النجيفي يطلب من الآثاريين الكشف عن "الجنائن المعلقة" بعد إشارات عن وجودها في نين

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 25, 2014, 08:44:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

النجيفي يطلب من الآثاريين الكشف عن "الجنائن المعلقة" بعد إشارات عن وجودها في نينوى بدلا من بابل

المدى برس

أعلن محافظ نينوى اثيل النجيفي ،اليوم الاثنين، انه سيطلب من الخبراء الآثاريين في نينوى متابعة موضوع اعلنته باحثة بريطانية يشير الى ان "موقع الجنائن المعلقة كان في نينوى وليس في بابل"، فيما لفت الى تكليفهم بتقييم الموضوع علميا وتحديد المنطقة المعنية في التقرير.

وقال النجيفي في بيان صحافي تلقت ( المدى برس) نسخة منه "موضوع جدير باهتمامنا جميعا كحكومة محلية في نينوى وباحثين وآثاريين، جاء في تقرير يشير الى ان الجنائن المعلقة كانت في مدينة نينوى وليست في بابل".

واضاف النجيفي "سأطلب من الخبراء الآثاريين في نينوى تقييم هذا الموضوع علميا وتحديد المنطقة المشار اليها في التقرير، كما سأكلف من يتصل بالباحثة التي أعدت التقرير من جامعة أوكسفورد ".

واورد النجيفي تقريرا مصورا لرحلة الباحثة البريطانية ستيفاني دارلي من جامعة اكسفورد الى منطقة خنس التابعة لقضاء الشيخان (40 كم شرق الموصل) مركز محافظة نينوى، حيث توجد اثار لحديقة أنشأها الملك الاشوري سنحاريب 700 ق م، وكانت تعد المصيف الصيفي له، حيث اعتمدت الباحثة على وثائق مكتوبة بالخط المسماري حول وصف مكان الجنائن المعلقة والذي ينطبق الى حد كبير مع منطقة خنس.

وفجرت أكاديمية بريطانية، في الـ (السابع من ايار 2013)مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيدها أن الجنائن المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبع، شيدت في نينوى من قبل الملك الآشوري سنحاريب  وليس الملك البابلي نبوخذ نصر، وفي حين اعتبرت أن النصوص القديمة المتعلقة بالموضوع كانت سيئة الترجمة إلى درجة جعلتها "محض هراء"، تعهدت بنشر تفاصيل كاملة عن الموضوع في كتاب ستصدره لاحقا.

وتعد الجنائن المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة، يُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل .

ونسبت الجنائن المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد. وذكر بأن سبب بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين.

وكانت زوجة نبوخذ نصر تدعى اميتس الميدونية ويقال انها افتقدت المعيشة في تلال فارس وكانت تكره العيش في مسطحات بابل. لذلك قرر نبوخذ نصر أن يسكنها في بناء فوق تلال مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها تراسات

ماهر سعيد متي

جنائن " بابل " المعلقة : إحدى عجائب الدنيا تكتشف من جديد

بقلم:  الدكتورة ستيفاني دالي " زميلة متقدمة  في بحوث علم الأشوريات بالمعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو وبكلية سمرڤيل التابعة لجامعة أكسفورد "
ترجمة: عمانوئيل سلمون عن الإنكليزية من مجلة منيرفا، العدد كانون الأول/ شباط 2006
Minerva, January/February 2006


     
كيف أمكن أنَّ علماء ألمان ضليعين بعلم الآثار عجزوا عن إكتشاف موقع إلجنائن المعلقة الشهيرة في ( خرائب ) بابل ؟ ولماذا أخفق نقش الكلام المسهب للملك نبوخدنصر الثاني في ذكر أعجوبة العالم تلك؟ هذه المسألة ظلّت عامل إرباك قائم لأمد طويل أمام علماء التاريخ القديم. أما الآن فقد تم حلها، والجواب يعد بمثابة حلٍّ للغز: إن الجنائن المعلقة كانت قد
شيدت من قبل الملك الأشوري سنحريب في نينوى وليس من قبل الملك نبوخدنصر في بابل.

هذا الحل يبدو تافها للوهلة الأولى . إذ كنّا حتى عهد قريب على قناعة من أن نينوى كانت قد دمرت برمتها عام 612 قبل الميلاد، أي قبل زمن طويل من بدء الاغريق بعُرْف عجائب الدنيا. لكنّ ذلك كان اعتقاداً خاطئاً لاستناده إلى حد بعيد، على القراءْ الحرفية لسفر ناحوم ، وسفر إرميا، وبعض المصادر الاغريقية.  حيث إستعمل أولئك الكتبه الغَلو والاغراق الأدبيين للمراثي التي كانت تستخدم في الشعائر الدينية لمرافقة الاصلاح والتشجيع على استعادة الحياة في الشرق الأدنى القديم. إذ كان الغرض منها اقناع الآلهة للعودة  إلى مدنها المهجورة وذلك بالمبالغة في مصير شعوبها. الحرائق والطوفان، الطاعون وهجمات الأعداء، الدمار والخروج الجماعي. كل هذه الكوارث كانت تتزامن وتحدث في آن واحد في اللغة الشعرية للمراثي.

إن بقاء نينوى وازدهارها جليّان في نوعين مختلفين من الأدلة والشواهد، المدونة الأركيولوجية. كمدينة عظيمة، ذكرت نينوى باسمها في العصر الفارسي في سفر يونان العبري. كما ذكرت لاحقا في الكتابات الإغريقية والرومانية لكلّ من سترابو، وتاسيتوس، وأمانيوس مارسيلينوس . وإنَّ تمثالاً ضخماً لهرقل، موجود حاليا في المتحف البريطاني، كان قد عثر عليه في أحد القصور الآشورية الفخمة . كما عثر على عتبة باب حجرية ضخمة ذات طراز فرثي. ومن بين النقوش  الكتابية والقطع النقدية الاغريقية القليلة التي اكتشفت، سجل حاكم سلوقي ( وهو ستراتيغوس ) محفور على أحد الأعمدة. لذا كانت نينوى في ازدهار عندما  كان السواح الاغريق يؤشرون عجائب الدنيا في جولاتهم العظيمة. وقد ترك ( خدش ) أحدهم اسمه أو اسم  عشيقته على تمثال أشوري في مدينة نينوى. وظهر هذا الإسم للعيان منذ عهد قريب فقط ، في المتحف البريطاني، وذلك أثناء نقل التمثال إلى معرض في الخارج، إذ أبصرت عيون العاملين تلك الحروف الباهتة تحت ضوء مشرق.

إذاً، لماذا وصف زينوفون أثناء زحفه مع العشرة آلاف ( مقاتل )، في شمال  العراق، المدن التي مرّ بها  بكونها خَربَة؟ لقد سمّى مدينتين وهما: لاريسا وميسپيلا، اللتان زعم علماء التاريخ بأنهما نمرود (كالح القديمة )، ونينوى. في حين، ونحن نعلم الآن بأن نينوى، آنذاك ، كانت لا تزال تدعى باسمها الأصلي وكانت مزدهرة، ينبغي تقديم تفسير جديد عن إختيار زينوفون لإسمين إغريقيين غير معنيين، أي، ميسپيلا " المشملة " ولاريسا " الحصن " .
كان زينوفون، وهو أحد تلاميذ سقراط، راغباً في معرفة أيِّ نمطٍ من أنماط الحكم يبقى قائماً، وما إذا كانت الملكية الموروثة، أو القيادة العسكرية، أو نمطٌ ما للديمقراطية هي/ هو الأكثر فاعليةٍ في المديين القريب والبعيد. كان زينوفون قد كتب "حياة كورش" كعمل شبه روائي: واصفا الملك المثالي أو الطاغية الذي لا تنتقل صفاته الفاضلة، شخصية كانت أم فردية، بشكل طبيعي إلى الأبناء الذين يخلفونه. وفي زحف العشرة آلاف (مقاتل) ، كان زينوفون يصف القائد العسكري المثالي مقابل خلفية  أمبراطوريات فاشلة سبّب سقوطها دماراً شاملاً بسبب حكمها من قبل ملوك بالوراثة. أمّا المناظر الطبيعية لبلاد الرافدين فكانت مرقّطة بتلال من خرائب الآجر التي بدت للمشاهد الإغريقي مثل رُكم التراب المكومة للدفن. لكنها، في الحقيقة، كانت بقايا مواطن.  و ميسپيلا المدينة الخَربَة، كانت من صنع   زينوفون لدعم مفهومه الفلسفي القابع خلف تأليفه الأدبي. أي أن ميسپيلا لم تكن نينوى، بل كانت مدينة من صنع خيال جندي إغريقي فلسفي يزحف عبر أرضٍ من روابي المقابر والخرائب .
السؤال الثالث الذي يتطلب إيضاحاً هو: لماذا دُعيت نينوى ببابل في الأعراف الإغريقية لعجائب الدنيا؟ هذا السؤال حظي بجواب منذ عهد قريب فقط. إذ إنه منذ عهد الملك حمورابي ولاحقا، أضحت سياسة لدى الملوك البابليين إدخال آلهة مدن أخرى وعباداتها إلى مدينة بابل.
وكذلك تسمية أحياءٍ من مدينة بابل باسم تلك المدن. أحد أحياء بابل كان يدعى إيريدو، وهو إسم أبْكَر مدينة تلقّت الملكية من الآلهة وفقا لنسخة من جداول الملوك السومريين. وحيٌّ آخر كان يدعى كومار، وهو إسم مدينة جنوبية أخرى تلقّت الملكية أولاً وفقا لنسخة مختلفة لجدول  أولئك الملوك. وكانت تقام في بابل شعائر دينية لآلهة أوروك – مدينة جلجامش. ومن مطلع القرن الثاني عشر قبل الميلاد، على أقل تقدير، كانت عبادة عشتار- نينوى قد أدخلت إلى بابل، مع هذا، لا نستطيع أن نثبت بأن نينوى آنذاك كانت تدعى بابل. في حين، مما لا ريب فيه، أن المدينة القديمة بورسيپا سُمِّيت " بابل الثانية " في كتابات بعض العلماء. وأصبحت إيريدو كناية عن بابل في الألقاب الملكية الإستعراضية .  ومدينة نينوى هي الأخرى عُرِفَتْ ببابل ، ونال إلهُها لقب " بيل " الذي كان، من الناحية الأخرى، اللقب المستعمل لإله بابل.  مثال آخر على إستعمال إسم بابل لمدينة أخرى يأتينا من سفر الرؤيا ليوحنا الرسول ( المعروف بيوحنا اللاهوتي ) والذي قصد به مدينة روما.
يظن أغلب الناس أن نبوخذنصّر هو من شيد الجنائن المعلقة، في حين تأخذهم الدهشة عندما يكتشفون بأنَّ مرجعاً واحدا فقط يشير إليه بالإسم. وهذا المرجع هو جوسيفوس ( اليهودي الأصل )، زاعما  أنه نقل التفاصيل عن بيروسوس/ برخوشا. عاش جوسيفوس في فلسطين،وإنصبّ إهتمامه بالدرجة الأولى على التاريخ المعاصر لليهود. ومن الناحية الأخرى، كان بيروسوس قد كتب وصفاً لتقاليد بلاد الرافدين دون إبداء أي إهتمام معيَّن باليهود. ومما يقترب من اليقين، أن جوسيفوس أقحم إسم نبوخذنصر إما للتوكيد على قدرة هذا الرجل الذي كان قد أخضع يهوذا إلى سلطانه، أو لمعرفته بسفر يهوذا ( إيهوديت ) التوراتي الذي تمّ فيه الخلط بين نبوخذنصّر وسنحريب. هناك مرجع آخر وهو، كوينتوس كورتيوس روفوس، يقول: إن الجنائن المعلقة كانت قد شُيدت من قبل ملك أشوري حكم في بابل، أي ما يستثنى نبوخذنصّر وينطبق على سنحريب.
بعد أن تمَّ حسم المسائل التي إعترضت طريق الوصول إلى فهم صحيح، بوسعنا الآن التركيز على الأدلة الإيجابية .  في نينوى، شيد الملك سنحريب قصراً وبجانبه حديقة مرفوعة إصطناعياً وسمّاها " أعجوبة لجميع الناس "  وبنقش كتابّي مطوَّل، يخبرنا الملك سنحريب بأن الحديقة كانت ذات أشجار ومياه متدفقة. وأنه أنشأ إمدادا مائيا متقنا للمدينة بجلب مياه الجبال من عدة موارد إلى الأسفل – بعضها يبتعد خمسين كيلو مترا عنها -  وذلك عبر أقنية وأنفاق وقنوات لجرّ الماء. بعض هذه المياه كان موجها  إلى داخل الحديقة التي تظهر منخورة وغير كاملة على نحت أشوري موجود حاليا في المتحف البريطاني. وهذا النحت بالأصل كان موضوعا في قصر حفيده أشور بانيبال، الذي في عهده لكانت الحديقة تامة النمو. وتظهر على هذا النحت قناةً لجرّ الماء قادمة إلى داخل جنينة مصطّبة ( مدرجة ) منتصف المسافة إلى الأعلى من المنحدر. أي، تماماً مثلما وُصِفَتْ الجنائن المعلقة في مصدر إغريقي . وبغية إرواء المصطبات التي تعلوها، كتب الملك سنحريب على موشور حجري أنه:صَبّ ( سَكَبَ ) من النحاس أو الصفر، مستخدما أبتكاراً فنياً جديداً، أسطوانة ولولبا لصنع ما يعرف بلولب أرخميدس، بدلا من  " شادوف".  ووفقا لديونيسيوس سيكولوس، إرتفعت الجنائن على شكل مصطبات إصطناعية،  شبه مسرح إغريقي، وهي قائمة على قناطر حجرية. إن هذا الإنشاء العمراني يتوافق مع المعنى المقصود للكلمة المترجمة ب" المعلقة " في المصادر الإغريقية الواصفة للجنائن المعلقة. كانت قناة جرّ الماء تتقاطع مع حصون المدينة وأسوارها الممتدة، والخنادق المائية المحيطة بها. هذه الإنشاءات إلى جانب القصر والجنائن المنصوبة عاليا فوق بقية المدينة لشكلت حقا منظرا مثيرا للإعجاب.
من بين الكنوز المخفية للمتحف البريطاني، حقَّق الدكتور جوليان ريد إكتشافين يساهمان في إكمال الصورة. فقد عزا إلى رسم أُعِدَّ منذ زمن طويل (وهو معروف بالرسم الأصلي) لنحت  جداري مفقود حاليا، يعرض مشهدا من غرفة تتألف مجموعتها الزينية من مناظر لمدينة  نينوى (الصورة 4) . يبين الرسم الأصلي المذكور أعلاه، في أعلى حديقة شديدة الانحدار، ممشىَ حدائقيا مشيدا على أعمدة ومسقفا بقدر من العزم والثبات بحيث نمت الأشجار فوقه. إن هذا الرسم يتوافق مع الوصف الرائع الذي قدمه كلٌّ من ديودوروس وفيلو صاحب التناقضات الظاهرية. كتب فيلو كيف " أن جداول مياه منبثقة من موارد مرفوعة (منصوبة)، أي قنوات جرِّ الماء، تتدفق جزئيا عبر أقنية مستقيمة تنحدر نحو الأسفل، وكيف أنها تُدْفَعُ للأعلى جزئيا عبر طياتٍ ولوالب لتتفجر أخيرا في الأعلى لكونها مدفوعة عبر إلتواءات  هذه الأجهزة بقوة ضخ ميكانيكي. ويشير سترابو إلى هذه الأوعية بالذات بكونها لوالب (وحرفيا: حلزونات). إن الممشى المشيد على أعمدة هو الذي عزَّز الشبه بين الجنائن وبين هيكل مسرح إغريقي.

بالطبع، كان سترابو على علم بان ارخميدس هو المخترع الذي إقترن إسمه باللولب الرافع للماء. ومما لا ريب فيه، أنَّ أرخميدس إستنبط الرياضيات المحيطة بعمل اللولب. بيد أن المصادر الاغريقية تذكر فقط بأن ارخميدس " وجد " اللولب في مصر. وكلمة " إفريكا" ، أي وجد باليونانية، يجوز ترجمتها ب" إخترع" أيضا. في حين ان النقش الحجري لكلام الملك سنحريب واضح في الحقيقة: لقد صبّ ( سكب ) لوالب بغية رفع الماء إلى جنائنه. ومع أن المصطبات التي إرتفعت فوق مستوى قناة الجرّ المائية مرئية على النحت الموجود في المتحف البريطاني، فهي على العموم متكسرة. لذا فإن الموضع الذي كان سيبين اللولب مفقود. كما أن القصر مرئي من أعلى زاويته اليسرى فقط (الصورة 5) . في أسفل المنحدر، تشاهد بحيرة لركوب الزوارق وللسباحة ، وربما للتدريبات العسكرية. وعلى هذا النحت الحجري صُوِّر أيضا بعضُ الرجال مع أحصنة على متن زوارق صغيرة، وآخرون وهم يستخدمون جلود منفوخة طوافة للسباحة خلسة مثل السباحين الذين يغوصون تحت الماء جزئيا مستخدمين أنبوب التنفس (الشنوركل).
كان والد سنحريب، الملك اللامع سرجون الثاني، قد شمل في حديقته بحيرة إصطناعية لركوب الزوارق. وقد يكون أول من صمّم بحيرة إصطناعية او حوضَ سباحةٍ للإستخدام الملكي ( صورة 6). إن اعجوبة الدنيا هذه عرضت للعيان قدرة الملك سنحريب على تخطيط وتحقيق إنتصار في الهندسة والتكنولوجيا المبتكرة، والسيطرة على قوة عمالية هائلة، والتضلُّع بالقوى المحيطة بالمياه.
إن مشهد الجِماع( المضاجعة )، الظاهر في النحت الجداري، يعبّر عن رجولة ملكية، وكان يمارس في الجنائن (حسبما نعلم من الشعر القديم). اما الشتلات الأجنبية والغربية، المجلوبة إلى الجنينة من أماكن بعيدة، فهي شهادة على الحملات  العسكرية الكبيرة التي قهرت العالم وجعلت الأمبراطورية الأشورية أعظم من أية أمبراطورية سابقة.
في نينوى، بابل ثانية، شيد الملك سنحريب أعجوبة تعد باستحقاق إحدى عجائب العالم القديم.


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=424236.0;wap2
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

ماهر سعيد متي


سـِـرُّ الجنائن بابل المعلقة




ترجمها من الانكليزية
المهندس سالم الحسو

المصدر : صحيفة الكارديان في 5-5-2013
By Dalya Alberge
يبقى تحديد موقع ومكان الجنائن المعلقة ، احدى عجائب الدنيا السبع سراً كبيرا من أسرار العصور القديمة. ولم يتمكن علماء الآثار من العثور على أية ادلة لها بين آثار بابل القديمة ، مما دفع البعض من العلماء إلى الشك في وجود الجنائن المعلقة أصلا.ـ
وقد تمكنت حديثاً شخصية أكاديمية بريطانية جمع كمية كبيرة من النصوص التاريخية التي تدل على أن الجنائن المعلقة كانت قد أُنشئت في نينوى، التي تبعد 300 كم عن مدينة بابل ، في أوائل القرن السابع قبل الميلاد.ـ
Picture
الباحثة ستيفاني دالي اكتشفت من النصوص الآشورية القديمة حديقة صممت لتخلق الطبيعة الجبلية. الصورة: بيتمان-كوربس
بعد 18 سنة من الدراسة ، إستنتجت استيفاني دالي ، الباحثة بدرجة شرف في جامعة أوكسفورد الى أن  الجنائن كانت قد بُنيت من قبل الآشوريين في شمال بلاد ميزوبوتيميا -في العراق الحديث- وليس من قبل أعدائهم اللدودين : البابليون في الجنوب.ـوتعتقد السيدة دالي ان البحث الذي أجرته يبين ان الانجاز الهندسي والابداع الفني تحقق على يد الملك الآشوري سنحاريب ، وليس الملك البابلي نبوخذنصر.ـ

ان الأدلة المقدمة من السيدة دالي الخبيرة في اللغات القديمة للشرق الاوسط، تبينت من ترجمة  النصوص البابلية و الآشورية المكتوبة باللغة المسمارية واعادة ترجمة النصوص اليونانية والرومانية من جديد. وقد تضمنت نصاً آشوريا من القرن السابع قبل الميلاد قد تُرجمَ بصورة خاطئة سنة 1920 - كما اكتشفت الباحثة - الأمر الذي قلل من قيمة و دقة ما جاء في بعض مقاطع النص المترجم وانحدر بها الى مستوى "الهراء المطلق".ـ
وقد دُهشت الباحثة لتجد أن المللك الاشوري سنحاريب يصف" قصراً لا مثيل له" و"أعجوبة لكل الناس"ـ
ويستمر الملك في وصفه لعملية صُنع لولبٍ كبير بطريقة مبتكرة لصهر البرونز ، واستخدامه لرفع المياه - وهو بذلك يسبق أرخميدس باربعة قرون باختراع ما يُعرف اليوم بلولب أرخميدس لرفع الماء.ـ
وتقول السيدة دالي ان الاشوريين استخدموا نظاما معقدا من القنوات المائية والسدود لجلب المياه المنسابة من الجبال التي تبعد 50 ميلا وايصالها الى قلعة نينوى وجنائنها المعلقة. وفي النص الاشوري جملة تشير الى أن الماء كان يُنقلُ  "طيلة اليوم".ـ

Picture
تشير الخارطة الى موقع الجنائن المعلقة: جنوب بغداد كما هو متعارف عليه ، و نينوى قرب الموصل كما يشير بحث البروفسورة دالي
وقد اكتشفت بعض التنقيبات الاثرية حديثا بقايا لممرات مائية كان واحد من أكبرها قرب نينوى ، مما دفع السيدة دالي للقول انها بدت للناظر من الجو و كأنها امتداد لطريق النقل السريع . كما  وُجد نقش مخطوط قرب الاثار يقول: "سـنحاريب ملك العالم ... وعبر مسافاتٍ واسعة، قمتُ بتوجيه الطرق المائية الى ضواحي نينوى ...".ـ
و بعد ان كانت الباحثة دالي قد تطرقت لنظريتها عام 1992، تقوم الآن بتقديم دلائل ضخمة في كتابها : "ســر جنائن بابل المعلقة" ، الذي قامت مطبعة جامعة أوكسفورد بنشره في 23-5-2013. و تتوقع الباحثة ان ينقسم العلماء الاكاديميون الى فريق مؤيد وآخر معارض. ولكن الدلائل التي توصلت اليها قد أقنعتها بأن حديقة و جنائن الملك سنحاريب  قد استوفت كل الشروط لتكون أعجوبة عالمية .. كما وصفها النص الاشوري بأنها : " رائعة في تصميمها , مذهلة في هندستها، و متألقة في فنها" .ـ.
تقول الباحثة دالي : إن الرأي بأن الجنائن المعلقة كانت قد أنشئت في بابل من قبل نبوخذنصر العظيم هو حقيقة تعلمناها في المدارس و نُشرت في الموسوعات ... مما يجعل فكرة تحدّي حقيقة مقبولة عالمياً كهذه أمرأ في قمة الغطرسة أو نوعاً من التحدي الاكاديمي... ، إلا ان علم الدراسات الآشورية علم جديد نسبياً ... والحقائق التي كانت يوما مثبتة قد تم الاستغناء عنها اليوم".ـ

قصر الملك سنحاريب ، حيث صُمِّمت المدرجات  في أرجائه من الاحجار شبه الثمينة .. وشُيِّد له مدخل رئيسي كبير تحرس أبوابه أُسود نحاسية ضخمة،  كان في قمة الروعة. واليوم تمكنت الباحثة دالي من ربط نصوص آشورية تكشف عن حديقة صُممت لتحاكي الطبيعة الجبلية. وتفاخرت الجنائن هذه بمدرجات واسعة وممرات رُفعت أعمدةٌ فخمة على جانبيها، تزينها الاشجار النادرة ، وتنساب الجداول المائية في أرجائها بموجها الهادئ.ـ
العجائب السبع مدونة في نصوص كلاسيكية كُتبت بعد قرون طويلة  تلت بناء الجنائن المعلقة، ولكن مؤرخ القرن الاول جوزيفيس كان المؤرخ الوحيد الذي نسب تصميم وبناء الجنائن الى الملك البابلي نبوخذنصر - كما قالت الباحثة دالي. وقد وجدت ارتباكاً كبيراً وخلطاً باسماء الاشخاص والأماكن في النصوص القديمة ، وبضمنه "كتاب جودث الانجيلي" الذي خلط بين اسمي الملِكين البابلي والاشوري.ـ
قليل من الحفريات قد تم  حديثا في نينوى - قرب مدينة الموصل في يومنا هذا
لأسباب تتعلق بالاوضاع الراهنة و خطورة اجراء اعمال تنقيب خلالها.ـ


_________________________________________________________



http://baretly.net/index.php?action=post;topic=33848.0;last_msg=72954
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة