تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تاريخ المقاهي في برطلي / الجزء الثالث

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يوليو 07, 2015, 11:04:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

تاريخ المقاهي في برطلي

الجزء الثالث


بهنام شابا شمني


مقهى زورا حنو سينم
افتتح هذا المقهى بعد غلق مقهى شقيقه بهنام حنو سينم وبجواره ، وكان بنائها من الطين . وعمل فيها ( حنو داود ال ميخا قريو ) وتولى ادارته صاحب المقهى ( زورا حنو سينم ) لفترة من الزمن ومن بعده ابن عمه ( كامل شابا شمني ) لفترة قصيرة . وتميز هذا المقهى بامتلاكها مكانا صيفيا كبيرا اقيمت على محيطه دكات للجلوس ليضم اعداد كبيرة من الجالسين سيما وهي تقع قبالة دوائر الحكومة ( مركز الشرطة ومديرية الناحية والنفوس ) فبالاضافة الى رواده الدائميين كان يستقبل زبائنا من الذين يقصدون مراجعة الدوائر الحكومية والمسافرين من على الطريق الرئيسية باتجاه اربيل وكركوك والموصل فكان محطة استراحة لهم .
فتح هذا المقهى في الخمسينات من القرن الماضي وبقي يعمل حتى اواخر الستينات .
ومن حوادث هذا المقهى ان لصوصا حاولوا سرقة الراديو الخاص به ، وبما ان الراديوات في ذلك الوقت كانت تعمل بقوة البطاريات السائلة حيث لا وجود للكهرباء . وفيما هم يرفعون الراديو الموضوع في مكان مرتفع في المقهى سحبوا البطارية المتصلة به ايضا فانقلبت عليهم وانسكب محلولها ( حامض ) على ملابسهم محرقة اياهم ، فتركوا الراديو ولاذوا بالفرار .



مقهى ابلحد متي داود دحو ( ابلحد دحو )


بدا المقهى عمله في سنة 1953 متخذا مساحة من الارض العائدة لعائلة ( داود دحو ) والواقعة على الطريق الرئيسية التي تربط الموصل باربيل وكركوك والسليمانية مكانا له والمحاذية لحديقة البلدة الرئيسية والوحيدة والمشهورة باسم ( حديقة حسن ) نسبة الى ( شابا بهنام شعيا ) الملقب باسم ( حسن ) واحد البستانيين العاملين فيها .
تتكون المقهى من جزئين احدهما شتوي وبناؤه من الجص والحجر مسقفة باعمدة من الخشب والحصران الذي استبدل بعدئذ بسقف من الكونكريت ، والمقهى كانت تتسع لعشرة قنفات وعشرين كرسيا .
اما الجزء الصيفي فكان عبارة عن حديقة ملحقة بالجزء الشتوي ومحاطة باشجار اليوكالبتوس التي تشكل ظلا يستغل لجلوس رواد المقهى بالاضافة الى الظل الذي تحت السرادق المقامة في وسط الحديقة .
اما روادها فهم اغلبهم من المعلمين حتى كادوا يسمونها ( نادي المعلمين ) هذا بالاضافة الى بعض الكسبة من رجال القرية ، ومن روادها من المعلمين  الاساتذة ( يعقوب شلتان ، روفائيل جبوري ، بتي حنا ، كوركيس تندرو ، متي رفو حنوق ، متي كدو ، اسحق يوسف ننو  ، بطرس داود عكو ) وغيرهم ، ومن العامة ( قر ياقوس داود دحو ، زورا دانيال حندو ، بتي قرياقوس ال بتي ، عبو شوعا ، اسحق يوسف ال غريبو ) وغيرهم . ومن روادها ايضا مدير الناحية ومعاون الشرطة .
اما الالعاب التي كانت تمارس فيها فهي ( الورق والطاولي والدومينو ) ، ومن العاب الورق ( الكونكان والبوكر ) .
كانت تقدم في المقهى المشروبات الساخنة ( الشاي والحامض ) والتي قيمتها كانت لا تتجاوز العشرة فلوس بينما كانت تقدم القهوة مجانا .
اما المشروبات الباردة فكان في البداية هناك مشروبا يسمى ( سيفون ) الذي كان بنكهات مختلفة مثل التفاح والليمون والبرتقال ويؤتى به من الموصل عن طريق وكيل خاص وسعره وقتئذ ( 15 فلسا ) . ثم جاء الكوكا كولا والبيبسي والمشن ، وقيمتها كانت ( 15 فلسا ) ايضا وهذه كان لها وكيلا خاصا وهو السيد ( متي بولص آل دانو ) .
كان يدير المقهى السيد ( ابلحد متي داود دحو ) ويعاونه ( عبدالله توما بينو رفو ) .
اغلقت المقهى في سنة 1963 بحجة ان اصحابها والبعض من روادها يمارسون نشاطات سياسية داخلها ، بل تم مطاردة البعض منهم من قبل افراد من الحرس القومي .
بعد اغلاق المقهى استعيض عنه بكشك صغير قدم هدية من شركة مشن بعد ان اصبح السيد ابلحد متي دحو وكيلا لها لمناطق برطلة وقرة قوش وبعشيقة وكان يدير الكشك شقيقه السيد صليوا متي داود دحو .



المقاهي اماكن للترفيه لاهل البلدة


اقتصر فتح المقاهي على الطريق الرئيسية الدولية التي تمر بجانب البلدة وبعدها في وسطها والتي تربط المدن المهمة في شمال العراق ببعضها وبجنوبه وحتى اوربا ودول الجوار بالخليج واسيا كما يقول الباحث التاريخي في شؤون الشرق البرفسور باسيل عكولة البرطلي . لتكون محطة استراحة للمسافرين القادمين من مناطق بعيدة ، بالاضافة الى اتخاذها من قبل بعض متنفذي البلدة ووجهائها والموظفين الاوائل من اهل البلدة مكانا للترفيه بقضاء بعض اوقات فراغهم فيها ولكن ليس على نطاق واسع ، كون مجتمع البلدة هو مجتمع فلاحي اهله يعملون في الزراعة كما ذكرنا لا يملكون من الوقت فراغا .
استمر الحال كذلك حتى بداية الخمسينيات من القرن الماضي وبعد التحول الاقتصادي الذي حصل في المجتمع البرطلّي بعد توجه ابنائه الى دخول المدارس والعمل في المجال الحكومي كموظفين في دوائر الدولة وخصوصا في مجال التعليم والصحة والجيش والعمالة في المصانع الحكومية وحتى الاهلية وغيرها من الوظائف حتى بات يتحول المجتمع البرطلّي تدريجيا من مجتمع فلاحي زراعي الى مجتمع حضري . الموظف والعامل فيه مرهون بوقت عمل محدد ينتهي عند الظهر هذا بالاضافة الى ان شريحة كبيرة من ابناء البلدة اتخذوا من التعليم مهنة لهم ، مما يعني ان اوقاتا كثيرة هي بمثابة وقت فراغ لهم فلا بد من وجود اماكن ترفيه لقضاء هذا الوقت ، بالاضافة الى تحسن دخل الفرد مما يشجع على صرف جزء منه في اكاكن الترفيه هذه ، فكانت المقاهي اول اماكن للترفيه في البلدة  . فانتقل افتتاح المقاهي من الطريق الرئيسية المذكورة الى داخل البلدة ومن هذه المقاهي .




مقهى ( دنا بوليزا )

لم يكن دنا بولص دانيال آل منّو ( دنا بوليزا ) اول من افتتح هذا المقهى ولكن لطول الفترة التي عمل فيها وللشهرة التي اخذها منه المقهى تمت تسميته بهذا الاسم . 
اما اول من عمل في هذا المقهى او افتتح على يديه هو ( بطرس متي عتي ) . وهو من اوائل المقاهي التي افتتحت في وسط القرية وفي شارعها المشهور ( زوقاقا دكوري ) .
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وربما في سنة 1954 انشأ كل من السيد بطرس داود خدر شلالي والسيد بهنام متوكا على أرض يملكانها شراكة بناية المقهى وفق الطراز الحديث ( محلات ) واجهتها على الشارع  وسقفها من الكونكريت .
كان بطرس متي عتي هو من يدير المقهى بينما عمل فيه ( شمعون الياس شمعون ال حندلو ) و ( يوسف عازر حنا ال كُلي ) . كما كان يستخدم الارض التي كانت خلف بناية المقهى ، كمقهى صيفي هربا من حرارة الصيف حيث لا وجود للكهرباء ووسائل التبريد الحديثة وللاستفادة من برودة المكان بالجلوس في الهواء الطلق .
ظل بطرس متي عتي يدير المقهى حتى بداية الستينات لينتقل بعدها الى محلات السيد ( متي بهنام حنا آل جيوا ) الذي أنشأ بناية امام داره في الجهة المقابلة وعلى الشارع الوسطي ذاته وعلى نفس الطراز ، فيفتتح فيها بطرس عتي مقهى ، اداره لمدة سنتين لينتقل بعدها الى الدار التي تعود الى السيد متي آل باهو خضر ( شخّورا ) تقيم مكانها الان عمارة ( توماس اسحق آل رمو الحداد ) فحول البيت الذي كان بطابقين الى مقهى وبيقي فيه حتى سنة 1965 ، حيث شُغِل من قبل الاثوريين النازحين من قراهم  بسبب حرب الشمال وقتئذ  .
كما ادار بطرس عتي فترة من الزمن ( نادي الموظفين ) في برطلي والذي سنأتي الى ذكره في بحثنا هذا .
والسيد بطرس متي عتي ابتدأ حياته فلاحا ، كان لاهله اراض زراعية كثيرة ، كما كانوا يملكون معصرة للراشي و( دنك ) لاعداد المونة ومن وجهاء واغنياء البلدة ، ويذكر التاريخ ايضا ان لآل عتي دورا متميزا في بناء كنيسة مريم العذراء في وسط البلدة في سنة 1890م .
بعد ترك بطرس متي عتي المقهى استلم ادارته ( حنو جاجان ) ومن بعده ( اسطيفوا ككونا ) ثم ( شمعون ال قزونا )  .




دنا بوليزا والمقهى

استلم ( دنا بولص دانيال آل منو ) المقهى في بداية الامر ولمدة اربع سنوات ثم ترك العمل فيه ليتوجه للعمل في مقهى ( متي بهنام جيوا ) وكان ذلك في سنة 1963 ولمدة اربعة سنوات ايضا ، ثم عاد للعمل فيه مرة اخرى ولم يتركه حتى اغلاق المقهى في سنة 2000م .
كانت بناية المقهى تُؤجر من اصحابها يقول السيد ( دنا بوليزا ) بايجار مقداره ( 7 ) دنانير في بداية الامر ثم اصبح ( 200 ) دينار بعد فض الشراكة بين اصحابه ، حيث اصبح المقهى من حصة بطرس داود شلالي .
كان دنا بوليزا هو من يدير المقهى وهو من يعمل فيه ويعاونه في بعض الاحيان اولاد اخيه . وهو بقسمين الشتوي البناية والتي كانت تحتوي على ثمانية طاولات والصيفي في الارض الملاصقة له خلف البناية ، حيث تم ترتيبها وزرعها ببعض النباتات كالقصب والاشجار لتعطي للجالس فيه هواءا رطبا منعشا .
اما المشروبات التي تُقدم فيها فلا تختلف عن سابقاتها من المقاهي وهي الشاي والحامض التي تراوح سعرها بين 5 فلوس في بداية افتتاحها الى 250 فلسا عند غلقها . والمشروبات الباردة وهي ( نامليت ، تراوبي ، سينالكو ، كوكا ، بيبسي ) وغيرها والتي كانت تُجلب من الموصل بواسطة وكلاء خاصين ، وتُبرد بواسطة الثلج الذي كان له وكلاء خاصين ايضا . وكذلك الالعاب التي كانت تُمارس فيه فلم تكن تختلف ايضا فهي ( الطاولي والدومنا والورق ) .
رواد المقهى فاغلبهم من الموظفين اي الذين كانوا يملكون مصدر رزق ثابت ، لان الجلوس في المقهى اصبح في فترة الخمسينات والستينات وحتى السبعينات من القرن الماضي بمثابة وجاهة وهي اماكن لقضاء وقت الفراغ والتسلية . ولم تكن تخلو المقاهي من الذين يبحثون عن لعب القمار فهؤلاء تختلف نظرتهم اليها .
ومن رواد المقهى الذين على ما يبدو كانوا يتنقلون من مقهى الى آخر من المعلمين روفائيل يوسف جبوري ، يعقوب سليمان شلتان ، حنوكا جنو ، زكريا شابا ال دلكتة والمختار حنا ابراهيم ال بينوكا ) وغيرهم  .
كان يرتاد المقهى من مختلف التوجهات السياسية  ، وعملية مشاركتهم الجلسات تعتمد على طبيعة العلاقة بين احزابهم التي كانت ما بين مد وجزر . واتهم صاحب المقهى بانتمائه الى القوميين حيث كان يرتاد المقهى ممن ينتمون اليهم . وبالرغم من الاختلاف في الانتماءات السياسية لرواد المقهى الا انه لم يشهد ان حدثت مشكلة ما بسبب ذلك ، ولكن دائما ما كانت الشرطة تحضر الى المقهى لمراقبة ما اذا كان يُمتهن فيه لعب القمار .
المقهى أشتُهِر باسم مقهى ( دنا بوليزا ) ولكن في فترة من الزمن حمل اسم ( مقهى الرسالة ) بعد ثورة 1968 .
في شهر رمضان حيث تقفل كافة المطاعم والمقاهي وكل اشكال الافطار العلني وبقرار يصدر من الجهات الحكومية ، لذا كان ينبغي علينا يقول ( دنا بولص ) صاحب المقهى . اقفال المقهى في بلدتنا المسيحية ايضا . حيث كان يحضر شرطي الى المقهى ليبلغنا باغلاقه ولكن كان يستمر ذلك ليومين او ثلاثة ثم نعاود العمل ، وفي احيان اخرى نُجبر على الاغلاق وهذا يعتمد على طبيعة المسؤول الحكومي الموجود في البلدة ومدى العلاقة معه .
كنا في بعض الاحيان نعاني من مضايقات هؤلاء المسؤولين ولاسباب تافهة ولمجرد فرض سلطتهم علينا ، فكنا نستعين باصدقائنا من المتنفذين في الموصل للافراج عنا .
تعرض المقهى الى عملية حرق متعمدة من قبل شخص مجهول تبين فيما بعد انه عمل انتقامي على خلفية شكوى تتعلق بالاعتداء على زروعهم من قبل راع للغنم يعمل كأجير لدى احدى عوائل البلدة  .
والسيد دنا بولص دانيال آل منّو من عائلة كادحة بدأ العمل منذ ان كان صغيرا بعمر سبع سنوات ، حيث سافر الى بغداد وعمل عند عائلة ارمنية وتنقل بين عدة اعمال ولم يعد منها الا وحضر اسمه لخدمة العلم .
عمل في الحياكة مهنة اهل البلدة الشهيرة فكان اهله يملكون ( جومتين ) حيث ينسجون المناشف والبرانس التي تباع في سوق المدينة في الموصل .
عمل ايضا في معمل للحياكة الذي افتتحه في البلدة السيد ( شمعون زورا شعيا ) ولاتقان اهل البلدة الصنعة جيدا يقول السيد دنا بوليزا ان راهبان كن يحضرن من الموصل لتعلم الحياكة على ايدنا .  كما عمل طباخا عند شركة اجنبية للنفط في عين زالة .
ويفتخر السيد دنا بولص ال منّو بقوته وهو شاب بعمر ( 24 ) سنة حيث كان يحمل كيس الحنطة ( كونية ) التي تحوي ( 12 ) وزنة على ظهره ويصعد بها راكضا على سلم خشبي الى سيارة الحمل .
ومن الامور التي يفتخر بها ايضا انه هو الذي قام بنصب خزان الماء المشهور في البلدة ( تانكي ) وكان يبلغ من العمر في حينه ( 24 ) سنة ،  يعاونه ( داود جنّو ) بينما مقاول العمل الشخصية المعروفة لدى اهل برطلي مبيّض الاواني المنزلية النحاسية المصلاوي صالح ( صالح مبيضانا ) .
تم تركيب هيكل الخزان الضخم قطعةً قطعة من القاعدة الى اعلى الخزان مستخدما ادوات بسيطة هي عبارة عن بكرات وحبال لرفع قطع الخزان وشدها يدويا بواسطة مفكات البراغي . 
تم نصب التانكي في سنة 1952 واستمر العمل به من 20 يوما الى شهر من الزمان .
اما اجرته اليومية فكانت ( 150 ) فلسا ثم اصبحت ( 200 ) فلس ، ولدقتهم في العمل والخبرة التي اكتسبوها اصطحبهم صاحب العمل لنصب خزان آخر مشابه في منطقة اخرى الى الجنوب من بغداد .
كان دنا بوليزا الذي قام بنصب خزان الماء هو نفسه من ساهم برفعه بعد اربعين سنة في منتصف تسعينيات القرن الماضي 1995 وفي سنوات الحصار . حيث ارسل بطلبه لمساعدة العاملين على تفكيكه وهم شباب من برطلي وارشادهم الى الطريقة الصحيحة وبمساعدة اثنتان من الرافعات السلكية الضخمة .
يصف الموقف بالمؤثر حين تم ازالة الخزان الذي يقول لقد صرفت جهدا كبيرا في نصبه وتركيبه وهو يرتفع شيئا فشيئا حتى اكتمل .
بقي ان نعرف ان السيد دنا بولص دانيال هو من مواليد 1930


يتبـــــــــــــــع



دار الحكومة في برطلي بنيت في سنة 1944 ( ازيلت الان )



موقع مقهى ابلحد متي داود دحو ( ابلحد دحو )



المرحوم شابا بهنام شعيا ( حسن ) بستاني حديقة البلدة المشهورة ( حديقة حسن )



دنا بولص دانيال آل منّو ( دنا بوليزا )






خزان ماء البلدة ( تانكي )


المرحومين دانيال بطرس كاكو وابراهيم بهنام شعيا ( برهو ) واقفان امام خزان الماء الذي كان يعتبر رمزا للبلدة



الاواني النحاسية المنزلية