تأملات شهر قلب يسوع اليوم التاسع عشر

بدء بواسطة matoka, يونيو 21, 2014, 08:10:21 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

تأملات شهر قلب يسوع
اليوم التاسع عشر



لا قيمة للحب بلا ألم
في مشهد ذكر الانجيلي الرابع بعض تفاصيله نسمع يسوع يقول : (( الان نفسي مضطربة , فماذا اقول ؟ يا ابت نجني من هذه الساعة , وما اتيت الا لهذه الساعة )) ( يوحنا 12 : 27 ) تكاد هذه الايات تعكس ما كان يجيش في نفس يسوع عشية موته وهو في بستان الزيتون . فمن جهة الالم العميق ومن جهة الحب لاخوته البشر والطاعة لارادة الاب . ان يسوع احس بكل تأكيد باشمئزاز من الالم عندما وجد نفسه وحيدا في بستان الزيتون يتقاذفه الخوف والضيق , واذا به يناجي الاب (( ... فلتبعد عني هذه الكأس )) ( متى 26 : 39 ) ورغم رغبته التخلص من رهبة تلك الساعة لكنه يستعيد رباطة جأشه ليقول (( ما اتيت الا لتلك الساعة )) فلا يتراجع , ويشرب كأس الالم بارادته حتى الثمالة .
على الجلجلة انطلقت صرخة متحدية : (( ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب )) ولا يزال صداها يتردد عبر الزمان والمكان , لاننا لا نفهم ولا نستطيع ان نعطي جوابا شافيا لعدم تدخل الله لايقاف الالم , حتى يسوع ذاق الالم . الالم تحدى البشرية منذ ان وجدت وقد قبل يسوع التحدي , فحمل الالم على ذاته وجعله واسطة للخلاص (( لان حبة الحنطة ان لم تقع في الارض وتمت , تبقى وحدها , وان هي ماتت اتت بثمر كثير )) ( يو 12 : 24 ) فهذا نظام الحياة اذ يتحد المنا بالم المسيح بحيث نقدر ان نقول ان المسيح يتالم في الانسان والانسان يتالم في المسيح فيكتسب الالم عندئذ قيمة روحية , ولنعلم ان لا طريق الى مجد القيامة الاَّ عن طريق الجلجلة اي الالم .




خبر

كان للقديس فرنسيس الاسيزي راهب يدعى الاخ لاون اتخذه رفيق اسفاره . فذات شتاء كانا في طريقهما الى الدير فقال القديس لرفيقه : (( ليت الاخوة الرهبان يكونون للعالم قدوة صالحة , ولكن اعلم مع ذلك ايها العزيز ان ليس في ذلك الفرح الكامل )) . وبعد خطوات عاد الاب المؤسس فقال : (( ايها الاخ لاون اذا طرد اخوتنا الرهبان الشياطين , واطلقوا السنة البكم , واقاموا الموتى فليس في ذلك الفرح التام )) ولم يعلق الاخ لاون , وبعد مسافة اخرى سمع الاب القديس يقول : (( ايها الاخ لاون : اذا عرف الاخوة جميع الالسن والعلوم واعطوا موهبة النبوة وتمييز القلوب فليس في ذلك الفرح الكامل )) .
وبقي الراهب البسيط صامتا احتراما للاب القديس الذي اكمل موضوعه حتى احتار الراهب المسكين فصرخ اخيرا : (( اسألك بالله ان تقول لي يا ابت على اي شيء يقوم اذا الفرح الكامل )) ؟ وكم كانت دهشته عندما اجابه القديس : (( اذا وصلنا الدير مبلولين وجامدين من البرد وجائعين , ولم يتعرف علينا البواب فيطردنا شر طرد ويتركنا الليل كله على الباب واحتملنا هذه الاهانة بسلام وصبر مفتكرين باننا نشترك بالم يسوع فاعتقد ايها الاخ لاون ان في هذا يقوم الفرح الحقيقي اذ لا قيمة للحب بلا الم .




اكرام
لنتحمل بلطف نقائص القريب حبا بيسوع

نافذة
يا قلبا جريحا بالحربة اضرمنا بنار المحبة





Matty AL Mache