تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

كنائس برطلة / كنيسة القديسة شموني في برطلة

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يناير 17, 2013, 09:34:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

كنائس برطلة
كنيسة القديسة شموني في برطلة




بهنام شابا شمني

هي كنيسة قديمة ، كبيرة وجميلة ، انشئت بظاهر القرية ، شرقيها ( اصبحت الان تقع في وسط البلدة )  ، ولا يعرف تاريخ بنائها الاول بالضبط ، وعلى الارجح بنيت بعد خراب الكنيسة الكبرى ( كنيسة مار احودامة ) ، ، انما يرجعها بعضهم الى القرن الخامس عشر (1) ، وجل ما نعرفه انها جددت للمرة الاولى مع كنيسة مار كوركيس القديمة سنة 1807 بهمة اهل برطلي(2) .
ونقضت كلها وبنيت من جديد سنة 1869 في عهد البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثاني(3) ، ومار قورلس دنحا اسقف دير مار متي(4) ، بعد ان عاشت اثنتين وستين سنة .
ان تخطيط الكنيسة هو اقرب الى التصميم الطقسي التقليدي ، مثل اغلبية الكنائس المرقّمة حديثا نجد فيها القسطروم (5)  ، وابواب الواجهة  ، ولكن كثيرا من التفاصيل تنقص ، وليس من الصعب اضافتها لكي يكتسب الاحتفال الطقسي كل معناه .
في حائط اليسار من هيكل الكنيسة يحتفظ بذخائر القديسين في ثلاثة مكانات والتي نقلت من خرائب كنائس برطلي القديمة وحُرص على ان تكون واجهة المكان الذي حُفظت فيه هذه الذخائر من حجارة نفس المكان الذي نقلت منه لتحتفظ بقيمتها القدسية والتاريخية ، والذخائر الاولى تعود للقديس مار احودامة التي من كنيسة مار احودامة الكبرى ام الذخائر الثانية فتعود للقديس مار يوحنا ابن النجارين والتي نقلت من ديره في برطلي ، اما الذخائر الثالثة فتعود للقديسة شموني والتي بنيت على اسمها الكنيسة .
ونقل الى كنيسة مارت شموني جرن المعمودية الكبير من كنيسة باسخرايا ، القرية المسيحية قديما ، وتاريخ هذا الجرن يعود الى سنة 1343م وقد تم نقله سنة 1946م(6) وذكر احد شيوخ قرية باصخرة ( باسخرايا ) بانه تم العثور على الجرن عندما كان رجال من القرية يحفرون لاستخراج احجار للبناء فقام اهل القرية باخبار الخوري الياس شعيا كاهن كنيسة مارت شموني الذي لم يتاخر في نقل الجرن من باصخرة الى برطلي على ظهر عربة تجرها احصنة وبمعاونة شباب من ابناء برطلي .   
ونجد حول الباب الملوكي لمذبحها تاريخ تجديدها الاخير ، وهذه خلاصة ما جاء فيها :
( في سنة 1869 م بنيت هذه الكنيسة بهمة الشعب الكريم الساكن في قرية برطلة ، اجتمع كلهم بايمان واحد ، وتشاوروا فاتفقوا على اقامتها ، وجلبوا الحجارة المنحوتة ، ومواد البناء على العجلات والخيل والبغال ، وكانوا يجمعونها في مواضع البناء ، بين التراتيل والزغاريد ، فليخلصهم الرب من كل محنة وضيق . كان ذلك في ايام رئاسة ابينا السامي المقام المغبوط مار اغناطيوس يعقوب الثاني من ( قلعة مرا ) المجاورة لدير الزعفران الكرسي الرسولي في ناحية ماردين وفي ايام رئاسة مار قورلس الاسقف دنحا الجالس على كرسي دير مار متى بجبل الالفاف في المشرق . اللهم ، لك الوف الوف ، وربوات ربوات من التسابيح لانك عضدت عبيدك لبناء هذه البيعة ) .
وفي صدر مذبحها يقوم قدس الاقداس جميل من الخشب الملون بالوان زاهية ، وقد كتب عليه بالسريانية ما معناه :
( اقيم هذا المذبح في سنة 1922 بهمة الشعب الارثوذكسي البرطلي ، يا من تحملون احمالا ثقيلة ، هوذا الملجأ ، هوذا الخلاص ، هوذا الفداء بالجسد والدم الاقدسين . هوذا قدس الاقداس الذي يتمجد فيه اسرار الخلاص ، ويقدس الجسد والدم الطاهران . فهلموا ايها الخطاة ، وذوقوا الحياة المرفوعة على ايادي التراب ، فانكم بذلك تنالون الخلاص من الاثام ) .
ولهذه الكنيسة غالبا خط المطران ر زق الله الشهيد الموصلي كتاب فرض الالام في أثناء رهبانيته سنة 1736 وهو في سميل  .
وقد اهتم الاب الغيور الخوري الياس اشعيا البرطلي ، بترميمها وفتح لها شبابيك واسعة واقام بجانبها مقبرة لابناء الطائفة وشيد في مدخلها بابا كبيرا وجميلا مع قبة جرس فاخرة ، اما جرسها الكبير فقد تبرع به المثلث الرحمة البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي ( 1980 ) في اثناء اسقفيته على ابرشية بيروت ودمشق  ، وضبط وارداتها وحسّن اوقافها .. فاغنى هذه الكنيسة بالاملاك الزراعية والمشاريع العمرانية والاوقاف ، فاقام مدرسة ابتدائية بعشرين صفا ( استغلت بعد تحول المدرسة الابتدائية الى بنايتها الحكومية الجديدة في سنة 1979 ، لسكن للعوائل المتعففة  من ابناء الطائفة ) ، ومستوصفا بجانبها ( المكان المقام عليه مركز مار متى للخدمات الكنسية وبناية المدرسة الدينية الصيفية ) واقام في الجانب الاخر دارا للحكومة بعد انتقال مركز ناحية الحمدانية اليها وبجانبه مقهى ومخفرا للشرطة ( هدم الان لاقامة مشروع سكني مكانه ) ، وكل هذه الاملاك يعود ريعها الى هذه الكنيسة ، وقد تجثم الاب الخوري الياس اشعيا اتعابا والاما لا توصف في سبيل انشاء هذه المباني ، وكان يعاونه في كل ذلك مؤمنوا برطلي ، وبذل همة مشكورة نسطرها له بمداد الشكر والاعجاب ، حيا الله العاملين في حقله المقدس .
وبذل الخوري الياس شعيا همة مشكورة في خدمة هذه الكنيسة ليس في حياته فقط ، بل وحتى بعد مماته ، حيث اوصى بتركته لهذه الكنيسة ، فقام ابن اخته الربان اسحق ساكا ( المطران سيويريوس اسحق ساكا ) يوم كان رئيسا لدير مار متى بتنفيذ الوصية ، بترميم وتجديد هذه الكنيسة في صيف عام 1971م وفي وقت خدمة الكاهن افرام جونا ، حتى اضحت افخم كنيسة تلهج باعجاب الزائرين لها (7) .
جرى بعد ذلك عدة ترميمات بسيطة داخل الكنيسة وخارجها وفي المنشآت الملحقة بها وخصوصا في الثمانينيات من القرن الماضي في عهد مطرنة المثلث الرحمة مار ديوسقوروس لوقا شعيا البرطلي وراعي الكنيسة الاب افرام بهنام جونا ، حيث جرى صب سطح الكنيسة بالاسمنت وتغليف جدرانها من الخارج بحجر الحلان .
في سنة 1996 تم ترميم وتأهيل البناء القديم الذي في داخل حوش الكنيسة والمطل على الشارع العام والمكون من طابقين ، الذي كان قد بني على الاغلب في عهد الخوري الياس شعيا البرطلي ، الطابق العلوي كان دارا للضيافة ، والسفلي كان قاعة بسيطة ينزل اليها بدرجات تقام فيها نشاطات الكنيسة من ندوات واحتفالات . ليصبح البناء الحديث كالتالي ، في الاسفل قاعة خاصة بالتعازي ورممت القاعة على نفقة عائلة المرحوم المربي الفاضل عازر متي شعيا ، اما البناء العلوي فتم تاهيله ليكون مكتبة خاصة بالكنيسة وصالة للمطالعة ، مع تقوية واجهة البناء من الداخل ليكون مماثلا في التصميم مع بناء الكنيسة .
في سنة 1998 جددت واجهة الكنيسة وغلفت بحجر الحلان مع الاحتفاظ بالقيمة الفنية والتاريخية عند تنفيذ التصميم والبناء وكان ذلك على نفقة المؤمن يعقوب دنحا شمعون اسحق ال غالية .
حتى جاء الترميم الكبير الذي حدث للكنيسة في سنة 2006 وبتمويل من الرجل الهمام رابي سركيس اغا جان وزير المالية في اقليم كوردستان وقتئذ ، جرى خلال هذا الترميم رفع الرخام المحلي  الذي يغطي ارضية الكنيسة واستبداله بالسيراميك ، وازالة الجص المغلف للجدران الداخلية وتقوية الاماكن الضعيفة فيها وتغليفها بالرخام الايطالي وادخال جزء من حوش الكنيسة وجعله ضمن الهيكل مع توسيع الطابق الاول الذي يستخدم لجلوس جوقة الشماسات  ، ( والخطوة الاخيرة هذه في رأينا لم تكن مصيبة لانها لم تأتي على نفس الطراز الذي بنيت الكنيسة عليه ، بل اضحى جزءا غريبا عنها ، ربما يقلل من قيمتها التاريخية  ، كما تم فتح نوافذ اضافية في جدار الهيكل من جهته الجنوبية وتوسيع مداخلها مع تصميم جديد لواجهة الكنيسة ، بينما كان من الممكن الاحتفاظ بالمداخل القديمة التي كانت تحمل سمة تاريخية وفنية مع توسيعها لتتماشى مع الخط الفني المستخدم في بناء واجهة المذبح  ) . كما تم تغليف واجهة حوش الكنيسة من الخارج وجرسية الكنيسة بحجر الحلان مع فرش ارضية الحوش بالبلاط الملون ، وكان هذا الترميم في عهد المطران مار طيمثاوس موسى الشماني راعي ابرشية دير مار متى والاب داود سليمان دوشا والاب الياس شابا ال سبتي راعيي الكنيسة .
في سنة 1998 وبعد انتفاء الحاجة من بناية المدرسة الابتدائية القديمة تم هدمها وانشاء في جزء من المكان الذي كانت تشغله مدرسة اخرى حديثة مكونة من اثني عشر صفا مع ملحقاتها وبطابقين ( وهي الان المدرسة الدينية ) .
اما في القسم الاخر ، فقد انشيء بناية مركز مار متى للخدمات الكنسية الذي وضع حجر الاساس له في  9 / 5 / 2004 . الذي افتتح رسميا في نيسان سنة 2007 .
ومن المفارقات في تاريخ هذه الكنيسة الحديث انه في سنة 1999 وبعد طرح فكرة انشاء مركز ثقافي من قبل نيافة الحبر الجليل مار فلكسينوس متى شمعون البرطلي وعلى نفقته ( مركز مار متى للخدمات الكنسية الحالي ) لاحتواء نشاطات الكنيسة ، وبعد الشروع بالحصول على الموافقات الرسمية للمباشرة بالبناء ، دخلت الكنيسة في منازعات قانونية عبر المحاكم واحيانا امنية مع بلدية برطلة ، بعدما انكرت البلدية ملكية الكنيسة لطائفة السريان الارثوذكس ، وانما تعود ملكيتها حسب قولها للدولة . ولكن الحق لا يمكن ان يضيع وبقوة الرب يسوع المسيح وصلوات المؤمنين وجهود الخيرين من العاملين في الكنيسة اكليروسا وعلمانيين وعلى رأسهم المثلث الرحمات مار ديوسقوروس لوقا شعيا البرطلي تم كسب الدعوة ، ولكنها لم تنتهي بعد ولا زالت تداعياتها مستمرة الى الان .
ما يميز هذه الكنيسة ويزيد من قيمتها التاريخية والفنية قدم بناءها وواجهة هيكلها من الداخل والمقام من الرخام الموصلي الذي عملت فيه انامل الفنان البرطلي بحيث جاء كقطعة فنية مليئة بالزخارف والنقوش هذا بالاضافة الى ضخامة الاعمدة المرمرية التي تحمل سقف الكنيسة ، وتتدلى من سقف الكنيسة تحفة فنية هي الثريا الخشبية التي اتقن في صنعها الاخوين النجارين شابا واسحق سليمان شلتان حيث انهيا عملهما فيها سنة 1935م .     


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) المرقاة في اعمال راعي الرعاة  قداسة الحبر الاعظم مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي بطريرك انطاكية وسائر المشرق / بقلم الاب زكى بشير عيواز ( البطريرك زكا الاول عيواز ) 1958

(2 ) عن رقيم حجري محفوظ في حوش كنيسة مارت شموني  وتاريخه سنة 2118 يونانية / 1807 ميلادية مكتوبة بالسريانية

(3) هو يعقوب بن كبسو ، ولد عام 1800 م في قلعة المرأة . توشح بالاسكيم الرهباني عام 1818 ورسم مطرانا في 1831 باسم قورلس . ثم بطريركا في 8 ايار 1847 ، وتوفي في 11 شباط 1871 .

(4) ولد في حباب من قرى طور عبدين نحو سنة 1810 وتزوج وترمل وانضوى الى دير ملكي ، وفي سنة 1814  م غادره الى دير الزعفران . ورسم كاهنا سنة 1846 م واسقفا سنة 1858 م في 23 نيسان ، قتل في 28 ايار سنة 1871 .

(5) القسطروم او القسطرون ويسمى الخورس ومعناه المرتفع عن صحن الهيكل ، يرقى اليه من صحن الهيكل بدرجة واحدة وهو خاص بالقسوس والشمامسة ، توضع فيه المقرءتان ( الكودان ) لتلاوة الطقوس اليومية .

(6) دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب / للبطريرك يعقوب الثالث البرطلي ، ص191

( 7 )  برطلي في مرآة الزمان ، الاب سهيل بطرس قاشا ص58 .




















































































































































































































































































اثير 50

                                       عاشت ايدك استاذ بهنام الشمني على هذا الموضوع 


                                          اثير حندو   اميركا _ فرجينيا

media

عاشت ايدك... الموضوع اجمل من رائع ودائما تتحفنا بتقاريرك الجميلة

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

joelle butrus

شكرا لك على الموضوع الرائع والجميل ونتمنى لكم مزيدا من التقدم والموفقية يارب