تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

حكاية محلة ( بيرا دبعيسى)

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, مايو 05, 2017, 06:04:39 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

حكاية محلة ( بيرا دبعيسى)


هذه صورة لجانب من الدور في محلة ( بيرا دبعيسى ) ويقال أنها ( بيرا دبعيجا ) وحُرّفت لتصبح ( بيرا دبعيسى) وسميت بهذا الاسم نسبة الى البئر العائدة لعائلة (عيجا أو عيسى ) التي كان موقعها مقابل هذين الدارين بالضبط، كان اهل البلدة من اصحاب الدور القريبة والمجاورة يحصلون على الماء من هذه البئر ليستخدمونه للغسل والتنظيف ولسقي المواشي لانه كان مرا وهو حال مياه اكثر الابار في برطلي. كان بجانب هذه البئر أيضا حديقة غنّاء تسقى من ماء البئر ومن المياه المنسكبة من عملية الحصول على الماء من البئر التي كانت تجري بالطرق البدائية القديمة. وكانت هذه الحديقة تقابل الدار التي كان يسكن فيها مدير الناحية. أزيلت هذه الحديقة بعدئذ واقامت بلدية برطلة في مكانها سوقا عصريا بعدد من الدكاكين لازالت موجودة الى الان.

كانت الساحة أيضا مكانا للقيام بالكثير من الاعمال المنزلية التي تحتاج الى الماء، ففي الخريف تنقلب الساحة الى موقع لاعداد الحنطة الخاصة بـ (المونة)، حيث تنصب جميع الادوات الخاصة بذلك من اعداد الموقد (كَنونا) ووضع القدر الكبير عليه ( دستي دشلاقا) وما الى ذلك، فيتناوب اهل المحلة في موعدهم للسلق.

وهذه المحلة لها ولسكانها شهرة واسعة في برطلي، سواء في اخلاصهم وتفانيهم لاجل البلدة والدفاع عنها، فكانوا يمتازون بالقوة الجسمانية وبالشجاعة. او في القيام بالاعمال التطوعية الخدمية عندما تطلب الكنيسة منهم ذلك فهي قريبة الى كنيسة مارت شموني. والساحة ترتبط بها الكثير من الاحداث ففيها كانت تقام حفلات السيرك ( ديري جَنكلي ، dere jangale) بدايات القرن الماضي حيث كانت تأتي فرقة سيرك أرمنية في كل موسم وكانت تنصب ادواتها وتقيم استعراضها في هذه الساحة. كما كانت تعتبر الساحة فضاء جيدا لاقامة حفلات الاعراس، فكانت حلقات الدبكة (خكة) تعقد في هذه الساحة. وكانت في نفس الوقت ساحة عرض سينمائية، يفترش اهل البلدة ارض الساحة لتعرض افلام دعائية اوتوجيهية على شاشة كبيرة تنصب في الساحة. وللسياسة مكان في هذه الساحة وكم انطلقت منها المظاهرات ضد انظمة الحكم أو تأييدا لها، وكانت نقطة تجمع للخصوم السياسيين بمختلف توجهاتهم القومية والوطنية فلم تكن تستغرب الخلاف في النقاش حول موضوع سياسي معين ربما قد يصل الى خصومة.

كانت الساحة أو الحديقة القائمة فيها في ليالي الصيف فرصة لجلسات السمر التي ما كانت تخلو من اصحاب الاصوات الجميلة في اداء الصلوات أحيانا وفي الغناء في احيان اخرى ومنهم (اسحق هدو) الذي يقع داره مقابل الساحة يُحكى انه كان يتميز بصوت جميل واداء متميز للصلوات وللاغاني السريانية والكردية.
وليس بعيدا دار  الشماس( يعقوب دوشا) صاحب الصوت الرخيم وعازف (الزرنة) المشهور ورفيقه عازف الطبل (متي ابراهيم كجيلة/ متي بجو)، ثم من بعدهم عازف الزرنة الاشهر في المنطقة ( يونان توما ستو / حَلّو) ورفيقه (رفو دوشا) وما تلاهم من بعد ذلك.

ولكثرة الفعاليات التي كانت تجري في الساحة، كانت الساحة فرصة للقاء المحبين، فكثيرة من علاقات الحب بين الشباب والفتيات بدأت في الساحة وتكللت بالزواج.

ومثلما للساحة أخبار وحكايات مفرحة، فلها ايضا حوادث محزنة ايضا. لا زالت ذاكرة اهل البلدة خصبة تتذكر تفاصيل حادثة القتل البشعة التي تعرضت لها عائلة ( متي حسقيال وزوجته) داخل دارهم الواقعة على حدود الساحة على يد صديق غادر من سكنة القرى القريبة من البلدة استقبلوه في دارهم ليقضي ليلته وهدفه كان السرقة.

لكل اهل البلدة ذكرى يحملونها من هذه المحلة فالذي طريقه الى المكتب (المدرسة) لا بد ان يمر منها، والذي يقصد الصلاة في كنيسة مارت مارت شموني فمن المحلة كان طريقه.

هذا جزءا مما تحمله الذكريات عن هذه المحلة فتاريخها هو جزء من تاريخ بلدة.