تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

«داعش» ظاهرة ملفقة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 08, 2014, 01:43:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

«داعش» ظاهرة ملفقة



نشرت صحيفة الاتحاد الاماراتية مقالا للكاتب طيب تيزيني اليوم الثلاثاء جاء فيه - تحوَّلت «داعش» و«حالش» و«النصرة» وغيرها في السنوات الثلاث الأخيرة إلى ظاهرة أيديولوجية سياسية ذات حضور في سياق الصراع المسلح في العالم العربي الإسلامي. وهي وإن كانت قد ظهرت كمجموعات مسلحة إلا أن استراتيجيتها تقوم على كونها تزعم السعي لتأسيس «دولة إسلامية» تجعل من «الخلافة» ركيزة سياسية دينية وتنظيمية، معلنة أن مهمتها تتمثل في إقامة مجتمع إسلامي على النمط الإسلامي الباكر، ومن ثم، فإن أنماط الدولة القائمة الآن في العالم العربي والإسلامي إن هي إلا كيان قائم على الكفر والضلالة، والضلالة إلى النار!

ويلاحظ أن الظاهرات الأيديولوجية المذكورة هنا، بوصفها نماذج للحركات الإسلامية التكفيرية، وجدت تنامياً جديداً في المرحلة التي بدأت مع «الربيع العربي» لأسباب عديدة وآخذة في التوسع، وذلك بقدر ما تعجز النظم العربية التقليدية عن الإجابة عن مشكلاتها ومعضلاتها المعلقة. وهذا الأمر الأخير هو أحد الأسباب الفاعلة المذكورة لـ«الحطام» الذي تعيشه تلك النظم، أي للعجز عن حلّ مشكلات الشباب والنساء والعلماء والعمال ومن تبقى في المجتمعات العربية، ويمكن أن تتضح معالم إخفاق حل مشكلات تلك الفئات بصورة أكثر وضوحاً وأكثر فظاعة وعنفاً، وذلك حين نضع في حسباننا ما يحدث ضمن العلاقات القائمة بين النظام الحاكم أو بين بعض النظم الحاكمة عربياً، وبين الشعوب العربية المعنية، وخصوصاً في إطار تلك المجموعات المذكورة والمتميزة بنشاطاتها المجتمعية والسياسية.

إن ذلك الإخفاق الذي تحدثنا عنه بين الفريقين، أي القائم بين بعض النظم والشعوب، يظهر حقاً إلى أي مدى اتسعت رقعة الفساد والاستبداد والإفساد في بعض المجتمعات العربية، بحيث راح أفق التحديث والتغيير -الديمقراطي يظهر أمراً خارج التحقق. ومن ثم ومن موقع ذينك المعطيين، العجز عن الإجابة عما يحدث من أسباب احتقان وتفكك في المجتمع العربي من طرف، وظهور أجهزة الاستبداد كعناصر حاضرة من طرف آخر. وبنظرة أولية تتضح أمامنا الإشكالية الثنائية المأتي عليها، ويظهر معنا حدّان اثنان لهذه الأخيرة، وهما القهر الاجتماعي والقصور المعرفي. وهذان قد يظهران بصيغة أخرى وبإضافة عنصر أو آخر، وبإضعاف الأول منهما أو الثاني. وقد جرى البحث في هذين العنصرين من باحثين وناقدين كثر، ونلاحظ أن هؤلاء أو فريقاً منهم قد توغل في المسألة، فلاحظ أن هيمنة نظم استبدادية متخلفة تحول دون تكوّن مجتمع بشري فاعل ومنفتح وينتج، خصوصاً إذا كان يسمح لمعاهد البحث والدراسة الدخول لمقاربة الموضوعات بحثاً وتدقيقاً ونشراً. وقد لوحظ أن جملة من النتائج جرى التوصل إليها من الجهود التي بذلها بعض الباحثين والمفكرين وتتمثل في العلاقة بين ثلاثي السياسي والاقتصادي والفكري. لقد أفصحت تلك العلاقة عن نتيجة باهرة تضبط أهمية هذا الثلاثي مجتمعاً من عناصره الثلاثة، وللكشف عن أهمية التأثيرات المتبادلة بينها، وقد لاحظنا إضافة إلى ذلك خطورة تلك التأثيرات بين العناصر الثلاثة.

وقد نضع يدنا على نقطة منهجية ذات ثقل ملحوظ في إطفاء الكثير من القنابل الموقوتة والعوائق المولدة للصراعات والتناحرات بين الأطراف المختلفة في وجهات النظر وفي تحويلها إلى مجال للاحتراب.

فحين ينظر إلى كأس الماء في نصفه ويقال بمقتضى ذلك: إن الحوار الديمقراطي يتأسس على فض المشكلات والالتباسات والاختلافات فيما بين أصحابها، ليبرز ذو الرأي الغالب الأوحد! إن الخطأ المنهجي في ذلك يكمن في الاعتقاد بأن طرفاً واحداً من أطراف الحوار هو الرابح، فيما يكون الآخرون خاسرين! فمطالبة بعض أطراف الصراع أو الاختلاف بالخروج من الحلبة ليس صحيحاً لأن كأس الماء نصف الملآن قد يفصح عن مفاجأة تتمثل في ضرورة الحفاظ عليه كما هو، ومساعدته في الوصول إلى ما لم يمل إليه بعد، ولكن بشرط أن يتم ذلك بطرق سلمية كذلك، وبتوافقات أولية مقبولة، بطرق سلمية، كذلك، بل وبتقديم المساعدة هنا أو هناك.

إن «داعش» هي ومثيلاتها لم تعش سوى لحظات الصراع العدائي. وحين تكون السلطة قد جاءت بطرق مشروعة وسلمية، تستطيع الزعم بأن دورها الاجتماعي ليس فقط في دورها الراهن المرتبط بما هو قائم، وإنتاج أدوار جديدة تتحدد في النزول إلى أرض الواقع ليس في سبيل مجابهتها بعيداً عن الدخول معها في حوارات يمكن أن تغير وجه الأرض، وخصوصاً أن النظام الأمني يتذكر أنه هو الذي غرس «داعش» وأمثاله في الأرض العراقية والسورية، وأنه قد راهن في ذلك على نتائج القول الملتبس: عليَّ وعلى أعدائي.

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2873087
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة