مشاكســـة الشمــــس طلعـــــت عالحراميــــــــة/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 19, 2015, 09:24:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســـة
الشمــــس طلعـــــت عالحراميــــــــة

برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللـــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
......................................
باقتدار وقوة وثبات ، استطاع بركان الاحتجاجات الجماهيرية ان يهزم بلهيبه وبسخونة احداثه ومطاليبه وافرازاته حرارة آب التي تجاوزت في ماراثونها نصف الطريق الى درجة الغليان، ليفجر امام الرأي العام غليانا  شعبيا من نوع آخر، غلياناً ربما لن يدرك لسع درجات حرارته الا اولئك الفاسدون واللصوص وسراق المال العام ومختطفو رغيف الخبز من افواه الجياع والمعدمين ومن افواه المهجرين والنازحين، اولئك المتاجرون بمصائب الشعب ونكباته ومآسيه وفواجعه وكوارثه التي جلبوها هم بفسادهم وعربداتهم السياسية ومزايداتهم وموبقاتهم وعمالتهم  لهذه الجهة الاقليمية او تلك.
ومثلما استفاق الدكتور العبادي فجأة من مشاريع احلامه ووعوده بعد سنة من عرضه لبرنامجه الحكومي وهرول مسرعا لتدارك الامر ونقل مايمكن نقله من الورق الى الارض عبر حزمة الاصلاحات، هكذا استفاق معظم المسؤولين هنا وهناك من سباتهم فجأة ايضا، منددين بالفساد ومسارعين لاعداد قوائم باسماء الموظفين المرشحين للاقالة بينما التقط البرلمان هو ايضا انفاسه واستيقظ فجأة من سباته وبعد ان تثاءب طويلا صوت بالموافقة على ما اطلق عليها (حزمة الاصلاحات) التي دعت الى اجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين واقالة عدد من المسؤولين وتخفيض اعداد حماياتهم ومنع بعضهم من السفر وايقاف الرواتب التقاعدية، في وقت  يتساءل فيه المراقبون والمحللون الستراتيجيون الى جانب المتظاهرين، اين كانت اذا الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وهيئات النزاهة ولجانها والسياسيون والقضاء خلال السنوات الماضية التي شهدت اوسع عمليات الفساد واضخم اساليب النهب المنظم للمال العام، بل وضياع ميزانيات سنوية بأكملها وهرب الفاسدون بما اختلسته اياديهم السود الملطخة بالعار الى الخارج، الى جانب ضياع نصف مساحة البلاد التي استولى عليها تنظيم داعش الارهابي وما خلفه اجرامه الدني من هدم للبنية التحتية واعدام مئات الآلاف وتهجير الملايين وتخريب كل الرموز الحضارية والروحية في وقت شهد فيه العالم على ايدي المسؤولين الفاسدين من وزراء وبرلمانيين وسياسيين وذوي الدرجات الخاصة ولادة أوسع وأخطر وأقذر وأحط منطقة فساد على ايديهم.
واذا بلهيب الصيف الذي انجب ربيع الاحتجاجات، يجعل الربيع يتمخض ايضا ليلد صقيعا جليديا من الخوف والرعب وفقدان التوازن بين مختلف المسؤولين الفاسدين الذين غرق  معظمهم ببحر من التبريرات غير المقنعة اسمه (فجـــــأة).
فرئيس الوزراء انتبه فجأة الى حجم الفساد الذي اغرق البلاد وسلب لقمة عيش العباد، فسارع الى إعلان حزمة اصلاحاته فجأة، كما انتبه فجأة الى حجم الرواتب والمخصصات غير الواقعية، بل والفضائية التي يتقاضاها الوزراء والبرلمانيون وذوو الدرجات الخاصة، وهذا وذاك انتبهوا فجأة الى ان حجم الحمايات الخاصة للمسؤولين يفوق ربما عدد افراد الجيش وقرروا فجأة تخفيض اعدادها، وهذا المسؤول او ذاك انتبه فجأة الى امكانية هرب المسؤولين الفاسدين وقرر اصدار قرارات بمنعهم من السفر، والقضاء استفاق فجأة من غفوته وطالب بتقديم الفاسدين اليه، والبعض استفاق فجأة من غفوته وحاول التملص من صمته السابق مطالبا فجأة بمنع صرف أي مخصصات حكومية لاي مسؤول مقابل اجرائه لعملية استئصال بواسيره الي كلفت احداها الدولة بحدود  خمسين مليون دينار، او لقاء تصغير اعضاء زوجته او تجميلها بمبلغ ربما يتجاوز الستين او السبعين مليون دينار، أو لأي برلماني او مسؤول لقاء اجرائه عمليات لازالة القشرة من رأسه،  وهذا الوزير او اذاك انتبه فجأة الى وجود عدد من اصحاب الشهادات المزورة  في وزارته وقرر فجأة الاستغناء عنهم، وآخر تذكر فجأة ان مجموعة المدارس التي تعاقد على بنائها منذ سنوات ما تزال مجرد هياكل حديدية اكلها الصدأ منذ سنوات وقرر فجأة محاسبة المسؤولين، ووزير آخر استفاق فجأة من نومه وعلم فجأة ان وزارته تضم تشكيلات عائلية وقرر فجأة استبعادهم  من وزارته، وآخر اكتشف فجأة ان وزارته تضم آلاف الموظفين الوهميين الفضائيين وقرر فجأة فتح تحقيق في الموضوع، وآخر اكتشف فجأة ان بعض مفردات البطاقة التموينية التي تضم (خمسين) مادة غذائية غير صالحة للاستخدام البشري وقرر فجأة محاسبة المقصرين، وآخر نهض من نومه فجأة وتلمس فجأة عجز الكهرباء الكسيحة وبعد ان كان يطالب بايقاف (الكيزرات) في هذا الصيف اللاهب اكتشف فجأة ان بامكان المعنيين تحسين الطاقة الكهربائية فجأة، وبعد سنوات من السلب والنهب والسرقات المشرعنة اكتشف المسؤولون فجأة اهمية تشريع قانون (من اين لك هذا) بعد ان ضيع (الفاسدون) بحدود الف مليار دولار من ايرادات العراق منذ سقوط النظام السابق الى يومنا هذا ولم يشيدوا انجازا واحدا يمكن ان نفخر به عدا الصرفيات المهولة على المنطقة الخضراء سيئة الصيت التي ضمت الى جانب قلة من المخلصين، خيرة اللصوص والسارقين والفاسدين وسراق المال العام وسماسرة العقود الوهمية والصفقات الفاسدة بدءا من اجهزة السونار سيئة الصيت للكشف عن المتفجرات مرورا بصفقات الاسلحة المستهلكة وانتهاء بالمواد الغذائية الفاسدة والذين لم يجلبوا للبلاد الا الخراب والدمار والافلاس والارهاب والانهيارات الامنية والجريمة المنظمة وانفلات الميليشيات، حتى امست بلادنا بسببهم وبسبب سرقاتهم وفسادهم  ثالث اكثر دولة فسادا على قائمة الشفافية العالمية واصبحت عاصمتنا (التي كانت جميلة يوما ما) واحدة من (اوسخ) العواصم والمدن، وتحولت بلادنا ايضا الى واحدة من اخطر البلدان على حياة الصحفيين، وانحدرت بلادنا الى الافلاس لتمسي دولة فقيرة تستجدي مساعدات الاخرين وربما امسينا نحتل المرتبة الاولى في عمليات التهجير والنزوح، لذا لابد ان نتساءل الان كما يتساءل الشارع الشعبي الذي يعيش ربيع انتفاضته المجيدة، اين كان كل هؤلاء المسؤولين الذي استفاقوا فجأة ولوحوا باجراءاتهم الاصلاحية فجأة خلال السنوات الماضية التي شهدت عمليات السلب والنهب وشرعنة سرقة المال العام؟؟
  اخيرا لقد تمخض ربيع الانتفاضة الجماهيرية منجبا صقيعا يحاصر الفاسدين، وما نأمله ان يستطيع هذا الربيع ان يحاصر بصقيعه كل حيتان الفساد الكبيرة وان ألا يكتفي كالعادة بالاسماك الصغيرة وحسب، وربما عندما سيكشف القضاء (النزيه) ثروات البعض من المسؤولين الفاسدين الذين كانوا معدمين وفجأة امسوا من اصحاب الشركات والفلل والقصور الفارهة وعشرات المليارات، سيجعل الشعب المسروق والمنهوب والمظلوم يردد لهم منلوج الفنان الكبير علي الدبو (الشمس طلعت عالحرامية..  وبانت اعمال الرجعية ربك حميد كشف امرهم لا لا لا منصدكهم... هذي القصور.. هذي الحواش.. هذي المكائن انترناش كلها من هذا المعاش.. عفية معاش.. لا لا لا لا منصدكهم).