مطلـوب عشائريا».. ظــاهــــــــرة تتجـــاوز علــى سيــادة القانون

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 07, 2012, 06:25:24 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مطلـوب عشائريا».. ظــاهــــــــرة تتجـــاوز علــى سيــادة القانون




بغداد – آمنة عبد العزيز
في صالون حلاقة رجالي حدث شجار بالكلام بين صاحب المحل وزبون انتهى بمقتل الأخير بعد أن وقع على الأرض مغشيا عليه، أهل القتيل لم يلجؤوا الى القانون في رفع دعوى قضائية بل مارسوا قانونهم الخاص بمطاردة كل من له علاقة بالقاتل حتى وإن لم يكن القتل عمدا، المحل تم اقتحامه وتحويله الى ركام وكتب على جدار الصالون (مطلوب عشائريا)، تاجر سيارات وصاحب معرض (.......) في حي المغرب، اختفى فجأة ليذهب الى جهة غير معروفة بعد أن أخذ مبلغاً كبيراً من الدولارات جميعها أموال الناس والمتعاملين معه، المتضررون تجمعوا أمام المعرض ورددوا أهازيج تتوعد صاحب المعرض وعشيرته ومنعوا أي شخص من الاقتراب من المعرض وبما فيهم الشرطة التي أرادت أن تتحفظ على ما موجود بداخله.
السيد رحيم (ش) قال: كنت أعرف أن ابن أخي له تعاملات مع بعض التجار في استيراد المواد الانشائية ثم طور عمله ليشمل مقاولات خاصة بشركات وأفراد أغرته المبالغ الكبيرة التي استحوذ عليها وهرب بها، وبدأت معاناتنا في التفاوض مع مجموعة عشائر تريد استرداد ما سرق منها، كنت أتمنى لو كنت بإحدى الدول الأوربية التي تتولى فيها السلطة القضائية العثور على المجرم وتضمينه المبالغ التي سرقها، وليس ما موجود عندنا يترك القانون ويطالب الأهل والعشيرة.
الباحث الاجتماعي سالم عامر تحدث عن ظاهرة الفصل العشائري قائلا: الحلول العشائرية لم تكن بالصورة التي هي عليها الآن من حيث قيمة المبالغ ونوعها والإجراءات التي تسبق عملية التفاوض، الواجب على المطلوب عشائريا أن يخضع لنتائج تفاوض شيوخ العشيرة ووجهائها وبالاتفاق مع الطرف الآخر، وغالبا ما تكون الحلول عقلانية وحكيمة تعيد الحياة الى طبيعتها بعيدا عن أية تجاوزات قد تلحق الضرر المادي أو الجسدي والنفسي للجانب الآخر، اما في وقتنا الحاضر فاختلف الأمر من خلال تصرفات ربما تكون غير مسؤولة للبعض من خلال التهديد والوعيد بكتابات توحي بالعنف أو استباحة الأرواح والأملاك ومن ثم يتشعب الموضوع ليصبح أكثر خطورة وأوسع حجما، ولذلك نؤكد دوما على أن يكون القانون هو الفصل في كل النزاعات حتى تختفي تلك المظاهر التي لم تعد تتلاءم وعصرنا الذي نعيش فيه.
السيدة مديحة لبيد 67 عاما لها وضعها الذي لا تحسد عليه بعد ان سرق زوج ابنتها التاجر مليارا ونصف من أموال تشغيل وهمية، وكما تقول: كان شابا طموحا ومحترما من قبل كل الناس لذلك ائتمنوه على أموالهم ولم أكن أتوقع منه أن يغادر داري وبصحبته ابنتي وولداه الى جهة لا أعلمها، كانت صدمتي كبيرة عندما داهمت قوة أمنية الدار تسأل عنه وأنا لا أعلم باي شيء لأقوله للشرطة وعشرات الأشخاص الذين هددوني بالمقاضاة العشائرية ومنعوني حتى من الخروج من باب الدار.

وصفة طبية
حسنين هلال صاحب صيدلية في بغداد قال: توقفت عن ممارسة عملي في صيدليتي وهجرت من داري بعد وفاة والدة أحد الزبائن متأثرة بارتفاع السكري بعد ان قمت بصرف ابر الانسولين حسب وصفة طبية جاءني بها ابنها، ثم عاد في اليوم الآخر ومعه مجموعة من الرجال وقاموا بتكسير الصيدلية وجميع الأدوية الموجودة فيها وأبرحوني ضربا وكدت أن أفقد حياتي لولا تدخل مفرزة الشرطة القريبة مني، ثم خطوا عبارة (مطلوب عشائريا) على باب الصيدلية وهي مغلقة منذ أكثر من ستة أشهر، وبعد ان تركت داري وذهبت لبيت أخي في منطقة اخرى عرفت أن داري هي الأخرى استبيحت من قبلهم، أحد الأصدقاء هاتفني وقال لي: يجب أن تختفي فهؤلاء الناس يقولون انك السبب بوفاة والدتهم المريضة بداء السكري والبالغة من العمر 77 عاما، وانا أتساءل؟ ما دخلي بوفاة والدتهم؟ هناك وصفة طبيب قمت بصرفها وهذا عملي، اما وفاتها فهذا أمر الله وليس لي دخل فيه، ولكن الأمر أوسع مما نتصور فكل من له مشكلة مع آخر أو ربما حاسد للرزق ممكن أن يكون جلادا يصدر الحكم كيفما يشاء وعلى من يشاء.

ظواهر فردية
السيدة أحلام الجابري مديرة المعهد القضائي قالت: القانون أساس البناء الإنساني والمجتمعي في العالم وفي المجتمعات النامية يكون وقع هذا التطبيق القانوني خاضعا لمعطيات أخرى، منها العشائرية والسلطة الفردية ومنطق القوة، وفي العراق كان هناك العديد من الظواهر الفردية التي لا يمكن تعميمها على مجتمعنا وتقاليدنا، منها ظاهرة الانتقام والأخذ بالحق الشخصي عن طريق منطق القوة وهذا العمل لا يدلل على وعي ومسؤولية، لذا لا بدّ من تشجيع روح المواطنة على احترام القانون واللجوء إليه لحل جميع الخلافات مهما كان حجمها كي يكون هناك دور قضائي يأخذ من له حق وتسير دفة الحياة بالشكل العادل بعيدا عن لغة العنف والقوة كي لا يتحول مجتمعنا الى صورة سلبية لشريعة الغاب وهي شرعنة لا تمت لروح العراقيين الساعين للعيش بتسامح وألفة وهذا ما يجب أن
يكون.

تصرفات غير مسؤولة
نائب رئيس لجنة العشائر النيابية محمد الصيهود قال: تفشت ظاهرة الكتابة على جدران البيوت والمحال التجارية عبارة (مطلوب عشائريا) لمجرد خلاف يحصل بين اثنين أو بين عائلتين وتعد هذه ظاهرة طارئة على مجتمعنا وعلى تقاليدنا العربية العراقية الأصيلة وهذا التصرف غير المسؤول يوقع الكثيرين في فخ الخلافات التي لا يمكن أن تحل بالقوة أو التهديد وانما بالطرق المعروفة اما من خلال القانون واخذ دوره بشكل كامل وان لا يكون هذا التصرف بمثابة إلغاء لدور الجهات الحكومية القانونية إضافة لهذا يجب ان يكون هناك دور لوجهاء العشائر والفصل العادل في قضايا يمكن أن تحل عن طريقهم، اما كتابة تلك العباراة هي حالة لا تنسجم وتطلعاتنا الواعية للتخلص من لغة القوة على حساب القانون ولا يجب في أي حال من الأحوال ان تكون العشائرية فوق القانون.


http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=23011
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

يجب ان يكون القانون هو الفيصل لا الفصل العشائري .. شكرا على مرورك استاذ عبد الأحد .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة