلة  حيث ركَّز سيادته على ثلاثة  مواضيع مهمة وهي:
أولا : حالة كنيستنا (كأكليريوس) اليوم . ثانيا : المسيحيّون والتيارات الأسلامية المتشددة   ثالثا المسيحيّون والتسمية القومية والنقد الهدام
أولا : حالة كنيستنا اليوم :
عن الأزمة الداخلية في الكنيسة الكلدانية وأسبابها يشخَّص لنا سيادة المطران لويس ساكو حالة الكنيسة فيقول :

1 – من المؤكَّد أنّ الكنيسة الكلدانية تمر بأزمة شديدة لأسباب عديدة . تركت السنين العديدة . غياب قيادة مركزية قويّة لها رؤية وخطة.....
2 – ألتفرّد وغياب القناعة بالعمل ألجماعي (ألدكتاتورية) ، ألتكتُّلات ، ألوضع ألأمني  ، والهجرة أضعفت الكنيسة  وأبرشيّاتها الصغيرة....وعدد كهنتنا محدود وأخذوا بالهجرة .
4 – التنشئة الروحية للكهنة وأحتضانهم سبب آخر لتركهم .... غياب المقاييس ...عقلية السلطة – المشيخة وليس الخدمة .
الحل بحسب رأيي سيادة المطران لويس ساكو للخروج من هذه الأزمة هي :
بالمصارحة والمصالحة بين الأساقفة ، وأن ينعقد سينودس عام كلداني ، يعيد الى الكنيسة الكلدانية حيويّتها ، وتجديدها وشركتها وشراكتها ، ويحدِّد تنظيمها ويقوّي حضورها إينما وجد أبنائها .
وعن توجيهات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني  والأصلاحات في الكنيسة (المشرقية) على ضوء المستجدات والتغييرات الحاصلة في عالمنا اليوم  يعترف سيادته فيقول:
1 - أنّ كنائسنا الشرقية عامة والكلدانية خاصة لم تستفد من توجيهات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني .
2 – لم تقم الكنيسة (المشرقية) بإصلاحات مهمّة  في مجال الطقوس والتعليم والأخلاق والتنشئة والأدارة والمشاركة .
3 – الحاجة الى مجمع مسكوني آخر يُقيِّم ما تمَّ آنجازه ، ويتابع المستجدات الكثيرة ويلقي ضوء ألأنجيل عليها .
4 – العالم يتغيَّر بسرعة وعلى الكنيسة "ألأم والمعلمة " أن تكون هي في المقدمة لأستيعاب  هذه القضايا وأنجلتها وتوجيه المؤمنين
وعن الكنيسة ودور العلمانيين المؤمنين فيها ( سبق ان كتبتُ موضوع عن دور العلمانيين في الكنيسة ، موقع رقم 2 ) يقول سيادته :
الكنيسة ليست الأكليروس ، إنَّما  هي جماعة المؤمنين  والمعمَّذون لهم كهنوتهم الملوكي والنبوي  وهم شركاء في الكنيسة وليسوا قطيعا ، لكن المشاركة تتوقف على وعي الأكليروس والعلمانيين بدورهم ومواهبهم . على الكل أن يكونوا خليّة نحل من  أجل الأنجيل والأنسان .
ثانيا : المسيحيّون والتيارات الأسلامية المتشدّدة
عن ظاهرة الأحزاب الأسلامية المتشددة ومعاناة المسيحيين بسبب هذه الظاهرة  الخطيرة  ،هي ما يبعث عن قلق المسيحيين في العراق خاصة والشرق ألأوسط عامة ، بسبب الواقع الذي عاشه ويعيشه مسيحيي المنطقة من ألأرهاب  بعد انتشار الأحزاب الراديكالية الأسلامية. وعن هذا الموضوع يقول سيادة المطران لويس ساكو:
ظاهرة التشدّد الأسلامي بارزة وتستعمل الأقصاء والتهميش وحتى التصفية الجسدّية .
ويقترح سيادته بفصل الدين عن الدولة(الساسة ) فيقول :
فصل الدين عن الدولة حرصا على الدين والدولة معا  وعدم تسيّيس الدين ولا تديُّن السياسة وعن رؤيته لمستقبل بلدان المنطقة في ظل انتشار الأحزاب الراديكالية فيقول:
لا مستقبل لبلداننا من دون المواطنة الواحدة وليس الدين الواحد أو المذهب الواحد .
دور الدين هو التوجيه والنصح وليس إكراه الناس  على أيّ أمر كان .
وعن وضع المسيحيين في خضمِّ ألأحداث التي عاشتها وتعيشها المنطقة  وشعور المسيحيين بخيبة الأمل  جرَاء صمت المسلمين عن معاناة  المسيحيين فيقول الحقيقة بكلِّ صراحة  وجرأة عندما يقول :
نحن المسيحيين تضررنا أكثر كوننا لسنا طرفا في هذه الصراعات وأستهدافنا غير مفهوم ؟؟؟ . كُنَّا ننتظر مواقف أكثر صلابة ووضوحا من مواطنينا المسلمين عند الأعتداءات على الأبرياء . المتعصبون في كل مكان ومن كل الفئات.. المتعصب غير قادر ان يرى الا نفسه.. صحيح ظاهرة العنف مستشرية ومن المؤسف جدا ان تكون ظاهرة التشد الاسلامي بارزة وتستعمل الاقصاء والتهميش وحتى التصفية الجسدية.
ألحلول لهذه الظاهرة برأيي سيادته  :
1- الحوار هو السبيل الوحيد والحضاري  لمعرفة ألآخر وقبوله وإحترامه .
2 – الخلاص يأتي من الداخل وليس من الخارج ...علينا نحن أن نوحِّد صفوفنا وأن نعمل بروحية الفريق الواحد ، وألآّ نبقى منقسمين ومتبعثرين .....
ثالثا : المسيحيّون  والتسمية القومية والنقد الهدّام
وبخصوص التسمية القومية (الكدانية الآشورية السريانية )  التي طالما أبعدتنا نحن المسيحيّين عن وحدتنا ، وشتتت جهودنا بالجدالات العقيمة  ، يقول سيادته :
"صراحة صارت التسمية وكأنّها القضية الأولى في إجتماعات شعبنا ، بينما الأولوية يجب أن تكون على ألبقاء والتواصل ....ماذا تنفع التسمية إذا غادر أبناء شعبنا العراقي .
وأقترح سيادته  أن يحتفظ كُلِّ طرف بأسمه كما هو من دون مشاجرات ولا تشنجات والصاق التهم ، واحترام التسميات الحالية "ألكلداني والآشوري والسرياني " وأن لا نضيّع فيها الوقت . قد يأتي يوم يتم ألأتفاق على التسمية ، علمية أو توافقية ، يقبلها الجميع .
ألأولوية حاليا هو تجميع أبناء شعبنا في فريق واحد مثلا "المسيحيون "ليكون لنا حضور ومشاركة فيها يكون ألكلداني وألأرمني والقبطي وألآشوري والسرياني ..لنخلق الوعي بقضيّة وجودنا وبقائنا وتواصلنا . ألتسميات تأتي فيما بعد ...يجب ألآ تكون عائقا أمام وحدتنا ومشاركتنا .
وعن ظاهرة انتشاراسلوب النقد الهدّام وأستخدام الأسلوب المتدني والبعيد عن اللياقة الأدبية من قبل البعض من الذين يكتبون في المواقع المسيحية فيقول سيادته :
على هؤلاء  : أن يحافظوا على اللياقة الأدبية ولا ينزلقوا الى الشتائم والكلمات الخارجية والنابية لأيِّ شخص كان . وأن يكون النقد علميّا وموضوعيّا وبكثير من الأدب والكياسة .....يكفي أسلوب القدح والأستعلاء والأزدراء .

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=582755.msg5637340#msg5637340 1 -
http://mangish.com/forum.php?action=view&id=3507 2 -
وللأطلاع على بعض المقالات التي تم نشرها في المواقع المسيحية ، بخصوص نفس الموضوع ، راجع المواقع التالية:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=348208.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,344381.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=353008.0;wap2

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير