مسيحيو الشرق... والعهدة العمرية / تيسير الزبري

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 09, 2015, 02:57:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  مسيحيو الشرق... والعهدة العمرية 



برطلي . نت / متابعة

الحدث/تيسير الزبري


منذ فترة ليست قصيرة تراودني فكرة الكتابة عن أسطر من تاريخ المنطقة التي نعيش بها، إدراكاً من أن قسماً كبيراً من أبناء جلدتنا لا يعرفون بها. وقبل أن أقول ما يخالجني من أفكار أسجل إعجابي الشديد بالتطور، ولو كان محدوداً، من الجرأة في تناول صفحات من تاريخنا الشرق أوسطي، وتحديداً تاريخ الأديان السماوية في منطقة الشرق ومن انتعاش روح النقد والمراجعة ورفض التسليم بالمسلّمات التي بنينا عليها أفكارنا منذ مئات السنين دون أن نتفكر بها أو بصحتها ولا حتى بسلامة مقاصدها!

هكذا، ودون أن ندري وقعنا في أسوأ أنواع الصراعات وأكثرها قساوة ودموية في تاريخ البشرية من انتشار حالة القتل على الدين أو الطائفة أو الملّة، وبانتشار القتل بمن ليسوا من أتباع هذه الديانات (السماوية) كما حصل مع الأزيديين في الشمال العراقي، وكما يحصل الآن في سوريا والعراق وليبيا واليمن من مسلمين ومسيحيين!

من الصفحات التي مررنا عليها مرور الكرام، وبفعل "المسلّمات"، هو تاريخ مسيحيي الشرق، والتعامل معهم باعتبارهم خارجين عن تاريخ المنطقة، وهو التاريخ الذي يمتد لأكثر من الفي عام، بل والقفز عن هذا العمق إلى تاريخ حديث نسبياً كتاريخ الغزوة الأوروبية الاستعمارية الأولى، والتي أطلق عليها الحروب الصليبية (ذلك من أجل إعطائها صفة القداسة كما هي كل الفتوحات والحروب الدينية)، وجرى إخفاء مسبباتها الاقتصادية في عهود الإقطاع الأوروبية وحروب أمراء الإقطاع على اقتسام الأرض واستعباد البشر لخدمة طموحاتهم المادية...

لقد مرت على مناطق الشرق العربي شعوب وأقوام مختلفة من الساميين، كما مر عليها دعاة الأديان "السماوية" وأنبياؤها من إبراهيم الخليل إلى النبي موسى واليسع، ومنها وبعد مئات السنين جاء المخلص السيد المسيح لينقذ الناس من ظلم تجار اليهود واستعبادهم للناس... وهي صفحات مليئة بالقصص والخرافات، كما تحتوي على جرائم كبرى إلى ما هنالك من أساليب لا يمكن قبولها في عصرنا الراهن حيث حقوق الإنسان وحرياته في الاختيار الديني والاجتماعي... إلى كل ما هنالك من أساسيات الحضارة الراهنة....

مسيحيو الشرق ومنها بلادنا فلسطين وفي الجوار منها بلاد الشام عامة ومن الغرب أقباط مصر وفي أعماق بلاد الرافدين من الآشوريين والكلدانيين والسريان (الآراميين) وهم من الأقوام السامية ومن القبائل الكنعانية التي هاجرت من الجزيرة العربية بعد سنوات القحط والعطش والجوع (وخاصة بعد انهيار سد مأرب).

مسيحيو الشرق سبقوا المسلمين في البلاد وخضعوا في سنوات ما قبل انتشار الدعوة الإسلامية إلى الحكم الروماني، بل أن أحد أباطرة الرومان كان من سوريا، ونحن نتحدث عن أكثر من ألف وخمسمئة عام لا بد وأن نأخذ عادات حروب تلك الأزمنة وانتشار عادات السبي للنساء وقتل رجال القبائل أو استعبادهم، إلا أن أصحاب الدعوة الأسلامية وأمراءها وبشكل خاص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد أحدث تطوراً هاماً وأساسياً في العلاقة ما بين جيشه الفاتح وبين أهل المنطقة وأصحابها من المسيحيين لا تقوم على السبي أو الاستعباد، بل تقوم على منحهم الأمان وعلى كامل حقوقهم وحصولهم على حق ممارسة شعائرهم الدينية وحريتهم في تقبل الدعوة الإسلامية أو رفضها، وقد احترمت تلك العهدة العمرية في العام 638م كل العقائد والحقوق للمسيحيين والأمان، ونصت على أن يكونوا معافين من "الجزية والخفر والواجب، ومسلّمين من كافة البلايا في البر والبحور، وفي دخولهم للقيامة وبقية زيارتهم، لا يؤخذ منهم شيء"... أين نحن الآن من تلك القيم السامية التي وردت في العهدة العمرية أمام ما نشاهده الآن من جرائم بحق أصحاب الديانات أو الطوائف أو الملل في منطقتنا؟!

المسيحيون في هذا الوطن ليسوا رعايا وليسوا أقليات ولا يتمنّن عليهم أحد في وطنهم، ولا يحاول أحد أن يستلب منهم حقوقهم، ولا يجب أن تصاغ أية قوانين تنتقص من حقوقهم، لأن في ذلك ليس عدواناً عليهم فقط، بل تزوير فاضح لتاريخ معروف وموثق وناصع فوق رؤوس الأشهاد، هو أولاً وأخيراً تاريخنا جميعاً.

متي اسو


نص العهدة العمرية من كتاب لأبن القيم الجوزية

عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه

الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب
ولا يجدِدوا ما خرِب
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم
ولا يؤووا جاسوساً
ولا يكتموا غشاً للمسلمين
ولا يعلّموا أولادهم القرآن
ولا يُظهِروا شِركاً
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا
وأن يوقروا المسلمين
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس
ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم
ولا يتكنّوا بكناهم
ولا يركبوا سرجاً
ولا يتقلّدوا سيفاً
ولا يبيعوا الخمور
وأن يجزُوا مقادم رؤوسهم
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين
ولا يخرجوا شعانين
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم
ولا يظهِروا النيران معهم
ولا يشتروا من الرقيق ما جرتْ عليه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم
وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق
http://www.muadi.com/Falasteen/artikel/alomaria.htm

بشار سعدون

#2
تحية طيبة وإحترام .. أدناه نصوص العهدة العمرية المعتمدة عند المحققين من أهل العلم .. مع الإشارة إلى أن هناك من العلماء من ينكر وجودها أصلاً ، و كذلك أورد لك وللقراء الكرام رأي أهل العلم وعلماء الجرح والتعديل والتوثيق فيما أورده ابن القيم ::

1- نص اليعقوبي: أورد اليعقوبي [المتوفى عام 284هـ] نصًا مختصرًا لهذا العهد جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتبه عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدسِ: إنكم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم، لا تُسكن ولا تخرّب، إلا أن تُحدِثوا حدثًا عامًا، وأشهد شهودًا" (اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي: ج2، ص: [46]).2- نص ابن البطريق: وقد أورد أفثيشيوس (ابن البطريق) [المتوفى سنة 328هـ]، صيغة تشبه صيغة اليعقوبي جاء فيه: "بسم الله، من عمر بن الخطاب لأهل مدينة إيلياء، إنهم آمنون على دمائهم وأولادهم وأموالهم وكنائسهم، لا تهدم ولا تسكن، وأشهد شهودًا" (ابن البطريق: التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، ج2، ص: [147]). 3 - نص ابنِ الجوزي : أورد ابن الجوزي المتوفى في عام 597هـ ما يلي: "كتب عمر (بن الخطاب) لأهل بيت المقدس إني قد أمنتكم على دمائكم وأموالكم وذراريكم وصلاتكم، وبيعكم، لا تكلفون فوق طاقتكم، ومن أراد منكم أن يلحق بأمته فله الأمان، وأن عليكم الخراج كما على مدائن فلسطين" (ابن الجوزي: فضائل القدس، ص: [123-124]). 4- النص المعتمد حاليًا : وآخر هذه النصوص، النص المعتمد حاليًا لدى كنيسة القدس الأرثوذكسية والذي نشرته بطريركية الروم الأرثوذكس عام 1953م، وهو الأساس الذي ينظم العلاقة بين السلطات الإسلامية الحاكمة للقدس، والنصارى فيها.. وهذا نصه :"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ورحمنا بنبيه صلى الله عليه وسلم، وهدانا من الضلالة، وجمعنا بعد الشتات وألَّف قلوبنا، ونصرنا عَلى الأعداء، ومكّن لنا من البلاد، وجعلنا إخوانًا متحابين، واحمدوا الله عباد الله على هذه النعمة. هذا كتاب عمر بن الخطاب لعهدٍ وميثاق أُعطي إلى البطرك المبجل المكرّم وهو صفرونيوس بطرك الملة الملكية في طورزيتا بمقام القدس الشريف في الاشتمال على الرعايا والقسوس والرهبان والراهبات حيث كانوا وأين وجدوا، وأن يكون عليهم الأمان، وأن الذمي إذا حفظ أحكام الذمة وجب له الأمان والصون مِنّا نحن المؤمنين وإلى من يتولى بعدنا وليقطع عنهم أسباب جوانحهم كحسب ما قد جرى منهم من الطاعة والخضوع، وليكن الأمان عليهم وعلى كنائسهم وديارهم وكافة زياراتهم التي بيدهم داخلًا وخارجًا وهي القمامة وبيت لحم مولد عيسى عليه السلام كنيسة الكبراء، والمغارة ذي الثلاثة أبواب، قبلي وشمالي وغربي، وبقية أجناس النصارى الموجودين هناك، وهم الكرج والحبش، والذين يأتون للزيارة من الإفرنج والقبط والسريان والأرمن والنساطرة واليعاقبة والموارنة تابعين للبطرك المذكور.. يكون متقدمًا عليهم لأنهم أعطوا من حضره النبي الكريم والحبيب المرسل من الله وشرفوا بختم يده الكريم، وأمر بالنظر إليهم والأمان عليهم، كذلك نحن المؤمنون نُحسِن إليهم إكرامًا لمن أحسن إليهم، ويكونوا معافًا (معافيين) من الجزية والغفر (الخفر) والمواجب، ومسلمين من كافة البلايا في البر والبحور وفي دخولهم للقمامة وبقية زياراتهم لا يؤخذ منهم شيء، وأما الذين يقبلون إلى الزيارة إلى القمامة، يؤدي النصراني إلى البطرِك درهم (درهمًا) وثلث من الفضة، وكل مؤمن ومؤمنة يحفظ ما أمرنا به سلطانًا كان أم حاكمًا واليًا يجرى حكمه في الأرض، غني أم فقير من المسلمين المؤمنين والمؤمنات. وقد أعطى لهم مرسومنا هذا بحضور جم الصحابة الكرام، عبد الله، وعثمان بن عفان وسعد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وبقية الأخوة الصحابة الكرام. فليعتمد على ما شرحنا في كتابنا هذا ويعمل به، وأبقاه في يدهم، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وأصحابه، والحمد لله رب العالمين حسبنا الله ونعم الوكيل . في العشرين من شهر ربيع الأول سنة خامس وعشر للهجرة النبوية. وكل من قرى (قرأ) مرسومنا هذا من المؤمنين وخالفه من الآن والى يوم الدين فليكن لعهد الله ناكثًا ولرسوله الحبيب باغضًا" (انظر: أحمد زكي صفوت: جمهرة رسائل العرب، رسائل الخلفاء الراشدين). كما أن الروايات لنصوص العهود المُسمَّاة بالعهدة العمرية قد وسعت وطورت على الزمن تبعًا لتطور أحوال أهل الذمة منذ عهد عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمتوكل إلى عهود بعدها لأنها احتوت شروطًا لأمور لم تكن موجودة أو معروفة زمن الفتح !؟ (( لأنها احتوت شروطًا لأمورٍ لم تكن موجودة في ذلك الزمن، كجز المقادم وشد الزنانير ونقش الخواتم والتكني بكنى المسلمين ..)) . ويبدو أن مثل هذا النموذج من العقود كانت تضعه المدارس الفقهية الإسلامية لتصور واجبات وحقوق لأهل الذمة كالنموذج الوارد في كتاب الأم للشافعي . فطورت من نصوص مختصرة، أقرب ما تكون للحقيقة، كنصوص اليعقوبي، وابن البطريق وابن الجوزي، إلى نصوص مطولة تحتوي شروطًا مستهجنة كنص الطبري ومجير الدين أو نص مختلف في الصيغة والشروط والمحتويات كنص ابن عساكر . ولعل من المفيد أن نعلم أن المؤرخ فيليب حتي مثلاً ينكر وجود العهدة العمرية ذاتها، بدعوى أن مؤتمر الجابية الذي عقده الخليفة عمر بن الخطاب، لبحث الأمور الإدارية بالشام، لم يعرف بالضبط ما الذي دار فيه وما هي القرارات التي اتخذها معتمدًا في ذلك مع المؤرخ ترتون على اختلاف روايات تلك النصوص، واحتوائها على معلومات وأحكامًا وجدت في عصور تالية لعصر الفتح .. أما عن ما نقلته لآبن القيم فأورد لك تعقيب وتحقيق أهل العلم عليه (( .. يتبين بوضوح ضعفه بسبب اﻻنقطاع بين سفيان الثوري الذي مات سنة 161هـ ومسروق بن الأجدع التابعي المخضرم، ناهيك ع اﻻنقطاع بين اﻹمام ابن الجوزي المولود سنة 691هـ وسفيان الثوري . وقـد أورد ابن الجوزي مجموعة من الروايات في هذا المعنى كلها ﻻ يخلو من ضعف في بعض رواتها أو جهالة في آخرين ، ومن الجدير ذكره أن الدكتور /  همام سعيد أشار إلى توهين هذه الشروط من جميع طرقها حتى اﻹمام ابن الجوزي فطن للضعف فقال معلقاً عقب ذكر الروايات : " وشهرة هذه الشـروط تغني عن أسانيدها "، وهذا اﻷمر ﻻ يسلم له فيه ﻷن الشهرة ﻻ تعني الصحة أو حتى الحسن ، بل هناك من المشهور ما هو موضوع . وعلـيه تكون هذه الشروط غير مقبولة حديثياً وإن استخدمها الفقهاء في كتبهم  . )) و تعقيب أخر (( .. والدليل أن تلك الشروط مفتراة على عمر هو أن سند رواية الشروط متهافت جدا .. وهذا هو البرهان : 1) للمفكر المعروف رفيق العظم كتاب قيم المضمون والتوثيق بعنوان «أشهر مشاهير الإسلام في السياسة والحرب».. وقد عرض في كتابه هذا مطولا لسيرة عمر بن الخطاب وعقد مبحثا بعنوان «نظرة في بعض الأخبار المتعلقة بأهل الذمة»، وقال في هذا المبحث: «كيف كانت سياسة عمر مع أهل الذمة، وكيف كان شديد الحرص على راحتهم، حاثا العمال على إنصافهم وعدم إيذائهم . ومن كان هذا شأنه مع القوم يستحيل على العقل تصديق ما يناقض سيرته هذه معهم . وقد أورد بعض أرباب السير ونقلة الحديث خبرين عن عمر يتعلقان بأهل الذمة (ومنهما تلك الشروط التي ذكرناها آنفا). وقد وَهّن روايتيهما أهل الحديث وحفاظه وقالوا إنهما موضوعتان . وقد أورد الإمام الشوكاني في نيل الأوطار الحديث الثاني عن البيهقي وعن الحافظ الحراني باختلاف بينهما في اللفظ، وقال عن الأول في إسناده ضعف، وعن الثاني في إسناده حنش وهو ضعيف، ويريد بحنش أحد المطعون فيهم في رواية الحديث» . 2) العلامة الدكتور صبحي الصالح متعمق متثبت معروف بدقة التوثيق، وضبط العبارة. وقد كلفته جامعة دمشق بتحقيق كتاب «أحكام أهل الذمة» للإمام ابن القيم . وكان منصفا لابن القيم، وكان - في الوقت نفسه - حريصا على أمانة توثيق سند رواية «الشروط» المنسوبة إلى عمر بن الخطاب .. ومما قاله في سند هذه الرواية في مقدمة التحقيق : «ولا يحتاج الباحث إلا لمراجعة ما كتبه ابن القيم نفسه في بدء حديثه عن الشروط ليرى رأي العين ما في الروايات من تضارب ملحوظ، فقد نصت الرواية الأولى على أن أهل الجزيرة هم الذين كتبوا إلى عبد الرحمن بن غنم ثم كتب عبد الرحمن إلى عمر، بينما نصت الرواية الثانية على أن عبد الرحمن بن غنم كتب مباشرة لعمر حين صالح نصارى الشام، وتبين في الرواية الثالثة أن عبد الرحمن إنما صاغ شروط النصارى في كتاب لعمر، فمن العجب العجاب أن يملي المغلوبون على الغالب شروطهم، كأنه كان في حاجة لأن يوادعوه !.. والروايات الثلاث اكتفى ابن القيم بسردها، من دون تخريجها، ولم يقع التضارب فقط حول الذي اشترط العهد : أهو الغالب أم المغلوب .. بل وقع في المتن المكتوب نفسه، فقد اشتملت الرواية الأولى على شرطين ألحقهما عمر بنفسه بذلك العهد : أحدهما منع الذميين من شراء سبايا المسلمين !!؟؟ والآخر خلع عهدهم إذا ضربوا أحدا من المسلمين . !؟ بينما خلت من هذين الشرطين الملحقين الروايتان الأخريان .. 3) من المفارقات المذهلة أنه على حين شوه مسلمون دينهم وخوفوا الناس منه بهذه الروايات المتهافتة المنسوبة إلى عمر ، نرى باحثين مسيحيين أنصفوا الإسلام أيما إنصاف .. ففي كتابه «أهل الذمة في الإسلام» كتب الدكتور (أ. س. ترتون) يقول: «في هذا العهد (العهد المنسوب إلى عمر) نلاحظ نقاطا بالغة الغرابة، ذلك أنه لم تجر العادة أن يشترط المغلوبون الشروط التي يرتضونها ليوادعهم الغالب. أضف إلى هذا أنه من الغريب أن يحرم المسيحيون على أنفسهم تناول القرآن هم وأولادهم بأي صورة من الصور، ومع ذلك يقتبسون في خطابهم للخليفة آيات من القرآن. والأمر المستغرب من الوجهة العامة أنه عهد لم ينص فيه على اسم البلد، فلو كان صادرا عن دمشق - قصبة الولاية - لوردت الإشارة إليها. ومن ناحية أخرى فإننا لا نجد قط عهدا مع أي مدينة من مدن الشام يشبه عهد عمر بحال من الأحوال، إذ كلها عهود بالغة البساطة . إذا تبين هذا ساورنا الشك في نسبة العهد إلى عمر». كل ما سبق ذكره نقلته من مكتبتي الرقمية على جهاز الآي باد خاصتي ومن بعض المواقعة المتخصصة .. شكراً واحتراماتي للجميع .