الحواجز الكونكريتية تلغي تعايش الموصليين وتصنّفهم إلى "ناس محمية وأخرى ضحية"

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, نوفمبر 17, 2013, 01:19:40 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الحواجز الكونكريتية تلغي تعايش الموصليين وتصنّفهم إلى "ناس محمية وأخرى ضحية"



نينوى/ نوزت شمدين

في الموصل يقترن ارتفاع الحواجز الخرسانية بتصاعد العنف هناك، وصار لزاماً على المواطنين هناك، اتخاذ منفذ واحد للدخول والخروج، وبعض المناطق يستلزم للدخول اليها من قبل سكانها ابراز بطاقات خاصة تصدرها قيادة عمليات نينوى، حتى ان عدداً من مواطني المدينة التي التقتهم "المدى"، تندروا على ما يجري، وقالوا إن الموصل تتحول شيئاً فشيئاً الى منطقة خضراء كبيرة.
أحياء الطيران والجوسق في الجانب الايسر من الموصل، حيث يقع مطار المدينة الوحيد، ومقر قيادة عمليات نينوى، ومنازل مسؤولين بارزين كمحافظ نينوى ووزير الزراعة وعدد من القادة الامنيين والمسؤولين المحليين الاخرين، شهدت إجراءات أمنية جديدة، عززت من التحصينات الامنية، وكذلك التضييق على المواطنين الساكنين في كلا المنطقتين.
ويذكر المحامي نوري مراد بهجت، وهو من سكان حي الطيران، ان هجوماً مسلحاً استهدف مقر عمليات نينوى في قلب حي الجوسق في القسم الاخير من الشهر الفائت، أدى الى فرض حظر للتجوال في المنطقة ومحيطها، ومنع الدخول والخروج اليهما لما يقرب اليومين.
وقال إن منطقتي الجوسق والطيران، كانتا والى وقت قريب، متداخلتين أمنياً، فيهما مدخلان للخروج والدخول، بعدها تم فصلهما، واستقل كل منهما بمدخل ومخرج واحد، وكانت الحواجز التي تغلق المنافذ والأفرع الداخلة اليها واطئة نوعاً ما، وكان السكان يمرون بينها او فوقها للخروج من الحيين، غير أن تسلل مسلحين الى داخل حي الجوسق ووصولهم الى مبنى قيادة عمليات نينوى، أدى بالأخيرة الى تشديد الإجراءات الامنية، فارتفعت تلك الجدران لنحو ثلاثة أمتار، ويضطر المئات من الطلاب والموظفين والنساء والشيوخ من المرور والدخول عبر منفذ واحد.
ويضيف نوري: "عناصر الامن في نقطة التفتيش في مدخل حي الجوسق أو الطيران، يمنعون دخول اي مركبة لا تحمل (باج) بطاقة خاصة تصدرها قيادة العمليات لسكان الحيين، وهذا يعني عدم السماح بدخول سيارات الأجرة، وبالتالي مشقة مضاعفة بالنسبة للنساء والشيوخ والمرضى".
واستدرك: " كان اهالي الموصل يطلقون على الحيين اسم المنطقة الخضراء نسبة الى منقطة بغداد الدولية، لكن ما يحدث الآن ان مدينتهم بأكملها تتحول الى منطقة خضراء".
عدوى ارتفاع الجدران الأمنية العازلة انتقلت الى مناطق عدة في الموصل، ويذكر عبد المهيمن صالح، وهو من سكان حي سومر، ان التدهور الأمني رافقه رفع مستوى الجدران، واضطرار السكان الى قطع مسافات طويلة لمجرد قضاء حاجة يومية بسيطة، وبوصفه طالبا جامعياً، يقول عبد المهيمن، : "ساهم هذا الى حد ما بتأخري مع زملاء آخرين في الوصول الى الجامعة، فقبل ارتفاع الجدران، كان بوسعنا المرور خلال بعضها، ولاسيما القريبة من مساكننا، أما الان، فنحتاج الى المشي والدوران لعدة كيلومترات من اجل الوصول الى نقطة توقف سيارات الاجرة".
الكاتب والباحث السياسي حمزة عادل، قال لـ "المدى"، إن المواطن في الموصل هو من يتحمل في العادة تبعات اي تصعيد أمني، بل يمكن وصف الحالة بالعقوبة الجماعية، بقطع الطرق عنه، وحشره في زحام مروري لا ينتهي، وتساءل: "القوات الامنية منتشرة بكثافة في كل مكان، بوجود ثابت يومي ضمن ما يعرف بمسك الارض، فمن يجب ان يحاسب جراء الخروقات الأمنية، المواطنون أم الأجهزة الأمنية"؟.
ودعا حمزة، مجلس محافظة نينوى الى التدخل، من اجل تغيير الخطط الأمنية، بنحو لا تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، مؤكداً ان اسواق باب السراي والدواسة والنبي يونس وغيرها من المناطق التجارية، إضافة الى الاحياء السكنية، مقطعة الاوصال بالجدران الكونكريتية، وهو ما تسبب بضربة موجعة للحركة التجارية في الموصل، وعطل الفعاليات اليومية للمواطنين، وحد من حركتهم الى حد بعيد.


http://www.almadapaper.net/ar/news/454382/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%84%D8%BA%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84%D9%8A%D9%8A%D9%86#.UoaTPD_VHMI.facebook
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة