تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

برطلي وتراثها ...... وأيام زمان / يوســــف ألـــــو

بدء بواسطة matoka, أكتوبر 19, 2012, 06:38:27 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

برطلي وتراثها ...... وأيام زمان







برطلي . نت / بريد الموقع

سيكون لهذا الموضوع سلسلة مقالات ساتناول في كل مقالة احد المواضيع التراثية القديمة التي كان لها تاثير ايجابي وكان لها طعمها ولذتها في تلك الحقبة المضيئة وفي تلك اليام الجميلة النقية التي لم يكن يتحمل فيها الانسان العراقي بشكل عام والبرطلي بشكل خاص اي هم للحياة ولم يكن هناك اية صعوبة في الحصول على لقمة العيش الرغيد التي يتمناه الكثيرون في ايامنا هذه وايضا سوف اتطرق الى بعض المهن والأعمال والحرف التي كان يزاولها اهلنا في برطلي وقد تتخلل سلسلة المقالات بعض الأمثال وبعض الحكايات الطريفة التي كانت تحدث ايام زمان وكيف كان يتعامل معها البرطليون في حينها وفي الختام سوف اقارن ومعي القراء والمتصفحين بين تلك الفترة النييرة من حياتنا وحياة آبائنا واجدادنا والفترات التي تلتها والتي للأسف كانت نحو الأسوا والأصعب وهذا ما لم نكن نتمناه ولكن هذا الذي حصل .

سنتتناول اليوم السيارات والنقل في الفترة التي اتذكرها :
كان النقل بين برطلي والموصل وقره قوش في سالف الزمان يتم بواسطة الحيوانات اي البغال والحمير حتى صناعة السيارات التي لم تدخل للعراق الا في عام 1908 حيث دخلت اول سيارة للعراق في 23 تشرين الثاني من العام المذكور وكانت قادمة من حلب ويقودها رجل انكليزي بصحبة مترجم ودليل طريق , حسب معلوماتي كانت اول سيارة استقدمت الى برطلة في نهاية الأربعينان من القرن المنصرم ( ان كنت مخطئا ارجو تصحيح التاريخ لمن له معرفة صحيحة ) وكانت السيارة باص خشبي ماركة شوفرليت استقدمها المرحوم متي المعروف بـ ( متي كمبولي ) ] عذرا لعائلته على التسمية لأني لا أعرف اسمه الحقيقي بالكامل[ وهنا ليس لي اية معلومات عن تلك الفترة !! كلما اعرفه ان ذلك الباص الخشبي كنت اراه متروكا في حديقة منزله القديم بجانب ماكنة الطحين منذ كنت طفلا صغيرا وحتى بداية التسعينات حيث تم رفعه من ( الحوش ) ولا علم لي ماذا حل به الدهر ثم استقدم المرحوم بتوس عبو عتي باص خشبي آخر ولكن بموديل احدث من السابق وحسب علمي لم يكن نفس ماركة الباص السابق وكان المرحوم العم بتوس ينقل الذاهبين الى الموصل صباحا ويعود بهم عصر نفس اليوم بعد يكملوا جولتهم في الموصل ويتسوقوا احتياجاتهم ولم يكن يتعدى سعر الراكب آنذام اكثر من 5 فلوس او سبعة فلوس حسب علمي , كان المرحوم العم بتوس ينقل الطلاب ايضا من برطلة الى قره قوش حيث لم يكن في برطلة لامتوسطة ولاثانوية ( سوف نتطرق لهذا الموضوع في مقال آخر ) وكان أحيانا في اوقات تجمع الطلبة قبل الأنطلاق يتمازح معهم بضرب قوطية التتن التي كان يحملها دائما على راس احدهم ويقول له ( كول ... مراقب ) ويضحك الجميع فرحين مع عمهم وناقلهم للمتوسطة .

بعدها بدات السيارات تتكاثر اي في متنصف الخمسينات وبداية الستينات وكانت نقليات العزاوي بسيارتها الباصات الصغيرة ( 10 راكب ) نوع ( اوستن ) الأنكليزية الصنع الوحيدة تقريبا في نقل الركاب من برطلة والى الموصل وقره قوش وكرمليس وبالعكس وكان يعمل بها سائقون من تلك البلدات ففي برطلة مثلا كان السائقون على سبيل المثال لا الحصر وحسب معلوماتي القديمة هم : المرحوم اسطيفان عربو والمرحوم سلوم والعزيز بولص شابا اطال الله في عمره وآخرون قد لاتحضرني اسمائهم حاليا فعذرا لهم ! كانت تلك الفترة في بداية الستينات من القرن المنصرم حتى نهاية الستينات عندها بدا اهالي برطلي بشراء سيارات خاصة بهم وبدأوا يعملوا بها بين برطلي والموصل .

اما ما يخص النقل الخارجي اي بين المحافظات البعيدة وخاصة بغداد فكان رائد النقل في هذا المجال وأولهم المرحوم ( ابو صباح ) شابا بتوس عبو الملقب ( شابينو ) حيث كان يعمل في باديء الأمر على سيارة اوستن باص صغير من نفس نوعية سيارات العزاوي ولا علم لي ان كانت ملكه ام لا ولكن بعد سنوات وفي بداية الستينات استبدل المرحوم تلك السيارة بسيارة اخرى نوع مرسيدس باص صغير سعة 18 راكب كان تسمى بـ ( العنجة ) وكان موديلها من بداية الستينات اي انها كانت حديثة وجديدة في حينها , كان المرحوم ابو صباح يجمع الركاب خلال اسبوع او اكثر او اقل ويغادر بها الى بغداد مع امتعنها التي كانت تربط على شبكة ( سيباية ) الباص  المارسيدس ليبقى في بغداد مدة اسبوع او اكثر او اقل بيوم او يومين ليعود بعدها الى برطلة جالبا معه من كان يروم زيارة الأهل والأقارب من اهالي برطلة الساكنين في بغداد بعد ان قاموا بتسجيل اسمائهم في القهوة الخاصة بأهالي برطلة في بغداد والتي كانت في منطقة المربعة وسط بغداد حيث كان يتواجد المرحوم ابو صباح مع سيارته هناك كل يوم عصرا حتى يكتمل عدد المسافرين ويعود بهم الى برطلة واحيانا كرمليس وقره قوش لعدم وجود سيارات كافية لهم في ذلك الوقت وكان الأنطلاق في الصباح الباكر عادة من برطلة ومن بغداد ليصل الى الجهة المقصودة في نهاية النهار اي قريبا من المغيب حيث كانت الرحلة تستغرق على الأقل 9 ساعات يتوقف خلالها في الطريق احيانا اكثر من ثلاث مرات بين فترة واخرى وكان الناس يودعون احبائهم المسافرين قرب السيارة التي كانت عادة ما تنطلق من وسط الشارع الرئيسي في برطلة وبالتحديد من امام مقهى الأخ سعيد الملقب ( سعيد بلقا ) وقد امتلأت ( السيبايه ) بالحقائب التي كان يتم ربطها بأحكام من قبل المرحوم ابو صباح , استمر ابو صباح لوحده في هذه المهنة حتى مطلع السبعينات وعندها كان قد استبدل المارسيدس العنجة بأخرى ايضا مارسيدس لكنها احدث منها ثم استبدل الأخيرة بأخرى صغيرة بعدها تعرض المرحوم لحادث طريق ترك على أثره العمل على الطرق الخارجية ليتسلم المهمة اناس آخرون كان اولهم المرحوم متي شلالي والذي نشر الأخ بهنام شمني مقالا وافيا عنه وعن عمله وحياته وحسب معلوماتي كان يعمل ايضا في ذلك الوقت الأخ الشماس ابلحد ( ابو نزار شقيق المرحوم ميخا ) .

هذه نبذة عن حركة النقل والمواصلات في برطلي ايام زمان عذرا للذين ذكرت اسمائهم حسب القابهم لن الهدف هو تعريف القراء على الشخصيات التي وردت في المقال وعذرا ايضا للذين لم يتم ذكرهم وبالتاكيد هناك من له معلومات اخرى قد تكون اصح واشمل ارجو منهم ادراجها ضمن الموضوع او من خلال الردود وايضا ارجو من الأخ بهنام شمني ان يبحث عن صور للمرحوم ابو صباح ( شابينو ) وادراجها مع الموضوع مشكورا .


يوســــف ألـــــو  18/10/2012

Matty AL Mache

hasson_natalia

ذكريات حلوة,,وفكرة جميلة جدا ,,نتمنى منك المواصلة وننتظر المزيد من هذه القصص والذكريات الشيقة,,تقبل مرورنا
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

sIDDIQ JABBOURY

عاشت ايدك فكره رائعه ان نتذكر الماضي  واريد ان اضيف الى ما ذكرته انه في منتصف الخمسينات لم يكن موجود متوسطه في برطله وكنا نضطر ان ننتقل الى متوسطات واعداديات الموصل وكان المرحوم شابا بطرس عتي يملك باص خشبي صغير وكان يعمل معه المرجوم تومينا وكانوا ياخذون الطلاب الى الموصل صباحا ويعودون بهم الى برطله  بعد انتهاء الدراسه  وبالرغم من صعوبه النقل والضروف الا ان تلك الفتره شهدت فيها برطله تطور ثقافي هائل وانتجت تلك الفتره المعلمين والمدرسين والمهندسين وعيرهم الذين اصبحوا فيما بعد هم من يقود التطور العلمي في برطله كما انه في نفس تلك الفتره كان المرحوم بطرس جبوري والمرحوم عيسى ابو جميل والمرحوم زيا عبو عتي يملكون سيارات لوري صغيره كانوا يستعملونها في نقل الحجر والركي والماشيه وغيرها
فقط اذكرت ذلك للتنويه مع التقدير
تحياتي

ماهر سعيد متي

موضوع شيق شدني بحق .. اتمنى منك المزيد من هكذا مساهمات ..بالأمكان الكتابة عن الملابس التراثية والطعام والعادات والتقاليد القديمة والبناء وسوى ذلك .. شكرا لك .. تحياتي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

يوسف الو

شكرا للأخت نتاليا والأستاذ صديق والستاذ ماهر لمتابعتكم الموضوع وابداء آرائكم و بالتأكيد سلسلة المقالات والمواضيع ستستمر وسأتناول في كل مرة شكلا من اشكال التراث القديم من حياة اهلنا وأجدادنا في برطلي وحسب ما املكه من معلومات  وما تحتفظ فيه ذاكرتي واكون مسرورا جدا للأضافات التي ترد للمقال بعد نشره كما فعل الأستاذ صديق وايضا كنت طلبت بعض الصور ممن يتمكن من الحصول عليها من بعض المعنيين في الأمر في برطلي لأن هكذا مواضيع تحتاج تعاون من قبل الجميع كي يكون الموضوع مستوفيا لهدفه والغاية منه وايضا موثقا بالصور والشهود ممن هم على قيد الحياة من المعاصرين للأحداث اطال الله في اعمارهم .