عام على سقوط الموصل .. اكثر المدن بؤسا في العالم / ايدو مروان

بدء بواسطة jerjesyousif, يونيو 14, 2015, 09:16:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

عام على سقوط الموصل .. اكثر المدن بؤسا في العالم

ايدو مروان


الثلاثاء 9 يونيو 2015/ بغداد/..
بعد مرور سنة , وثاني اكبر مدن العراق تعاني تحت ظلال الرايات السود التي ملئها عبق الموت والدماء ... المدينة , تغطت بالاسود والركام , لما كان يوما ارثا بشريا لا يقل عن كنوز الاساطير القديمة في القيمة عدا انه حقيقة ملموسة , حتى طالته يد داعش السوداء.

الجماعة الارهابية التي اعلنت المدينة ولاية تخلف تابعة لسلطتهم المتعفنة , دمرت كل ما يرمز لماضي الموصل العظيم ويحبذه اهلها , فلا ابقت فيها للماضي ذكر ولا للمستقبل امل الا بازاحة هذه الغمامة السوداء التي خيمت على ارض شاخت وهي تزخ عطاء.

الثمن الذي دفعته الموصل خلال عام لا يمكن ان يتخيل او تتسع له خانة بشاعة في تاريخ الاجرام والدمار , المدينة التي تحولت بين ليلة وضحاها من العيش في الالفية الثانية الى العودة نحو القرون الوسطى بغمضة عين , دفعت ولا زالت ثمنا كبيرا من ارثها وردائها واهلها.

داعش .. التي لم تتهاون عن اقامة شريعتها على اجساد الابرياء والعزل بقطع الاطراف والرؤوس والحرق وابشع انواع الابادة الجماعية التي شهدتها الكرة الارضية بتاريخها الحديث , بعد مرور عام من الاسى والتدمير المستمر , كيف امست تلك التي كانت رمزا لعراق صغير بما تحويه من تباين اجتماعي مميز.

الموصل بعد سنة , لا موسيقى , لا الوان حياة , لا اعمار ولا بناء ولا صوت عصافير في الصباح ولا خضرة ربيع في اوديتها او على جبالها , كل ما تبقى هو السواد والرماد.

الموصل التي كانت تتميز بانها المدينة العراقية التي احتظنت الجميع , يعيش فيها المسلمون السنة , الشيعة , المسيحيون , التركمان , الاكراد , والاديان والاعراق الاخرى التي شاركت هذه الارض حياة ومؤاخاة لمئات السنين قبل الغزو الاسود , اصبحت اليوم مرتعا لعصابات التطهير العرقي واحد اكثر المدن بؤسا في العالم , القتل وقطع الاطراف والعقوبات البشعة التي تفرضها المحاكم الجهادية الداعشية على الابرياء امست مشهدا لا يخلو يوما موصلي منه.

تجول الجماعات الارهابية ومن معهم من قتلة ومجرمين في شوارع الموصل المغتصبة اصبح امرا لا تخلوا منه ازقة المدينة.

النساء تشوحن بالاسود فرضا عليهن , فان سرت في شوارعها , شعرت بانك في جنازة مدينة اقامها اهلها عليها مكروهين , مجبرين على بكائها تحت الظلال وبين ثنايا الملابس السوداء والانقاض.

شبابها , شيوخها , اطفالها , لا احد امن فيها من شريعة السواد , فانت ستفقد لسانك ان تناولت علكة واصابعك ستقطع ان وجدت لديك سيكارة.



المقاهي خلت , والمحلات اسودت كما كل شيء في تلك المدينة المنكوبة , حتى دمى عرض الملابس ارتدت السواد وتنقبت رغما عنها.

فلا افضل من وصف وضع اهلها , لترى بؤسها.

ضمن العديد من المحاولات الاعلامية لاقتحام عالم داعش المظلم هناك من قبل جهات عالمية ومحلية , تمكنت بعضها من ان تحصل على بعض الاجوبة عن نوعية الحياة فيها , فمن ما تبثه داعش برغبتها على وسائل اعلامها المرئية ودخول صحفي مثل "يورغن تودنهوفر" الى تسريبات الناشطين والهواة المعارضين لوجود الرايات السود هناك نستطيع ان نكون نظرة عن حقيقة الحياة في الموصل بعد مرور عام على سيطرة داعش الارهابي عليها.

الحنق العرقي والاجزار بحق العامة في المدينة ادت الى شهود مقتل ما يقارب مئة الى مئة وخمسين مدني على يد داعش خلال واحد وعشرين يوم فقط حسب شهادة احد الناجين من المدينة في تصريح له لـــ ''bbc" حيث قتل معظم هؤلاء لاتهامات وجهها داعش لهم بممارسة الزنا او الشذوذ او لكون اقربائهم منتمين الى القوات الامنية او من ضمن الفصائل العشائرية التي قاتلت ضدهم.

في مشهد لاحد شوارع المدينة من تسريبات الهواة لافلام صوروها من داخل المدينة انتشرت قبل يومين واوردت منه الــ "bbc" ووسائل اعلامية اخرى لقطات , ظهرت معدات داعش العسكرية التي استولى عليها من مخازن الجيش العراقي في الموصل بعد انسحابه المثير للجدل الية عسكرية تحتمي بين المدنيين مثبت عليها سلاح رباعي يطلق على طائرة في محاولة لاصابتها وهو متمركز في وسط مدينة بين حشود مفزوعين من نساء ورجال يتهافتون على الحفاظ على نمط حياتهم بافضل ما يمكنهم عالمين انها قد تنتهي باي لحظة بناء على تعطش دماء او نزوة داعشي قذر غريب عن اهل المدينة وعن اهل البلاد.

لم يكتفي داعش بتدمير نمط حياة اهل المدينة وقتل اهلها وتهديد الامنين فيها واستخدامهم كدروع بشرية لحمايته من ضربات طائرات التحالف والقوات الجوية العراقية , بل عمد الى استهداف طبيعة المجتمع الموصلي وتدمير الفته بتحويله الى فتات مشتتة كارهة لبعضها بنشره لثقافة الكراهية , فمنازل المسيحيين صودرت ووصمت بانها عقارات تابعة لداعش , وباستقدام المتخلفين من داخل المجتمع الموصلي , اقامت داعش سلطة لها يدعمها خونة من داخل المدينة , من هؤلاء الذين صفقوا لداعش وباعوا بلادهم ومدينتهم ولم يعز عليهم عرض او يوقفهم فرض , فكانت ضحيتهم الابرياء والمدينة التي تحولت معالمها الى انقاض ومواضع الجمال فيها الى مواقع جزر وساحات اعدامات.

فلم تعد الموصل حدباء بل انكسر ظهرها على يد قتلتها من داعش والخونة من اهلها "الحياة في المدينة قد تشوهت الى حد لا يمكن معه ان يتم التعرف عليها بعد الان" على حد تعبير تقرير البي بي سي عن المدينة.



الوقود والغذاء ومستلزمات الحياة في شحة دائمة , والخوف مسيطر عليها تماما , فانت قد تفقد جزئا من جسدك وربما حياتك في اي لحظة يقرر داعشي ما فيها تكفيرك لاي سبب كان , المدارس اغلقت وارسل الاطفال الى معسكرات تجنيد داعشية بالرغم من ذويهم ليتم تدربيهم لحماية التنظيم الارهابي الذي سلبهم مدينتهم , وحياتهم.

المدينة تحولت الى مكب نفايات بشرية لكل من تقيائته ارضه الام لياتي هنا ينشر تخلفه ويصول ويجول باجرامه على من استضعف تحت يده , فتخلصت تلك الدول من راديكالييها ليبتلى بهم العراق والموصل تحديدا بدون "ادنى اهتمام حقيقي من المجتمع الدولي" كما عبر عن ذلك "دونالد رامسفيلد" وزير الدفاع الامريكي السابق في لقاء مع صحيفة التايمز البرطانية في وقت سابق.

قد لا تطول معاناة الحدباء اكثر , فمن تسريبات الناشطين على مواقع التواصل نقل عن شخص يدعى "زيد" وهو اسم حركي واوردته ايضا البي بي سي مقطع فيديو يتحدث فيه عن انتشار خوف بين صفوف داعش من ضربات قد تزعزع وجودهم وربما هجوم ليس بالحسبان من حليف قديم او قوة مشتركة ودليله في ذلك اتخاذ داعش لاجراءات غير مسبوقة في المدينة بدات منذ فترة ليست بالقصيرة تمثلت بنشر الالغام وتفخيخ المباني واخفاء الاسلحة ونقل مراكز التجمعات والمعدات بشكل مستمر ونصب دفاعات في داخل المدينة وكذا حولها في وقت يعد فيه داعش وحسب تقرير المونيتر الدولية في توسع في اراض سوريا وتخبط بين كر وفر في العراق حيث تكون الموصل ضمن هذه الحسابات بعيدة عن الخطوط الامامية للقتال وهذا ما يعزى اليه الغرابة في الامر.
منقول من موقع "عين العراق نيوز" / جرجيس يوسف