سلوك داعش .. في ميزان التحليل النفسي

بدء بواسطة يوسف تيلجي, فبراير 14, 2015, 02:24:14 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي


سلوك داعش .. في ميزان التحليل النفسي /  مع أشارة الى حرق الطيار معاذ الكساسبة

أستهلال
    النفس البشرية ، معقدة لا يمكن معرفة دواخلها الدفينة أو مخرجاتها الغريبة ، ألا من خلال تغير الأحداث وتأثير ذلك على سلوك الأنسان ، لأن الأحداث تغير من سلوكية النفس البشرية وتجعلها طيبة ودودة أوعنيفة دموية حسب فعل الحدث ومدى أنعكاسه على السلوك ، وأيضا حسب مدة معايشة الحدث وتفاعله مع السلوك الأنساني ، وفرويد ( سيغموند فرويد6 مايو، 1856 - 23 سبتمبر، 1939  واسمه الحقيقي سيغيسموند شلومو فرويد  هو طبيب نمساوي من اصل يهودي، اختص بدراسة الطب العصبي  ، مفكر حر و يعتبر مؤسس علم التحليل النفسي. ) يطرح ثلاثة مصطلحات لتقسيم النفس البشرية ، وهي : (الأنا و الأنا العليا والهو ) ويرى ان هذه المصطلحات تقدم وصفا ممتازا للعلاقات التفاعلية بين الوعي و اللاوعي / " فالأنا " ( واعية ) تتعامل مع الواقع الخارجي ، و " الأنا العليا " ( واعية جزئيا ) وهي تقوم بدور المحاكمة الأخلاقية الداخلية في حين تمثل " الهو " اللاوعي كونها مخزن الرغبات و الغرائز اللاواعية و الدوافع المكبوتة !! ومن هذه التركيبة الثلاثية فسر فرويد نظريته بخصوص كيفية تنظيم نشاط العقل البشري وفهم سلوك الإنسان . هذا تحليل سلوك الأنسان حسب مدرسة التحليل النفسي لفرويد هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أرى أن " السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية " ( أشارة الى تجربة السجن / جامعة ستانفورد ، الدكتورفيليب زيمباردو /  * يرجى الاطلاع على  مختصر التجربة في الهامش أدناه ) هذا من جهة أخرى ، في هذا المقال رغبت ان ربط المفاهيم السابقة ( مفاهيم فرويد وتجربة جامعة ستانفورد ) على سلوك داعش و الخليفة أبو بكر البغدادي .. مع أشارة لحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة .
النص
أردت من خلال الأستهلال هذا أن أبين أن سلوك النفس البشرية ، والمسند من خلال تحليل فرويد للنفس البشرية التي تصب بالعقل البشري ، والذي أذا ربط بالسلطة المطلقة ، سيخرج فعلا مثيرا ، تمام أن سير التجربة / المشار أليها ، قد يظنها البعض لا ترتبط بالموضوع الذي نحن بصدده ، ولكن الواقع العملي و النفسي للحدث يؤيد سياق الموضوع ، وأردت بهذا الموضوع أن أطبق المرتكزين السابقين ( تحليل فرويد و التجربة ) على سلوك داعش في القتل العنيف المتوحش و التمثيل بالجثث من صلب وسحل وتقطيع و أخيرها " الحرق "..!!
أن سلوك داعش وخليفته أبو بكر البغدادي ليست سوية ، أن الذي يجري يدلل على أن الشخصية القيادية لها / البغدادي ، تعاني من خلل نفسي ، بذات الوقت أثرت هذه الحالة على نفسية وسلوك التنظيم ككل ، وأردت أن أبين في الأتي بعض المؤشرات بهذا الخصوص :
1. أن مرحلة السجن التي مر بها أبو بكر البغدادي ( تقول أحدى المصادر أنه سجن في / معتقل " بوكا " الأميركي في العراق ، للفترة من 2004 الى 2006 وكان شرسا في السجن وله حس قيادي ، وقال لسجانيه الأميركان .. أراكم في نيويورك - نقل بتصرف من موقع BABNET TUNISIE    في 30.06.2014  ) من المؤكد أن فترة سجن البغدادي أثرت على سلوكه المستقبلي ، وأن معانات الكبت التي تعرض لها في السجن كانت من الأسباب الرئيسية لكي يتملك هذا السلوك المنحرف في العنف ، و " الهو " ( حسب تحليل فرويد ) لدى البغدادي ، الذي يمثل اللاوعي كونها مخزن الرغبات و الغرائز اللاواعية والدوافع المكبوتة ، التي حصلت لديه خلال وجوده في السجن ، كلها الأن يتم التنفيس عنها متمثلة بالعنف المضاعف في سلوكه من خلال  " الأنا " ال( واعية ) التي تتعامل مع الواقع الخارجي من خلال العنف المتزايد والوحشية في القتل .
2. أن داعش و الخليفة البغدادي ، لهم سلطة مطلقة كاملة تامة على أي مدينة أو منطقة يخضعونها لهم ... ، لهذا يمارسون كل أنواع العنف الذي لا يتصوره أي بشر ، من القتل بأنوعه ( سحل ، صلب ، قطع رؤوس ، رجم .. ) حتى  النساء والشيوخ و الأحداث لم يسلموا من الأذى ، أضافة الى سبي النساء ، وبيع السبايا فيما بين أعضاء التنظيم  ، وذلك لأن السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية من شر وحقد وعنف تجاه الأخرين ، ولا يوجد أي محددات لسلوكهم ، وفي هذا أشارة لتجربة السجن / جامعة ستانفورد ، للدكتورفيليب زيمباردو .
3. لا توجد لداعش قواعد سوى قواعدها التي تؤمن بها  / أشارة للتجربة ، وليس لها قوانين سوى قوانين سنت منذ اكثر من 14 قرنا ، كما لها أضافة لكل هذا وذاك ، مبدأ قتل المخالف لفكرها وعقليتها ، فالسجون و الأسر ليس من فكرها ، فهي تلجأ الى التصفية الجسدية من دون أي رادع أو تردد .
4. داعش تنفذ الأوامر مصحوبة بصرامة ودرجة عالية من العنف ، ويعرف العنف بأنه ،" سلوك ذو اساس انفعالي يستند الى القوة والإكراه والترهيب لتحقيق غاية ما "( منقول من مقال بعنوان / العنف سلوك اضطرابي دواعيه واثاره النفسية - للدكتور جمال الشمري ) كما أن تنفيذ العنف ، لدى داعش ، ليس به أي مساءلة في حالة أنحراف الجماعة المنفذة عن الهدف سلوكيا ، أشارة لتجربة جامعة ستانفورد .
5. لا يوجد حساب للتردد في تنفيذ أي فعل  لدى داعش ، وذلك لسيطرة الوازع الديني على فكر الجماعة ، بدل العقلانية المعتادة في أي عمل ، وبالرغم من وجود خطط تكتيكية و خطط ستراتيجية ، تدلل على العقلانية لدى التنظيم ( من البديهي أن هذه الخطط تنفذ من قبل متحالفين / مهنيين مع التنظيم .. )  ، في هذه النقطة أود أن أستشهد بقول " فرويد " حول العقلانية بعيدا عن الخلفيات الدينية الأخرى التي تؤمن بها داعش ، حيث يقول  (  ليس ثمة سلطة تعلو على سلطة العقل ، ولا حجة تسمو على حجته  ) ولكن هنا الشخصية العقلية مغيبة لدى داعش ، لتسلط شخصية الدين الفكرية على السلوك العام للجماعة .
6. كل الأعمال التي تقوم بها داعش وخليفتها البغدادي ) مثلا ، مذبحة معسكر سبايكر 1700 ضحية / حسب موقع المسلة ، الخبر منشور في يوم 7.11.2014 و القتل الجماعي لعشيرة ألبو نمر في الرمادي 500 ضحية حسب موقع BBC ، الخبر منشور في يوم 3.11.2014 ) ، بعيدة كل البعد عن المنحى الأخلاقي وذلك لأن " الأنا العليا " ( الواعية جزئيا )  التي تقوم بدور المحاكمة الأخلاقية الداخلية للفعل مغيب عن سلوكهم العام .
الطيار الأردني معاذ الكساسبة / ضحية فتاوى الأرهاب :
لا تزال فتاوى شيخ الإسلام " ابن تيمية " بعد قرون على وفاته (( وهو يعد من أبرز المراجع الفكرية للحركات الجهادية ، والذي من جراء أعتماد فتاويه سقط الألاف من الضحايا خاصة من المسلمين  )) .. والذي قدم تنظيم داعش ، رأي ابن تيمية ، كسند الشرعي لعملية إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة / الذي حرق ضحية نصوص فقهية سوداء ، غير أن بعض الفقهاء اتهموا التنظيم بتحريف الفتوى وإخراجها من سياقها ، مشيرين إلى أنها تتعلق بجثث من وصفوهم  بـ " الكفار " ، وليس بالأحياء ... "  وقد برر تنظيم داعش إحراق الكساسبة أستنادا لفتوى / ابن تيمية ، وذلك من خلال رسالة ظهرت على اسفل الشاشة  ، أثناء حرق الطيار الأردني ، جاء فيها :    " فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع "، ما دفع مراقبين مثل جمال الخاشقجي الصحفي السعودي ( الذي تعتمد بلاده الفكر الوهابي الذي يستند الى فتاوى ابن تيمية ) ، إلى الإشارة لـ "اجتزاء" الفتوى " / نقل بتصرف من موقع الوفاق  .. أما خليفة داعش ، أبو بكر البغدادي – حاصل على دكتوراة في الدراسات الأسلامية ( منقول من الجزية نيت ) فهو أعتمد الفتوى وهو العارف " بالفقه الدموي " ل بن تيمية  ، وذلك لكي يدخل التأريخ من خلالها كأرهابي متفرد بطرقه في تصفية من يقعوا بأسره ، والعجيب الغريب بالأمر ، خروج بعض شيوخ الفتنة / السعوديون وغيرهم من الوهابيين ، يستنكرون الواقعة ، بينما هم يجلوه ويعظموه / فتاوى بن تيمية ،  في مناسبات أخرى .. فمثلا في موقع الحياة بتأريخ 10.02.2015 يبن الدكتور أحمد الحاج يونس ، أستاذ الفلسفة الإنسانية في كلية برلين للعلوم الإنسانية الألمانية ، الذي رأى " أن فتوى ابن تيمية تعبر عن فترة زمانية محددة لم تعد تصلح لعصرنا الحالي ، وإن داعش تستغل تلك الفتاوى لتبرير إجرامها الوحشي ، بالاعتماد على مصدر فقهي ذي احترام لدى جمهور عريض من المسلمين " .. وأرى هنا أن الدكتور يونس ، لا ينكر سند الحرق بالفتوى ، ولكنه أشار الى اختلاف حقبة الظروف الزمكانية للفتوى التي أتحذت  به ، عن الوقت الحالي ! " وقد كثرت الأقاويل والآراء حول ذلك الرجل الملقب بـ« شيخ الإسلام » المولود عام 661 هجرية ، كما كثر عدد من خالفوه من علماء عصره ، كان أبرزهم « ابن حجر الهيتمى » ، و« تقى الدين السبكى » ، و« تاج الدين السبكى »، و« ابن جماعة » ، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ، وأنتقدوا عليه أموراً يعتقدون أنه قد خرج بها عن إجماع علماء عصره " (( منقول بتصرف من موقع الوطن بتأريخ 5.2.2015 .. )) ، وقولي أما أن الأوان أيها الشيوخ والعلماء والفقهاء والدعاة .. ، أن تبعدوا الأمة عن الأفكار والفتاوى الظلامية ، المنقولة عن " بن تيمية " ، الذي كفر حتى المسلمين !

خاتمة
* أن العنف الذي يسلكه داعش والخليفة البغدادي أصبحا واقع حال ، وأصبح من المستحيل حدوث أي نوع من التهذيب فيه ، الغريب في الأمر أنه حتى " أسامة بن لادن " كان قد أستغربه ، وتشير أحدى الوثائق التي عثر عليها بعد مقتله الى الأتي :   ( ... وحسب ما ساقتهُ صحيفة "الدايلي مايل" البريطانيَّة فإنَّ رسالة بن لادن ، الواردة في 21 صفحةً ، والتي جرى العثور عليها في بيته بباكستان ، حيثُ أعلن عن مقتله شهر مايو من العام 2011 على يدِ قواتٍ أمريكيَّة خاصة ، كانت قد حثت القاعدة على قطعِ كلِّ صلةٍ لها بالتنظيم بسبب ما اعتبرهُ بن لادن " ازدراءً من مقاتليها واستخفافًا بأرواح المدنيين في تحركهَم على الأرض " – نقل بتصرف من الموقع الألكتروني هيسبريس ) ، أذن نحن أمام مرحلة عنف سلوكي للمنظمات الجهادية تشكل تغييرا عن المنبع الأصلي للتنظيم .
* الذي يهمني في كل الموضوع هو خطورة نقل جرعات القتل و العنف و الوحشية الى الأحداث و الأطفال ، وهذا ما نشرته الصحيفة الألكترونية السعودية " المدينة " في عددها في يوم 4.11.2014 حيث تقول      ( تقوم داعش حاليًا بتنشئة أطفال وإعدادهم كمقاتلين مستقبليين لها ، وبذا فربما يكون العرب مواجهين بحربهم لسنوات وسنوات ، ويقف هؤلاء " الأطفال " في الصفوف الأمامية في عمليات قطع الرؤوس والإعدامات ) ، فأذا كان الجيل الحالي سلوكه العنف الوحشي ، فالأجيال القادمة ، بمعايشة هذا الجيل من القتلة و الذباحين ، سينطبع سلوكها المستقبلي برائحة الدم !! كما أن العقل الباطن للأجيال القادمة سينطبع به كل أعمال العنف الحالية التي تعيشها في هذه المرحلة العمرية ، والتي ستفرغه في مرحلة الوعي المستقبلي بأفعال عنف وحشي قد يكون أكثر جرعة مما أنطبع لديها ، فنكون قد خسرنا الجيل الحالي و الجيل المستقبلي معا ، وهذه هي الطامة الكبرى .
* سلوك داعش و الخليفة أبو بكر البغدادي ، أمثلها " بطريقة لعبة " لا مبادئ لها ، ولا مساءلة تحكمها ، ولا رادع يحددها ، لأن " السلطة المطلقة " لا تحتاج لقواعد !!

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( * ) في تجربة شهيرة أثارت جدلا واسعا ، قام عالم النفس الأمريكي الكبير " فيليب زيمباردو " بتجربة سميت بسجن جامعة ستانفورد ، والتي مولتها البحرية الأمريكية .
في التجربة أدى دور الحراس والسجناء متطوعون ، وذلك في بناء يحاكي السجن تماماً . إلا أن التجربة سرعان ما تجاوزت حدود السيطرة وتم إيقافها باكراً . تم الإعلان عن التجربة في الجرائد للحصول على مشاركين للمشاركة في ( محاكاة لسجن ) مدتها أسبوعين . استجاب للإعلان 70 شخصا ، اختار زيمباردو منهم 24 كانوا الأكثر ملائمة من حيث الاستقرار النفسي والصحة البدنية . غالبيتهم كانوا من البيض ، الذكور ، ومن الطبقة الوسطى ، وهم جميعاً طلاب في المرحلة الجامعية . قام الباحث بتقسيم مجموعة الطلبة لمجموعتين ، مجموعة لعبت دور مساجين والأخرى سجانين ، في بدروم / سرداب ، جامعة ستانفورد الذي تم تقسيمه ليبدو كسجن ! قام الرجل بإحكام الحبكة لدرجة أخذ الطلبة "المساجين" من بيوتهم مقيدين بالأصفاد على يد الطلاب الذين لعبوا دور السجانين ، وقد ارتدوا زي ضباط شرطة . والقاعدة الوحيدة التي اعتُمدت في اللعبة هي : " لا قواعد.. " وعلى السجانين اتخاذ كل التدابير اللازمة كما يحلو لهم ، دون أي مساءلة من أي نوع . وكانت النتيجة كارثية ، وقد أثارت التجربة جدلا أخلاقيا واسعا في الأوساط العلمية .. راقب الرجل في قلق التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون أن لا أحد يسائلهم مهما فعلوا.. فقد فوجئ وهو يراقبهم عبر شاشات المراقبة كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة وعنف لدرجة تعذيب زملائهم ، " رغم أنهم عرفوا بهدوئهم وتفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة  "  ، أوقف الرجل التجربة فورا .. وقد استنتج شيئا أصبح مثبتا في كل مراجع علم النفس الاجتماعي الآن وهو أن : " السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية ". ( نقلت بتصرف من " موقع العصر " الألكتروني و " موقع المدونة " الألكتروني ) .














متي اسو

#1
اعتقد ان العامل الرئيسي المؤثر في سلوكية افراد التنظيم لا يحتاج كثيرا الى تجارب شخصية لتجعل منهم مرضى نفسانيين مهووسيين بالقتل وشرب الدماء على غرار مصاصي الدماء في افلام الرعب
ان الايدولوجية التي يعتنقونها تسّهل لهم الامور وتعبّد لهم الطريق لمزاولة اجرامهم
وهم مرتاحي الضمائر ( الضمير مرتاح في سبات عميق ) . التنظيم إسلامي يمتلك
تراثا غنيا " مقدسا " في قتل المخالفين بأبشع الطرق : " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ
وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ " .. المؤمن هنا مرتاح ، بل سعيد
لان " الذبح المقدّس " هنا لا يختلف كثيرا عن " الذبح الحلال " .
التنظيم مطعّم بكوادر عسكرية ومخابراتية وأمنية من النظام السابق التي تمتلك
هي الاخرى خبرات في هذا المجال وتعتبر تطبيقه شرعيا و " امرا وطنيا " .. ان تبادل
واكتساب الخبرات قائمة على قدم وساق .
سبق وان شاهدتُ فيلم  The Stanford Prison Experiment
وهو عن التجربة المشار اليها في آخر المقال . صحيح ان السجانين ( المفترضين)
اعماهم دور " السلطة المطلقة " فنسي قسم منهم نفسه وتمادى كثيرا ، لكنهم كانوا
يفترضون انهم يتعاملون مع " مجرمين " وليس مع افراد عاديين او شريحة اخرى
من شرائح المجتمع ، لذا كان عليهم حفظ النظام في السجن...
من ناحية اخرى فإن بعض " المسجونين المفترضين " رفضوا ان ينسوا الواقع
وتحدوا زملائهم " السجانين " قائلين : " هل انتم فعلا نسيتم انفسكم وتعتقدون بانكم
" سجّانين " ونحن " مساجين " ؟ ...
هذا يعبّر (في رأي )عن مشكلة مزدوجة ... الحاكم يتمادى وينسى نفسه ..
والمحكوم يأبى ان يصدق بأن الذي يحكمه يمثل فعلا سلطة حقيقية .

مع تحياتي