وماذا عن الشهادات المزورة والإيرانية؟

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, فبراير 20, 2012, 06:15:21 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

شناشيل
وماذا عن الشهادات المزورة والإيرانية؟
عدنان حسين
إذا صحّت هذه المعلومات فإنها تعني أننا في سبيلنا إلى أن نخطو خطوة باتجاه إعادة الاعتبار إلى حياتنا الجامعية والوضع الأكاديمي الذي تعرّض إلى انتهاكات مريعة وأصيب بخراب هائل ودمار شامل في عهد النظام السابق، وهو ما يتواصل الآن أيضاً بقدر غير قليل.
المعلومات تقول إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنوي سحب الدرجة العلمية التي حصل عليها كل من كانت أطروحته أو رسالته العلمية تتعلق بفكر حزب البعث المحظور أو رموزه أو التمجيد للنظام السابق أو تاريخه أو أفكاره أو أيديولوجيته أو أية ناحية متعلقة به .فالمعروف إن الدرجات العلمية والشهادات التي مُنحت في هذا الميدان كانت أقرب ما تكون إلى الدرجات والشهادات المزورة، والعدد الأكبر من المستفيدين منها هم من ضباط الأمن والاستخبارات في العهد السابق.
لكن .. هذا هو نصف الحقيقة، أما النصف الآخر فان هناك شهادات ودرجات علمية مماثلة منحت في حقول مختلفة، وبخاصة الإنسانية، إلى كوادر في حزب البعث من دون تعب أو جهد علمي حقيقي، فالشهادة العليا كانت بين الامتيازات الممنوحة لبعض البعثيين. وهذا النوع من الشهادات يحتاج إلى المراجعة أيضاً وسحبه، على أن تتولى لجان علمية معتبرة إعادة فحص هذه الشهادات والرسائل والأطاريح التي مُنحت عنها.. لجان تستطيع أن تميّز بين ما يتوافق مع المعايير والشروط العلمية وما لا يتوافق معها.
وفي إطار هذا النصف من الحقيقة فان دوائر الدولة العليا أُغرقت منذ 2003 حتى الآن بالآلاف من مزوري الشهادات من كل المستويات والذين حصلوا على وظائف مهمة ومناصب عليها، بينها عضوية مجلس النواب ومجالس المحافظات والإدارات العامة في مؤسسات الدولة بمساعدة من أحزابهم وميليشياتهم (تفيد تقارير بان عدد أصحاب الشهادات المزورة العاملين في الدولة يصل إلى خمسة آلاف). وبين هذه الشهادات ما هو صادر في دول أخرى، وبخاصة إيران، عن جهات غير أكاديمية ليس لشهاداتها أي قيمة علمية حتى في بلدانها.
إلى الحضيض تردت سمعة جامعاتنا، وتدهورت مكانتها بين جامعات العالم قاطبة، ولا توجد لدينا الآن أي جامعة يُعتد بشاهداتها. هذا يعني أن كل ما يُنفق على التعليم العالي من مليارات الدولارات إنما يذهب هباء ولا قيمة حقيقية له. وبالتالي صار لزاماً على الدولة أن تُعيد النظر بصورة جذرية في الوضع الأكاديمي. ويتعيّن أن ينطلق هذا من المناهج والإدارات.. المناهج الجامعية الحالية هي مناهج النظام البائد التي على أساسها مُنحت الشهادات والدرجات المطعون في علميتها، والإدارات في معظمها أيضاً إدارات النظام السابق التي سمحت بمنح هذه الشهادات. لكنّ تغيير المناهج لا يكون بإحلال مناهج غير علمية لا تتطابق مع المواصفات والمستويات العالمية محل المناهج الحالية، وتغيير الإدارات هو الآخر لا يكون بإحلال إدارات حزبية ميليشياوية محل الإدارات المتوارثة عن النظام البائد.

adnan.h@almadapaper.net
Ankawa.com
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير