تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

برطلي وتراثها ..... وأيام زمان 3

بدء بواسطة يوسف الو, نوفمبر 23, 2012, 11:49:46 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

برطلي وتراثها ..... وأيام زمان 3
العادات والتقاليد 1
لكل شعب من شعوب العالم عاداته وتقاليده ولكل دولة ومدينة وقرية ومنطقة في العالم عاداتها وتقاليدها ايضا والكل يعتز بتراثه حتى في حال أندثارها بسبب التقدم العلمي والتكنلوجي والحضري والثقافي وما الى ذلك من الأسباب التي تسدل الستار على تلك العادات والتقاليد وتبعدها عن التداول اليومي او خلال ممارسة الحياة اليومية للشعوب لكنها تبقى في الأذهان ماثلة للعيان ويبقى لها طعمها ونكهتها التاريخية ودائما تحن الشعوب لها بسبب ما كانت تحمله من صفات وأحداث غابت عن حياتهم اليوم ويتمنون لو انها كانت لازالت معاشرة ومعاصرة لحياتهم .
برطلي بلدتنا الحبيبة كان لها ايضا عاداتها وتقاليدها حالها حال بقية الشعوب وجميعنا يحن لتلك العادات والتقاليد التي نعتز بها فمنها عايشناها في حياتنا نحن جيل الأربعينات والخمسينات ومن بقي من جيل الثلاثينات او قبلهم أطال الله في أعمارهم والقسم الآخر من تلك العادات والتقاليد سمعناها من آبائنا وأجدادنا وبقيت راسخة في أذهاننا لأنها كانت مليئة بالفرح والسرور والمحبة والتعامل الأنساني الجميل مع أهلنا في تلك الفترة الجميلة والرائعة من حياتهم .
اسمحوا لي أيها الأحبة المتابعين اليوم أن استطرق لما تحمله ذاكرتي من بعض تلك العادات والتقاليد الجميلة والتي قسم منها لازال موجودا حتى يومنا هذا كي نحاول جميعنا ان نتخيلها ونعيشها ونتمنى مما دخل منها ابواب التاريخ والتراث ونفتخر بها كثيرا .... لواقعنا الحالي  .
بالتاكيد هناك فرق بين العادات والتقاليد فالتقاليد تكون موروثة من الآباء والأجداد لسنين طويلة ولا تكتسب من شعوب أو أقوام أخرى في حين أن العادات قد تظهر في فترة معينة ولسبب ما أحيانا أو قد تكتسب من جيرانهم من الأقوام والعشائر الأخرى و قد تكون أحيانا طارئة أو موسمية وقد تزول بزوال السبب .
من أهم التقاليد التي كانت سائدة في برطلي حتى فترة الستينات من القرن المنصرم وبأعتقادي كان من أهم التقاليد والأعراف التي يعنز بها كل شعوب الأرض ألا وهي الحب والأحترام والتعاون والتكاتف والتسامح بين الشعوب والأقوام وقد تميزت برطلي بهذا التقليد كما أسلفت وكان سائدا حتى مطلع الستينات من القرن المنصرم ولكنه وللأسف الشديد اخذ يتلاشى شيئا فشيئا حتى لم نعد نراه في هذه الأيام ألا ما ندر وظهر محله الحقد والكره والأنانية والحسد والفتنة التي كانت من أسوأ ما تعرض له أهالي برطلي وبقية المناطق المسيحية الأخرى والعراق بشكل عام حتى أخترق هيكل العائلة الواحدة ( الأب والأم والأبناء ) !! وظهر هذا الشيء جليا أبان فترة حكم البعث الدكتاتوري الأرعن خلال الستينات وتفاقم لدى استلامهم السلطة في 1968 وحتى زوالهم الى مزابل التاريخ في 2003 لكن للأسف الأثر الذي تركوه أصبح من الصعب جدا التخلص منه لأن وكما قال الفلاسفة والمفكرون وعرفناه فيما بعد لأننا عايشناه ولمسناه ( أن كل شيء قابل للتصليح والتجديد ألا تصليح أنحراف الأنفس والضمائر ) فمن الصعب جدا أعادتها الى نصابها وخاصة في هذه الفترة التي أصبح الطمع والمال وحب الظهور والتبرج سائدا ومسيطرا على أغلب أبناء جلدتنا وخاصة أولئك عديمي الضمير أو بالأحرى من ماتت ضمائرهم من أجل نواياهم وأطماعهم الشخصية , لكن امنياتنا أن تعود الأمور الى نصابها ويتصلح كل شيء لتعود تلك الأيام الرائعة والجميلة لنتلذذ جميعا بحلاوتها وطيبها .
عذرا للأطالة في هذه الفقرة لأنها مهمة جدا في تأريخنا ولها اثر سلبي اليوم في حياتنا !! مهما يكن كانت تلك أحد التقاليد الوردية في حياة البرطليين , من التقاليد الجميلة الأخرى والتي قد تكون أندثرت هو العيش الجماعي للأسر حيث كان الأخوة يعيشون في بيت واحد وهم متزوجون ولهم أطفال ولكنهم يعيشون في وئام ومحبة مع بعضهم حتى وفاة رب العائلة وأحيانا كان يمتد بقائهم سوية الى أجل آخر حتى يكبر الأطفال ويصبح من الصعب البقاء في بيت صغير قد لايتعدى الغرفتين او الثلاثة في أغلب الأحيان , من التقاليد العريقة الأخرى هو تقليد الأحتفال بالأعياد والمناسبات وخاصة الدينية والكنسية منها حيث كان يبدا التهيا للعيد قبل قدومه بعدة أيام من خلال تهياة الملابس الجديدة التي غالبا ما كانت تنتج حرفيا في القرية فالرجال كانوا يرتدون الثوب البيجي المسمى باللهجة البرطلية ( مقطع اتباليوس ) أضافة الى لفة الرأس باليشماخ الجديد والـ ( الشلمة والكَمر ) اللتان كانتا تربطان على بطن الرجل اضافة الى الصاية التي كانت تمثل سترة اليوم , أما المرأة فكانت ملابسها هي الأخرى تحاك وتنتج يدويا وحرفيا في القرية وكانت تتكون من ( شقته وقبايا وكمر وكلوته ) اي القبعة التي كانت تزيين بالعديد من النقوش الملونة ويلتف حولها أطار من الفضة كان يسمى ( عزراني وفرنتيي ) وللأطفال ايضا ملابسهم الزاهية الخاصة بالعيد  لكني لا أملك معلومات كافية عنها , هذا ما يخص الأزياء أما الأحتفال بالعيد فكان له طعم ونكهة خاصة تبدأ بالتوجه الى الكنيسة بعد منتصف الليل وأنا أتذكر في أحدى المرات صحبنا المرحوم والدي الى الكنيسة عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولما سالته حينها لمذا نذهب للكنيسة في الليل قال لي هذا تقليد آبائنا وأجدادنا حيث أن القداس كان يبدا بعد منتصف الليل وفي الصباح ولدى عودتنا من الكنيسة وخاصة ابان عيد الميلاد الذي يصادف في الشتاء ويكون الجو باردا جدا , كان ينتضرنا ( البرمة ) وهي الأكلة المفضلة لدى الجميع في تلك الصباحات وتتكون من لحم الراس على الأغلب مع الحمص وبقية مكونات الباجة كانت جميعها توضع في أناء فخاري يسمى ( البرمة ) مع الماء ووالملح وبقية مكونات الطبخة وتغلق فتحته الصغيرة بواسطة ( قبخ من الفخار ) أيضا ويحكم سدادها بالعجين ثم توضع بالتنور الحار الذي تكون جمرته شديدة الحرارة لأنها من مخلفات الخبز عصرية العيد ويطمر البرمة بتلك الجمرة ويبقى حتى الصباح فيكون كل شيء قد أستوى بشكل تام وكأنه قدر الضغط الحالي لكن كان له طعمه ونكهته المميزة  ثم يخرج الأطفال للعلب وزيارة الأقارب والأصدقاء وهكذا كان يفعل الكبار أيضا , كان جميع أفراد العائلة ومنذ الصباح يقبلون ايادي الأب والأم وكبار السن الموجودين في البيت مهنئين أياهم بالعيد وبالمقابل كان الكبار يمنحون الهدايا النقدية خاصة الأطفال منهم  ثم يخرج الجميع للهو والتمتع بمظاهر العيد فالشباب يذهبون اغلبهم الى منطقة التجمع تسمى ( الحضيرة او الخراب ) وهي كانت ولازالت تقع بين البيوت الخارجية لبرطلي اي ( بيت قوبي وخسخس ولقوطا وزعو ) ونهاية البلدة عند بداية الخراب حيث كان الشباب والشابات كل على حدة يتمتعون بلعب ( الكعبي ) " حلَة وخسرته " والنساء بالبيض الملون عند عيد القيامة وكان الجميع فرحون بهذه المناسبة السعيدة وفي الليل يجتمع الأحبة والأهل والأقارب في أحد البيوت ويسهرون فرحين حتى ساعة متأخرة من الليل , ومن التقاليد التي كانت ترافق ايام العيد هي الخطبة ( طلب يد الفتاة ) حيث كانت أغلبها تتم في أيام الأعياد لكونها أيام مباركة وأيضا لاننسى احد أهم التقاليد التي كانت تؤدى ايام العيد وهي زيارة اهل العريس لأهل العروسة بصحبة صينية العيد التي كانت تحتوي على الكليجة واصناف من الحلويات وانواع من الطعام ولدى وصول اهل العريس لبيت أهل العروسة بصحبة بعض المقربين من الأقارب كالأخ وابن العم وما الى ذلك تقوم العروس بتهياة القهوة التي تقدمها لهم بأيدها ولدى الأنتهاء من شربها يضع كل شخص مبلغا من النقود في صينية الفنجان الصغيرة كهدية للعروس .
سوف أكتفي بهذا القدر في هذا الجزء وسوف اتناول جوانب أخرى في الأجزاء القادمة .
ملاحظة : أرجو ممن بحوزته بعض الصور ارفاقها بالتقرير مشكورا 
                                      يوســـف ألـــو   23/11/2012   

matoka

#1
الزي البرطلي القديم



اطفال بعمر الزهور يرتدون الملابس البرطلية التراثية القديمة







Matty AL Mache

matoka

اصبح الجزء الاكبر من منطقة الخراب ملعب لكرة القدم




















Matty AL Mache