كلنا مقامرون فلماذا تستلون سكاكينكم وتنهشون في لحم القس الكلداني عامر ساكا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 03, 2016, 09:02:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

كلنا مقامرون فلماذا تستلون سكاكينكم وتنهشون في لحم القس الكلداني عامر ساكا



ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

توطئة

في السويد، وهي أكثر دول العالم تمدنا وتحضرا ورقيا، لا يجوز اظهار وجه المتهم وذكر اسمه ابدا. وهذا ما يلاحظه الناس هنا عند متابعتهم للصحف والتلفزيون او أي وسيلة إعلامية أخرى.

ووسائل الإعلام في السويد، والغرب بصورة عامة، تركز كثيرا على نقل الأحداث المتعلقة بالجرائم وما يجري في المحاكم. تغطية الجرائم يعد من الأحداث الأساسية التي تثير اهتمام الإعلام في الغرب. ولكن ليس هناك تغطية في الإعلام إن لم يرافقها السياق.

السياق اهم من الاسم والوجه

في علوم الصحافة والإعلام يأتي السياق context في مقدمة اهتمامات المختصين. وكذلك في مقدمة مقررات الكتابة لوسائل الإعلام في الأقسام والكليات والجامعات التي تدرس هذه المادة العلمية الأساسية.

الإعلام أخطر سلاح اليوم الى درجة قد تجعلني ان اجزم اننا لسنا الا الإعلام الذي يحيطنا من كل جهة والإعلام ما هو الا انعكاسا لما نحن فيه كواقع اجتماعي.

والسياق في غاية الأهمية للبحث العلمي والأكاديمي أيضا لاسيما في حقل العلوم الاجتماعية، والدراسات الإعلامية فرع من فروعها.

المقال والسياق

كل مقال صحافي لا سيما الخبري منه يجب ان يحتوي على فقرة او أكثر تشير الى سياق الحدث – لماذا وكيف حدث ما حدث والبيئة التي حدث فيها ودور النظام او المؤسسة في وقوع الحدث وأيضا لماذا بحق السماء نهتم بهذا الحدث دون غيره.

ونطلق على هذه الفقرة او الفقرات nut paragraph(s) (فقرة السياق).

وفقرة السياق لا بد من ذكرها في أي كتابة إعلامية رصينة. وفي الصحافة الأمريكية والكندية يجب ان تأتي بعد الفقرات الرأسية مباشرة.

الصحافة في شمال أمريكا تتبع بصورة عامة كتاب الأسلوب لوكالة اسوشتتبرس AP Style Guide وهو كتاب سميك ويعده الإعلاميون بمثابة كتابهم المقدس.

حدث القس عامر ساكا والتغطية الصحافية

ما قرأته عن هذا الحدث المؤلم في مواقع شعبنا ما هو الا قفز على السياق وكأن القس عامر ساكا نزل علينا من المريخ وفجاءة شاهد مبلغا من المال و"قامر" به.

بيد ان الإعلام الكندي المتشبع بمفهوم السياق كما يرد في ادبيات وكالة اسوشتتبرس ذكر السياق بصورة واضحة لا تقبل اللبس. إنه يتحدى السياق ويلومه بإماءة واضحة ربما غير مباشرة قبل ان يلقي بالأئمة على القس عامر. وسأعرج على ذلك في متن ونهاية المقال.

السياق يحتاج الى جراءة وتحدي

ذكر السياق مهم جدا. إنه يمنح الكاتب دورا رقابيا على السلطة والمؤسسة. ومن هنا نطلق على الإعلام اليوم the fourth estate أي السلطة الرابعة ودورها الأساسي مراقبة ومحاسبة المؤسسة والسلطة وليس فقط المساكين من امثال القس الكلداني عامر ساكا.

وأسوشتتبرس The Associated Press (AP) تمارس رقابة على السلطة والمؤسسة لأن من خلال تركيزها على السياق تتحدى السلطة. وهذا ما فعلته الصحافة الكندية عند نقلها للحدث المتعلق بالقس عامر وهذا ما لم ولن يتجرأ على القيام به اعلام شعبنا لأسباب سنعرفها من خلال قراءة المقال.

مكانة أسوشتتبرس في أمريكا والعالم

ربما بإمكاننا اختصار الدور الذي تلعبه هذه الوكالة العظيمة في شمال أمريكا بصورة خاصة والعالم الغربي بصورة عامة بما قاله الكاتب والمفكر الأمريكي الذائع الصيت مارك تواين Mark Twain :

"هناك قوتان بإمكانهما حمل النور الى كل زاوية في الأرض – فقط قوتان – الشمس في السماء والأسوشتتبرس هنا في الأرض."
http://richardsnotes.org/2010/04/12/mark-twain-quotations/

مع كل احترامي لما اجتره اعلام شعبنا في المواقع المختلفة بضمنها مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بهذه القضية فإنني أرى انه بدلا من ان تحمل الكتابات والتعاليق هذه النور لنا لم تزدنا ومعنا القس عامر الا ظلاما وظلما.

كيف تتعامل السويد مع السياق

السويد وأي بلد او مجتمع او مؤسسة مدنية حضارية خرجت من الظلمات الى النور لا تكترث كثيرا ابدا للجاني او المتهم وكما قلت حتى لا تذكر اسمه ولا تنشر صورته.

الاتهام يأخذ مجراه الى المحاكم. هي التي تقرر.

ولكن المؤسسة التي يعمل فيها او التي تراقبه والمؤسسة التي يقع الحدث ضمن نطاقها هي من يتحمل المسؤولية أولا وأخيرا.

فإن حدثت سرقة في مصرف، يتحمل مديره والمسؤولين فيه المسؤولية، إما بالاستقالة وترك المجال للأكفاء او تعين لجنة تقصي مستقلة لمعرفة لماذا وكيف حدث ما حدث والسياق الذي ورد فيه.

والسياق يعني تحمل المسؤول او المؤسسة التي تراقب الفرد والحدث المسؤولية عما حدث وليس تسقيط الفرد الذي قام بالحدث كما هو الحال مع قضية القس الكلداني عامر ساكا.

بمعنى اخر ان من يتحمل المسؤولية المباشرة هي المؤسسة او المسؤولين الذين يكون الفرد تحت رقابتهم under watch .

وترد عبارة under watch في تغطية الصحافة الكندية للحدث هذا بينما لم يتم التطرق اليها في مواقع شعبنا لأن المؤسسة دينية او مذهبية ويخشاها الناس ولا يريدون تحديها رغم انها السبب لأن الحدث وقع ضمن سياقها.

الصحافة الكندية المتشبعة بدليل أسلوب اسوشتتبرس لا تخشى المؤسسة. هي أساسا موجودة لتحدي المؤسسة.

وإن اخذنا السياق في عين الاعتبار وكانت لنا الشجاعة ان نذكر من هو المسؤول والمؤسسة التي يقع القس عامر ساكا تحت رقابتها under watch لما استغرق الوقت منا كثيرا كي نعرف ان مقامرته أصغر بكثير وأقل وقعا من حبة خردل إن وضعناها ضمن السياق العام للمؤسسة التي هو تحت رقابتها under watch .

بالكاد يمر يوم واحد ولا نقرأ ان الصحافة العالمية منشغلة بمقامرات من الوزن الثقيل جدا جدا من قبل هذه المؤسسة والمسؤولين الكبار فيها يزيد وزنها الاف والاف الأطنان عن وزن "مقامرة" القس عامر، ولكن الويل ثم الويل للذي يتحداها في مواقع شعبنا وإن فعل أمرئ ذلك انهالوا عليه نقدا وتجريحا بدلا من تحدي السياق.

الشعب الذي لا يتحدى السياق المؤسساتي يبقى شعبا جاهلا متخلفا كما هو شأن شعوب الشرق الأوسط والتي، طالما تخشى تحدي سياقها المؤسساتي لا سيما الديني والمذهبي منه، فإنها لن تخرج من قمقم تخلفها ابدا.

ولا أظن اننا نختلف كثيرا عن شعوب الشرق الأوسط لأننا أساسا نخشى مؤسساتنا الدينية والمذهبية الى درجة اننا نمنحها العصمة حتى في المسائل الدنيوية والمؤسساتية والإدارية والتنظيمية والمالية وغيره.

ولهذا لا نجرأ على مقارعة المقامرين الكبار الذي يبلعون ما لله وعبدالله ونستل سكاكيننا وننهش بجسد القس الكلداني عامر ساكا مثلا.

بيد أن المقامر ليس القس عامر ساكا ...

المقامر هو الذي دفع مليارات الدولارات من أموال المساكين والفقراء في دولة واحدة فقط لتغطية وتعويض وإسكات ضحايا فضيحة التحرش الجنسي بالأطفال واغلبهم كاثوليك ولم يتم محاسبة أي مسؤول كبير او إيداعه السجن:
http://www.nbcnews.com/id/19762878/ns/us_news-life/t/la-archdiocese-settle-suits-million/#.Vv9saXpM4-1

المقامرون هم "لصوص الهيكل" الذين رغم كل هذه الفضائح في الصحافة العالمية لم ولن يرف لهم جفن ويرفضون التصرف مؤسساتيا بطريقة شفافية مثل ما تتصرف بلدية في قرية صغيرة في السويد:
http://www.nytimes.com/2015/03/22/books/review/gods-bankers-by-gerald-posner.html?_r=0

المقامرون هم الذين يتجسسون حتى على البابا فرنسيس ويسرقون وثائق من غرفة ملاصقة لغرفته المتواضعة جدا كي يخفوا ويزيلوا أي أثر او دليل على مقامراتهم:
http://www.themalaymailonline.com/features/article/spying-on-the-pope-vatican-leaks-reveal-dirty-dealings

المقامر هو الذي يسرق تبرعات المحسنين للفقراء وينفقها على اغراضه الخاصة وتأثيث شقته:
http://www.timeslive.co.za/world/2015/11/03/Vatican-leaks-reveal-spying-on-the-Pope-charity-money-refurbished-cardinals-houses

المقامرون هم الذين يجلبون أناس (لن نفصح عن جنسهم وهويتهم، الذي يرغب يقرأ المصدر) وسرعان ما نكون وجها لوجه امام فضيحة لا بعدها فضيحة تتلقفها الصحافة العالمية:
http://nypost.com/2015/11/15/corruption-at-the-vatican-leaks-the-bomba-sexy-at-the-center-of-it-all/

المقامرون هم الذين وقفوا وبعناد وقوة ضد محاولات البابا فرنسيس اصلاح المؤسسة والدولة وانقاذها من الفساد والمفسدين:
http://www.reuters.com/article/us-vatican-books-idUSKCN0SS2PC20151103

المقامرون هم الذين يستولون على أربعة دولارات من كل عشرة دولارات يتبرع بها المحسنون للفقراء لإضافتها الى ماليتهم:
http://www.dailymail.co.uk/news/article-3303893/Vatican-spends-just-four-ten-euros-receives-donations-poor-rest-going-finances-claims-new-book.html

المقامرون هم الذين يرفضون ان يضعوا سجلات دقيقة وشفافة حالهم حال بلدية صغيرة في السويد كي يعرف الشعب كيف تجمع وتصرف الأموال الى حدّ الفلس.

المقامرون هم الذين ينفقون الملايين في محاكمات خاسرة أصلا واساسها التزوير والسرقة ويرفضون تقديم كشف شفاف عنها.

المقامرون هم الذين يزورون الوثائق للاستيلاء على أملاك الغير.

المقامرون هم الذين يغدقون المديح على المزورين والسراق واللصوص.

المقامرون هم الذين أرسلوا مبشرين الى الشرق ليس للتبشير بكلمة الإنجيل بين المسلمين والذين لم يسمعوا بالمسرة بل للسيطرة على مقدرات المسيحيين المشرقيين وتغير ثقافتهم ومذاهبهم القويمة والسليمة والاستيلاء على اوقافهم.

المقامرون هم الذين لا يزالون يرسلون المبشرين الى المشرق للتأثير وتغير ثقافة المسيحيين المشرقيين رغم الظلم المرعب الذي هم فيه نتيجة طغيان المجموعات الإسلامية الظلامية والتكفيرية.

المقامرون هم الذين قسموا وشتتوا ام كنائس الدنيا، كنيسة المشرق الكلدانية، الى مناطق وكنتونات ومراكز ومشيخات الى درجة اننا صرنا وكأننا عدة مؤسسات كنسية بقدر الابرشيات والخورنات وليس مؤسسة كنسية واحدة موحدة.

المقامرون هم الذين استولوا ولا يزالون على اوقافنا وأحرقوا مخطوطاتنا واضطهدوا كهنتنا وأكليروسنا واقتطعوا مساحات شاسعة ولا يزال واضافوها ويضيفونها الى املاكهم وإمبراطورتيهم مع ناسها وأملاكها بعد فرض ثقافة دخيلة وأجنبية عليها.

سأكتفي بهذا القدر ليس لأن ليس هناك المزيد.

والله بإمكاني الاستمرار بذكر المقامرات، التي لا تبدو مقامرة القس الكلداني عامر ساكا الا قزما صغيرا امامها، أياما واسابيع وقد لا تنتهي.

تحية من الأعماق الى القس الكلداني عامر ساكا

إن ما قمت به غير مقبول وجريمة ولكن بينت أنك وإن كنت "مقامرا" إلا أنك رجل شهم وشجاع بإمكانك تحمل مسؤولية ما قمت به. اعترفت بالخطأ وسلمت نفسك للعدالة.

اما نحن ومعنا كل هذا الفوج من المقامرين الكبار جبناء لأننا نفتقر الشجاعة لتحمل المسؤولية ولهذا لا نعترف بمقامراتنا.

لقد سألت عنك كثيرا واستقصيت.

كنتَ في بغداد تخدم في أفقر المناطق – السنك، كمب الكيلاني، السعدون. وكنت الأب الحنون للفقراء والمساكين وتأخذ شمامستك في زيارات لبيوتهم وتمنحنهم ما قسمه الله.

وكنت تجمع الشمامسة مرتين في الأسبوع وكنت قلعة من القلاع الملتزمة بطقس ولغة وتراث وريازة وثقافة كنيستك المشرقية الكلدانية.

ولن أنس عيد الشمامسة في عام 1996 حيث اقمت مهرجانا بهيجا جمعت فيه كل شمامسة بغداد مع البطريرك والأساقفة والكهنة.

وبدأنا في الصلاة حسب الطقس الكلداني من مزامير وموتوا وشهرا وصبرا ونحن عشرات وعشرات الشمامسة ومن ثم القداس (تليثايا) والمذبح مزين بعشرات وعشرات الشمامسة حتى ضاق المكان بهم واضطر الكثير منا الوقوف مع الشعب.

وهذا ما جعل البطريرك المرحوم بيداويد ان يباركك في كرازته ويستشهد بك ككاهن غيور ونموذج لما يجب ان يكون الكاهن الكلداني عليه محافظا على طقسه ولغته وتراثه وثقافته وريازته.

القس عامر عمل ما لم يتجرأ أي كاهن او أسقف كلداني القيام به

كان الكثير منا يرى في القس عامر نموذجا للممارسة الإنجيلية على مستوى النشاط اليومي.

فهو الكاهن الوحيد – حسب معرفتي – عمل المستحيل للحصول على موافقة وزارة الداخلية في العراق للقيام بزيارات دورية للسجناء المسيحيين كافة دون تسميات ومذاهب وإقامة قداس لهم مرتين في الشهر في قاعة وسط سجن أبو غريب المرعب والمخيف وامام أعين وأنظار الاف السجناء المسلمين.

وكان القس عامر يمر على الميسورين ليجمع المساعدات للمساجين من المسيحيين وعوائلهم.

وكان لي شرف مرافقته أحيانا الى سجن ابو غريب الرهيب.

كان يحمل رسائل الى السجناء رغم خطورة الوضع ويستلم رسائل منهم ويوصلها الى احبائهم.

وكان السجناء المسيحيين يتقاطرون الى القاعة وهم يسبحون وينشدون مع الكاهن وكثيرون منهم مظلومين ويبكون في القداس بكاء مريرا وهم ينشدون لاخو مارن، وقديشا الاها، وسبارو سبرث لمريا، ومارن إيشوع، وكرروى وسرابي، وحذ اوا قديشا، وتاج الصلوات في المسيحية "اوون دوشميا."

حادثة لا تنسى ابدا

في فورة من فورات الجنون والعربدة، القى عدي صدام حسين بالصحفي العراقي البارز والشهم الدكتور هاشم حسن جاسم التميمي في زنزانة في سجن أبو غريب.

وكنا مجموعة من الصحافيين العراقيين في حينه أردنا إيصال مبلغ من المال ورسالة سرية الى الدكتور هاشم الذي هو حاليا عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد.

ولكن من بإمكانه ان يقوم بذلك؟

وأخذ القس عامر الرسالة والمال في احدى زياراته وأوصلها الى الدكتور هاشم.

الدكتور هاشم حي يرزق والقس عامر حي يرزق. أقول هذا فقط للتأكيد.

هل يستحق هذا القس الكلداني الغيور كل هذه السكاكين؟

كلنا مقامرون ولكن لماذا ننهش بلحم أصغر مقامر في صفوفنا بينما ننسى السياق ونتحاش رفع سكاكينا في وجه المقامرين الكبار من الحيتان الكبيرة التي هي سبب بلائنا والوضع المأساوي من الناحية التنظيمية والإدارية والمؤسساتية والطقسية الذي نحن فيه.

ولكن الصحافة الكندية التي لا يعنيها أمر الدين والمذهب والمؤسسة الكنسية كثيرا ولا تخشى أي مؤسسة او سلطة لم تنسى السياق وذكرت المؤسسة التي نحن تحت مراقبتها under watch باسمها الصريح:

http://www.ctvnews.ca/mobile/canada/ontario-priest-accused-of-gambling-away-500k-for-refugees-1.2834931
http://www.thestar.com/news/gta/2016/03/28/money-for-refugees-lost-gambling-says-catholic-church-in-london-ont.html

كلنا مقامرون ومن الدرجة الأولى فكفوا عن حدّ سكاكينكم ونهشها في جسد هذا "المقامر" البسيط والمسكين.

إن لم نقدر ان نعري ونتحدى كبار المقامرين ومؤسستهم وسلطتهم المطلقة على كل مقدراتنا والذين نحن تحت مراقبتهم under watch هذا سيكون وضعنا ونحن مقبلون الى الانقراض لا محالة.

الأمة التي تخشى السياق لن تنهض ابدا وتبقى على الهامش وتموت.