شبان عراقيون يجولون على صور المرشحات بحملة "تبويس" محمومة!

[ماهر سعيد متي]

شبان عراقيون يجولون على صور المرشحات بحملة "تبويس" محمومة!

كتابات
الأحد، 6 نيسان، 2014
فيما انتشرت ملصقات انتخابية عراقية لحوالي 2500 مرشحة للانتخابات البرلمانية في شوارع المدن والساحات العامة فقد حاول بعضهن الظهور بأبهى صورهن ما اثار ردود افعال شبان اساءوا لصورهن من خلال حملة لتقبيل هذه الصور ونشر هذا التصرف على مواقع التواصل الاجتماعي ما دفع وزارة المرأة الى اطلاق وعيد بالتصدي لهم ومعاقبتهم في وقت اثار الامر تعليقات ناشطين فيسبوكيين تباينت بين التأييد والرفض.. والسخرية أيضا من تصرف الشبان.

وقد تصدت وزارة الدولة العراقية لشؤون المرأة لهذه الظاهرة التي وصفتها باللاخلاقية وقالت وزيرتها ابتهال كاصد الزيدي في بيان صحافي ان الوزارة "تؤكد استيائها الشديد من التصرفات اللا اخلاقية من قبل الشباب ازاء صور المرشحات إذ يقوم بعض الشباب من ضعاف النفوس وغير الملتزمين اخلاقيا بتجاوزات تتنافى مع الذوق العام والاخلاق العراقية الاصيلة تجاه صور بعض المرشحات في بغداد والمحافظات ويتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي".
وقد لاحظت "أيلاف" نشر صورة عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي لشبان عراقيين وهم يقبلون صور مرشحات الى الانتخابات البرلمانية العراقية المنتظرة في 30 من الشهر الحالي والتي انتشرت في مختلف المدن العراقية.
ولذلك فقد عبرت الوزيرة الزيدي عن "عن خيبة ظنها في مدراء بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لهذه المنشورات البذيئة فهذه السلوكيات تعد تجاوزاً لكل القيم والأخلاق وتمثل امتهاناً واضحاً لكرامة المرأة ومكانتها الرفيعة". ودعت الوزيرة "جميع الجهات المختصة بما فيها الأجهزة الأمنية ومفوضية الانتخابات إلى اتخاذ إجراءات رادعة من شأنها وضع حدٍ لامتهان كرامة المرأة".. وأوضحت أنها "ستفاتح الجهات المختصة بكتب رسمية لحثها على اتخاذ الإجراءات اللازمة".
واضافت الوزيرة انها "تأمل من جميع العراقيين الشرفاء نساء ورجالاً أن يدينوا هذه الظاهرة وعدم التفاعل مع هذه المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي من اجل حماية المرأة وسمعة العراقيين المهددة بالإساءة جراء تصرفات لا أخلاقية وغير مسؤولة من ثلة ليس لديها ادنى حرص على البلد".

تعليقات فيسبوكية مستنكرة ومؤيدة .. وساخرة أيضا!
وفور نشر صور الشبان العراقيين وهم يسيئون الى صور المرشحات العراقيات فقد تعددت التعليقات على هذه الظاهرة .. وقال محمد عبد الظاهر "هذه انتخابات وليس اختيار ملكة جمال العراق".. بينما اشار الناشط عبد اللطيف محمود قائلا "هذه من محبتهم للمرشحات بعد غيابهن اربع سنوات كن مختفيات فيها" .. بينما اشار قاسم عبد ساخرا "يبدو ان الشباب العراقي مستوي". ومن جهته اعتبر المدون احمد كامل ان "اجمل ما في الحملة الانتخابية المملّة هو صورة المرشحات الجميلات".
اما الصحافي مشرق عباس فقد قال "الحل الوحيد للمستائين من الاعتداءات على صور المرشحات المدنيات هو عدم اعادة نشرها".. في حين قال الناشط همام طعمة "مع كل الادانة فهذه التصرفات غير المقبولة اخلاقيا والمهم ان ننتبه الى ان المرشحات قد اخترن المشاركة في الحياة العامة والتصدي للمسؤولية (السياسية) وجزء من استحقاقات ممارسة السياسة ان يكون الفرد عرضة للسخرية وما يقوم به بعض الشباب هو فعل غير أخلاقي لكنه أيضا يندرج في سياق السخرية السياسية السائدة". ومن جانبه تساءل الاعلامي احمد الركابي قائلا "اليست هذه المرشحة هي أم أو أخت أو زوجة وأنسانة عندها كرامة وحرمة .. أنا ضد الاساءة الى صور المرشحات".

صور المرشحات تكتسح مدن المراقد المقدسة المحافظة
كما تحدثت مواقع اخبارية عراقية عن ظاهرة ظهور مرشحات بأزياء وتسريحات جذابة مشيرة الى ان
كتلا سياسية وأحزابا وفي سعيها الى كسب اصوات الناخبين في السباق الانتخابي قد تعمدت "ابراز المفاتن الانثوية للمرشحات كوسيلة لجذب الجمهور" كما قال موقع "ألمسلة" موضحا ان المراقب يلتفت "بشكل خاص الى ظاهرة المرشحات المدنيات والمدعومات من أحزاب إسلامية حيث تعزز الكوتا النسائية من حظوظ المرشحات".
واشار الى ان المرشحات لم يبرزن برامجهن الانتخابية قدر السماح لفرشاة الفوتوشوب ان تعمل بوجوههن الاعاجيب فقد اكتسحت صور النساء السافرات المدن المحافظة حيث المراكز الدينية المقدسة  في اشارات الى انفتاح مجتمعي يتجاوز الكثير من المحددات الدينية والقيم الاجتماعية السائدة. واوضح ان ما اثار انتباه المواطن العراقي أنّ جهات سياسية تعتبر نفسها واجهة "دينية" في المجتمع ترفع صور المرشحات "المتبرجات" اكثر من غيرها من الكتل والاحزاب الاخرى حتى العلمانية منها على حد قوله.
ونقل عن الناشط المدني قيس حسن قوله ان "الغاية تبرر الوسيلة" فهذه الاحزاب تسعى الى الفوز باي طريقة ومهما كان الثمن وان كان ذلك على حساب خطها الفكري العام. وبحسب مراقبين للشأن الانتخابي فان هذه الصور الدعائية للمرشحات السافرات ربما سيكون لها نتائج عكسية لأنها اعتمدت على الشكل وليس الجوهر في طرح البرامج الانتخابية التي يحتاجها المواطن العراقي .
والى جانب السافرات هناك المرشحات المحجبات والمنقبات واللواتي وضعن صور ازواجهن أو أخوتهن بدل صورتهن في ملصقاتهن الانتخابية الدعائية لكن السافرات في هذه الدورة الانتخابية يكتسحن الساحة في ظاهرة انفتاح مجتمعي تجتاح انحاء العراق.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد صادقت مؤخرا على ستة كيانات نسائية سياسية من اصل 277 كياناً سياسياً تتنافس فيما بينها في انتخابات مجلس النواب المقبلة وتشكلت هذه الكيانات النسائية بشكل فردي او وفق مجموعات حيث وزعت بواقع 3 كيانات لنساء منفردات ومثلهن لمجموعات نسائية.
كما سهّلت المفوضية على الكيانات النسائية الشروط المالية عندما جعلت مبالغ التأمينات 5 ملايين دينار (4 الاف دولار) للكيان النسائي الفرد بدلاً من 10 ملايين دينار للكيانات الاخرى و25 مليون دينار (23 الف دولار) للكيانات النسائية المجموعة بدلاً من 50 مليون دينار لباقي الكيانات السياسية.
وقد انطلقت الحملة الدعائية للانتخابات الثلاثاء الماضي بمشاركة 9040 مرشحا بينهم 2500 مرشحة للتنافس على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 328 مقعدا. وبلغ عدد الكيانات السياسية والائتلافات المصادق عليها لخوض الانتخابات 277  كيانًا سياسيًا ولكن بعد انسحاب عدد منها وخاصة من محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى لاسباب أمنية أصبح عدد القوائم التي ستخوض الانتخابات 107 قوائم تتوزع بواقع 36 ائتلافًا سياسيًا و71 كيانًا سياسيًا .. حيث أنّ 21 مليونًا و400 ألف ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات من بين عدد سكان العراق البالغ 34 مليونً و800 الف نسمة.
وستستمر الحملة الدعائية للانتخابات حتى يوم 28 من الشهر الحالي اي قبل الاقتراع بأربع وعشرين ساعة وهو يوم الصمت الانتخابي . ويزيد عدد المرشحين في انتخابات العام الحالي 2014 بحوالي 50 بالمائة عن عدد المرشحين في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2010 وهو6 الاف و281 مرشحا.

http://www.kitabat.com/ar/page/06/04/2014/25793/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D8%B1%D8%AF%D8%B9%D9%87%D9%85.html