تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

برطلي وتراثها ...... وأيام زمان 2

بدء بواسطة يوسف الو, نوفمبر 06, 2012, 06:18:09 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

برطلي وتراثها وأيام زمان 2
المدارس والتعليم
ظمن سلسلة مقلات التراث البرطلي القديم سيكون موضوعنا اليوم عن التعليم والمدارس والنهضة العلمية والثقافية في تلك الفترة واثرها على العملية التربوية مستقبلا وعلى النهضة العلمية والثقافية في برطلي بشكل عام .
بداية ننقل نص ما جاء به الأستاذ البروفيسور باسيل شمعون عكولة خلال اللقاء الذي أجراه معه الأخ بهنام شابا شمني حول اول مدرسة في برطلي :
( أول مدرسة ابتدائية في برطلي كانت تأسست عام 1916 والتي اتخذت من البناية التابعة لكنيسة مارتشموني مقرا لها كانت فكرة بناء المدرسة من الأب الخوري ألياس شعيا



ولكن قبل ان تؤسس الحكومة العراقية هذه المدرسة تاسست اول مدرسة في برطلي وهي المدرسة التي أسسها مبشر بروتستانتي آشوري الأصل أسمه ( نسطوريوس ) في كنيسة مار كوركيس القديمة وكانت لتعليم اللغة الأنكليزية وحينها حدثت خلافات كبيرة بينه وبين الكهنة أجبرته على الهرب من المنطقة !! ويعود تأريخها الى فترة دخول البريطانيين للعراق ) , ويذكر أيضا بأن المعلمين الأوائل لتلك المدرسة كانوا قد تعلموا في الخارج وقدموا ليدرسوا فيها



في بداية الستينات وبالتحديد عام 1961 دخلت المدرسة الأبتدائية وكان موقعها في البناية المجاورة لكنيسة مارتشموني والتي اصبحت فيما بعد مجمعا سكنيا ثم بجهود الخيرين من القائمين على شؤون الكنيسة اصبحت مركزا ثقافيا مهما ورمزا من رموز الثقافة والتطور العمراني في برطلي وباعتقادي كانت واحدة أخرى مثلها للبنات في البناية المملوكة لكنيسة مار كوركيس وهي الأخرى تحولت فيما بعد الى مجمع سكني ومن ثم الى مركز ثقافي قبل مركز مار متى الثقافي ليكون اول صرح ثقافي وفني في برطلي .
كانت المدرستين تابعتين للحكومة ومستأجرتين من الكنيستين ويعمل فيهما معلمين اغلبهم من برطلي فيما يخص مدرسة البنين اما مدرسة البنات فلقلة المعلمات في برطلي كان اغلب الكادر التعليمي من الموصل و سينحسر تقريري حول مدرسة برطلة للبنين حيث كنا نذهب صباحا الى المدرسة ونحن اطفال صغار وفي جيبنا فلسان او ثلاثة او ما لايزيد عن خمسة فلوس يعطيها لنا الوالد او الوالدة كي نشتري شيئا من الباعة الذين كانوا يقفون في باب المدرسة وأذكر منهم العم المرحوم ( يونان ) ان كان هذا اسمه الصحيح والملقب بـ ( حلو الزرنجي ) حيث كان يحمل سلتيه المصنوعتين من الحصران ويجلس في باب المدرسة قبل وصول التلاميذ للمدرسة وكان يستقبلنا وهو ينادي ( بيئي الطويي ) اي بيض الغزال ! ونحن لم نكن نعلم في حينها ان الغزال لايبيض وكنا نصدقه تماما ونتلهف لشرائها كي نستمتع بطعم بيض الغزال ! أضافة لما كان بحوزة فراشي المدرسة العم المرحوم قرياقوس والمرحوم العم نيسان ايضا كانوا يبيعون لنا بعض الحلوى والبسكويت وحلويات متنوعة اخرى كانت متوفرة في تلك الفترة
كان القانون في المدارس ابان الستينات ولا اعرف ان كان سائدا قبل ذلك ام لا هو اطعام التلاميذ بعد الدرس الثاني وكان يسمى البرنامج بـ ( التغذية المدرسية ) حيث كانوا يزودوننا بالحليب وقطعة من الكعك ونوع من الفاكهة كل يوم اضافة الى التمر وحبوب زيت السمك المقوية بين فترة واخرى , كانت العملية التعليمية مشوقة جدا وكنا ننتظر بفارغ الصبر حلول اليوم التالي كي نكون في المدرسة للتعلم وقضاء امتع الأوقات مع أصدقائنا ومعلمينا الأفاضل الكرام الذين كانوا يبذلون جهدا استثنائيا في تلك الفترة من اجل ايصال العلم الينا وبالمقابل كنا ايضا نتجاوب معهم من اجل ذلك , كان معلمينا في تلك الفترة مثالا للتضحية من اجل عملهم ومن اجل تحقيق اهدافهم في العملية التربوية والتي كانت نتائجها كما نراها اليوم أجيلا من المثقفين والأطباء والمهندسين والمربين الأفاضل والمهنيين والضباط رحم الله من رحل من عالمنا هذا واطال الله في عمر من منهم على قيد الحياة .
بطبيعة الحال كانت نسبة الفقر في تلك الفترة عالية وخاصة بعد انقلاب شباط الأسود حيث تم قطع التغذية المدرسية وتقليل الكسوة الشتوية ( اي الملابس الشتوية التي كانت توزع للتلاميذ المتعففين ) وعليه بدأ التلاميذ معاناة اخرى وهي الجوع الذي كان يعانون منه حيث دوام المدرسة كان ينتهي عند الساعة الواحدة ظهرا وهذا الوقت يعتبر طويلا وقاسيا للأطفال ولتلاميذ الأبتدائية لذا كان قسما منا يجلب بعض الطعام معه ونضعه في الحقيبة المدرسية مع كتبنا ودفاترنا التي كنا نعتني بها كثيرا لأطالة عمرها وللأستفادة منها لمن سيأتي بعدنا بعد عبورنا المرحلة أما ابناء المعلمين فكان آبائهم يجلبون لفات الكباب من السوق وبالتحديد من المرحوم العم اسحق الذي كان له مطعم للكباب في السوق العصري الحالي والذي يقع على الشارع العام وكنا نتمنى ان نشاركهم تلك اللفة التي كانت رائحتها الطيبة والمشهية تفوح فيما بيننا ولكن كما قلت الفقر الذي كان يعم غالبية ابناء شعبنا حال دون تمكننا من الحصول عليها !! .
بنيت اول مدرسة متوسطة في برطلة بالتبرعات التي جمعت من ابناء برطلي وايضا بجهود شبابها الذين هبوا يدا واحدة في اوسع حملة بناء شعبية لينجزوا المدرسة خلال ثلاث سنوات حسب أعتقادي اي تم وضع حجر الأساس عام 1964 وأفتتحت المتوسطة عام 1967 وهي لازالت ماثلة لليوم ممثلة بأعدادية التجارة والمعلومة تم تصليحها من قبل الأخ متوكا فشكرا له وشكرا لكل من يساهم معي بأضافة المعلومات التكميلية للتقرير.
نعود لفترة الأبتدائية أي فترة الستينات كانت العطلة الربيعية تبدا في منتصف الشتاء اي في نهاية كانون الثاني وبداية شباط وكان الأطفال يقضون اوقاتهم في ذلك الزمان بلعب المصراع ( المصراعة ) او الدعابل ( بسقي ) وكنا عندما نرى معلمنا من بعيد نخفي انفسنا عن أنظاره كي لايغضب علينا " هكذا تعلمنا من آبائنا ومعلمينا " وكنا ايضا عندما نرى الكاهن نترك اللعب ونركض مسرعين اليه لتقبيل يده وهو بدوره يضع يده على رؤوسنا فكانت الفرحة تغمرنا جميعا , طفولتنا كانت خالية من وسائل اللهو الحديثة والمتوفرة هذه الأيام فالصيف كنا نقضيه بالتسكع في الشوارع او صيد العصافير خارج البلدة ( عقار ) او مساعدة آبائنا في حرفهم الصيفية التي كانوا يمارسوها طلبا للمال .
ايضا يجب ان لاننسى دور الكنيسة في التوعية ومساعدة المدرسة في بعث روح المواضبة والتعلم أضافة للدورات الصيفية التي كانت تقيمها الكنيسة في ذلك الوقت واعتقد لازالت حتى يومنا هذا .
لم يكن في برطلي كهرباء حتى عام 1971 قبلها كنا نقرأ على ضوء الفانوس او اللمبة التي كانت تعمل بالنفط الأبيض وكان للبعض القليل اللوكس وعن الطرق البدائية التي كانت تستخدم سأتطرق أليها في موضوع أساليب العيش والحياة اليومية .
الله على ذلك الزمان فبالرغم من قساوته وصعوبته لكنه كان ممتعا ومليئا بالخير والرحمة والمحبة والتواضع والأحترام المتبادل !!! ياليتنا نعود كذلك الزمان لنتذوق حلاوته كي تزيل مرارة وقساوة زماننا الحالي .
الى اللقاء قريبا في موضوع آخر .
لامانع من أضافة أية معلومات أخرى لمن يمتلكها .
                                 يوســف الــو   5/11/2012
[/size] [/color] [/b]

MATTIPKALLO

#1
عزيزي الاستاذ يوسف الو
ارفع قبعتي انحناء   عن ما  تكتبه عن "برطلي وتراثها"
مع مودتي

الشماس أمان توما بهنام

#2
موضوع لطيف وحلو شكرا" أستاذنا العزيز لهذا الموضوع الشيق
وياحبذا لو تم ذكر أسماء المعلمين في تلك الفترة والذي كان من ضمنهم
المرحوم عمي المعلم زكريا دلكتة والعم المعلم بتي أمده الرب بالصحة والعافية الدائمة
والكثيرين من غير ما ذكرتٌ
كما ورغبت في أضافة بأنه المرحومة والدتي الست شوشة يعقوب خضر كجو
كانت أول معلمة من برطلة



الشماس أمان توما بهنام دلكتة

يوسف الو

شكرا لأساتذتي الأفاضل متي كلو والشماس أمان وعذرا أن كان قد فاتني ذكر أسماء الأساتذة والمربين الكبار الذين كانوا قادة في ميدان عملهم ومضحين من أجلنا ومن أجل الأجيال التي قبلنا والتي تلتنا وها أنت قد ذكرت أستاذي الفاضل الشماس امان أسماء بعضا منهم ... فرحم الله من رحل منهم واطال الله في عمر من هو معنا .

يوسف الو

شكرا للأخ متوكا وعذرا  لورود اسم اعدادية الصناعة وكنت اضنها كذلك لوجود ورشة صناعية فيها فشكرا مرة أخرى للأخ متوكا ولكل من يساهم معي بأضافة معلومات تساهم في استكمال التقرير

ماهر سعيد متي

#5
كتاباتك الجميلة اخذت تشدني يوما بعد يوم ..

لقد اضفت الى موضوعك الشيق بعض الصور

شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

يوسف الو

شكرا استاذ ماهر على الصور الجميلة التي أضافت للموضوع متعة القراءة والمشاهدة معا اتمنى ان يستمر تعاوننا هكذا كي نصل الى الهدف المنشود والأرتقاء ببلدتنا وموقعنا نحو الفضل دائما .

hasson_natalia

كلمة الشكر قليلة بحقك ,,استاذ يوســف,,
دفء وحنان وجمالية موضوعك انما هو دليل اصالتك ومحبتك لبلدتك - برطلي -ولأهلها ومحبيها.
ننتظر المزيد والمزيد من كنوز ذاكرتك الجميلة
وفقك الرب
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.