لن ارحل كمسيحي من بلدي لان مسيحيتي ثقافتها اسلامية واين “العهدة العمرية”

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أبريل 04, 2016, 07:54:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

لن ارحل كمسيحي من بلدي لان مسيحيتي ثقافتها اسلامية واين "العهدة العمرية" يا اشقائي المسلمين؟


دكتور جمال سلسع
هل أحمل جذوري العربية على كتفي وأرحل عن دياري، لأن مسيحيتي ثقافتها عربية إسلامية؟ أين أحمل دموع "المثنى بن حرثة الشيباني" النصراني، قائد جيوش النصارى في دولة الغساسنة، الذي تخلّى عن الرومان النصارى، وسار مع " سعد بن ابي وقاّص"  بجيشه، وشارك في الفتوحات الإسلامية؟
كيف ألملم معلقاتي الشعرية العربية الإبداعية، عن حائط عروبتي الثقافية، وما زال "عمر بن كلثوم" يردد بحضارته العربية وجيشه الكبير قائلا:-
ملئنا البر حتى ضاق عنا... وماء البحر نملؤه سفينا
كيف أنزع عن جلدي ميراث أجدادي، وأترك هوائي الذي لا هواء غيره. ومدينتي التي في حاراتها طفولتي، وفي شوارعها رفاق مدرستي، ولما كبرنا نسجنا معا مواقفنا القومية العربية، ضد كل محتلّ ومستعمر، وعلّق على أعواد المشانق أجدادي في بلاد الشام على يد "جمال باشا" السفاّح من أجل حرية الأرض العربية؟
وما زال "أمرؤ القيس″ على حصانه يرسم الغد النبيل، وما زالت ثياب "عيسى العوام" مبللة بالرجولة والوفاء، تستظل جميعها تحت ظلال العهدة العمرية. فكيف أترجلّ عن حصاني في الموصل، وعن ثيابي في نينوى؟
ولماذا إذن لم يتحرك الدم العربي الإسلامي، لإيقاف اقتلاع جذوري العربية، تحت رايات منحرفة عن سماحة القرآن؟
"جبران خليل جبران" يشدّ شعر رأسه مندهشاً من واقع يخون مبادئ التاريخ والعيش المشترك، يحاول ان ينزع إبداعه العربي، الذي فجع به، لكن جذور أجداده تصدّه عن ذلك.
لماذا لم يقرأ الآخرون حضوري الوطني، عندما كانت راية الإسلام التي رفعها الأتراك، تدوس لواء الإسكندرون العربي، في حين كانت شوارع الشام بمسلميها ومسيحييها تخرج بمظاهرات لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ومن كنائس الشام وأجراس المشرق، بعد أن أقفل الأتراك كل جوامع الشام، لمنع التظاهرات ضد استلاب لواء الإسكندرون. حيث تحوّلت كل الكنائس الى جوامع، ووقف خطيب المسلمين في محراب المسيح يلقي خطبة الجمعة، وصعد المؤذن الى قبة الناقوس يرفع الآذان. فلماذا تغلق العيون أمام هذا التاريخ؟ ولماذا تصمّ الآذان عن صوت عروبة آت من أعماق التاريخ؟
هل أحرق كتبي وأشعاري وانتمائي فوق مذابح الإرهاب؟ الى أين أمضي وكل ذرة من تراب الأرض تشدني إليها، لأنها تعمدت بقصائدي ووفائي؟
هل سامحني الإحتلال الإسرائيلي لأنني مسيحي ولم يلق بي في سجونه، عندما قامت مدينتي بيت ساحور بعصيانها الضرائبي؟
ما زال دير الأقباط في مدينة القدس علامة عريقة في تاريخنا العربي القومي النضالي، عندما أهدى القائد "صلاح الدين الأيوبي" هذا الدير للأقباط تحية تقدير لمواقفهم البطولية مع إخوانهم المسيحيين العرب، ضد الحملات الصليبية. أين يا سيدي المواقف النبيلة التي تعودنا عليها من هيئة علماء المسلمين؟ أين صدق أقوالهم التي نشأنا عليها؟ وأين ملحمة وفائهم في الدفاع عن سماحة القرآن؟ لماذا ظهرت على حدود سوريا ولبنان في عرسال ، ولم تظهر في الموصل أو نينوى؟ هل تخلّى الجميع عن العهدة العمرية؟ أم أن الصمت أمام المجازر والمذابح هي لغة العصر؟ هل أصبح ملح الأرض المسيحي العربي مرّ المذاق في حلوق من يتنكرون للعروبة والإسلام العربي والتاريخ القومي؟ لماذا الإنحراف عن مبادئ القرآن؟ لماذا نخون الأرض العربية الإسلامية تحت شعارات خادعة؟ من يقود هذا الخداع، ومن يدمّر النسيج القومي العربي الذي التحفنا به على مرّ السنين؟
"جبرا ابراهيم جبرا" الأديب الكبير، ما زالت أشعاره النازفة على مذابح دير ياسين، وعيونه باكية على المسيحيين العرب في الموصل ونينوى وغيرها، تستصرخ الضمير الإنساني ولا تصدق ما تراه. " وكمال ناصر" القائد الفلسطيني والشاعر المبدع، الذي شكلّ أشعاره باستحضارات تراثه المسيحي، من أجل تجسيد مواقفه الوطنية العربية القومية، يفرك اليوم عينيه في ذهول لا يصّدق، وتاريخه النازف بين يديه، يرثي أمته العربية الإسلامية.
آهٍ ... وألف آهٍ...على حكمة "أبي بكر الصديق" وعلى عدل "عمر بن الخطاب" وعلى رؤية  "علي بن ابي طالب" وعلى شعرة "معاوية"، لماذا يشوّهون اليوم هذا التاريخ المجيد، ويلبسون عباءة الخلافة الرشيدة، وهم بعيدون عن سماحتها ووداعتها وحكمتها؟
يا الله... ويا الله...ألا يوجد في أمتي العربية من يوقف نزيف تاريخنا واقتلاع جذورنا؟ وما زالت أجرس المشرق تنزف الآه... وتبكي فوق دماء الآذان في غزة هاشم؟

http://www.raialyoum.com/?p=137976
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

متي اسو

نعم ياسيدي ، إنها اناشيد طالما دغدغتنا جمال كلماتها وحلاوة ترديدها .. عاش المسيحيون يحلمون ويتشبّثون بشعارات حالمة لا طائل منها ، علُهم ينالوا المساواة في اوطان كانت يوما ما اوطانهم . بعد ان كبرنا إكشفنا بإن القومية العربية ماهي إلا الوجه الآخر للاسلام ، انظر ما حل بالاحزاب القومية التي أنشأها المسيحيون في سوريا ولبنان وستفهم .. لكن مهلا ...
أليست الثقافة العربية الاسلامية هي التي كبّلت المسلمين انفسهم وقوقعتهم في صحاريهم ؟.. فكيف تُفيد غير المسلمين ؟
اتتحدثُ عن " العهدة العمرية " ؟؟... سوف لن ادخل في تفاصيلها المُذلّة ، لكني سوف اسأل : لماذا العهدة أصلا؟ لماذا العهدة لاقوام كانوا اصحاب الارض ؟ هل كانت لحمايتهم من " سماحة القرآن " ؟ .. يا لنا من قَراءون  لا نجيد إلا قراءة القليل الذي يعجبنا !!! سماحة القرآن يطال المسلمين انفسهم ، فكيف يكون الحال مع " الكفار " ؟
نعم ، اثبت المسيحيون إخلاصهم وبذلوا الدماء رخيصة في وقوفهم مع اخوانهم المسلمين في الدفاع عن اوطانهم ، أليس النجاشي المسيحي الحبشي هو الذي آوى المسلمين الاوائل الذين ارسلهم رسول الاسلام اليه لحمايتهم ؟ لكن المسلمون يتنكّرون كعادتهم ، والبعض الآن لا يستطيع ان يتحمل حتى فكرة حماية المسيحي لمسلم فيقول " ربما كان النجاشي قد أسلم " !!!!
باطلة هي كل الكلمات ، باطلة هي كل الاشعار ، ليذهب الى الجحيم كل الادب .. المسيحيون لم يتلقّوا سوى الغدر في هذه البلدان .. انظر الى قوانينهم ودساتيرهم الاسلامية وستفهم .. ولن اقول لك انظر الى ما يجري الآن !!!
أتتغنّى بـ " عمرو بن كلثوم " ؟ .. يا رجل ، كان بإمكانك اختيار آخرين أفضل بكثير ...
لماذا يريد عمرو بن كلثوم ان يملأ ماء البحر بالسفن ؟ ليغزو من ؟ .. أليس هو من قال في نفس القصيدة التي اشرت اليها : " و نـشـربُ إن وردنــا الـمــاء صـفــواً و يـشـربُ غـيـرُنـا كدراً وطـيـنـا .... إذا بـلــغ الـفـطـام منا رضيع تـخــرُ لهُ الجـبـابـرة سـاجـديـنـا " ؟؟ ... هذه هي عُصارة الثقافة العربية الاسلامية التي تحنّ اليها .
كفانا خداع انفسنا ، كفانا التعلّق بأوهام لا معنى لها ، لنكن مع العديد من المسلمين الطيبين اليوم الذين إمتلكوا الشجاعة  وأخذوا ينفضون غبار الاوهام التي نسجها التاريخ المزيف عن اجدادهم .
اسرائيل لا تفرّق ، في طغيانها ، بين مسلم ومسيحي ، نستطيع ان نفهم هذا من مُحتل ... لكن الذي لا نستطيع أن نفهمه هو  "اضطهاد المسلمين للمسيحيين في فلسطين " !!
سوف اسمح لنفسي ان اغيّر قليلا في قصيدة الشاعر ابراهيم اليازجي ، فأقول :
" تنبهوا واستفيقوا أيها المسيحيون , فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب " .