تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

كنيسة مريم العذراء الجديدة في بلدةِ برطلي

بدء بواسطة الخوري قرياقوس طراجي, فبراير 02, 2014, 10:15:57 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الخوري قرياقوس طراجي

كنيسة مريم العذراء الجديدة في بلدةِ برطلي


الخوري قرياقوس حنا طراجي البرطلي

عندما حدثت مشكلة بين أَبناءِ الكنيسة السريانية لينقسموا على بعضِهم البعض
فلكي لا تحصل مشكلة في الكنيسة قرَّرَ أَبناءُ أَنْ يبنوا كنيسة على إسمِ العذراء مريم،
فلو اطلعنا على كتاب مخطوطة الإنجيل المقدس على مدارِ السنة النسخة التي خطها المرحوم الشماس الأَفدياقون شابا بن زكو بن اسحق آل سبتي گلو يذكر فيها فيها المشكلة لتي حصلت في الطائفة الأرثوذكسية وكيف تمَّ بناءُ كنيسة مريم العذراء. وقد كتبتُ قصيدة عن بناءِ الكنيسة وردتْ في كتاب عناقيد الكرمة وهو الأشعار التي كتبتُها، وطبعَ بجزئين في دار المشرق الثقافية – دهوك نوهدرا.
الكتاب المرقم ( 20 ) وهو حسايات الصوم الاربعيني المقدس يقول في نهايته: إنتهى كتاب حسايات الصوم الاربعين المقدس على يد الضعيف الخاطىء المملوء معايب الكسلان والحقير الذذي لايستحق ان يكتب اسمه في هذا الكتاب لكن من اجل صلوات الاخوة شابا بن حنونا من عشيرة سبتي كلو من قرية برطلي .كتبت هذا الكتاب في بيت القس زكريا الذي هو جدي ابو امي كتبته مجاناً دون ثمن لكنيسة والدة الله مريم عوض روح ابائي وكان ذلك في ايام الاكارم مار اغناطيوس بطرس الرابع ضابط الكرسي الأَنطاكي ومار غريغوريوس مطران اورشليم ومطراننا مار قوريلوس الياس الموصلي ليطيل الله أَعمارهم ويعظم كراسيهم وليمنحهم العقل السديد ليسوسوا رعاياهم بصلواتِ والدة النور مريم وجميع القديسين اين(1) آمين.

نذكر كهنة البلدة المذكورة:
خدم في كنيسة والدة الله مريم الواقعة في وسط القرية القس زكريا بن صليوا بن بطرس ال شمّي. والقس بهنام بن حنوش ال بزبوز. وشمامسة الكنيسة الشماس ساكا بن بطرس والشماس موسى سبتي.
أَما كاهن كنيسة مارت شموني فكان القس ابراهيم وسبب كتابة كتاب الصوم الاربعيني من أَجل خصومة حصلت بين الشعب السرياني الارثوذكسي لأَننا جميعاً كنا نصلي في كنيسة مارت شموني(2) وبسبب هذه الخصومة اشترينا مكاناً لبناء كنيسة العذراء المذكورة بأَحد عشر الف دانق (1) ماعدا الحجارة والجص وبقية الأَشياء لأَنَّ الحجارة التي كانت موجودة بنى بها الأُسس فقط وبقية الحجارة والمرمر جلب من كنيسة دير مار يوحنا ابن النجارين الذي هو على طريق الموصل والمرمر والفرش أَتينا به من جبل مار دانيال وأَنفقنا عليه نفقاتٍ باهظة جدا هذا كله في سنة 1890 مسيحية أي سنة 2201 يونانية في 26 من شهر شباط. وان أَنسى لا أَنسَ كتاب انجيل كنيسة مريم العذراء الذي جاء تحفة فنية لا مثيل لها حيث يذكر في نهايته شكره للثالوث الاقدس الذي بعونه تعالى ابتدأ وانتهتْ كتابته والمُقسَّم للاعياد والمناسبات الدينية صيفاً وشتاءاً إذ يقول: بقوة الاله الواحد الذي لا بداية له ولا نهاية الذي نترجى منه بحياتنا ونطلب منه في موتنا وانبعاثنا واياه نشكر لأَنَّه أَعان ضعفنا لنُكملَ هذا الكتاب الممجَّد والموقر الذي هو انجيل بشارة الحياة لربنا ومخلصنا يسوع المسيح إذ ابتدأنا به في الخامس عشر من شهر ايلول سنة 2205 يونانية الموافق 1894 مسيحية وفي الخامس والعشرين من نفس الشهر انتقل مار اغناطيوس بطرس الرابع ضابط الكرسي الرسولي الانطاكي الى دار الخلود لتكن صلاته ستراً وملاذاً لجميع المؤمنين آمين. وبقيت أُمَّتنا دون رئيس الى اليوم الذي كتبنا هذا التاريخ أي العاشر من شهر آذار سنة 2206 يونانية أي سنة1895 مسيحية لانه لم يستلم أَحد بعده السدة البطرسية. وفي أَيام ابينا مار قوريلوس الياس قدسو الموصلي مطران دير مار متى وأَبينا مار ديونيسيوس بهنام سمرچي مطران الموصل ليديمهم الله ويرفع مقامهم وينصرهم ضد أَعداء الحق آمين. كتبه العبد الحقير والكسلان ذلك الذي لا يستحق ان يكتب اسمه في هذا الكتاب المقدس والممجد لاجل اعماله القبيحة شابا ابن المرحوم حنو من قرية برطلي. الرجاء منكم ايها الذين تصادفون هذه الاسطر الضعيفة ان تصلوا على نفس الكاتب التعيس وعلى روح أخينا الروحي يعقوب الذي ساعدني في ترتيب هذا التاريخ. وقامت بنات القس زكريا بن صليوا شمي بلو وسارة ومريومة(1) باعطاء نفقات الصنوج والمبخرة من الفضة وثمن بدلة القداس والكأس والصينية كله هذا من مالهن الخاص عن روح والدهن وبقية امواتهن. اما الانجيل المقدس فاعطت ثمنه مريومة من مالها الخاص كان ذلك في العاشر من شهر حزيران سنة 1895 مسيحية حيث رسم البطريرك عبد المسيح الثاني حفظه الله بصلوات القديسة مريم والدة الله وجميع القديسين آمين. هذا هو شابا حنونا من عشيرة آل سبتي گلو شابو صاحب الخط الجميل الذي خط كل هذه الكتب والمخطوطات لكنيسة مريم العذراء هذا الرجل المثالي الذي ضحى بالغالي والنفيس وتعب تعبا لا يوصف في العمل واظهر غَيرةً وقادةً في تثبيت المؤمنين مع جدِّه القس زكو والقس بينو والشماس الغيور ساكا عبدال وشمعون شعيا.
في 25 آذار سنة 1995 تم ترميم كنيسة مريم العذراء إلى يوم الجمعة المصادف 12 / 4 حيثُ اجتمع أَبناءُ الكنيسة في هذا اليومِ المبارك وتم صب أَرضية فناء الكنيسة وكان يوماً يعجز الإنسان عن وصفهِ بالحقيقة وصفاً دقيقاً لأَن فيه حصل العجب وسنشرح عن هذا اليوم ليعرفَ العالم أَجمع كيف أنَّ أَبناء الكنيسة المؤمنين متماسكون ببعضهم. حيثُ تواعد الشباب أن يصبّوا فناءَ الكنيسة مجاناً إذ كان قدْ قدمََ من بغداد المرحوم المؤمن متي توما چوچانا حيثُ الوكيل شابا يوسف كتوثة وعُين مكانه پتي قرياقوس اسحق وتغير المجلس الكنسي أَيضاً.
ففي صباح يوم الجمعة كان الرمل والحصى والإسمنت تحت حائط الكنيسة وإذا بالشباب ينصبون الخباطة ويجتمعون أَمام الكنيسة في الساعة السابعة صباحاً ويبدأون بالعمل حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً. كانوا جميعاً يعملونَ بقلبٍ واحد ونيَّةٍ صافية كما كانت الكنيسة في أَيّامِ الرسل الأَطهار. فالبحقيقة يعجز القلم عن وصفِ هذه الحالة والحركة الإيمانية في هذا اليومِ المبارك حيثُ يرى كل مَن كان حاضراً أثناء العمل جميعََ الشباب يهبّونَ جميعاً بكلِّ جدٍّ ونشاط للعمل المجاني في حقلِ الكنيسة الأُم. منهم كان يخلط الرمل والحصو والإسمنت ومنهم من يدفع العربات المملوءة بالسمنت ليفرِّغَها ويعودَ ثانيةً بسرعةٍ فائقة ومنهم من يفتح السمنت على الأَرض ليُساويها بخشبةٍ طويلة. أَمّا النساء اللاتي حضرنَ للمساعدة ذهبت الكثيرات منهن لإعداد وجبةِ الطعام للعمال. أَمّا المسنّات الحاضرات كنَّ يرفعنَ أَصواتََ الزغاريد والهلاهل وكانت الفرحة تعم قلوبَ جميع الحاضرين. والأَغرب من ذلك فترة الغذاء حيث حان وقتُ الإستراحة للغداء تعجَّبَ الجميعُ من المرحومة السيدة منيرة بولس فرّو زوجة المرحوم متي توما چوچانا التي كان ذلك اليوم عندهما فرحةٌ لا تُضاهيها فرحة، وعرسٌ بهيج إذ كانت هي المسؤولة عن ترتيب الأَكلات والأَطعمةِ الشهية حيثُ تعاونت مع الأُسر السريانية العديدة المتواجدة قرب الكنيسة. جلبَ الشباب الصواني من بيوتِ المؤمنين ووضعوها أَمام بيت أُختها هيلاني مقابل الكنيسة ِإذ أَكل الجميع كفايتهم وزاد عنهم الأَكل الكثير ببركة الله وصلواتِ العذراء القديسة مريم.
بعد اسبوعين من هذه الحملة الإيمانية انتقلتِ المؤمنة منيرة بولس من الحياة الزمنية إلى الحياة التي لا تزول في الأَبدية وكان ذلك يوم الجمعة المصادف 25 / 3 / 1995
يوم 19 / 10 / 1999 إبتدأ العمل في كنيسة مريم العذراء وانتهى يوم
23 / 12 / 1999 وافتتحت يوم 24 صباحاً الساعة الثامنة حيثُ ابتدأ القداس الإلهي نيافة مار ديوسقوروس لوقا شعيا البرطلي بعد أنْ قام بمراسيم تكريس الهيكل والمذبح بحضور المئات من أَبناءِ الكنيسة المقدسة.