( لو طك روحك .. ما أسجنك) / عبدالاحد قلو

بدء بواسطة matoka, فبراير 02, 2012, 10:24:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

  ( لو طك روحك .. ما أسجنك)



عبدالاحد قلو

قبل فترة قصيرة استلمت بريدا الكترونيا مع صور موضحة فيها احد السجون في بلجيكا وفيها فتاة في غرفة انفرادية مجهزة بالكومبيوتر وجهاز هاتف وسرير نظيف وشباك مطل على الطبيعة وباقي المستلزمات التي يحتاجها الانسان حتى وان ارادت املاء رغبتها الجنسية ومع من تريد . وكان هنالك تعليق (سوّي مكسورة وروح للسجن وكلشي بلاش).

هكذا وقرأت ايضا قصة اخرى من العراق ويقال انها حقيقية في زمان حكم الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء في حينها والتي فحواها ان الباشا المرحوم  الذي كان يذهب صباحا الى مكتبه باكرا، ليكون اول الداخلين اليه في مبنى الوزراء. وفي طريق موكبه كان هنالك عامل يشوي الكباب وكلما مرّ موكب الباشا البسيط يعترضه ويصرخ بأعلى صوته شاتما ولاعنا للباشا، ولكن الباشا لم يكن يعره اهتماما واصبحت تتكرر هذه الحالة وكل يوم تقريبا. وفي احد هذه الايام طلب الباشا من احد مساعديه ان يتحرى عن هذا الشخص الذي يشتمه يوميا ان كان لديه معتقل او مظلومية ما. عاد مساعده ليخبر الباشا ان هذا العامل رجل بسيط ليست له خلفية سياسية وليست لديه مشكلة.  فأمر بأحظاره وسأله الباشا: لماذا تعترض طريقي وتشتمني كل صباح ؟ فأجابه العامل: سيادة الباشا، ان يوميتي 250 فلس وانا صاحب عائلة وبهذا المبلغ لااستطيع ان ادّخر لأتزوج ، وسمعت بأن السجين السياسي تصرف له الحكومة  400 فلس يوميا مع مأكله ومشربه، فقلت عند شتمي لسيادتكم راح تسجني ياباشا وأجمعلي كم فلس وكاعد مرتاح لاهم ولاغم. ضحك الباشا وأعطاه خمسة دنانير (كان لها وزن في حينها) من جيبه الخاص وأخبره بأنه لايمكنه سجنه واطلق سبيله بعدها! ولكن هذا الكبابجي استمر  بالشتم الى ان في احد الايام صاح الباشا عليه ( بعد فتحه لشباك السيارة )  ضاحكا وقال له ( لو طك روحك ما اسجنك. ها..ها ). 
         
وقيل ايضا انه في احد الايام من حكم نوري السعيد، بأن الجماهير خرجت غاضبة ولكن بصورة سلمية محتجة على الحكومة لرفعها سعر الخبز بفلس واحد عن سعره، وما كان من الحكومة الا ان تعيده بعدها ودون اراقة دماء او سجن احد المعارضين.هكذا كانت الديمقراطية التي كانت سائدة في بلدنا وقبل اكثر من ستين سنة وتحت استعمار الانكليز، ولكن ماذا كان مصير هذا الباشا المرحوم نوري السعيد ؟ جرّه وسحسلته في الشوارع واعدامه دون محاكمة تذكر كحيوان سيق  للذبح من قبل جمهرة من الناس الذين انهوا الديمقراطية الرصينة الفعلية في حينها ولم يعرفوا ما خبأ لهم ولأحفادهم المستقبل الذي تعاقبت بعدها المؤمرات والانقلابات العسكرية والحكومات الديكتاتورية والطغيان الى ان رجعنا ثانية الى الديمقراطية، ولكن اية ديمقراطية نشهدها في ايامنا هذه يااخوان ؟ في خضم  هذه المناوشات والاتهامات  للكتل الكبيرة المتناحرة وغياب الامن لكثرة عمليات القتل وعصابات النهب والخطف والسلب. حتى وصل الحال الى اتهام بعض الكتل السياسية بتبنيها لتلك العمليات وببعض قادتها وكما هو الحال مع الحكومة التي تعتقل وتدين الاطراف الاخرى، والضحايا هم من ابناء الشعب الذين يذهبون تحت اقدام  الصماخات  والعكل والعمامات فوق رؤوس فارغة بعضهم يحملون الشهادات العليا التي اتتهم من جامعات وهمية ليس لها مكان او زمان وعلى الانترنت منحت للذين لم يحصلوا على الاعدادية ايضا، واضعين امام اسمائهم القاب لايستحقونها، بحيث طغوا على حاملي الشهادات الاصيلة ومن جامعات معروفة. ولكن من يستطيع التفريق بمستحقيها من غيرهم، ان كان القادة انفسهم لايميزون همهم البقاء في السلطة وزج المعارضين في دهاليز السجون ولكن اية سجون؟  يقال بأنهم يجمعونهم بعضهم على بعض وفي غرفة صغيرة مصممة لفرد او اثنين وهم عشرات لامأكلهم مأكل ولامشربهم مشرب وو.. الخ . كل ذلك وانهم يحكمون بأسم الديمقراطية لأنهم منتخبون ولكن ليست كل ديمقراطية هي نفسها التي ذكرناها في المقدمة اعلاه من الدول المتنورة حتى ان البعض يتمنى ان يقضي وقتا في سجونهم وكما وصفناها اعلاه ، ولكن واقع حالنا غير ذلك فالذي تطأ قدماه عتبة السجن ينسى حتى اسمه ولا من سميع او مجيب. عدا الذي يسعفه الحظ ليتم احالته للمحاكمة وتحت رحمة القضاء ولانستطيع الجزم بأنه نزيه لكونه مسيّس لحساب الكتلة الحاكمة. المشكلة برمتها تكمن في قيمة الانسان الذي اصبح رخيصا مع رخص البنزين في بلدنا. ونحن بأنتظار رفع قيمة الانسان التي نعرف انها عظيمة مهما كان هذا الانسان من جنس، لأنه مخلوق على صورة الله  العاقل والمسيطر والخالد  في هذه الدنيا والآخرة.  ( ياعراقي.. يمتى يجيك الفرج؟ ) .
                                                                             

وصل الينا عبر بريد الموقع
Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة