خمسة أيام عصيبة في سوريا/حسين باجي الغزي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 08, 2016, 11:06:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
    خمسة أيام عصيبة في سوريا   



برطلي . نت / بريد الموقع

    حسين باجي الغزي



    القسم الثاني/ طريق الخلاص
    في زيارتي للبنان وعند منطقة تل أبيض في «مدينة الشمس» بعلبك، شاهدت مخيما للاجئين السوريون ومعظمهم أتوا من حمص وحماه. وهم يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة وفي حالة مزرية من أنعدام الخدمات والرعاية الطبية ويشكون من عدم التواصل مع مندوبي المنظمات والجمعيات الانسانية وقلة الدعم الانساني .
    في أحدى الاستراحات ذهلت و أنا استمع الى محدثي (ابو فادي ) بان أكثر من سبعة ملايين سوري فروا من بلدهم منذ أن ابتدأت احداث العنف فيها من مجموع سكان سوريا البالغ23مليون نسمة أذ تشكل لبنان محطة اولية لهم اذ يبلغ عدد اللاجئين السوريين فيها مليوني لاجئ .وبالنسبة الى العديد من السوريين فإن الأربعين كيلومتراً التي تفصل بين دمشق والحدود اللبنانية هي طريق الخلاص والبوابة الوحيدة للخروج من هذا البلد الذي يدمره العنف.
    على الطريق من دمشق الى المصنع هناك ثلاثة حواجز عسكرية، ودفع الرشى أمر روتيني وعادي جدا حتى اني عنفت سائقنا (مسعد ) لكثر مايدفع من ليرات سورية في هذة الحواجز حيث يطلب جنود متعبون من سائقي السيارات الاوراق الثبوتية ويقومون بتفتيش السيارات من دون أي مظاهر للتوتر او القلق خصوصا بعد تحرير العديد من المناطق الي حررت وابعدت فيها مخاطر الارهاب ومنها تدمر. وفي ساعات الصباح الباكر تكون حركة المرور ضعيفة، ثم تزداد كثافة مع تقدم ساعات النهار، حيث يبدأ تدفق السوريين من لاجئين ورجال اعمال يقومون بزيارة عائلاتهم الموجودة في أمان في لبنان سالكين طريق الخلاص.
    تذكرنا طريق دمشق- بيروت بالزمن الذي كانت فيه سوريا محطة واعدة للمستثمرين من تركيا ومن دول الخليج الغنية لكن المتغيرات السياسية في المنطقة أخل باللحمة العربية وفكك عرى العلاقات الخليجية السورية والحق خسائر فادحة في مدخولات السياحة خصوصا وان الخليجيين كانوا يشكلون النسبة الاكبر في الدخول لسوريا .
    وبالنسبة للحكومة السورية فان المحافظة على الامن على هذه الطريق يشكل أولوية إستراتيجية وسياسية أذ يشكل بوابة مهمة وحيوية للتواصل مع الطيف العربي والدولي . وعلى هذه الطريق يبدو كأن سوريا لم يتغير، فصور الرئيس بشار الأسد ووالده حافظ مرفوعة بكل فخر وتنشر على التلال والروابي العالية وعلى يافطات الاعلان الكبيرة التي تمتد على طول الطريق .. وتحظى باهمية وباهتمام بالغين من الدوائر البلدية أذ شاهدت جوقه عمال بسلالمهم ة وادوات التنظيف وهم يغسلون جدارية كبيرة للرئيس بشار وهو يرفع يدة امام علم سوريا ذو النجمتين .
    لكن على بعد المئات من الكيلومترات من هذه الطريق يسيطر تنظيم داعش على عدد من المناطق الشمالية الشرقية من البلاد ويشكل معظلة كبرى للامن القومي السوري والعربي ويجعل منها منطقة ملتهبة وسط دعوات اممية لاحلال الامن والسلام في سوريا الجميلة .