المسيح قُدم للمحاكمة, فهل نحن أفضل منه؟؟

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, مايو 12, 2021, 02:27:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحية واحترام:

بثت (قناة إعلامية رخيصة) حسب وصف مسؤول ديني مسيحي كبير لها! خبر مفاده قيام أحد المواطنين العراقيين بتوجيه شكوى كيدية ضد هذا المسؤول ابطلها القضاء العراقي (العادل) بعد حين, وهنا أنتفض صاحب الشأن مُبرقاً مُرعداً لهذا الأمر الجلل, ومن حوله جميع الجيوش مع جل أحترامي للقليل منهم دفاعا عن هذا المسؤول الكبير جدا جدا بالنسبة لهم يومها!!.

كشخص ولد في مجتمع شرقي يُقدَس رجال الدين فيه, فأنني اتحفظ على الطريقة التي أُتهم بها رجل الدين هذا, ليس لانه رجل دين مسيحي وراعي جماعة, بل لأنه كان واضح جداً لمن يقرأ بين السطور ويرى ببصيرته لا ببصره أن الغاية من هذا الفعل هو (قرصة أذن)! آي بما معناه قداستكُم لست مُحصن في عالم السياسة (هاي المرة راح نمشيها الك)!!!وأنتبه مُستقبلا لما تقوم وتصرح به!! وبهذا أصبح الجميع أصحاب فضل (براس صاحبنا على الخالي بلاش)!! ولم يستوعب صاحبنا اللعبة القذرة التي ارادها له هؤلاء (السفله) مع أحترامي للمطلعين الكرام.

عزيزي صاحب الشأن والقداسة, السيد المسيح وما ادراك من هو السيد المسيح, قُدم للمحاكمة ذات يوم! ظُلماً ودخلها ولم يتجنبها (وهو الذي دُفع لهُ كُل سلطان في السماء وعلى الارض) عالماً أنه سيخرج منها منتصرا لانه الحق والحياه ولم يستخدم قوته وسلطته السماوية لأفشال هذه المحاكمة! بل تركها تأخذ مجراها ليحق الحق بعدها, ولم يهتم عندما تركه اتباعه وهربوا لانه يعلم جيدا أنه لم يقم بأمر يستحق عليه العقاب, المسيح قدوتنا وهكذا علمنا وهنئنا وطوبنا إذا أضطهدونا وحاكمونا ظُلماً, وهو الذي حذرنا قائلاً (لا يستطيع العبد أن يخدم سيدان, وأن نعطي للرب ما للرب ولقيصر ما لقيصر).

لهذا من يتنازل ويدخل عالم السياسة من رجال الدين المسيحيين عليه أن يتوقع شيئا من نارها ودخانها ان لم يكن حريق كامل!! فهناك لا محل لتقبيل الايادي وقول كلمة آمين إلا للدولار والمصالح شئنا أم أبينا, يقول فولتير (من الخطير أن تكون على حق عندما تكون الحكومة على خطأ) فما بالك ان كانت الحكومة أقل ما يُقال عنها حكومة (رخيصة) من رأسها الى اخمص قدمها بمجلس نوابها, ماذا كُنت تتوقع من هكذا سياسيين وحكومات بجميع دوراتها أغلب من فيها ان لم يكن كلهم مشغولين بتصور افلام اباحية لبعضهم البعض في السر لأستخدامها وقت الحاجة!!! وقداستكم تصب جام غضبك على القناة الاعلامية التي بثت الخبر كغيره من الاخبار!!, عوض ذالك كان عليك ان تسحب الغطاء من تحت أرجل هؤلاء السفله وتقول لهم ها أنا ذا, تفضلوا أنا موجود بماذا تتهمونني؟ وما هي ادلتكم؟ وماذا سرقتُ منكم؟؟ عوض ان ينتهي المشهد وكأنهم اصحاب فضل عليك لأنهم برأوك من ذنب لم تقترفه أصلاً!! ليعلموا جيداً ان الذي بيته مبني على الصخر لا يهتم ان رماه أحدهُم بحصاة!.

  والشئ بالشئ يُذكر, ما هو شعورك عند تم اتهامك باطلا بما لم تقم به؟؟ وعليه ما هو رأيك بالبيانات التي يطلقها موقعك عن هذا وذاك ويشهر بهم؟؟ كيف تتصور هو الشعور بالغبن والتشهير للبرئ؟؟ اليس حالهم من حالك ؟؟ أم أنك ترى نفسك فوق التهم والشبهات؟؟ ولا أقصد هنا التهم الاخيرة الموجهة لقداستكم, بل ما اقصده تجده في (نظرية نافذة جوهاري) وادعوك للأطلاع عليها لتعلم ما اقصد, خصوصاً وان البعض يظن ان الكبرياء والشموخ لا يليق إلا بهم دون غيرهم!!.

ما يهمني في موضوعي هنا, إذا كُنت أنت الرئيس وهكذا لعبة قذرة لعبوا معك هؤلاء!! فأي الاعيب يستخدمون مع رعيتك البسطاء!!! وما الذي دعا الكثير من هؤلاء الى ترك العراق والجمل بما حمل لتنفس الصعداء في مكان آخر متحملين الغربه وكل ما يتعلق بها, ولليوم منهم من هو عالق في بلدان الأنتظار يتحمل الموت عوض الرجوع الى ديمقراطية العراق الجديد!!! هذه دعوة بسيطة من شخص يهمه أمر المسيحيين والكنيسة والمواطنيين في وطنه الأم لك لتتأمل فيها, فكر بها لمدة نصف ساعة بتأني قبل ان ترعد وتبرق ببيان استنكار يُضاف الى شبيهاته!, وأعلم انه ليس كل من يمدحك يحبك ولا كل من ينتقدك يكرهك, والرب يعلم ما في القلوب وما تُكمنهُ الصدور.

تحياتي.

                                               ظافر شَنو