الدعـوة لهــدم الكنائـــس بيــن المحبـــة والكراهية/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 22, 2013, 08:56:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الدعـوة لهــدم الكنائـــس
بيــن المحبـــة والكراهية



مال اللـــه فـــرج
  malalah_faraj@yahoo.com


دعا مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله ال الشيخ للمرة الثانية الى هدم وتدمير جميع الكنائس المسيحية الموجودة في شبه الجزيرة العربية .
واذ أحترم رأي هذا الشيخ الفاضل الجليل الذي لا اشك بوعيه ولا  بثقافته وبدقة معلوماته الدينية والتاريخية ' والا لما ارتقى لهذا المنصب الرفيع الذي يخوله اصدار الفتاوى وهداية الاخرين '     الا انني اود ان اذكر مقامه الرفيع بحقائق تاريخية يفترض بأنه يدركها افضل وادق مني بالطبع نظرا لموقعه الروحي.
أولا ــ ان المسيحية دين سماوي انبثق منذ اكثر من الفي عام وسبق  ظهور الاسلام باكثر من  خمسة قرون فهو وكنائسه يمثلون أبرز جذور الوجود الحضاري للانسانية في هذه المنطقة وليسوا دخلاء عليها.   
ثانيا ــ ان المسيحيين وتجسيدا لقيم دينهم في المحبة والتسامح واغاثة الاخرين وقبول الاخر ' بل ومحبته ' هم الذين حموا المسلمين الاوائل اجداد هذا الشيخ الفاضل عندما توجهوا الى الحبشة واحتموا بملكها النجاشي مما جسد ويجسد عمليا جذور المحبة المسيحية للانسانية جمعاء بعيدا عن اية اعتبارات او اختلافات دينية او قومية او عرقية او طائفية ' وبالاخص فان تلك الحماية كانت تجسد جذور المحبة المسيحية الاسلامية في زمن الاجداد والتي يفترض ان يفخر بها ويعززها الأحفاد بعيدا عن الكراهية والأحقاد. 
ثالثا ــ ان وصايا الله العشرة التي انزلها الرب على السيد المسيح تنص على :
(1ـ انـــا هـــو الـــرب الهـــك لا يكــن لك الـــه غيـــري. 2 ــ لا تحلـــف باســـم اللــــه بالباطــــل  3ــ احفـــظ يـــوم الــــرب 4 ــ أكــــرم أبـــاك وأمـــك 5 ــ لا تقتــل 6ــ لاتـــزن 7 ــ لا تســـرق 8ــ لا تشهـــــد بالــــزور 9 ــ لا تشتــــه امـــــرأة قريبـــك 10 ــ لا تشتـــــه مقتنــــى غيـــــرك)' فهل يكون جزاء بيوت الله التي توصي بكل هذه القيم الكريمة  وتعززها في المجتمع الهدم؟ 
رابعا ــ ان السيد المسيح لم يوص بالمحبة فقط (أحــبب لأخيـــك مــا تحبـــه لنفســـك) وانما ذهب لابعد من ذلك حين دعا الانسان لمحبة حتى اعدائه (أحبـــوا اعداءكــــم واحســـنوا لمبغضيكــــــم)   ' بل وجسد ذلك حقيقة وهو يطلب من الله المغفرة لاولئك الذين عذبوه واضطهدوه واحتقروه وجلدوه وغرسوا اكليل الشوك في رأسه (يا أبتـــي اغفــــر لهــــم لانهــــم لايــــدرون مــاذا يفعلــــون) ' وغني عن الاشارة الى ان الكنائس المسيحية وهي (بيـــوت اللــــه المقدســــة ) ' تدعو لهذا كله الذي يمثل فلسفة المحبة الحقيقية والتسامح والمغفرة وقبول الأخر ' فهل يكون جزاؤها الهدم والتدمير في محاولة لاطفاء ومضات ثقافة المحبة التي تنادي بها؟
خامسا ــ يقول السيد المسيح وهو يدعو للسلام بين البشر : (طوبـــى لفاعلــــي الســــلام فانهــــم ابنــــاء اللـــه يدعــــون) فاين هو السلام من مثل هذه الدعوات؟.
هذا وقد انتقد الكاتب السعودي تركي الحمد هذه الفتوى التي أطلقها مفتي عام السعودية، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، بوجوب هدم جميع الكنائس في شبه الجزيرة العربية متسائلا: "ماذا لو عاملونا بالمثل فهدموا مساجدنا في أمريكا وأوروبا؟ هل نلومهم؟"..
الحمد أضاف :كم نحن بحاجة إلى خطاب ديني وسياسي جديد في هذا البلد. خطاب ديني يحترم عقائد الآخرين ويتعايش معها، وخطاب سياسي يستوعب متغيرات المجتمع.
وحذر من أحداث جامعة الملك خالد واعتبرها مؤشرا خطيرا على أن الحرائق الكبيرة تبدأ بشرارة، والحكيم هو من يحاول إطفاء الشرارة قبل اندلاع الحريق، بالبحث عن الأسباب'. ومن جانبه ندد مجلس الأساقفة النمساويين بشدة بالدعوة التي وجهها مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
ويأتي كلام الحمد بعد ما أثارت دعوة مفتي السعودية لهدم الكنائس بجزيرة العرب استياء المسيحيين وتناولتها الصحف ووسائل الإعلام الغربية كبادرة تهدد وجود ما تبقى من مسيحيي الشرق
  فيا سيدي الفاضل ليتك تتصفح الانجيل المقدس يوما او تذهب   الى احدى الكنائس المسيحية لتقف مباشرة على قيم المحبة وطقوس الغفران والعبادة الحقيقية لله التي تضيئ قلوب المؤمنين وتثري علاقاتهم مع الاخرين وفق ارفع القيم الروحية النبيلة.

وأخيــــرا ... شــــتان يا ســــيدي ما بيـــن نــــور الهدايــــة والبنـــــاء والمحبـــــــة ومــا بيـــن دياجيــــر الاحقــــاد والهـــــدم والكراهيــــــة.