تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

فوز عبعوب وعقوبة بيرلسكوني

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مايو 10, 2014, 02:04:05 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

فوز عبعوب وعقوبة بيرلسكوني




أقرأ في الأخبار وحوادث الشعوب ان رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكونى، بدأ امس أول أيام عقوبة 'الخدمة الاجتماعية'. وذكرت الأنباء أن بيرلسكوني سيبدأ العمل في أحد دور الرعاية ، حيث يقضى أربع ساعات أسبوعيا في خدمة المسنين الذين يعانون اضطرابات عقلية..يأتي ذلك على خلفية الحكم الذى صدر العام الماضي بسجنه بتهمة التهرب الضريبي ، إلا أنه لم يسجن نظرا لأن النظام القضائي الإيطالي يراعى عدم سجن من يتخطى السبعين عاما .
وأقرأ في الأخبار أيضا ان المحكمة الدستورية في تايلندا تقيل رئيسة الوزراء ، وأتمنى ان لا يذهب بكم الخيال بعيدا ، فتظنون ان رئيسة الوزراء سرقت مليار دولار من أموال الحصة التموينية ، أو أنها شريكة في صفقة استيراد أسلحة فاسدة أو زوّرت شهادة المتوسطة لتحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية ، لكن حين تعرفون سبب إقالتها ستتأكدون حتما من ان هذه السيدة ارتكبت جرماً اشد وأبشع ، فقد تدخلت في قرار نقل احد القادة الأمنيين .
تقدم لنا أخبار وحكايات الشعوب المدى الذي يمكن ان يصل إليه الفعل البشري، حين تتظافر الجهود والنيات الصادقة في بناء وتطور الأوطان.
بالأمس قال لي صديق ان نعيم عبعوب صاحب حكاية الصخرة الشهيرة ومؤسس نظرية الزرق ورق حصل على تسعين الف صوت في الانتخابات ، وان نائبة موازنة القتل الطائفي كتبت في صفحتها على الفيسبوك العبارة التالية : ' وصل عدد اصواتي اكثر بقليل من ثمانين الف صوت ' فيما احتفلت النائبة التي تقلبت من العراقية الى البيضاء ثم الحرة وأخيرا دولة القانون ' عالية نصيف ' بفوزها الساحق على منافسيها .
هذه صورة المنتصرين في عراق 2014 جميعهم يرفعون أصابعهم بإشارة النصر ، فيما الذين هزموا الظلم والتخلف والاستبداد ، لم يكونوا يرفعون أصابعهم في وجوه خصومهم ، لم يشتموا أحداً ولم يسخّفوا معارضيهم ،ولم يكونوا قادة معارك ، بل رجال بناء ومصالحات .. في دول القانون والمؤسسات استعاد الناس حرياتهم كأفراد وبشر. وخرجوا من الظلمة إلى الحياة، ومن الزعيم الأوحد إلى الرئيس المواطن .
انتهى عصر الوجوه المنتفخة والحاقدة ، فيما نحن لانزال نعيش في ظل مسؤول يتمنى أن يستيقظ ذات يوم ليجد خصمه قد اختفى من الوجود وأصابه زلزال مدمر .
اقرأ حكاية السيدة رئيسة وزراء تايلند وانظر إلى وجوه عشرات الرجال من الذين خذلوا العراق ، ونهبوا ثرواته وشردوا أبناءه في طرقات الغربة، ونشروا ثقافة الطائفية والجهل وقطع الرؤوس وكواتم الصوت .
يكتب غوستاف لوبون في كتابه روح الجماهير : ' تتركز قوة الحاكم المخادع على المخيلة الشعبية ، فهو يسعى الى ان يجر الجماهير وراءه بالتأثير على عواطفهم ، ويصف لوبون أساليب أصحاب السلطة الذين يستخدمون التلاعب بمشاعر الناس للهيمنة على مصائرهم بانها حواة مهرة ، وان ابرز وسيلة لفضحهم هي إسقاط أقنعتهم '
تتوالد وتتكاثر الوجوه الفاشلة في المناخات الملوّثة بوباء الطائفية والاستبداد . راجعوا معي حكايات الديكامريون التي رواها لنا الإيطالي بوكاشيو ، كيف تُخدع الناس بخطابات وشعارات أكثر فتكا بالبلاد من وباء الطاعون .
لم يبقَ حلم في أقصى مدن العراق ، إلاّ ونهب وخرّب . لم يبق بيت إلا وزرعت فيه بذرة الطائفية .. لم يبقَ ترمّل أو تهجير اوقتل على الهوية ، إلا نُشر ورسخ. لماذا ؟ لأن السياسي العراقي يريد أن يبني مجده على أن يخالف لا أن يصالح . يريد البقاء ، لأنه قوي لا، لأنه عادل ومتسامح وكفوء .


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2704858
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة