تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

صفحات من تاريخ برطلي

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, أبريل 11, 2012, 11:34:28 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

صفحات من تاريخ برطلي




بهنام شابا شمنّي

برطلة او ( برطلي ) بالسريانية مدينة عامرة هي الان مركز لناحية برطلة تابعة لقضاء الحمدانية محافظة نينوى ، تقع على الطريق الواصل ما بين مدينتي الموصل واربيل ، على بعد عشرين كيلومترا الى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل ، اغلب سكانها من السريان المسيحيين ، يتكلمون اللهجة السريانية ( السورث ) يبلغ تعدادهم حسب اصاء 1997 العشرة الاف نسمة .
تريض برطلي على هضبة تطل منها على برية فسيحة الارجاء ، يمتد البصر منها على مدى شاسع ومنظر فتان(1) في وسط سهل واسع يشبه المثلث قاعدته إلى الشمال ، وهي مكونة من بيئة جبلية هي جبل مار دانيال ( عين الصفرة ) وجبل مقلوب ، وضلعاه الشرقي نهر الخازر والغربي نهر دجلة ، ورأسه إلى الجنوب ، في هذا السهل نمت وازدهرت حضارات  متعددة امتدت لآلاف السنين ، ابتداءاً منذ الألف الثامن ق.م وحتى العصور الحديثة مارة بمعظم الادوار التاريخية ووسط هذا الخضم والسيل العارم من تعاقب الحضارات ترعرعت برطلة .
برطلة وجدت مع اول انسان في عهود ما قبل التاريخ انطلاقا من عملية تنقيب قامت بها مديرية الاثار العراقية عام 1936 في ( تل بْسيلـْم ) عندما ثبتت كل التلال وشاهدت اثار من عصر جمدت نصر 5000 قبل المسيح وفي بعض المجموعات التي جمعتها من الفخار في ( تل مَـصَـلـّيْ )
اكتشفت اثار من العصر الحجري الاول من الصوان وهي مسلات للخياطة وادوات لخرط الجلود ولقصها(2) .
وكان الاثاري  ( v.plico) قد اكتفى بقياس ( تل مصلي ) فقط دون ان ينقب فيه ، وان قياسه هو الطول 42 مترا والعرض 34 مترا(3) .
ويتحدث اهلها عن قطع فخارية منقوشة بكتابات قديمة لا زال يـُعثرعليها بين الحين والاخر واثناء الحفر في المواقع الاثرية المنتشرة فيها وعلى اطرافها ومنها بالاضافة ما ذكر اعلاه ما يسمى ( تلـْولـْتة جانو ) ، وفي زمننا الحديث واثناء اتخاذ الجيش العراقي ل( تل مصلي ) موقعا عسكريا له واثناء عمليات الحفر تم العثور على جرات من الفخار بل حتى فتحات تؤدي الى سراديب عميقة .
ان موقع برطلي كان بكل تاكيد ماهولا منذ القديم ، وكانت في غابر الازمان بلدة ذات شان ، تمتد الى مسافات وتنطبق بذلك كثرة التلال المحيطة بها ، وما في ظاهرها من آثار مندرسة ، ويعثر عند التنقيب فيها ، على قطع خزفية كثيرة وحلي ذهبية وفضية ونقود اشورية وعربية عليها كتابة كوفية(4) .
وذكرها بعض المؤرخين الثقات بين القرى الكائنة بين نينوى واربيل في عهد الاسكندر ذي القرنين(5)، بدليل وجود طريق نيسمي يطلق عليه اهل البلدة ب( شوبا دشلطانا ) وما معناه ( طريق الملك ) على اعتبار ان الملك الاسكندر المقدوني ( ذي القرنين )(6) قد مر من هذا الطريق متجها من برطلي الى الديار الاخرى في رحلته الى الشرق .

ويختفي ذكر برطلة في المصادر التاريخية منذ القرن السابع الى غاية القرن الثاني عشر الميلادي ، ما عدا ذكرها في تاريخ الربان برعيتا ( الجيل السابع ) تحت اسم ( بيث طرلايي )(7)
وكان القرن الثالث عشر للميلاد عصرها الذهبي . قال عنها ياقوت الحموي ( المتوفي سنة 1223) برطلي بفتح الباء وضم الطاء وتشديد اللام وفتحها بالعصر والامالة ، قرية كالمدينة شرقي دجلة الموصل من اعمال نينوى . كثيرة الخيرات والاسواق والبيع والشراء يبلغ دخلها كل سنة عشرين الف دينار حمراء . والغالب على اهلها النصرانية ، وبها جامع للمسلمين ، واقوام من اهل العبادة والتزهد ، ولهم بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم من الابار(8)
كما ذكرها ابن عبد الحق في ( مراصد الاطلاع ) ونوه عنها ابن فضل الله العمري المتوفي سنة 749 هـ , وكتب اسمها بصورة  برطلة  وقال أنها من بلاد نينوى ، وذكرها ابن منظور في لسان العرب ، والفيروز آبادي في قاموس المحيط ، والزبيدي في تاج العروس ،  .
وقد اعتبرت برطلة في اوائل العهد العثماني, اقطاعا من درجة ( خاص مير لواء ) مثل القوش, وقرة قوش, ويارمجة, وكرمليس, وبطنايا علاوة على الموصل ذاتها. فقد جاء في سجلات ولاية الموصل لعام (1542م) عن واردات اللواء ( الموصل) و المناطق التابعة لها, فبلغت واردات ( خاص لواء الموصل) 733,901 أقجة, وبلغ دخل ( قرة قوش ) 150,000 أقجة ( كرمليس) 123,000 أقجة و ( برطلة ) 3,200 أقجة .
والاقجة نقد عثماني كان متداولا انذاك يعزى ضربه الى السلطان اورخان سنة (1325م) ومعنى الاقجة - البيضاء - لانها كانت مصنوعة من الفضة عيار 90%. وعرفت في البلاد العربية بلفظة ( عثماني ) او الدرهم العثماني . وجاء في كتاب ( القوانين السلفية ) لمؤلف مجهول مشيرا الى القرى التي كان عليها أن تقدم كمية من النسيج الى الموصل كضرائب. ويكشف لنا هذا المصدر أنه كان لدى حكومة والي الموصل دفتر خام, خاص بما يجب على القرى الرئيسية تقديمه من ذلك النسيج, حسب القائمة التالية - مؤرخة  في سنة 1818م  .
تلكيف (150) طولا, تللسقف (100) طولا, بعشيقة(40) طولا, برطلة (50) طولا, كرمليس (30) طولا, قرة قوش (120) طولا, اما باطنايا فكتب بجوارها ( ما عليها قانون ) والجدير بالذكر أن برطلة كانت تشتهر بجودة قطنها وصناعة النسيج منذ اوائل القرن التاسع عشر .
واستنادآ الى سجلات ولاية الموصل, فقد ورد في دفتر رقم (195) (مؤرخ في سنة 951هـ  1554م) فأن (برطلة) كان عليها أن تقدم سنويا للموصل 850 كيلة حنطة ( ما يعادل 22 طن ) و 500 كيلة شعير  ما يعادل 11 طن , أما دفتر رقم ( 660 ) وهو غير مؤرخ, فكانت كمية الضرائب 1550 كيلة حنطة  ما يعادل 40 طن  و 1500 كيلة شعير ما يعادل 33 طن(9)  .
ويظن البروفسور باسيل عكولة ( انه منذ ان وجد هذا السهل الغريني الموجود بين مرتفعات ما نسميها اليوم ( كردستان ) وبين دجلة كان هذا اكثر السهول خصوبة في شمال العراق . لذلك نشهد كثافة القرى في هذا السهل والوجود المسيحي وكثافته ونموه نشأ على الفلاحة لان في عهد الاقطاع لم تكن الاراضي موزعة على الناس كانت في يد الاقطاع وكان من حض برطلة ان كانت فيئا لدير مار متى او فيئا للامراء الاتابكة في الموصل واحيانا في اربيل لماذا اقول اربيل لانه كيف تفسر وجود الكلدان في كرمليس في منطقة جلّ اهلها هم من السريان ( قرة قوش ، برطلة ، بعشيقة ، بحزاني ، ميركي ، وغيرها من القرى ) هو انه في القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر صارت كرمليس اقطاع لاتابكة اربيل فأتوا بجماعة من شقلاوة ومن عينكاوة واسكنوهم هنا ليضعوا يدهم على عين ترجلة ويستثمرونها في الزراعة لصالح اتابكة اربيل )(10) .

في القرن الثالث عشر على الاغلب انتقل الى برطلي(11) سريان تكريت(12) بينما انتقل اليها في القرن الثامن عشر سريان باسخرايي(13) وسميّل(14) وقوب(15) وباشبيتا(16) وزنكنة(17) وجبارة(18) ومن بعد ذلك الاثوريين من الجبال الشمالية الشرقية وبلاد العجم ، بعد ان كانوا يتعرضون الى الاعتداء والاضطهاد في مناطقهم ليجدوا من يستقبلهم ويحتضنهم في دورهم من ابناء برطلي الكرماء . ولا تزال عائلات كثيرة الى الان معروفة باصلها من تلك المناطق .
ففيها من عرب  التكارتة من الذين قدموا في القرن التاسع بعد اضطهادات المتوكل هم اياديون وهم من طي اما الغالب فهم منحدرون من ابناء نينوى ومن الجماعات الذين ساكنين في هذه الارض ، نحن فسيفساء ارضية(19)  .




اسم برطلي

ان اسم ( برطلي ) آرامي الاصل ولو اختلف اللغويون في تفسيره ، حيث تعرض اسمها لتفسيرات شتى(20) وان غالبية الاختصاصيين في اصول الكلمات يفسرونه ب( مكان الظل ) أي مكان الاشجار ، بابدال الظاء بالطاء كالنبطيين أي ان الكلمة نبطية ( جاء في المعرب للجواليــــــــــقي ( برطلي ) كلمة نبطية وليس من كلام العرب ، قال ابو حاتم : قال الاصمعي ( بر ) وتعنـــــــي ( بن ) والنبط يجعلون الظاء طاء وكانهم ارادوا ب( برطلي ) ( ابن الظل ) انظر المعرب للجواليقي ص68 (21)، وكذلك يذهب يوسف غنيمة ايضا(22) .
وان آخرين مع ياقوت الحموي ومنهم الخوري بطرس سابا البرطلي يرون فيه ان الاسم مشتق من الارامية ( بيث رطولي ) حيث ان اللفظة تتالف من الباء الاولى المختزلة من ( بيث ) بمعنى ( بيت ) و ( رطولي ) بمعنى ارطال او موازين فيكون اصلها ( بيت رطولي ) أي بمعنى ( بيت الاوزان ) أي المصنع الذي تصنع فيه الاوزان ( رطل )(23) ، ربما جاء ذلك على اعتبار ان القرية تقع على الطريق التجارية فتمرفيها القوافل فاضحت مركزا تجاريا مهما .
ثم ان آخرين يقولون ان اصلها آت من الكلمة السريانية ( برطليــو ) أي ( ابن الطــــفل )(24) او من ( بيث طليي ) أي ( بيت الاطفال )(25) . ويرى آخرون انه موضوع ( الطل ) أي ( الندى )(26) وغيرها من الاراء .




برطلي والمسيحية

كانت برطلي من اول قرى نينوى التي اعتنقت الدين المسيحي المبين في صدره ، يشهد بذلك شهداؤها الاربعون في الربع الاخير من القرن الرابع(27) ، بل اظن ان دخول المسيحية الى برطلي والى المنطقة كان منذ القرن الاول الميلادي على يد مار توما الرسول فلا بد انه في اثناء طريقه الى الهند قد زرع بذرة الايمان المسيحي في هذه الديار اثناء مروره فيها ، ومن ثم من بعده مارادى احد المبشرين السبعين وتلميذه مار ماري اللذان تلمذا هذه البلاد ولكن المسيحية في حينها كانت غير معلنة الى ان جاء القرن الرابع فاضحت المسيحية الديانة الرسمية لبلاد آثور بعد اعتناق الملك سنحاريب ملك آثور للمسيحية على يد القديس مار متى الناسك .
تحتل برطلة منزلة مرموقة في تاريخ  الكنيسة السريانية ، بما انجبته من بطاركة ملهمين ومفارنة ومطارنة محنكين، ورهبان وعلماء متبحرين، وأدباء وشعراء موهوبين، وخطاطين جلدين، عززوا مكانتها بين الملأ ورفعوا شأنها عاليا ، وكان القرن الثالث عشر للميلاد عصرها الذهبي .
وقد احبها مفارنة المشرق فاقام فيها بعضهم ردحا من الزمن : منهم المفريان لعازر ( 1146 م) وغريغوريوس يعقوب ( 1215 م ) وديونيسيوس صليبا (1271 م ) والعلامة يوحنا ابن العبري ( 1286 م ) وشقيقه برصوم الصفي الذي توفي فيها سنة 1307 م وغريغوريوس متي حنو البرطلي 1345 م  وقورلس يوسف 1470 م(28) .

وقد انشئت فيها كنائس عديدة ، منها : كنيسة مار احودامة المعروفة بالكبرى اسسها المفريان اغناطيوس الثاني سنة ( 1164 )  ، وكنيسة القديسة شموني المقابية يرجع بعضهم تاريخ بنائها الى القرن الخامس عشر ، وكنيسة مار كوركيس القديمة(29) ، وكنيسة مار كوركيس الجديدة وضع حجر الاساس لها في صيف 1934 (30) ، وكنيسة العذراء والدة الاله ، وكنيسة العذراء الجديدة التي تم بناؤها في وسط القرية سنة 1892 (31) .

بعض حوادثها المؤلمة

لقد مرت حوادث التاريخ بهذه القرية المتواضعة بافراحها واتراحها . فنالت من جور الحكام ما يقف القلم عن تسطيره  . ففي سنة 1261 عزم الملك الصالح اسماعيل صاحب الموصل ان يخرج الى كورة نينوى ويلزم اكابر النصارى وياخذ اموالهم ويقتلهم ثم يمشي الى الشام . فعلم بذلك شمس الدين بن يونس البعشيقي ، فعبر على ناحية برطلي بطريقه الى اربيل ، وكانت له مشورة مع رؤساء اهلها ، وعرفهم بما عزم الملك الصالح . وكان قد حصل لهم الشعور بذلك من قبل فصدقوه وتهيروا هم وما يعز عليهم من اولادهم وشاع الخبر في جميع النصارى ببلد نينوى فكل من امكنه العبور الى اربيل سارع بالعبور . فعبر اكثر اهل البلد من النصارى وكان ذلك ليلة يوم الخميس(32) . قال ابو نصر البرطلي عن احداث سنة 1261 ((ان الاشرار جرّدوا الكهنة من الايمان الرسولي عنوة، وهووا من ذروته بالشمامسة، وحرموا الرهبان من حصن البتولية، وابعدوا المؤمنين عن الاعتراف بالثالوث الاقدس. أمل الذين لم ينكروا ايمانهم فقد ضفرت لهم اكاليل الشهادة. اجل، لقد قوّضوا الكنائس ودمّروا الاديرة حسدا، ولم يشفقوا على مذابح القدس وبيوت الله ومائدة الحياة والكتب المقدّسة، وانتهكوا حرمة اسفار البشارة ايضا. ولم تبقَ كنيسة لم تدنّس في أثور ونينوى ورحبوت واعمالها وبانوهدرا والجزيرة، ولم ترفع يومذاك القرابين في الهياكل القدسية من جراء الشدات التي حاقت بنا. اما في ديرنا، فلم تنقطع الصلوات والقرابين اكراما للشيخ مار متى. كيف لا وقد اضحى الدير ميناء بل حصنا حصينا، اصاب في الراحة والطمأنينة، كل من حاق به العذاب والشقاء وكل من افلت من السيف))(33).
وبرطلي كما لا يخفى تعرضت للنكبات مرات عديدة، بل للتدمير اكثر من ثلاث مرات، ففي سنة 1732 حين ارسل ملك العجم حملة بقيادة وزيره تركس خان ودمر القرى المجاورة للموصل . وفي سنة 1743 حين زحف نادر شاه او طهماسب على قرى الموصل وخربها بعد فتحه كركوك واربيل . وفي سنة 1756 و 1757 و 1758 حين انتاب القرية جوع شديد بسبب كثرة الجراد واحتباس الغيث وسقوط البرد بحجم بيض الدجاج حتى اكلوا الخرنوب والكعوب ولحوم الحمير والبغال الخ . فرحل السكان الى كركوك ومدن ايران لجلب القمح ، وفي الطريق سلب عدد كبير منهم . وقد مات بسبب المجاعة الشديدة خلق كثير من سكان القرية(34) .
واخيرا سنة 1789 نهب ايضا برطلي جولو بك بن بداغ بك امير الشيخان اليزيدي في حربه ضد الامير العربي محمد بن حسن الطائي حيث التقى معه وجرت له واقعة قتل فيها امراء الشيخان وتبع الطائيين فهربوا وعبروا الزاب وكل من ظفر به من العرب قتله وامتدت تلك الفتنة اياما(35) .

لا شك في ان المغول والنوازل التي توالت على برطلي، ابّان الليالي الحالكات، ولا سيما ويلات القرن الرابع عشر وحوادثه المشؤومة التي اصطلت بنارها هذه البلاد، كانت السبب في تضعضع برطلي وتشتت اهلها في طول البلاد وعرضها ضنّا بحياتهم وصل بعضهم الى طور عبدين وماردين ( تركيا ) ، ومن جملتهم اهل البطريرك بهنام بن يوحنا آل حبو كني الحدلي المولد، والبطريرك يوحنا الثالث عشر ابن المقدسي شيء الله المارديني المولد من اسرة القس ابي الكرم البرطلي(36) .
ولكن القرية كانت تعود في كل مرة الى سابق عهدها بإذن الله وتزدهر مرة اخرى، وما برحت
برطلي كما كانت في العصور الخالية متمسكة بالايمان القويم(37).
وبرطلي اذ افرزتها الكنيسة السريانية كأبنة بكر مميزة ، حافظت على الوديعة ، وحملت مشعلها قرونا عديدة ، بامانة صادقة ، ووفاء عهد ، وانجاز كبير ، رغم اضطراب الاوضاع ، وتدهور الاحوال ، وانقسام الآراء والاماكن .
وهكذا جمعت برطلي المجد من اطرافه ، وعانت في رسالتها ما عانت ، وصبرت على احداث الزمان وطوارق الحدثان ، وكابدت ، وتحملت ما تحملت ، وهذا شأن العظمة والشهرة في كل زمان ومكان(38) .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)    الاب سهيل بطرس قاشا ، برطلي في مرآة الزمان ، مطبعة توما ، بيروت لبنان ، ط 1 ، 2003 ، ص19ـ20 .
(2)   البروفسور باسيل عكولة البرطلي ، محاضرة السريانية لغة دين وعلم وحضارة ، مركز مار متى للخدمات الكنسية ، برطلة ، 2010 .
(3)   الاب سهيل بطرس قاشا ، المصدر نفسه
(4)   جون فيي الدومنيكي ، اشور المسيحية ، ج2 ، مادة برطلي .
(5)   الاب زكا بشير عيواص ، المرقاة في اعمال راعي الرعاة ، 1958 .
(6)   قام الاسكندر ذي القرنين برحلته الى العراق في ربيع سنة 323 ق.م وتوفي في شهر يونيو من نفس السنة .
(7)   حبيب حنونا ، سهل نينوى دراسة تاريخية وبلدانية ، عن بحث للاستاذ كوركيس عواد ، مجلة سومر ، العدد 17 ، سنة 1961 .
(8)   الاب زكا بشير عيواص ، المصدر السابق
(9)   حبيب حنونا ، المصدر نفسه .
(10)   البروفسور باسيل عكولة البرطلي ، المصدر السابق .
(11)   البطريرك يعقوب الثالث البرطلي ، دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب   .
(12)   تكريت : وهي الان مركز محافظة صلاح الدين كانت مدينة مسيحية يسكنها السريان ولمركزها الرفيع   في الكنيسة السريانية اتخذت مقرا لمفريانية المشرق ولازالت الى الان الاثار المسيحية ماثلة فيها كلما تم التنقيب في الكثير من مناطقها ، في شباط سنة 1652 ذكرها الرحالة الفرنسي تافرنييه وقال ان النصارى كانوا يسكنون نصف فرسخ منها حيث ان خرائب كنيسة وقسما من برجها لا تزال تُشاهد. ويظهر من بقاياها انها كانت بناء عظيما فيما سبق (العراق في القرن السابع عشر ص 74). اما اليوم فليس فيها نصارى. فمتى تُرى قضت النصرانية فيها واصبحت في خبر كان؟ ولعل تافرنييه آخر من ذكر خبر النصارى بهذه المدينة (دائرة المعارف الاسلامية ـ الترجمة العربية 5: 436) ومن الثابت ان معظمهم هجروها بعدئذ بمديدة الى الموصل واعمالها ( دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب للبطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي ) .
(13)   باسخرايي : والان باصخرة قرية تابعة لناحية برطلة تقع في لحف جبل مار دانيال ( عين الصفرة ) على بعد عشرة كيلومترات عن برطلي كان يسكنها السريان المسيحيون والذين يشهد لهم التاريخ في دفاعهم عن دير مار متى ، (في سنة 1171 تآمر الاكراد المجاورون لدير مار متى على نهب الدير بعض الليالي، فحملوا عليه مرات عديدة، فكان الفشل حليفهم، اذ ضاعف الرهبان جهودهم في السهر والحراسة، وحطّموا سلالمهم، وقتلوا نفرا منهم، الامر الذي اوغر صدورهم وقرّروا ان يشنّوا عليه هجوما عارما في وضح النهار، فاجتمع منهم جمع غفير. فلما بلغ الخبر اهل كورة نينوى سارعوا الى الدير وقاتلوهم وانتصروا عليهم. وقد ابدى اهل باسخرايي خاصة بطولة فذة في هذا الدفاع المشرّف، استحقوا فيها على مكافأة الدير اياهم ببعض الامتيازات كما اسلفنا )( دفقات الطيب ).  وسكانها الان من الشبك المسلمين الشيعة  .
(14)   سميل : ناحية تابعة لمحافظة دهوك وسكانها الان من المسيحيين والاكراد المسلمين ، ذكرت في سوسطاطيقون المفريان لعازر الرابع سنة 1730 وكانت كنيستها باسم السيدة العذراء وفيها كتب الشماس دنحا ابن القس بهنام البرطلي كتاب النحو لمار سيويريوس يعقوب البرطلي سنة 1677 وفيها ولها نسخ الراهب كوركيس بن جمعة بن عبدالمسيح سنة 1730 طقس النوافير وهو الان في دير مار متى ، كما نسخ سنة 1731 فنقيث صوم نينوى والصيام وهو الان في كنيسة العذراء مريم في قرة قوش ( دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب) .
(15)   قوب : قرية تابعة لناحية بعشيقة يسكنها الان الاكراد ، كانت مأهولة بالسريان حتى اواخر القرن الماضي، حيث رسم المطران الياس الثاني قدسو لكنيستها القس سليمان سنة 1889 وهو آخر كهنتها. ثم انتقل بعض اهلها، الى قرية مريبة فقرى ميركي وبعشيقة وبرطلي، ومنذ اواسط القرن العشرين انتقل اهل مريبة بجملتهم الى ميركي.( دفقات الطيب ) .
(16)   باشبيتا : قرية تابعة لناحية برطلة ، تبعد عن برطلي نحو اربعة كيلو مترات، ذكر كاهنها القس محبوب سنة 1220 في مخطوطته السريانية التي دخلت بعدئذ في حوزة المفريان ديونيسيوس الثاني صليبا كما مر معنا. وقد انتقل اهل هذه القرية ايضا بجملتهم الى برطلي.( دفقات الطيب ) ، وسكانها الان من الشبك المسلمين الشيعة .
(17)   زنكنة : لا نعلم من اخبار زنكنة شيئا يذكر .
(18)   جبارة : في سنة 1220 حدث ان أُمراء اليزيديين الذين تمردوا تحت قيادة بدر الدين لؤلؤ الآنف صاحب الموصل على عماد الدين زنكي، نهبوا قرية جبارة في كورة نينوى ودمروها، وقتلوا رجالها وسبوا نساءها واطفالها، وكانت قرية سريانية مؤمنة . ( دفقات الطيب ) .
(19)   البروفسور باسيل عكولة البرطلي ،  المصدر السابق .     
(20)   مجلة سومر 1952 ص256 .
(21)   الاب سهيل بطرس قاشا ، مصدر سابق .
(22)   كتاب كنيسة المشرق في سهل نينوى .
(23)   كتاب كنيسة المشرق في سهل نينوى .
(24)   الاب سهيل بطرس قاشا ، المصدر نفسه .
(25)   كتاب كنيسة المشرق في سهل نينوى .
(26)   جون فيي ، اشور المسيحية ج2 مادة برطلي .
(27)   الاب زكا بشير عيواص ، مصدر سابق .
(28)   الاب زكا بشير عيواص ، المصدر نفسه .
(29)   الاب زكى بشير عيواص ، المصدر السابق .
(30)   سهيل قاشا ، تاريخ ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك ، مطبعة شفيق ، بغداد ، 1985 ، ص378
(31)   الاب زكا بشير عيواص ، المصدر نفسه .
(32)   تاريخ مختصر الدول لابن العبري ، ص493 .
(33)   البطريرك يعقوب الثالث البرطلي ، دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب ، عن قصيدة ابي نصر البرطلي في القديس مار متى .
(34)   المجلة البطريركية السنة السادسة ، ص 136 .
(35)   الاب سهيل بطرس قاشا ، المصدر السابق .
(36)   البطريرك يعقوب الثالث البرطلي ، المصدر السابق .
(37)   ترجمة ابن العبري نظم ديوسقورس جبرائيل البرطلي .
(38)   الاب سهيل بطرس قاشا , المصدر السابق .





د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا استاذ بهنام على المعلومات القيمة عن بلدتنا برطلي

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

MATTIPKALLO


شكرا للاستاذ بهنام  شمني لهذه الاسطر ، واود ان اعلم قراء الموقع ، باني احتفظ نسخة من كتاب مخطوط حول برطلة تاريخيا ، اجتماعيا، دينيا، ثقافيا، وادق التفاصيل عن حوادث برطلة ولكن بالرغم من تبرعي بطباعته على حسابي الخاص، مع الاسف الشديد لم يوافق احد ابناء الكاتب بنشره ، مع العلم بان عدد صفحات الكتاب ربما تتجاوز 400 صفحة

متي كلو

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

matoka

#4
عاشت الايادي استاذ بهنام
تقرير يحتوي على معلومات قيمة عن برطلي وتاريخها العريق
Matty AL Mache

hasson_natalia

تقرير رائع , باركك الرب استاذ بهنام عالشرح الوافي والملم بتاريخ قريتنا برطلي
.
ننتظر ونتوق دائما لتقاريرك المميزة

ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

MAJED

#6


اشكرك اخ بهنام على تعبك، لابد انك قد بذلت جهدا كبيرا بحثا في أروقة الكتب حتى اجتهد وأبدعت في اعداد هذا الموضوع,  قبل فترة كنت ابحث في الانترنت عن طريق العم جوجل فلم اجد في القدر الكافي مايروي ضماي حتي في موسوعة ويكيبيديا. اتمنى منك ادراج هذا الموضوع  في ويكيبيديا لانه فعلا يستحق ان يكون مرجع للقراء. عموما,  الشئ الذي لم اكن اعرفه ان برطلة قد اكتشفت فيها اثار تعود لآلاف السنين قبل المسيح له المجد حتى قبل الحقبة الآشورية. مالفت نظري ايضا من خلال قرائتي للموضوع اسم الملك الذي عزم اهلاك اهل القرى المسيحية كما في النص المقتبس (ففي سنة 1261 عزم الملك الصالح اسماعيل صاحب الموصل) هذا الملك لقب بالصالح واراد اهلاك الناس وسؤالي ماذا لو لم يكن بالالف واللام الصالح ماذا كان قد فعل.

هناك امر واحد اود ان انوه عليه, هو ان نعرف نحــــن.... الان... في الوقت الحاضر... قيمة هذه البلدة العريقة وأصالة شعبها وقِدم تاريخها وما عاناه هذا الشعب وهذه القرية من ويلات هذا الزمان حتى كنا نحن. وان نكون صادقين بانتمائنا اليها. أليس من المفروض علينا نحن البرطليون ان نترك كل مايفرقنا ونلتفت الى مايجمعنا وان ننحني لهذه البلدة العريقة اكراما واجلال لها ونبذل ما بوسعنا لكي نحافظ على اصالتها. ولكن السؤال يبقى كيف يحدث هذا؟ كيف نكافئ برطلي؟.

واخيرا اتمنى ان لا تستمر الردود مختصرة بكلمتين بـ( شكرا وعاشت الأيادي) مع احترامي للقراء واصحاب الردود. وكان الاخ بهنام قدم لنا منسف قوزي عراقي بالدهن الحر ويداه تستحق ان تعيشا طبعا. كما اتمنى ان تكون الردود موضوعية وتصب في لب الموضوع وان يناقش فكر الكاتب بجدية على سطره قلمه السيال في هذا الموضوع وفي كل المواضيع مع تمنياتي للأخ بهنام بالموفقية والنجاح. دمــتم







baretly.net

قمنا باضافة رابط هذا الموضوع في صفحة  برطلة في الموسوعة الالكترونية ويكيبيديا...لما تحويه هذه المقالة من معلومات قيمة عن برطلي وتاريخها...

http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%B1%D8%B7%D9%84%D8%A9&stable=0&shownotice=1&fromsection=.D9.85.D9.88.D8.A7.D9.82.D8.B9_.D8.AE.D8.A7.D8.B1.D8.AC.D9.8A.D8.A9#.D9.85.D9.88.D8.A7.D9.82.D8.B9_.D8.AE.D8.A7.D8.B1.D8.AC.D9.8A.D8.A9

قصي مصلوب

#8
اخي الكبير بهنام المتالق
ويظن البروفسور باسيل عكولة ( انه منذ ان وجد هذا السهل الغريني الموجود بين مرتفعات ما نسميها اليوم ( كردستان ) وبين دجلة كان هذا اكثر السهول خصوبة في شمال العراق . لذلك نشهد كثافة القرى في هذا السهل والوجود المسيحي وكثافته ونموه نشأ على الفلاحة لان في عهد الاقطاع لم تكن الاراضي موزعة على الناس كانت في يد الاقطاع وكان من حض برطلة ان كانت فيئا لدير مار متى او فيئا للامراء الاتابكة في الموصل واحيانا في اربيل لماذا اقول اربيل لانه كيف تفسر وجود الكلدان في كرمليس في منطقة جلّ اهلها هم من السريان ( قرة قوش ، برطلة ، بعشيقة ، بحزاني ، ميركي ، وغيرها من القرى ) هو انه في القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر صارت كرمليس اقطاع لاتابكة اربيل فأتوا بجماعة من شقلاوة ومن عينكاوة واسكنوهم هنا ليضعوا يدهم على عين ترجلة ويستثمرونها في الزراعة لصالح اتابكة اربيل )

ان اعتقاد المبدع باسيل خاطيء لاسباب كثيرة لان كرمليس ذكرت بالتاريخ الكنيسة راعية النسطورية وقلعتها وما قتل المغول لهم وحدهم عام 1236 وترك اشقائهم المنوفيزيين الا دليل على ان النسطورية كانت مستهدفة وكرمليس تراثها الغزير يثبت وجود عائلات بها منذ الزمن الاشوري ولهجتها التي تختلف عن غنكاوا تثبت خطا النظرية لان كرمليس لم تخلو نهائيا من سكانها الاشوريين مطلقا والعيون منذ زمن الاشوري كانت كرمليسية وتدعى شر درا اي ساقية الملك