فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!

بدء بواسطة matoka, أغسطس 31, 2012, 03:32:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!



برطلي . نت / متابعة
صادق الازرقي

في الوقت الذي تفشل القيادات الامنية في حماية أرواح الناس، والحفاظ على ممتلكاتهم ومحالهم، وفي الوقت الذي يصر بعضهم على مواصلة استعمال اجهزة كشف المتفجرات، التي اثبتت فشلها في كشف أي شيء! والتي اشتراها مسؤولون فاسدون، بالاستفادة من فرق  السعر بين الاجهزة الاصلية والمزيفة، وتسببوا بالتالي في مقتل آلاف العراقيين، وكل ذلك يجري على حساب فقراء البلد الذين تتضاعف اعدادهم يوما بعد يوم. وفي هذا الوقت الذي يفترس الفساد آمال وطموحات العراقيين، ويصنف العراق في طليعة الدول الفاشلة، يصر بعض القادة الامنيين على ان يقحموا انفسهم في امور هي ليست من صلب اختصاصهم، فيحشرون انوفهم بمواجهة الخطر الداهم الذي اكتشفوه، بعد ان اخفقوا في حماية الناس من الإرهاب والجريمة المنظمة. . فما الذي اكتشفوه.. وما طبيعة هذا الخطر؟!مربط الفرس في حديثنا، هو الاخبار التي تناقلتها بعض وكالات الانباء، من ان الحكومة المحلية في بغداد، قد أعلنت منع دخول النساء "السافرات" في عموم مدينة  الكاظمية تلبية لطلب احد القادة الامنيين، الذي يقال انه شاهد في اثناء تجواله بالمدينة امرأة غير محجبة فطلب منع دخول غير المحجبات إلى عموم مدينة الكاظمية واسواقها.و برغم ان الانباء اوردت ايضا، نفي مجلس محافظة بغداد، اصداره قرارا او تشريعا يلزم النساء بارتداء الحجاب كشرط للدخول الى مدينة الكاظمية ، مبينا، بحسب رئيس اللجنة القانونية في المجلس، ان "القرار هو ان يرتدى الحجاب أو العباءة داخل الصحن الشريف في العتبات الدينية سواء كان في مدينة الكاظمية ام النجف ام كربلاء أم سامراء"، برغم ذلك فان الموضوع اثار زوبعة من التوتر والمخاوف في عموم المجتمع، الذي يسعى جاهدا الى التخلص من جراحاته والعودة الى لحمته،  لاسيما مع انتشار لافتات في مدخل مدينة الكاظمية وقرب السيطرات الحكومية، ترحّب بالقرار الحكومي القاضي بمنع النساء غير المحجبات من دخول المدينة، وقد افادت الانباء بحدوث تلاسن واشتباك بالأيدي بين احد الرجال و بعض الافراد  بعد ان رفض زوج احدى النساء اجبار زوجته على ارتداء العباءة، صارخا، انه لم ينو زيارة المرقد بل جاء للتبضع فقط، الحادثة انتهت بحجز زوج المرأة لمدة 6 ساعات بعد ان "تشاجر وتبادل الشتائم" بحسب ما ورد في الاخبار .نقول، مكمن الخطورة يتمثل في ان القرار ليس الاول ولن يكون الاخير، فقد سبقته محاولة بعض الوزارات، اجبار  الموظفات على ارتداء زي معين، ما ادى الى احتجاجات شعبية ومن منظمات حقوق الانسان، فلم يعمل به، كما نود التنويه الى الفتاوى التي صدرت مؤخرا، بحرمة انتخاب العلمانيين.نود الاشارة، الى ان تلك القرارات المتخلفة وغير الانسانية تكرس الفتنة في المجتمع، وتؤدي الى تقسيمه وتصنيف الناس بحسب اهواء ورغبات البعض، حين يضع مسؤولون مشكوك في مؤهلاتهم انفسهم بمقام "الله" فيحللون ويحرمون على هواهم، مفتين بطريقة اللبس والآكل والمشرب، ونحن هنا لن نجادلهم بقضايا فقهية بشأن الحجاب الذي اختلف الفقهاء بشأنه اذ يقول بعضهم، ان الاسلام لم يفرض الحجاب. و يمكن الاشارة الى محاولات سابقة لتقسيم الناس لتحقيق رغبات الفاشلين الذين يديرون مؤسسات الحكومة، اذ سبق ان انشأ  في النجف مصرف خاص بالنساء، و حذرنا في وقتها، من ان ذلك يؤدي الى التفكك الاجتماعي، اذ انه وبدلا من زرع الألفة والتآخي والروح الانسانية بين نساء ورجال العراق، فانه يكرس عوامل الاغتراب وسيادة مظاهر التقسيم والعداوة والبغضاء، وتكريس العنف وعدم الاستقرار.و ليست بنا حاجة لإعادة التذكير، ان الدستور العراقي، لا يسمح بتشريع قوانين أو اصدار تعليمات او قرارات تخالف مبادئ الحريات العامة، والتي يعد الموقف من ارتداء الحجاب ضمنها، وان الامر يعد اذا صح خروجا على الدستور والقوانين الموضوعة التي اتفق عليها السياسيون، ويستوجب المساءلة وتدخل القضاء لمحاسبة مثيري الفتنة والكراهية بين فئات المجتمع.هل بنا حاجة الى الاشارة الى تجارب الآخرين الذين برعوا في بناء مجتمعات متآلفة برغم الاختلافات الدينية والمذهبية والقومية، او ان نشير الى ما قاله، المفكر الاوروبي جان جاك روسو في (العقد الاجتماعي او مبادىء الحقوق الاساسية) ، من (ان تخلى المرء عن حريته هو تخل عن صفته كإنسان، عن حقوقه فى الانسانية بل عن واجباته, فليس هناك اى تعويض ممكن لمن يتنازل عن كل شئ).  ان على المسؤولين الامنيين و عموم رجال الامن لدينا، وبدلا من ان يفتلوا عضلاتهم ويتباهوا برجولتهم، بوجه نساء ضعيفات لم يتسببن بأي ضرر لأحد وللمجتمع، اللواتي يرمن زيارة الكاظمية، ليمنعوهن من الدخول بذريعة انهن سافرات، الاولى بهم ان يكرسوا مقدرتهم وبطولاتهم الجديدة لإنقاذ الناس من القتل اليومي، ومظاهر الفساد الاداري والمالي ونهب اموال واراضي الفقراء، وان يفلحوا في اعادة الكهرباء واحياء المصانع وتشغيل العاطلين، وايقاف استيراد البضائع الرديئة من دول الجوار، كما عليهم ان يفلحوا في تخليص المناطق السكنية من اكوام القمامة وطفح المجاري وان .. وان .. لا ان يشغلوا انفسهم في منع الناس المتعددة المشارب والاهواء والديانات والافكار من دخول المدن تنفيذا لأفكار عن الشر والخير والفضيلة، لن تعشش إلا في أدمغتهم.






Matty AL Mache