السؤال الذي يطرحه الكلدان: ماذا يمكن أن تقدم هذه المقالة السياسية لهم في العراق؟

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, يوليو 25, 2021, 01:59:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحية وأحترام:

لا أدري ماذا أقول عن السيدة (كورونا) التي ألزمتنا الأقامة جبرياً في البيت حسب الاوامر الحكومية الصادرة للحفاظ على صحة المجتمع, والتي وفرت لنا وقت فراغ في الصباح, وعليه كالمعتاد كنت أراجع بريدي الالكتروني فقط سابقاً أما الآن فلي فسحة من الوقت لجولة (أنترنيتية) وما تنشره المواقع الالكترونية ومنها الموقع الاعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية حيث أخبار غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى وأبداعات طاقم السكرتارية في الموقع البطريركي, فعند دخولي للموقع البطريركي وجدت مقالاً منشوراً لأحدى السيدات الصحفيات تحت عنوان (ماذا يمكن أن يقدم بايدن للعراق عندما يستقبل الكاظمي؟) مع صورة كبيره جذابة لكاتب المقال!.

على العموم من المفترض أن الموقع الأعلامي البطريركي, موقع مسيحي كنسي بحت يعتبر المصدر الأساس للمسيحي خصوصا الكلداني يطلع من خلاله على آخر مستجدات الشؤون الدينية وما يخص الكنيسة ورعيتها, لكن السماح بمشاركة هكذا نوع من المقالات السياسية ونشره على صفحته الرئيسية حفزني للأطلاع على هذا المقال متوقعاً ان يحتوي أمور قد تتطرق الى وضع المسيحيين في العراق ومن المحتمل ذكر الكلدان منهم بصورة خاصة وإلا ما كان ليلفت أنتباه الموقع البطريركي اليه! فما كان مني إلا أن وضعت قوري الشاي على النار لأصب منه قدحاً يصحصح المخ والمخيخ وكل فص في الجمجمة لمطالعة أفضل بعد ليلة نوم متقطع, وبعد ان سكبت لي قدحا مملوئاً معطر بحبات الهيل جلست امام شاشه الحاسوب لأقرأ المقال وكلي حماس لمعرفة ما جاء فيه! فبدأت القرأة:
 
(زيارة, بايدن, الكاظمي, دعم خارجي, مكاسب سياسية, الرياض, ابو ظبي, لندن, الفاتيكان, بروكسل, جينز ستولنبرغ, بغداد, واشنطن, الحكومة العراقية, أفغانستان, فشل سياسي وعسكري, طالبان, العراق, داعش, ايران, المصالح الامريكية, الناتو, القوى, الميلشيات, طهران, مليارات مسروقة, الفساد, رواتب, كوفيد – 19, دولار, نزاهة, الانتخابات التشريعية, حسابات المنطقة, باراك اوباما, دونالد ترامب, مقتدى الصدر, وزارة الصحة, سائرون, مستشفى الحسين, الناصرية, قاصر أو مقصر, نوري المالكي, بدر, هادي العامري, استقرار الشرق الاوسط, نظرية المؤامرة, الفوضى الخلاقة, هجمات 11 ايلول, المسلحين والفوضويين) !!!هذه أهم المصطلحات التي تطرق اليها ودار حولها موضوع المقال.

فما كان مني إلا أن اعدت قراءة المقال مرة أخرى بتأني عله أجد فيه ما ظننت أنه سبب وضعه على موقع البطريركية من ذكر للمسيحيين والكلدان ولم تقع عليه عيناي في المرة الاولى! لكن النتيجة كانت واحدة, المُضحك المُبكي في الموضوع أن المقال لم يتطرق الى الشعب العراقي لا من قريب ولا من بعيد!!اللهم سوى سؤال طرحه كاتب المقال على لسان الشعب العراقي مستخدماً كلمة (العراقيون)!, وانا (البطران) أبحث بين سطوره عن أشارة للمسيحيين والكلدان!! فعلا شر البلية ما يضحك!! على كل حال موضوعنا هنا ليس عن تقييم هذا المقال الذي كان محوره المصالح لكل طرف رئاسي!!عموما حاله حال المئات لا بل الآلاف من المقالات السياسية التي تعبر عن آراء اصحابها التي تضج بها المواقع الألكترونية والجرائد, لكن السؤال هنا, ما الذي جذب أنتباه الموقع الاعلامي الرسمي للبطريريكة الكلدانيه في هذا المقال السياسي كي يتم نشره على صفحته؟ ألعل السر يكمن في ورود كلمة (الفاتيكان) فيه؟؟ لكن هذا ليس سببا كافياً مقنعاً لأن يقوم موقع البطريركية الرسمي بمشاركة هكذا موضوع سياسي بحت لمجرد ذكر فيه كلمة (الفاتيكان)!, وإلا لكان الموقع بحاجة لمئات الموظفين ليشاركوا كل مقال وخبر ورد فيه هذه الكلمة!!, إلا اذا كان هناك اسباب أخرى لا نعلمها خصوصا ان الموقع الاعلامي للبطريركيه له سابقه من نوع آخر, حيث نشر عام 2017 خبر عن فنانة عراقيه كلدانيه موهوبه! أثار استغراب المطلعين يومها!! لا اعلم ماذا كانت غاية الموقع البطريركي وقتها بالسماح لنشر هكذا خبر ومدى أهميته وتأثيره على واقع الكلدان في العراق!, مع أنه هناك عشرات من الكتاب الكلدان من الذين تستحق مقالاتهم أن تُنشر على الموقع البطريركي لتطلع عليها الرعية, حتى وأن كانت تتضمن النقد شرط أن يكون بناء, لكننا لا نجدها هناك إلا بعض المقالات التي يُسمح بنشرها لغاية معينة!!. 

لكن أمر محير أحياناً ما يقوم به المسؤولين في الموقع الأعلامي هذا! عن نفسي ونيابة عن أخوتي الكلدان أريد أن أوجه سؤال لغبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! بأعتباره بطريرك الكنيسة الكلدانية والمسؤول الأول فيها وطاقم العمل في الموقع الاعلامي للبطريركيه وأقول لهم (السؤال الذي يطرحه الكلدان هو ماذا يمكن أن تقدم هذه المقالة السياسية لهم في العراق والغرض من مشاركتها على موقعكم الرسمي؟), فهل هناك من جواب وتوضيح من قبل الصرح البطريركي للشارع الكلداني؟ أم ان على الكلدان أن يتقبلوا الموضوع كما هو قائلين, آمين!!.

أخيرا كشخص مسيحي كلداني أحب أن أقول اذا كان السماح لهكذا مقالات سياسية ان ترى النور على صفحاتكم تمهيداً لدخول عالم السياسة!, اذن غبطة البطريرك لويس ساكو والموقع الاعلامي الرسمي للبطريركيه الكلدانية أتركوا عالم السياسة والسياسين يرحمكم (الله) ويرحمنا, فشتان ما بين عالم محبة السيد المسيح الذي علمنا (فليكُنْ كلامُكُم: نَعَمْ أو لا، وما زادَ على ذلِكَ فهوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. (متى 5\37))  وعالم السياسة عالم فن الممكن!! وخصوصا السياسة والسياسيين في العراق من الذين لا ينالك منهم لا حق ولا باطل, تجد غالبيتهم العظمى صائمين مصلين في العلن وفي الخفاء يتصيدون بعضهم البعض في صور ومقاطع (فيديو) مخلة بالشرف!! والأنكى أنهم باعوا كل شبر من أرض الوطن دون أن يرف لهم جفن والبعض منهم يفتخر بتبعيته لدول أخرى على العلن!! لذا اطالبكم أن تصدروا بياناً تعلنون فيه بعد ما خبرتموه من حال العراق على أيديهم مدار الثمانية عشر العام الماضية, أن الكلدان يعلنون انسحابهم ولا علاقة لهم بسياسة العراق بعد اليوم ولن يكونوا بعد الآن شركاء فيها, ومن يترشح من الكلدان لمنصب سياسي فهذا قراره الخاص وليس للشعب الكلداني وكنيسته أي علاقه به وبما يصدر عنه, فآخر همنا هو أن يتوسخ أسم الكلدان بعالم السياسة والسياسين القذر في العراق من الذين سرقوا قوت شعبهم وسلبوهم ابسط حقوقهم في الحياة تاركين الشعب يحلم في بلاد النهرين بالماء! والذي يسبح على بركه من النفط بالوقود والكهرباء!!, أيها الرعاة الكلدان يا من تتربعون على عرش الكنيسة, مسؤوليتكم كبيرة جداً وهي أنكم قبلتم على أنفسكم ان تحملوا الوزنات التي سُلمت اليكم من السيد المسيح بأعتباركم تلاميذه وخدام لرعيتكم, لذا الرجاء الأنتباه لما تنطق به شفاهكم وتخطه اقلامكم بما تصرحون وتنشرون على الموقع الرسمي, فأنتم تمثلون شعباً بأكمله له حضارة وأسم يمتد آلاف السنين, فكونوا على قدر المسؤولية وحافظوا على ما تبقى من رعيتكم في العراق والعالم وكونوا عامل جذب لا طرد محافظين على كنيستنا و وجودها وديمومتها, فكلنا ماضون لكن الصخرة باقيه فحافظوا على كنيستها.

تقبلوا وكل المطلعين الكرام تحياتي وفائق أحترامي.

                                       ظافر شَنو