المطب العراقي ومشروع قرار الكونكرس الامريكي القاضي بتسليح الكرد والسنة.

بدء بواسطة متي اسو, مايو 02, 2015, 01:54:49 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

المطب العراقي ومشروع قرار الكونكرس الامريكي القاضي بتسليح الكرد والسنة.

لا اعتقد أن المشروع المذكور هو لتشجيع الاكراد والسنة على الاستقلال بقدر ما هوضغط على الحكومة العراقية للدخول بشراكة حقيقية مع السنة لحكم البلاد بعيدا عن التأثيرات الايرانية .
لقد كان الموقف الامريكي واضحا منذ بداية سيطرة داعش في الموصل وهزيمة الجيش المخزية ، واصرار المالكي على ولاية ثالثة رغم الطريق المسدود التي وصلت اليه حكومته مع الاطراف السنية في العراق ... كان شرط الولايات المتحدة لمساعدة العراق عسكريا هو تشكيل حكومة متوازنة بأشراك حقيقي للسنة ( تضمن ذلك ابعاد المالكي لتنفيذ هذا المطلب ، وقد حدث ذلك فعلا ) .
لقد اعلن السفير الامريكي في بغداد بأن المشروع لا يمثل سياسة ادارة اوباما .. وإذا أُتخذ مثل هذا القرار فبإستطاعة السيد اوباما إبطاله بـ " الفيتو " الذي يحق له استعماله .
ان السيد مسعود البرزاني أذكى من ان يطالب بأستقلال الاكراد وهو يرى بأم عينيه المخاطر التي تحيط بكردستان العراق من تركيا وايران ودواعش سوريا .
سبق للسيد البرزاني وأن هدّد سابقا باجراء استفتاء شعبي لغرض الاستقلال ، لكنه في الحقيقة كان يناور من اجل مكاسب ومن اجل اجبار الحكومة العراقية ( الشيعية ) على الالتزام الذي وعدته به بعد موافقته على التحالف مع الاحزاب الشيعية لتشكيل الحكومة ... لكن التحالف ، رغم صموده لفترة ليست بالقصيرة ، انقلب الى ما يشبه العداوة وعدم الثقة بين الطرفين .
المشكلة الرئيسية التي تواجه وحدة العراق واستقلاله واستقراره تكمن في الاحزاب المتنفذة والتي لها جماهير واسعة تؤيدها في كلا الطرفين ، السني والشيعي .
المطب هو مطب عراقي اصيل لا ريب فيه .
لقد اثبتت الكثير من الاطراف السياسية السنية انها ليست جديرة بالثقة ، ولا يُؤتمن جانبها ، انها ترفض العيش تحت حكم الشيعة حتى لو كانت حكومة علمانية ، فكيف إن كانت مذهبية وايرانية الهوى ؟ ، في الحقيقة هي سعيدة بهذه الحجة ... هناك اطراف سنية تريد ان تعود الى الحكم بأي ثمن .. وهذا ما تعرفه الشيعة وما يعرفه معظم العراقيين ... فكيف الوثوق بها وهي تتحالف مع القاعدة ومع احزاب اسلامية ومع داعش اخيرا ؟ . ان ما اقترفته هذه الاحزاب بحق العراق والعراقيين جعل الجميع ينبذون فكرة وجود مثل هؤلاء في السلطة حتى ولو شراكة .. لأن ما اقترفه هؤلاء كان اكثر من خيانة .
المشكلة الموازية هي مع الطرف الشيعي واحزابه الطائفية ايضا ، فهذه الاحزاب جاءت بنَفَس الانتقام ، تشجّعها في ذلك حكومة ايران التي وجدت آذان صاغية لدى حكومة بغداد . هذه الاحزاب غير مستعدة للشراكة مع السنة ابدا ، ما تقبل به هو شراكة صورية فقط ، ولا تريد ان تفعل اكثر من ذلك ... ربما احدنا يقول : أليس من حقها ان تتخذ مثل هذا الموقف وهي تعلم ان في السنة اطراف كثيرة لا يمكن الوثوق بها ؟
هنا هو المطب ...
رغم هذا الاحساس الشيعي اتجاه السنة  ، يجب ان تعلم حكومة بغداد بأن لا خيار آ خرلديها غير اشراك السنة في الحكومة إشراكا حقيقيا رغم كل شيء .. لا مناص ولا بديل عن ذلك . الحكومة ( وهي مسؤولة اكثر من الجميع كونها حكومة ) عليها ايجاد الخيرين من السنة وتشجيعهم واشراكهم في السلطة ، فهناك من بين السنة اناس عرفوا معنى المواطنة الحقيقية بعد الويلات التي تعرضوا لها من الداخل السني ومن الحكومة نفسها ... فإن كان بمقدور امريكا ( وهي المحتلة ) ان تتحالف مع اطراف من السنة وانشاء صحوات وقتال القاعدة ، فكيف لا يستطيع اخوانهم الشيعة ، وهم مواطنين مثلهم ، الاتفاق معهم وزرع الثقة ووضع نهاية للأحداث المأساوية التي تؤججها احزاب ذات توجهات نفعية حقيرة ؟ .. ماذا فعلت حكومة المالكي بعد خروج امريكا ؟  نبذ الصحوات والعودة الى اساليب عدم الثقة المتبادلة والاصرار على تهميش السنة ... ماذا كانت النتيجة ؟؟...
هذه رسالة للحكومة العراقية ، وهي : مهما كان الموقف الاجمالي للسنة ... لا خيار إلا بايجاد حل وتحقيق شراكة وطنية فعلية . من كانت تهمّه فعلا مصلحة الوطن يستطيع ان يفعل ذلك .