رسالة الى طائفي ..

[ماهر سعيد متي]

رسالة الى طائفي ..[/center]

صديقي الطائفي ..
على الرغم من رفضيَ الشديد للطائفية المختبئة في وجدانك وما تزرعه من تفرقة بين البشر الا أنني لا أكن لك سوى الحب , والحب وحده
من يرشدني الى جوهرك النقي ..
فكيف لي أن أكره انساناً اتشارك معه الحياة على سطح كوكب من اصل مليارات الكواكب ؟
انها لفرصة كبيرة حضينا بها لسماع صوت العصافير على الأشجار , أو رؤيتنا لزهرةٍ يتزاحم عليها النحل بغية إمتصاص رحيقها ..
وانا على يقينٍ تام بأن السعادة ستغمرك كما غمرتني عندما تشارك الحياة مع الحياة نفسها , فهذا هو خام الحياة ولا بد أن ينطبق عليك ايضاً لأن جوهرك ما زال نقياً كما هو الحال عندما أتيت الى الحياة ..
الطائفية قطعاً لم تأتي معكَ الى الحياة , لقد ولدت حراً من كافة اشكال المُلكية , وهذه هي الحرية الأساس ..
المُلكية هي من تجعلك دفاعياً شرساً حيال ما تتملّكَهُ من مادياتٍ ومعنويات ..
ولو ارادت الحياة أن تكون انساناً تنافسياً همّه التملّك والدفاع , لما أتت بك حراً نظيفاً ..
أعد النظر الى كل ما تملكه , ستجد نفسك خائفاً من فقدانه لذلك تحارب بكل ما اوتيت من قوة للحفاظ عليه , ومعركتك هذه حُكماً خاسرة في ميزان الحياة , لأن ما تتملّكه ليس الا ابناً للحياة كما انك ابناً لها ..
حتى عقيدت(ك) وافكار(ك) التي تحاول فرضها على الآخرين باعتبارها المنفذ الوحيد في الحياة , ستجد انها ليست ملكاً لك كي تفرضها على الجميع , لقد ورثتها من اجدادك , او علّمك اياها رجالُ الدين , أو كانت نتاجاً لتفكيرك , او او او ..
وفي المحصلة انها ليست سوى شيئاً تمنحك اياه الحياة , ولو ارادت ان تمنحه لغيرك لقدمته لَه كما قدمته لك , لكنها قدّمت لكل شخص جزءً من اسرارها ..
وبعملية رفضك لمن يخالفك الرأي _ المعتقد_الدين .. الخ ..
فأنك ترفضُ الإصغاءَ الى الوجود برمّته , وتعانده بتمَلكك لما اعطاك , وتقفل الباب في وجه الجديد الذي يحاول ان يصلَ اليك باستمرار ..
وثباتك هذا يجعل منك كائناً هامداً منفصلاً عن الزمان والمكان, فلا تأتي له الأيام بشيء , سوى بالخوف والضعف ..
فهل تريد حقاً أن تبقى اسيراً في قوقعتك ؟
هذا شأنك ..
لكن تذكر دائماً أن هناك من تتفتح له اسرار الحياة في كل لحظة وقوقعتك هذه , ليست الا جزءً هامداً تخطّاهُ آخرين .

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=387634934646949&set=a.328691207207989.74854.328673970543046&type=1&ref=nf