وديان الموصل والفيضان نظرة تاريخية موجزة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 27, 2012, 08:57:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

وديان الموصل والفيضان نظرة تاريخية موجزة



    كانت الموصل قبل ان تتوسع مدينة صغيرة حدودها تمتد من منطقة باب الطوب باتجاه باب جديد ثم يستدير بإتجاه باب البيض وباب سنجار وتنتهي عند قلعة باشطابيا أما البناء فلم يكن يتجاوز منطقة القليعات وكان بينه وبين السور من الجهة الشمالية أراض واسعة غير مسكونة لقلة سكان الموصل آنذاك ومن يشاهد المدينة القديمة يراها قد بُنيت على أرض مرتفعة عما حولها قليلا لتفادي مياه الأمطار التي كانت تمتلأ بها الوديان التي تحيط بالمدينة وما أكثرها آنذاك ولأسباب أمنية .
    بدأت أعداد الناس بالتزايد وضاقت بهم المدينة وبعد هدم السور بدأت الناس تبني بيوتها في المناطق القريبة من الأحياء القديمة ولما كانت هذه الأراضي بالأصل هي مجاري أودية تستقي ماءها من مناطق بعيدة وقت الفيضان إقتضت الضرورة إنشاء مجاري كونكريتة مغلقة لتحتوي مياه الأمطار الغزيرة .

    وأول المناطق التي بدأ البناء فيها هي القريبة من محلة باب جديد وهي في الأصل وادي ومازالت المنطقة إلى اليوم تسمى بـمحلة السيب ( والسيب عربية فصحية تعني مجرى الماء ) فأنشأت الحكومة في وقت الملكية مجرى صندوقي تحت الأرض يبدأ بالقرب من بناية محطة قطار الموصل ويمر بمنطقة الطوّافة ثم محلة السيب ثم محلة السجن حتى ينتهي الى نهر دجلة ومع ذلك فهو لا يستوعب المياه الغزيرة لصغر حجمه . ولما كان عدد البيوت قليل ووجود أراض مفتوحة واسعة لم تكن الفيضانات تشكل مشكلة كبيرة لأن المياه كانت تتصرف تلقائيا الى النهر عبر الأراضي المفتوحة .
    توسعت المدينة ثم بُنيت الدواسة في الأربعينات التي كانت تغمرها مياه الأمطار لإنخفاض مستوى أرضها عن أرض المدينة القديمة ومن هنا جاء اسمها حسب أحد الآراء .

    وفي أواسط الخمسينات من القرن الماضي بدأ البناء على أرض وادي حجر ولأنها منطقة قريبة من الموصل القديمة أنشأ الناس بعض البيوت لهم فبادرت الحكومة في وقت الملكية إلى إنشاء مجرى كونكريتي صغير الحجم يتوسط الحي ليستوعب مياه الوادي عند فيضانه وقد أخبر الأهالي أصحاب التنفيذ أن الصندوق صغير الحجم قياسا بكميات الماء الهائلة فلم يؤخذ برأي الأهالي . يمتد المجرى من وادي حجر عند مدخل شارع السايلو ثم يمر بالغزلاني ثم يصب في النهر قرب المدبغة وهو يسير تحت الأرض . توسعت المحلات وبنيت محلات الجوسق والطيران على أراضي منخفضة .

    مع بناء المجرى الصندوقي في وادي حجر وصغر حجمه ظهرت مشكلة لم تزل قائمة إلى اليوم منذ أكثر من 50 سنة وهي أن مياه الفيضات القادمة من خارج الموصل هي مياه هائلة لا قدرة لهذا المجرى على استعيباها مما يتسبب في خروج مياه الفيضان الى الشارع العام فيقطع طريق وادي حجر ويُغرق محلة السجن والغزلاني والطيران والدواسة وكان قبلها قد أغرق مناطق وادي العين وموصل الجديدة خصوصا المناطق القريبة من مجرى الوادي علما أن مجاري هذا المناطق سالكة وغير مغلقة لكن المياه القادمة من خارج الموصل هائلة .

    ظلت هذه المشكلة قائمة حتى منتصف ثمانينات القرن الماضي حيث حدث فيضان هائل في هذا الوادي وفي أكثر مناطق الموصل . أوعزت الحكومة آنذاك بإنشاء مجرى صندوقي ضخم يبدأ من وادي حجر ثم ينتهي الى النهر. وفعلا بدأ العمل به وكان كبير الحجم لكن مع الاسف توقف العمل في منتصفه وترك وأهمل قيل أن المشروع فشل رغم رصد الدولة له مبلغا ضخما وظلت المشكلة على حالها الى اليوم .

    أما بالنسبة للساحل الأيسر فالمشكلة أهون قياسا للساحل الأيمن لأنه حديث النشوء فالبناء فيه إبتدأ بالستينات تقريبا ولوجود مجرى نهر الخوصر الذي يستوعب أكثر مياه الأمطار وتصب فيه العديد من الأودية . ومع ذلك هناك بعض المشاكل مع بعض الأودية التي تقطع الأحياء المنخفضة .

    نحن بحاجة اليوم بحاجة الى مشروع عملاق يمنع دخول مياه الأودية والفيضانات الى داخل المدينة وخصوصا في الساحل الأيمن . كما يتوجب كري الأودية في الساحل الأيسر من القصب والنباتات كي يسهل جريان الماء ومن هذه الأودية الوادي الذي تحت أسوار نينوى قرب باب شمس


http://www.almawsil.com/vb/showthread.php/115442-%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%B2%D8%A9