تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

علاوي.. ضد علاوي

بدء بواسطة jerjesyousif, فبراير 24, 2020, 08:39:15 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

علاوي.. ضد علاوي
18-02-2020-رووداو - اربيل   
معد فياض
كان، وما يزال أياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف الوطنية، أول وأكثر الغاضبين والمعترضين على تكليف ابن عمه محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة، وفي أول ردة فعل من أياد علاوي على إعلان تكليف محمد علاوي، قال الأول: "لن نكون شاهد زور ولن نقبل بمرشح يملى به من خارج العراق"، في إشارة واضحة منه إلى إيران .مضيفاً أن "طريقة تكليف محمد علاوي غير صحيحة"، وأشار إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء المكلف بأن "أسلوبه للوصول إلى رئاسة الوزراء خطأ".

وفي تغريدة لاحقة على حسابه في شبكة تويتر، كتب أياد علاوي: "المرشح لرئاسة الحكومة ينبغي أن يستمد شرعيته من دعم الشعب العراقي وليس دعم إيران".

هناك من يعتقد أن أياد علاوي غضب على، أو من، ابن عمه كونه نافسه في الترشيح لمنصب رئاسة الوزراء، وأنه كان يعمل ويأمل للحصول على هذا المنصب بعد أن خسره في العام 2010 عندما فاز ائتلافه في الانتخابات واغتصب نوري المالكي هذا الحق تحت شعار "ما ننطيها"، وأن هذه كانت فرصته الأخيرة لحكم العراق.

وهناك من كان يتوقع بالفعل أن يكلف برهم صالح، رئيس الجمهورية، أياد علاوي لتشكيل الحكومة ما لم ترشح ما تسمى بالكتل الكبيرة في البرلمان شخصاً تتوافق عليه، فكان محمد علاوي.

السؤال هو لماذا غضب أياد علاوي على محمد علاوي الذي لم يزاحمه بالترشيح؟ لنعد إلى البدايات، محمد علاوي معروف بنزاهته وهو غني مالياً ورجل أعمال ناجح في لندن واتجاهاته دينية بحتة ولم يقترب سابقاً من السياسة ودهاليزها، إذ لم نعرف عنه أنه شارك في مؤتمر للمعارضة العراقية، أو طالب بمنصب حتى جاء به ابن عمه، أياد علاوي، لينضم إلى ائتلافه ليكسب أصوات الاسلاميين الشيعة من جهة، وليكون (محمد علاوي) المفاوض مع رجال الدين والمرجعية لثقتهم به ولمعرفتهم بنزاهته وصدقه، وكان يقيم في منزل أياد في شارع الزيتون ببغداد، وصولاً إلى ترشيحه كوزير للاتصالات عن ائتلاف العراقية، وبذلك يعتبر أياد علاوي هو من زج بابن عمه في العملية السياسية وفتح أمامه أبوابها، وكان يتوقع منه أن يكون مخلصاً لكلمته، فعندما اشتد الخلاف بين علاوي والمالكي، من جهة، وبين وزير الاتصالات محمد علاوي ورئيس الحكومة نوري المالكي، أوعز، إن لم نقل أمر، أياد علاوي لابن عمه بالاستقالة كونه رئيس كتلته النيابية التي رشحته لهذا المنصب، وبالفعل استقال وترك العراق وعاد لبيته في حي اكتون في لندن.

لكن صلة القرابة، والاحترام الكبير الذي يكنه محمد علاوي لابن عمه أياد علاوي لم يقفا عائقاً أمام طموحاته السياسية حتى وإن جاءت هذه الطموحات بمثابة تفوق للتلميذ على أستاذه، وهي طموحات يعدها البعض مشروعة خاصة إذا قادته إلى أعلى منصب تنفيذي في البلد، ذلك أن رئاسة وزراء العراق منصب مهم ومهم جداً من حيث امتيازاته المعنوية والمادية، بل هو بمثابة دخول التاريخ مهما كانت النتائج سلبية أم إيجابية، ولا نعرف إن كان محمد علاوي قد سعى جاهداً لهذا المنصب أم هناك من سعى من أجله مقابل شروط ومصالح معينة، أو أن من رشحه وأصر عليه يريد أن يتحكم بأمور البلد من خلاله.

غضب أياد علاوي على ابن عمه، أيضاً، يأتي بسبب أن الثاني لم يستشر الأول، أي أن التلميذ لم يستشر أستاذه ويأخذ برأيه كونه يعرف أن ابن عمه الذي يكبره سناً وله مكانته المتميزة في العائلة، ويتمتع بتاريخ سياسي عريق، وله علاقات عربية وغربية واسعة يفتقر إليها محمد كما ينقصه الحضور، لن يوافق على هذا الترشيح، ليس لأنه سرق المنصب منه، بل لأنه استغل من قبل جهات حزبية وبدعم من إيران، حسب تصريحات أياد علاوي، فالمعروف أن أي رئيس وزراء يتم ترشيحه لا بد من أن يحصل على تأييد المرشد الأعلى الإيراني، وهناك تجربة أياد علاوي الذي اغتُصب حقه وحق ائتلافه عام 2010 بسبب عدم موافقة إيران على أن يكون رئيس وزراء العراق، كما حز في نفس أياد علاوي أن يتمرد تلميذه وابن عمه عليه. غير هذا وذاك، فإن أياد علاوي يدرك أكثر من غيره إمكانيات ابن عمه الإدارية والسياسية ومكامن ضعفه أكثر من قوته، ويعتقد بأنه لن يستطع تجاوز العقبات الكبيرة التي ستواجهه من أجل تشكيل الحكومة والخضوع لإملاءات بقية الكتل السياسية، وإذا ما تجاوز هذه العقبات فإنه سيواجه معضلات جبارة في إدارة بلد نخره، وما يزال، الفساد ووضعه الأمني تحت سيطرة الميلشيات الخارجة عن القانون والتي ولاؤها لإيران. كما يتطلب الوضع العراقي بناء علاقات خارجية متينة. لهذا، فإن الأوضاع في العراق تتطلب شخصاً قوياً يستطيع مواجهة مافيات السياسة في البلد.

الأهم من هذا كله الحصول على موافقة وقبول الشارع العراقي، وأعني ساحات الاعتصام التي أعلنت مقدماً رفضها لترشيح محمد علاوي لرئاسة الوزراء، وهذا الموضوع بحد ذاته معضلة كبيرة، فالمحتجون المرابطون بساحات الاعتصامات في بغداد وبقية مدن وسط وجنوب العراق منذ أكثر من أربعة أشهر، والذين ضحوا بأكثر من 700 شهيد وبما يقرب من 26 ألف جريح إضافة إلى 450 مختطفاً ومعتقلاً، لن يتنازلوا عن مطالبهم المشروعة في تغيير النظام ومحاربة الفساد، ولا عن شروطهم التي يجب أن تتوفر في المرشح لرئاسة الحكومة والتي لا تنطبق على العلاويين، أياد ومحمد، بالرغم من أن أياد علاوي لم يعلن عن رغبته في ترأس الحكومة، هذا ما معلن في الأقل.

وبعيداً عن غضب أياد علاوي على ابن عمه، السؤال هنا هو هل سيتمكن محمد علاوي من تشكيل الحكومة وفق شروط الشارع العراقي والأوضاع الراهنة؟ فالأسماء التي تسربت من قائمته حتى الآن لا تبشر بالخير، وتؤكد بأنه خضع لشروط وإملاءات الكتل والأحزاب السياسية، كما أن الأحزاب الكوردية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني خاصة، هدد بعدم المشاركة في هذه الحكومة كون علاوي لم يستشرهم في تشكيل هذه الحكومة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له أي علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية‬‬‬.
[/size]