تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مخاطر ما بعد داعش

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 04, 2016, 02:50:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  مخاطر ما بعد داعش   



عارف قورباني

يعتقد الكثيرون ان مجموعة من المكاسب ستتحقق للقوات المشاركة في المعارك بمرحلة ما بعد داعش، وسيتم تقسيمها كميراث على المنتصرين، ويريد الكورد ان ينالوا نصيبهم من هذا الميراث، وبحسب التغيير في الخريطة الجغرافية للمنطقة، و ازالة الحدود بين الدول، يكون الانتظار والترقب بمستقبل هذه المعركة.

وكنتيجة اي معركة، فلا شك أن نهاية داعش ستجلب معها تغييرات، وحتى اذا لم تكن في الخارطة الجغرافية للمنطقة، فانها ستكون تغييرات في معادلات القوى وتوازن المنطقة، ويقف الكورد سواء في كوردستان سوريا أو اقليم كوردستان، منذ بداية معركة داعش، في وجه التنظيم ببطولة، وقدمنا الكثير من الضحايا لحماية حدود وارض كوردستان، وصنع حاجز امام عبور داعش، لذا فان للكورد الحق اكثر من اي طرف آخر في انتظار مكاسب المعركة، وقطف ثمرة دمائهم وتضحياتهم.

ولا شك أن بامكان الكورد ان يكونوا احد الجهات التي سيكون لديها اكبر المكاسب في الحرب، لكن يجب ان يكون واضحا ايضا ان طريق الوصول الى جني ثمرة الكفاح والتضحيات ليس مليئا بالورود، وهذا لا يعني ان المنتصرين سيتقاتلون على التركة وان الكورد بحاجة الى جولة حرب أخرى للحصول على مكاسبهم، بل لان تقسيم التركة سيكون على أساس المركز والقوة على أرض الواقع، ربما يقول البعض الان انه حينما يخرج الكورد منتصرين في الحرب ضد داعش، لماذا يجب في نهاية المعركة، ان يكون مركز قوتهم في المعادلات ضعيفاً لدرجة الخوف على انجازاتهم المكتسبة.

وحالياً للكورد في اقليم كوردستان وكوردستان سوريا اقوى الجبهات ضد داعش، على الرغم من ان  لم الحرب تنته بعد، ولاتزال هنالك احتمالية قوية ان تتوجه معركة داعش الى كوردستان، بعد دحر التنظيم و طرده في الاجزاء العربية من العراق، وفي هذه الحالة ايضا سيتم دحر داعش عاجلا او آجلا، بفضل دعم الحلفاء ومعنويات وصمود البيشمركة، والسؤال هو: بما ان الكورد هم المنتصرون في المعركة، فما هو الخطر الذي سيواجهونه؟

قد يستغرب القارئ "اني اقول بعد داعش"، "وبسبب انتصاراتنا"، والسؤال الاول الذي يخطر بباله هو من نحن؟ باعادة السؤال مجدداً عن هويتنا، وعن النقاط الجوهرية التي كانت سابقاً محل اعجاب العالم، الذي كان ينظر بعين التفاؤل بالتقدم الحاصل في اقليم كوردستان، هل نستطيع ان نثق باننا سننجح في الاختبار؟ وان الدعائم التي كنا مستندين عليها لايزال كما كان؟ وماذا عن نقطة ادهاش المجتمع الانساني بكوردستان، هل ستبقى محل اعجاب؟ او على العكس فانه بسبب العوامل ذاتها التي خلال 25 عاما جعلت اعين العالم على كوردستان، ستدير وجهها الان.

ربما ان هناك عوامل كثيرة جدا، كنقاط قوة لجذب اعجاب العالم لكوردستان، لكن اكثرها الفاتا ومحل تفاؤل للعالم كانت ثلاثة، الأولى كانت الميل الديمقراطي الذي بني عليه الكثير من الأمل، لتقويتها كميدان في الشرق الأوسط.
النقطة الأخرى كانت تقديم صورة مثالية للتعايش، والثالثة كانت أهمية القطاع الاقتصادي الذي كان اكثر من التوقعات، وأصبح محل اهتمام وقوة جذب لكوردستان.

ان بطولة البيشمركة ومقاتلي كوردستان سوريا، الى جانب مواقع القوة الثلاث، أصبحت نقطة أخرى لتعظيم صورتنا، لكن التهديد هنا، هو هل انه بعد داعش سنبقى مثل السابق؟

اصيب اقتصادنا بتراجع كبير، كما ان الميل الديمقراطي أصبح محل تساؤل، خاصة اننا نسير الى عام 2017 وهو موعد انتخابات برلمان كوردستان، ولن يتيح الوضع الكوردستاني  الداخلي بل حتى العراقي، فرصة الانتخاب الى السنوات العديدة المقبلة، وهذا هو الأمر الأشد الخطورة، وهو تشوه صورة كوردستان كمساحة استقرار لجميع الجهات، وهي النقطة التي جذبت انتباه أوباما، بالشكل الذي جعله يتخذ بدون العودة الى الكونغرس، قرار الحرب ضد داعش لحماية هذا المركز.

قد اواجه النقد حينما أقول انه يوجد الان في كوردستان نحو 2 مليون نازح، وحق العيش محمي لهم كأي مواطن في الاقليم، كما ان هناك احتمالية كبيرة مع اقتراب المعارك لاستعادة نينوى، ان يتوجه مليون نازح آخر الى كوردستان، في حين اني اتوقع ان هنا لن يكون ملجأ آمنا لهم، واتحدث عن تطور مستقبلي، ولكنه سيواجهنا.

ليس لدي شك أبداً بان معارضينا في هذه المنطقة وصلوا الى قرار بانه يجب ارجاع كوردستان الى الوراء، في البداية وضعوا الخطط وبذلوا الجهود لهذا الهدف، ونحن نرى بشكل أفضل هذه الركائز التي نقف عليها، والنقطة التي ربطنا بها انفسنا بالعالم، وتستطيع بغداد الشخصية التنفيذية ان تلعب دورا مهما في صنع هذا الجو  السياسي والاقتصادي، والوضع غير المناسب في الاقليم، مثلما عملت في السابق على هذه المجالات، زعزعت من الان اثنين من الركائز، وما تبقى هو التصور العالمي لكوردستان كمركز آمن للجميع، وبالتأكيد سيضطرب ذلك فيما بعد.

لم يتساءل منا أحد، حينما كان العرب من الرمادي وصلاح الدين والفلوجة ينزحون متوجهين الى عاصمتهم بغداد، ماذا كانت الحكمة من وراء عدم سماح الحكام الشيعة للبقاء في العراق وارسالهم الى كوردستان؟ ارسال هؤلاء الملايين من عرب العراق الى كوردستان، وراءه الكثير من الاهداف السياسية والديموغرافية، بل الاخطر من كل ذلك انه بعد داعش فان بغداد ستضع التصدعات والخلافات بين النازحين ومن قام بايوائهم، وستصنع بين النازحين العرب مجاميع اجرامية، لتكدير السلم الاجتماعي، وبعد اقل من عام فان الجرائم الوحشية، وحالات قتل الاطفال والنساء ستزداد، وداخل الكورد بالشكل ذاته وبالنتيجة ذاتها ستتبعها الكثير من الاحداث، وحينها ستجعل بغداد التي تسوي منازلهم بالارض الان، وترسل النازحين الى كوردستان، نفسها مسؤولة عنهم وستطالب بحقوقهم، ارى ان العالم سييأس منا، وبهذا سينكسر الركن الثالث.

هذه هي خارطة خطر خفي، ويجب التعامل معها بحذر من الان، وقبل ذلك يجب حل مشاكلنا الداخلية بالطرق الديمقراطية، عبر اتاحة ارضية التشارك السياسي المهددة الآن، واذا لم تكن لدينا فكرة دقيقة لحلها، فبالتأكيد فانه بعد داعش بدلا من الوصول الى نبع الامن، سنصل الى مرحلة انعدام الامن والاستقرار.