حركة تجمع السريان في ذكراها العاشرة / باسم حبيب عطاالله

بدء بواسطة matoka, فبراير 13, 2014, 05:40:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

حركة تجمع السريان في ذكراها العاشرة







               باسم حبيب عطاالله

برطلي . نت / خاص للموقع

بعد التغيير الذي حصل في نيسان من عام 2003 وبداية عهد جديد في الوطن أخذت جميع القوى السياسية على عاتقها ممارسة العملية الديمقراطية في العراق الجديد ، وتأملت الناس خيراً  بعد المعاناة والتهميش التي عاشتها نتيجة الحروب والسياسات الخاطئة التي اتبعتها الأنظمة المتعاقبة ، وكون أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري جزء أصيل لا يتجزأ من الشعب العراقي ، فقد طاله من الظلم والحرمان والتهميش ما طال المكونات الأخرى .
وبعد تلك الأحداث استبشرنا خيراً بان الحق سيُعاد لأهله فالتف الجميع حول الحركات والأحزاب السياسية لأبناء شعبنا عسى ان تغير من الواقع نحو الأحسن ولو بنسبة محدودة فتم في تلك الفترة عقد المؤتمر العام لشعبنا من اجل الخروج بتسمية موحدة تكون الركيزة الأساسية للمطالبة بحقوق شعبنا التي افتقدناها لسنين طويلة فولدت التسمية المركبة آنذاك واعتُبرت السريانية لغة وثقافة متناسين بقصد أو بغيره ان السريان مكون من مكونات الشعب العراقي وهو جزء مهم لا يتجزأ من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، ومن هنا كان لا بد من تأسيس كيان سياسي يأخذ على عاتقه مهام المطالبة بالحقوق القومية السريانية أسوة بالآشوريين والكلدان ، فشرع الشهيد الراحل يشوع مجيد هداية مع أبناء جلدته بمجموعة من اللقاءات أثمرت عن تأسيس حركة تجمع السريان المستقل في بغديدا بتاريخ 15 كانون الثاني عام 2004 ، فكان ذلك بمثابة انجاز استثنائي للقائمين بعملية التأسيس نظراً للظروف الأمنية وحالة أللااستقرار التي شهدها الوطن .
وفي فترات تالية وتأكيداً على النهج القومي لحركة تجمع السريان ولإثبات وجودها في العملية السياسية استطاعت المنافسة في الدورتين الانتخابيتين التي جرت عام 2005 ورغم عدم حصولها على الأصوات التي تؤهلها للوصول إلى قبة البرلمان الا ان الأصوات التي حصلت عليها رغم حداثة تأسيسها فضلاً عن مخطط عدم وصول صناديق الاقتراع ومصادرة أصوات آلاف الناخبين من أبناء شعبنا جعلتها ضمن الحركات السياسية التي تمتلك قاعدة شعبية لا يستهان بها رغم صغر عمرها في السياسة قياساً ببعض تنظيمات شعبنا التي سبقتها بعشرات السنين .
وبعد استشهاد مهندس الحركة ومؤسسها يشوع مجيد هداية في 22 تشرين الثاني عام 2006 استمر عملها بهدوء حتى ظن البعض ان الحركة انتهت وأصبحت من الماضي ، وفعلا كانت مرحلة حرجة في تاريخ العراق فإنهيار الوضع الأمني واستمرار سلسلة الاستهدافات ضد أبناء شعبنا لتهجيره قسراً من أماكن تواجده في مختلف المحافظات  أدت إلى أن تمر الحركة بمرحلة صعبة جداً .
ورغم كل الظروف الصعبة تسنم الأخ أنور متي هداية رئاسة الحركة في 15 أيار2008 بعد ان أصبح المنصب شاغراً لمدة سنتين تقريباً حيث كان يدير الحركة آنذاك الدكتور ميخائيل عبدالله شميس وزملائه في قيادة الحركة ، وعند إقرار قانون الانتخابات عام 2008 شاركت الحركة في سباق انتخابات مجالس المحافظات فشكل ائتلاف بأسم قائمة عشتار الوطنية والتي استطاعت ان تحصد اغلب الأصوات وخاصة في محافظة نينوى .
وبعد تشكيل تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري عقب مجزرة كنيسة سيدة النجاة عام 2010 عملت الحركة مع بقية التنظيمات بكل قوة وتفانِ لإيمانها المطلق بضرورة العمل القومي الحقيقي المشترك وشاركت ضمن وفود تجمع التنظيمات السياسية التي طرحت معاناة شعبنا ومطالبه الدستورية على المستوى الوطني والإقليمي والمحافل الدولية لتكون عند العهد دائماً في خدمة قضايا أبناء شعبنا وعلى المستويات كافة.
وبعد عقد المؤتمر الأول للحركة عام 2011 واصلت الحركة نهجها بالتواصل مع جميع التنظيمات السياسية لشعبنا فعملت مع جميع القوى والأحزاب السياسية العاملة في المنطقة على وقف عملية التغيير الديموغرافي التي طالت بلدات شعبنا كافة وحاولت إيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة التي بدأت تهدد وجود المكون المسيحي في ارض العراق .
وبعد تحديد موعد انتخابات مجالس المحافظات قرر تجمع التنظيمات السياسية دخول الانتخابات في قائمة موحدة وذلك لترجمة أهدافه القومية التي انبثق من اجلها ، وتحقق ذلك لدى فوز القائمة بأغلبية الأصوات في محافظة بغداد ونينوى وحصلت على مقعد الكوتا الذي يُمثل أبناء شعبنا في مجالس تلك المحافظات .
وختاماً هناك سؤال قد يُطرح من قبل البعض ويتعلق بانجازات الحركة للفترة السابقة  ؟ وهل استطاعت ان تحقق الأهداف التي تأسست من اجلها أم لا ؟ وهنا لابد أن نرجع بالذاكرة إلى الوراء قليلا ونقول من كان يدافع عن حقوق السريان بغياب الحركة ؟ فبمجرد انبثاق الحركة أصبح للسريان حزباً سياسياً مؤثراً على المستويين الوطني والدولي مع إيماننا المطلق بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري .




باسم حبيب عطاالله
نشرت هذه المقالة في جريدة صدى السريان العدد 49





Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة