كنيسَةُ بابِلَ، وهِيَ مِثلُكُم مُختارَةٌ مِنَ اللهِ، تُسَلِّمُ علَيكُم.

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, أغسطس 19, 2021, 04:04:36 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحية و أحترام:

موضوع جديد يشغل بال المهتمين من القوميين الكلدان رغم قلتهم, فالكلدان عموماً لا يشغلون بالهم بهكذا أمور ومواضيع (ماكو من وراها خبزه!) ويهتمون بما يدر عليهم الخبز الحار (الطالع هسه من التنور)!, المهم وكما جاء في البيان الختامي للسينودس الكلداني التي أنتهت أعماله مؤخراً في 14 آب 2021 وخرج لنا بعدة أستنتاجات وتوصيات ومنها ما جاء في النقطة التاسعة من البيان وهذا نصها: (تسمية البطريركية، بعد المناقشة والتداول وافق الآباء بالإجماع على تبني تسمية "البطريركية الكلدانية" عوض بطريركية بابل على الكلدان، وعبَّروا بحماسة عن اعتزازهم بهويتهم الكلدانية.) وقد تناول البعض من الأخوة الكرام هذا الموضوع كل من وجهة نظره الخاصه سلباً أو أيجاباً مدعوماً بالأدلة التي تدعم نظريته, وهنا أحببت أن أشارك رؤيتي الخاصة لموضوع التسمية الجديد هذا وكل أصحاب الشأن الكرام أحرار بقبول هذا الكلام أو رفضه.

قبل البدء لا بد أن نعود قليلاً للوراء وبالتحديد الى تأريخ 17 مارس 2021 حيث نطالع مقال لغبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! تحت عنوان (تسمية الكرسي البطريركي للكلدان بين كرسي بابل وكرسي بغداد) ومن هنا نفهم أن فكرة تغير الاسم للبطريركية هو من بنات أفكار غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! حيث علل غبطته لماذا طرح هذه الفكرة وأقترح تغيير أسم البطريركية, بالطبع هنا طارح الفكرة ليس أي شخص عادي! بل هو راعي الكنيسة الكلدانية عموما وخليفة بطرس الرسول حاله حال كل الخلفاء الحاليين لبطرس الرسول من رعاة الكنائس بأختلافها!.

نقرأ في مقال غبطته من ضمن الاسباب التي دعته الى هذا الاقتراح هو ما يلي والكلام لغبطته: (هكذا، كما أرى، تاريخياً وعلمياً، سادت تسمية "بطريرك بابل على الكلدان" من دون وجه تاريخي أو كنسي. وكثيراً ما يسألني بعض الكرادلة وألاساقفة الغربيين عن معنى تسمية بطريرك الكلدان ببابل، فاقول لهم التسمية اُطلـِقت علينا بسبب الانتماء القومي وليس التقليد الكنسي المتوارث لكنيسة المشرق.)!!

بالطبع هنا غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! رجل ذو أطلاع ودارس للكتاب المقدس والكنيسة وتاريخها وأعلم مني كثيرا بالكثير من الامور التي تخص هذا الشأن لكن هذا لا يمنع أن نناقش كلامه أعلاه ونبدي الرأي فيه أو ننبهه على أمر ما فاته بهذا الشأن, وكي لا أطيل وجدت أن غبطته تناول الأمر من ناحية تأريخيه قوميه وتقليد كنسي بدليل قوله (من دون وجه تاريخي أو كنسي......اُطلـِقت علينا بسبب الانتماء القومي وليس التقليد الكنسي)!, وهنا أنا أريد لفت أنتباه غبطته والمطلعين الكرام وكل المهتمين بأمر التسمية الى ما يمكن أن يكون هو السبب الى أطلاق هذه التسمية على البطريركية الكلدانية وبدليل من الكتاب المقدس وعليه ساشارككم هذا النص من الكتاب المقدس عله يفسر الأمر خصوصا وأنه صادر عن فم الصخر الذي بنى عليه يسوع المسيح كنيسته! تعالوا معي نطالع هذا النص وبعدة ترجمات:
الترجمة المشتركة دار الكتاب المقدس
1بط 5-13 كنيسَةُ بابِلَ، وهِيَ مِثلُكُم مُختارَةٌ مِنَ اللهِ، تُسَلِّمُ علَيكُم. ويُسلِّمُ علَيكُم مَرقُسُ ابني.

ترجمة فاندايك
1بط 5-13 تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي.

الترجمة الكاثوليكية
1بط 5-13 تُسَلِّمُ علَيكم جَماعَةُ المُختارينَ الَّتي في بابِل، ومَرقُسُ ابْني.

الترجمة البولسية
1بط 5-13 تُسَلِّمُ عليكمُ ((الكنيسةُ)) المختارةُ التي في بابِل، ومَرقُسُ ابني.

ترجمة كتاب الحياة
1بط 5-13 وَمِنْ بَابِلَ، تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِلْكَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ مَعَكُمْ، وَكَذلِكَ مَرْقُسُ ابْنِي.

النص الإنكليزي
PE1 5-13 The church that is at Babylon, elected together with you, saluteth you; and so doth Marcus
my son.

New King James Version: 13 She who is in Babylon, elect together with you, greets you;
and so does Mark my son.


كما نرى هنا أن بطرس الرسول التلميذ الذي دعاه يسوع المسيح بالصخرة وقال له: (وأنا أقولُ لكَ: أنتَ صَخرٌ، وعلى هذا الصَّخرِ سأبني كَنيسَتي، وقوّاتُ الموتِ لنْ تَقوى علَيها.(متى 16-18)) نفسهُ هذا (الصخر) هو الذي أستخدم وأطلق هذه التسمية على كنيسة بابل أو جماعة بابل! وكلنا نعلم ما الكنيسه إلا عبارة عن جماعة من البشر المؤمنين وليس المقصود بها الحجارة المبنيه في حال كان لأحدهم أعتراض على كلمة جماعة! وعليه ومن هذا النص الكتابي الذي لا يعلو عليه أي نص كان أو تفسير أدعوا غبطتكم وكل أخوتكم المطارنة الاجلاء الى التفكير ملياً بالنص الكتابي أعلاه وأختيار التسمية المناسبة منه لكنيستنا وبطريركيتنا, خصوصاً وأن بطرس الرسول عندما أستخدم هذا المصطلح يومها لم يكن قومي كلداني ولا رجل سياسة ولا تهمه أمور الدنيا !بل كان كل همه يومها كنيسة المسيح.

كلمة أخيرة, أرجو أن لا تكون مسألة تغير تسمية البطريركية الكلدانية الغرض منه هو طلب مجد شخصي لفاعله!, كي يُسجل بعدها التأريخ أن البطريرك الجالس يومها سعيداً على سدة الحكم وكرسي البطريركية مار فلان أبن فلان هو من أقترح ووضع التسمية الجديدة!! فالتاريخ أحياناً لا يرحم خصوصا مع من يطلبون المجد الزائل.

تقبلوا تحياتي و أحترامي وكل المطلعين الكرام.

                                     ظافر شَنو

صليوا كريم

سيد يوسف
التاريخ لا يكتب باختيار كلمات متساقطة هنا وهناك، بل بمصادر وقرائن تاريخية، وهذا هو احد أسباب تخلف الكلدان الذين يضحكون على أنفسهم في موقع عينكاوا وغيره، وسبحان الله أصبح البطرك ساكو ومجمعه المقدس بالإجماع لا يفهمون التاريخ وقبل البطرك ساكو أيضا بطاركة اخرين فكل هؤلاء لا يفهمون بالتاريخ بل حفنة من القومجية الجهلة في موقع عينكاوا يفهمون التاريخ

يقول البطريرك الكلداني عمانوئيل دلي: عندما بدأ المرسلون والرحَّالة الغربيون يجوبون بلادنا ويطلعون أكثر فأكثر على تقاليدها وكنائسها وأصالة تراثها، كتبوا تقارير عما رأوا واطلعوا عليه من المعلومات التاريخية والدينية والجغرافية، وجاء في كتاباتهم الغث والسمين، فخلطوا الحابل بالنابل، وخبطوا بين الشمال بالجنوب، فقد أخطأوا عندما ظنوا أن بغداد، هي بابل، ولأن بابل قديمة ومشهورة في الكتاب المقدس وهي عاصمة الكلدان فقد تغلب الاسم قليلاً فقليلاً، فباشرت روما استناداً إلى التقارير التي تصلها والتي تحمل اسم الديار البابلية منذ نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر تُطلق على البطريرك اسم بطريرك بابل على الكلدان، وهذه الألقاب ناجمة برأينا عن قلة خبرة العاملين في الدوائر الرومانية آنذاك (المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ص144-145. وانظر للبطريرك دلي نفس المقال تقريباً، مجلة بين النهرين 1989م، ص21).

اولاً تاريخيا وعلمياً: لم تكن بابل موجودة زمن المسيح مطلقاً بل أصبحت أثراً بعد أن أسقطها الاسكندر المقدوني 331م ق.م.  وفي بداية القرن الثاني عشر الميلادي بنى صدقة بن منصور أمير إمارة بني مزيد مدينة الحلة بالقرب من أنقاض بابل.
 
إن المقصود ببابل هو مدينة روما لأنها كانت مثل بابل رمزاً للوثنية والفسق، وأم الزواني (رؤيا 17: 3–5)، فالكتاب المقدس استعمل اسم بابل رمزياً على روما، وكل التفسيرات المسيحية تُسَمِّي روما، بابل:
يقول مطران الكلدان سليمان الصائغ في، تاريخ الموصل، ج3 ص99. بخصوص رسالة بطرس الأولى (5: 13) التي ورد فيها اسم بابل: (تُسلِّم عليكم التي في بابل): غالبية المفسرون من لاتين ويونان يقولون أن الرسالة صدرت من روما الوثنية، باسم مستعار هو، بابل، التي عُرفت بأصنامها وآلهتها الكاذبة ورجاساتها كما وصفها سفر الرؤيا 17، 18.

يقول الأب يوسف حبي من كنيسة المشرق السريانية (الكلدانية حديثاً) في كتابه كنيسة المشرق، التاريخ، العقائد، الجغرافية الدينية، ص122، ومجلة بين النهرين الموصلية 1973م، ص59-78.: إن أمر رسالة بطرس وتبشيره لبابل، بعيد عما لدينا من معطيات تاريخية.

الأب ألبير أبونا من كنيسة المشرق السريانية (الاسم المزور بالكلدانية حديثاً)، يختصر الحقيقة في أقوال آباء كلدان كثيرين ويقول: أمَّا ما قيل عن القديس بطرس من أنه بشَّر البلاد البابلية، فناتج عن سوء فهم لما جاء في رسالته الأولى، حيث ظن الشرقيون أن القديس بطرس هنا يتكلم عن بابل العراق، وأنه تلمذ هذه البلاد حقاً، فراحوا ينسجون جملة قصص وأساطير مثل أسطورة كنيسة شمعون الصفا التي تزعم أن بطرس اجتاز يوماً مدينة الموصل وشفى صاحب معصرة في البيت الذي أُقيمت الكنيسة عليه، خاصة أنه تم اكتشاف مكبس للسمسم فيها سنة 1864م، ويتصل بالأسطورة تقاليد شفهية، ولهذا السبب لَقَّبتَ فئة من الشرقيين بطاركتها باسم شمعون (بطرس)، إلاَّ أن الوثائق التاريخية تُجمع على أن بطرس الرسول توجه من أنطاكية إلى الغرب مباشرةً، واستُشهد في روما، وبابل المذكورة في رسالته ليست سوى إشارة إلى العاصمة الرومانية التي وجَّه منها رسالته التي سَمَّاها الرسول كذلك (بابل) لأنها يومئذٍ كانت مركزاً لعبادة الأوثان والفواحش والموبقات شأن بابل الوثنية القديمة.(تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ج1 ص8، مستنداً على الآباء الكلدان، وأيضاً على الأب جان فييه الدومنيكي، الآثار المسيحية في الموصل، ص143. الذي بدوره يستند إلى مصادر أخرى منها البطريرك الكلداني جرجيس عبديشوع الخياط +1899م، "السريان الشرقيون، أعني الكلدان النساطرة"، وأولية أحبار روما 1870م، وغيره).


يقول الأب العلامة بولس الفغالي الكاثوليكي: في العهد الجديد إن بابل هو الاسم الرمزي لروما كما يرد في: (رسالة بطرس الأولى 5 :13، وسفر الرؤيا 14 :8، 16 :9، 17 :5، 18 :2، 10، 21) (المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم، ص227).

يقول معجم اللاهوت الكتابي الكاثوليكي عن بابل أي روما ص140-142: إن مدينة الشر ونموذج للوثنية المحكوم عليها بالخراب التي اتخذت وجه روما الإمبريالية منذ اضطهاد نيرون، التي يصفها الكتاب المقدس بالزانية السُكرى بدماء القديسين، وسارت برفقة التنين الشيطان، وسوف تسقط بابل وتندبها الشعوب التي تعادي الله، لكن السماء تفرح، ذلك هو المصير النهائي الذي ينتظر مدينة الشر التي تعادي الله والكنيسة.

يقول قاموس الكتاب المقدس، ص152: بابل المذكورة في (رؤ 14: 8 و16: 19 و17: 5 و18: 2 و21)، هو اسم رمزي يشير إلى روما، فقد أسهبت روما بابل في بذخها وفي امتداد إمبراطوريتها وفي زناها وفي اضطهادها لشعب الله، وقد قصد بذلك النطق بالدينونة وإيقاع القضاة على روما تحت اسم مستعار هو "بابل.

أمَّا دائرة المعارف الكتابية ج2 ص19، فتفرد فقرة بعنوان (المعنى الرمزي لمدينة بابل) وتقول: المقصود ببابل في كثير من نصوص العهد الجديد، هو روما، وهذا التفسير على الأقل يعود إلى عصر ترتليانوس، وأقرَّهُ القديس أوغسطينوس وجيروم، وقبلتهُ الكنيسة بصورة عامة، وتوصف (روما) أنها (بابل) في الأقوال السبليانية (5: 143)، والأرجح أن هذا الجزء يهودي من عصر مُبكر، ومقارنة روما مع بابل أمرٌ شائع في الكتابات الرؤوية اليهودية، مثل سفر أسدراس الثاني، ونبوءة باروخ الأبوكريفي، وتضيف: هناك حقائق مذهلة تؤيد أن روما هي المقصودة (ببابل).

أمَّا الأقباط فنتيجة لورود اسم مار مرقس في هذه الرسالة مع السيدة أولاً، ولعلاقة مرقس بالديار المصرية لأنه أتى إلى مصر سنة 62م تقريباً، وإن الرسالة كُتبت أثناء اضطهاد نيرون (54–68 م) ثانياً، ولعلاقة مار بطرس بمرقس حيث كان تلميذه وابنه الروحي ثالثاً، فالإسكندريون استنتجوا أن مار بطرس قد أتى لزيارة مرقس في مصر، وأن الرسالة كُتبت في قرية أسسها اللاجئون من بابل قرب القاهرة باسم بابليون، وكانت في وقت كتابة الرسالة معسكراً حربياً رومانياً لا تزال آثاره قائمة إلى اليوم، والسيدة ربما تكون زوجة مار بطرس لأنها كانت بنت عم والد مرقس، ويقول كليمانوس الإسكندري إنها كانت شخصية معروفة في الكنيسة الأولى وقد اصطحبها مار بطرس معه في رحلاته التبشيرية (1 كورنثوس 9: 5)، وإنها استشهدت أمام عيني بطرس حيث كان يشجعها بقوله "اذكري الرب".

بغض النظر عن الشرح أعلاه وبابل وروما..إلخ: لا علاقة للكلدان الحاليين ببابل والكلدان القدماء إنما هؤلاء سريان سمتهم روما زوراً كلداناً والاسم الكلداني الحالي مزور 

أخيراً: سلم لنا على أشقائك المتكلدنين في موقع عينكاوا مثل عبدالله مرقس وعبدالأحد سليمان ومايكل سبي وبيدوايد وصباح قيا وغيرهم وقل هم التاريخ لا يكتب بالعواطف بل بالوثائق، فعندما يقول البطرك ساكو أو غيره إن أول ارتباط لبطرك كنيسة الكلدان ببابل هو البطرك يوسف في القرن الثامن عشر ويوحنا هرمز سنة 1830م
الجواب عليه لا يكون بالهروب إلى الخلف وذكر خزعبلات وعواطف والتغني ببابل القديمة التي لا علاقة للكلدان الحاليين بها بل الجواب هو أن يقوم هؤلاء المكتكلدنين بالقول للبطرك ساكو وغيره: عفوا سيادة البطرك كلامك غير صحيح فالبطرك الفلاني سنة 600م أو 800م ..إلخ كان لقبه بطرك بابل والكلدان حسب المصدر الفلاني المكتوب في ذاك العصر