مشاكسة مـــــزاح بالاســـلحة النوويــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 15, 2014, 08:26:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
مـــــزاح
بالاســـلحة النوويــــة



مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

اثارت الازمة التي فجرتها بقوة طائرة شركة الخطوط الجوية اللبنانية (الميدل ايست) وردود افعالها المختلفة تداعيات (انســـانية) تجاه شريحة مهمة وحيوية ومنتجة ومضطهدة في مختلف المجتمعات بالاخص في الدول النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة والمسلوبة والمنهوبة, التي تتجاوز بحرصها وصرامتها ونزاهتها كل الحدود الطبيعية والمعايير الدولية في تطبيقاتها الميدانية للديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان, مما اثار عجب ودهشة وحيرة الدول والشعوب الاخرى في كل مكان.
وبعيدا عن محاولة تأشير الاخطاء والمسببات والتبريرات والاجتهادات حول تلك الازمة التي كان لها انعكاسات ايجابية تفوق الاف المرات الانعكاسات السلبية الهامشية التي توقف ازاءها المسؤولون بقسوة وقوة وعزم وحسم وتهديد ووعيد, فابرزت تصريحاتهم النارية كل الاثار السلبية بيد ان موجة غضبهم الحازمة العارمة ازاء ذلك التصرف الذي ربما يكون (عفويـــا او غيـــر مقصـــود او لا علاقـــة لـــه بالشـــخص المعنــي لا مـــن بعيـــد ولا مــن قريـــب) فوتت عليهم فرصة الوقوف ازاء الاثار (الايجابيــــة الكبيـــــرة الرائعـــة) لتلك ( المأثـــــرة المفخـــــرة) . 
باختصار, حققت حادثة الميدل ايست ثلاثة انتصارات مدوية ليس للعراق وحسب وانما للمجتمع الدولي باسره.
الانتصار الاول يتمثل في الاعلان الدولي المجاني الذي ربما كانت تكاليفه المادية ستفوق مئات الملايين من الدولارات لو حاولنا تسويقه لكل القنوات والفضائيات والمواقع الالكترونية العربية والعالمية, فقد جعلت تلك الممارسة (الدعائيــــة العفويــــة) اسم العراق يتصدر مقدمة نشرات الاخبار العربية والاقليمية والدولية ويغطي الصفحات الرئيسية للمواقع الاعلامية والخبرية ومواقع التصفح والتواصل الاجتماعي وفي مقدمتها التويتر والفيس بوك بشكل مجاني,  وكل هذه المواقع تعيد وقائع الحادثة (المفخرة) عدة مرات , وبذلك فان من لم يسمع باسم العراق من قبل اتاحت له طائرة الميدل ايست ان يسمع به وان يتعرف على (حضارتــــه وتاريخــــه وتجربتــــه  الديمقراطيــــة), والاهم تفرده ونجاحه وخصوصية ممارسته الثورية في تطبيق شعار (القـــادة الشـــــباب) عمليا وعلى ارض الواقع وربما يمكننا ذلك من دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية كوننا البلد الاول عبر التاريخ الذي يتيح لشبابه التحكم (الكترونيـــــا) بحركة الطيران في بلدانهم وهم خارج اجوائها, وبذلك نكون قد حققنا الانجاز الثاني وهي تذكير العالم برؤسائه ومسؤوليه وقادته وسياسييه وبرلمانييه باهمية اتاحة الفرصة امام (القــــادة الشـــباب)  لممارسة مهامهم ومسؤولياتهم القيادية على الارض مباشرة بعيدا عن الشك والقلق والتوجس والروتين القاتل.
اما الهدف الاخير وهو الاهم والاعم,  فانه يتمثل باهمية الوقوف امام بوابة الامم المتحدة في نيويورك وقرع جرس الانذار بشدة امام انظار الجمعية العامة ومجلس امنها وخصوصا امام السيد بان كي مون والخمسة الكبار دائميي العضوية الذين يمسكون بمصير العالم بين ايديهم وطرح واحدة من اقسى الماسي الانسانية امامهم تلك هي مأساة بعض (ابنــــاء المســـؤولين) المحرومين في الكثير من الدول من ابسط حقوقهم الانسانية والاجتماعية.
فحرصا على سمعة ابائهم وامهاتهم الذين يتحملون شرف المسؤوليات الثقيلة على اكتافهم في بلدانهم وخشية ان تسيئ تصرفات بعضهم (العفويــــــة) وتعاملاتهم ( الانســـانية المفرطـــة بالمحبـــة والتواضــــع والالتــــزام القانونــــي والاخلاقــــي) الى سمعة ابائهم المسؤولين وامهاتهم المسؤولات سواء كانوا في الحكومات او في البرلمانات او في المواقع السياسية, فقد بادر اباء  وامهات معظمهم الى مصادرة حريات ابنائهم  والحجر على تصرفاتهم ومنعم من الاختلاط بباقي القطاعات الشعبية, بل وارسلوا ببعضهم الى منافي بعيدة عن اوطانهم ليعيشوا الغربة والامها ومرارتها وشظف العيش وذل الحاجة فيها سواء في جنيف او بيروت اواشنطن اوباريس اولندن اومدريد او روما او جزر الكناري, مما يستدعي من الامم المتحدة الحريصة على تطبيق كامل بنود وفقرات الاعلان العالمي لحقوق الانسان النظر بعين الانصاف الى هذه الشريحة المظلومة من ابناء المسؤولين واجابة حقوقها المهضومة بل وتكريمها بتخصيص يوم عالمي لها اسوة بيم المرأة ويوم الطفل ويوم النضال ضد التمييز العنصري.
ان تخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال وللاحتفاء بأبناء المسؤولين في كل مكان وتمكينهم من ممارسة هواياتهم سيتيح لهم التمتع بانسانيتهم والاندماج في المجتمع وممارسة العابهم البريئة النزيهة المفضلة.
فبعض ابناء وزراء المالية مثلا سيتمكنون في يومهم العالمي ممارسة مهام اباءهم والتصرف بماليات دولهم وشعوبهم وبعض ابناء وزراء الداخلية سيتمكنون من اعتقال اعدائهم خارج سلطات القوانين والانظمة وبعض ابناء وزراء النقل سيتمكنون من التحكم بحركة الطائرات وايقاف القطارات ومنع سير المركبات وبعض ابناء وزراء الخارجية سيعقدون بروتوكولات واتفاقيات التعاون المشتركة حتى مع اعداء بلادهم وبعض ابناء رؤساء الحكومات سيكون بامكانهم اقالة حكومات بلدانهم وتشكيل حكومات اخرى وفق امزجتهم وبعض ابناء رؤساء البرلمانات سيتمكنون من الغاء القوانين التي لا تتوافق وامزجتهم وتشريع اخرى وبعض ابناء وزراء العدل ربما سيطلقون سراح من يشاؤون من السجناء السياسيين وربما الارهابيين او القتلة والمجرمين اما بعض ابناء محافظي البنوك المركزية فسيكون بامكان بعضهم تحويل اموال شعوبهم لارصدتهم الخاصة.
بيد ان الطامة الكبرى ستكون حقا من نصيب بعض ابناء وزراء الدفاع حيث سيكون يومئذ مصير العالم بين ايديهم فقد يرغب بعضهم ممارسة مزاحه (البــــرئ) باستخدام مخزونات ترسانات بلاده من انواع الاسلحة الذرية في مزاحه (العفـــــوي) مع (زملائــــــه) ابناء وزراء الدفاع في الدول الاخرى وتوجيه تحيته اليهم عبر صواريخ ستراتيجية عابرة القارات تحمل رؤوسا نووية لايهم ان كانت ذكية ام غبية , ليرد له زملاءه التحية النووية بافضل منها, عندها سنقرأ على الانسانية السلام حيث ستكون افرازات الكارثة النووية ابلغ من كل كلام  وستنتهي الحياة والامال والاحلام وسيغرق كوكبنا بالظلام على ايدي حفنة من المراهقين (الكــــــــرام) .