مشــــــاكسة صفعـــة ســـــــياسية / مال اللــه فـــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 04, 2016, 10:14:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  مشــــــاكسة
صفعـــة ســـــــياسية
     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
 
  مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



ربما يراها البعض صفعة سياسية (قويــــة)، وربما يراها آخرون(عنيفــة) وقد يفسرها بعض آخر، ببادرة سلبية لاتنم عن الثقة، تلك التي وجهتها الولايات المتحدة مؤخرا إلى حكومتنا بغطاء دبلوماسي بعد نحو اسبوع من اختتام اعمال مؤتمرالدول المانحة الذي ضيفته واشنطن في العشرين من تموز بولاية ميريلاند والذي تمخض عن جمع (مليــار ومائتــي مليــون دولار) لمساعدة  بلادنا في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجهها جراء تهاوي اسعار النفط من جهة، وشراهة غول الفساد الذي التهم اكثر من الف مليار دولار (وفــق مصـــدر فـــي النزاهــــ ة) من جهة اخرى.
فقد أعلنت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها(جــون كيربــي) ان (هــذه المســاعدات ســوف لـــن تســلم لا الــى الحكومـــة الاتحاديـــة فــي بغـــداد، ولا الـــى حكومــة إقليــم كوردســتان فــي أربيـــل، (رغــم ان حكومــة الاقليــم لاعلاقــة لهــا بالمؤتمــر لعـــدم مشــاركتها فــي اعمالـــه)، بـــل ســـتسلم الـــى الامـــم المتحـــدة، وســيتم توزيعهـــا مــن قبـــل وكـــالات الاغاثـــة والمنظمــات الانســانية).
هذه الصفعة الدبلوماسية، بدلالاتها الواضحة، تزامنت مع تأكيدات لعضو  لجنة النزاهة النيابية (عـــادل نـــوري)، أن نحو 1000 مليار دولار أهدرت بسبب الفساد في العراق بعد عام 2003، مبينا (ان هنــاك اكثـــر مــن 600 مليــار دولار ليــس لهــــا وصــولات ومبالــغ أخــرى ضــاعت فــي عقـــود فســاد وهميـــة ومشــاريع متلكئــة فيهــا خروقــــات ومخالفـــات) وان(الفســاد اســتشرى فــي الســلطات التشــريعية والتنفيذيــة والقضائيـــة)،  مؤكدا ان (احــدا لـــن يســتطيع إحصـــاء المبالــغ التـــي أهـــدرت جـــراء عمليـــات الفســاد منــذ تأســيس العمليــة السياســية بعـــد 2003 ).
وعلى الصعيد نفسه، كان رئيس الكتلة النيابية لائتلاف دولة القانون، علي الأديب، قد فجر مفاجأة مدوية في تصريح صحفي اكد فيه(ان أغلــب الكتــل الســياسية متورطــة بالفســـاد فــي العـــراق).
من جانبه، فجر ممثل ديالى في هيئة الحشد الشعبي، (عـــدي الخـــدران) هو الآخر، قنبلة تحذيرية خطيرة، كاشفا عن وجود عمليات فساد كبيرة في نقطة الصفرة الكمركية على الطريق بين بغداد – كركوك يسيطر عليها قادة امنيون وجهات متنفذة، وفيما بيّن أن المبالغ المتوقعة من النقطة تصل الى نحو 400 مليار دينار لم تتسلمها الحكومتان المحلية والاتحادية، اكد أن النقطة تؤجر في الساعة الواحدة بمبلغ 30 الف دولار، موضحا أن (الواردات اليومية لهذه النقطة تبلغ 200 مليون دينار  ولم تتسلم الحكومة المركزية او حكومة ديالى اي مبلغ مالي منها)،  وان (الكشف التخميني من وزارة التخطيط لهذه النقطة للربع الاول من عام 2016 بلغ385 مليار دينار، تكون حصة محافظة ديالى منه 13 مليار دينار وهذا المبلغ يكفي لبناء اكثر من 13 مدرسة بسعة 18 صف مع ملحقاته).
بيد أن الادهى والأمر، بل الاخطر والأشر، تأكيده أن (عمليات الفساد سهلت عملياعبور العناصر الارهابية، خاصه وان السيارة تعبر بدون تفتيش بمبلغ 1000 دولار مما يسهل عبور المواد المتفجرة من C4 وTNT)، وقد تم مؤخرا(عبور شحنة تحمل 6000 جهاز موبايل حديث من النقطة والتي كان من المقرر ان يكون مبلغ الكمرك المستحصل عنها يصل الى 500 مليون دينار لكن تم عبورها بمبلغ 1000 دولار من دون تفتيش)، مبينا أن (النقطة تم تأجيرها بـ200 ألف دولار شهريا لبعض موظفي الكمرك، فيما تؤجر بـ 30 الف دولار للساعة الواحدة).
في ضوء ما تقدم ، ولو افترضنا ان هذه النقطة الكمركية الحيوية تعمل عشر ساعات يوميا فان معدل مبالغ جبايتها سيكون (300000) ثلاثمائة الف دولار يوميا وهذا المبلغ يفوق بنسبة 50 % مقدار المبلغ الذي تتسلمه الجهات الحكومية المعنية من ايجارها الشهري، فإلى أي مسؤول، سواء عبر أبنائه أم اقاربه، تم ايجارها؟ بيد ان الامر والاخطر، هل من حق بعض الاغبياء في الجهات المعنية ان يتساءل بعد الآن عند وقوع كوارث المفخخات من أين عبرت وكيف جاءت؟ وكيف اخترقت هذه المفخخات نقاط السيطرات المختلفة؟ ان كان بامكان اي شاحنة اجتياز مثل هذه النقطة بدون تفتيش لقاء (1000) دولار فقط كما حدث لشاحنة الموبايلات التي أشار اليها (الخدران) والتي ربما تكون شحنة الموبايلات التي حملتها غطاء تمويهيا لشحنة متفجرات تحتها.
يبدو ان زواج البعض من المؤسسة السياسية بمواقع من مؤسسة الحكم في العراق والذي أنجب مولودا هجينا مصابا بشراهة مرضية وشهية فائقة وغير مسبوقة، لالتهام اي شيء وكل شيء، اسمه (الفساد)، لم يكن كما توقع وما زال يتوهم الكثيرون زواجا تقليديا يمكن ان تنفصم عراه، لكنه كان، وكما اثبتت الاحداث، زواجا كاثوليكيا غير قابل للطلاق او للانفصام او للانفصال،  حيث أنجب، وما يزال، اجيالا جديدة من الفساد بجينات متطورة تتيح لحاملها التهام اي شيء وكل شيء، بشراهة غير طبيعية وبسرعة قياسية،وهذا ما دعا واشنطن لتوجيه صفعتها الدبلوماسية التي أشرنا اليها، فهل سيدرك اولو الامر فحوى الرسالة ويبادرون إلى اجراءات حقيقية لاقتلاع الفساد من جذوره قبل ان يغرق بلادنا بالديون ويضعها في المزاد العلني؟ أم ان الاغطية والحصانات والمصالح السياسية ستلعب دورها كالعادة ليكتفي المعنيون باصطياد الاسماك الصغيرة وعدم الاقتراب من حيتان الفساد الكبيرة، تاركين البلاد تواصل انحدارها إلى مهاو خطيرة؟