تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

يوحنا ابراهيم: بطريركاً مغيّباً

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 26, 2014, 09:50:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

يوحنا ابراهيم: بطريركاً مغيّباً



حبيب أفرام

       هلْ يتدخل الروح القدس في مجرى حياة السريان؟     

       هلْ ينسى المجمع المقدس أن واحداً من أبرز مطارنتنا مخطوف منذ ما يقارب السنة؟

      هلْ يرسل اشارة تاريخية رافضة وينتخب بالاجماع نيافة المطران المغيب المخطوف مار يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب بطريركاً على السريان؟ وينتخب معه مدبراً عاماً يقوم مقامه طيلة غيبته بكامل الصلاحيات!

           قدر السريان كنيسة وشعباً وأمة أن يكون تاريخهم معّمداً بالشهادة والدم وأن يتراجعوا في العدد والحضور والدور في شرق طبعته المجازر والحروب والثورات والغزوات والتقلبات ولم يعرف حتى اليوم  مساحة حريات وحقوق انسان واعتراف بالجماعات والهويات والاثنيات والقوميات.

          وقدر السريان في بدايات القرن الواحد والعشرين ان يودّعوا واحداً من كبار أحبارهم هو البطريرك مار زكا الاول عيواص، الذي رعا نهضة روحية وعمرانية طيلة ثلاثة وثلاثين عاماً كرئيس أعلى للكنيسة، وواحد وخمسين سنة كمطران في اصعب ظروف وفي أخطر مرحلة.

          يرحل البطريرك وقد واكب مرضه بايمان كبير، وواكب جراح الشرق بقلق أكبر. كان يتوجع ليس من آلام الجسد بلْ من اخبار القتل والتهجير والاقتلاع، بدءا من بلده الام العراق الى مقر بطريركيته في دمشق.

           يصلي الشعب لرأس كنيسته الذي تاجر بوزناته لكنه يخاف على غده والمستقبل.

           ان المجمع المقدّس امام تحديات وأسئلة تطال ما هو أعمق من اختيار بطريرك جديد.

         -1- هلْ تصبح الكنيسة كنيسة انطاكية وسائر الاغتراب بدل سائر المشرق؟ خاصة وان هناك دعوات غير بريئة طرحت نقل الكرسي الانطاكي الى اوروبا في  السويد او المانيا. ان أي فكر من هذا النوع هو ضد كل ما يعني السريان تاريخاً وارثاً وثقافة وشهداء ودورا وهو مرفوض تحت أي حجة ولاي سبب.



        -2- هل تدخل الكنيسة في روح نهضة وثابة مؤسساتية فيها مجاراة لتطور العصر والشباب ودور المرأة.

        -3- هل تحمل الكنيسة رسالة محبة وشهادة ونور في الشرق. كيف تحافظ على ابنائها مع تنامي الهجرة لأسباب أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية في ظل تنامي الاصوليات والفكر الالغائي؟

       -4 – هل يمكن للكنيسة ان تحافظ على نفسها وتراثها وهويتها ولغتها ومدارسها ومؤسساتها في ظل محاولات الانصهار في التعريب والتتريك والتكريد.

      -5- هل الكنيسة مستعدة لتنسيق وتعاون مباشر مع التنظيمات والرابطات والاحزاب والاتحادات على تنوعها واختلاف عقائدها وتوجهاتها.

     -6- هل تتمكن الكنيسة من قيادة ثورة العودة الى الجذور والعمل على هجرة معاكسة . ماذا ينفع السريان اذا ربحوا سودرتاليا في السويد ونيوجرسي في اميركا  وخسروا القامشلي في سوريا والاشرفية وزحلة والمتن في لبنان؟

      -7- هل الكنيسة مؤمنة اننا لسنا هنا صدفة. واننا مسؤولون عن كل ما يجري في هذا الشرق. من اي اسلام واي عروبة واي مواطنة وأية دساتير. دورنا الا نصفق لحاكم ولا لنظام ولا ان ننخرط في سياسات الناطور. نحن رسالة انفتاح مع قضايا الحق. مع المجاهرة بحقوقنا كشعوب ومع رفض ان ينظر الينا لا كذميين ولا كمواطنين درجة ثانية ولا كعدد ولا كأقليات.

     

     إنه تحدٍ ان الكنيسة لا تساوم ولا تسكت ولا تموت ولا ترضى ان يأسرها أحد ولا أن يخطفها احد وهي  مصرة على القيامة.

     هكذا يحيا زكا بيننا.

     وهكذا نعطي اول اشارة اننا على درب دحرجة الحجر!



* رئيس الرابطة السريانية في لبنان       

* الرئيس الاسبق للاتحاد السرياني العالمي