الموساد في العراق؟لماذا؟وكيف؟ماذا يفعلون؟متى جاءوا؟اين يتواجدون؟دورهم القذر..

بدء بواسطة amo falahe, سبتمبر 07, 2011, 07:46:39 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

amo falahe

 
الموساد في العراق
زبير سلطان*

هل كان هدف احتلال العراق خدمة للحركة الصهيونية؟

لم تخف الإدارة الأمريكية أن أولى أهداف غزو العراق واحتلاله كان المحافظة على "أمن إسرائيل"، فقبل أيام من الغزو كشف عن هذا الهدف مهندس الغزو الأمريكي على العراق، ورأس المتشددين اليمينيين في الإدارة الأمريكي اليهودي "ريتشارد بيرل" الملقب بـ "أمير الظلام"، في برنامج لـ"تيم روسيرت" والمعروف بـ (Meet the Press) والذي بثته شبكة NBC، في لقاء صحفي في 23 شباط 2003، وكان "بيرل" وقتها يشغل منصب رئيس مجلس تخطيط السياسة الدفاعية، والمستشار الأول للبنتاغون، ومؤسس "المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي".
سأل المذيع ريتشارد بيرل: "هل يمكنك طمأنة المشاهدين الأمريكيين في كل أنحاء البلاد بأن مواجهة صدام حسين وإزالته هو لمصالح الأمن القومي؟ وهل لهذا الموضوع علاقة بإسرائيل؟".
أجاب ريتشارد بيرل: "حسناً الجواب أولاً هو نعم، منا من يعتقد بأننا سنقوم بهذا العمل إذا لم ينزع صدام حسين أسلحته ـ وأنا أشك أن يفعل ذلك ـ وأنا أعتقد أنه ليس هناك من خطأ عندما تكون "إسرائيل" محاطة بدول غير ديمقراطية، وفي الحقيقة لو كان العالم كله ديمقراطياً، فسنعيش في نظام أمن عالمي أكثر أمناً، لأن الديمقراطيين لا يشنون الحروب!. (1)
كما أعلن السناتور الأمريكي / أرنست هولغنز / عن أن هدف الغزو هو "تأمين أمن إسرائيل"، حين قال أمام أعضاء الكونغرس في أيار 2004 "إن الهدف من احتلال العراق من أجل حماية إسرائيل وأمنها"، وأن الغزو الأمريكي تم تحت ضغط اللوبي اليهودي-الصهيوني، وقال: "لا أحد يرغب في الوقوف والتصريح بما يجري، وبالضغوط التي تحدث لمؤازرة إسرائيل وسياستها." (2).

لماذا العراق؟

- لأن العراق هو البلد العربي الذي وضع تحرير فلسطين أولى أهدافه منذ الثلاثينيات وحتى سقوطه.
- لأن العراق البلد القوي عسكرياً ومادياً الذي يؤثر في ساحة المعركة مع الكيان الصهيوني.
- لأن العراق البلد العربي الذي شارك في الصراع ضد الحركة الصهيونية واغتصابها لأرض فلسطين.
- إن العراق ـ وفق ما جاء في أساطير التوراة ـ ستنطلق منه الجيوش التي ستدمر الهيكل الثالث.
ـ هل احتلال العراق كان هدفاً استباقياً قبل أن يخوض الحرب الفاصلة مع الكيان الصهيوني؟.
ـ قادة عسكريون صهاينة أمريكيون في العراق؟
ولفهم الهدف الأمريكي من الغزو و"أمن إسرائيل"، لابد من ذكر بعض الوقائع التاريخية الموثقة، فنرى أن من قاد قوات الاحتلال الأمريكي للعراق كان الجنرال (تومي فرانكس) وهو يهودي متعصب، من عائلة يهودية روسية مهاجرة إلى الولايات المتحدة، وشغل قبل قيادته لقوات الغزو منصب قائد قوات المنطقة الوسطى.
من أهم ما قام به (فرانكس) في أثناء الاحتلال، تدمير القوة العراقية العسكرية التي كانت تشكل أهم تهديد عسكري للكيان الصهيوني، وتدمير كل المنشآت العسكرية التي بناها العراق عبر قرن من الزمن ونهبها، وأسهمت قواته في تغطية نهب متحف بغداد والمشاركة فيه، وتبين لكل العاملين في حقل التاريخ في العالم، أن أهم هدف لهذا النهب سرقة لوحة فنية أثرية تظهر اليهود في حالة الذل والهزيمة أمام الملك العراقي بختنصر. وقد كشفت مصادر استخباراتية غربية، أن هذه اللوحة نقلت مباشرة إلى الكيان الصهيوني. كما اعترف "رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي" في 3/7/2008 بأن بما يقارب (300) وثيقة تاريخية يهودية سرقت من المتاحف العراقية وصلت إلى الكيان الصهيوني بواسطة القادة العسكريين والمدنيين الأمريكيين.
ونذكر القارئ أن الذي قاد مجزرة الفلوجة، كان الجنرال الأمريكي اليهودي (ريتشارد أف ناتونسكي)، وهو صهيوني متعصب، ينتمي إلى عائلة يهودية مهاجرة من أوكرانيا، ونقلت وسائل الإعلام كيف أفرغ حقده على العراق ومقاومته بتدمير وحشي لمعظم أحياء الفلوجة ومساجدها وبشرها وحيواناتها ومزارعها، وهو القائل: "الفلوجة سرطان، المسلمون يستخدمون المساجد والمدارس ككمائن يهاجمون من خلالها جنود المارينز الأمريكيين".!

* الصهاينة في إدارة حكم العراق:

ولم يقتصر الوجود الصهيوني في القوات المسلحة المحتلة، بل امتد إلى الوزارات في العراق، كوزارات الدفاع والداخلية والنفط والخارجية والتجارة والمالية والتعليم والزراعة وغيرها. فهناك صهاينة يعملون مستشارين في الوزارات، ويحملون الجنسية الأمريكية مع الجنسية الصهيونية. ونذكر منهم:
- (ديفيد تومي) مستشاراً لوزارة المالية.
- (ديفيد لينش) مستشاراً لوزارة الزراعة والري.
- (تسموهي مارفي) مستشاراً لوزارة الصناعة.
- (دون بيري) مستشاراً لوزارة الرياضة والشباب.
- (دون إيردمان) مستشاراً لوزارة التعليم العالي.
- (شلومو معول) مستشاراً لوزارة الداخلية.
ويوجد عدد من المستشارين اليهود-الصهاينة في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية، كلفوا بإعداد مناهج دراسية وتربوية للعراق.
وأخضعت الوزارات العراقية كافة لرقابة شركة "ران" الأمريكية اليهودية، وأغلب عناصرها من "الموساد" والمخابرات الأمريكية.
يوجد العديد من المستشارين العسكريين صهاينة يعملون ضمن قيادة الاحتلال الأمريكي كما كشف مراسل صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في العراق.
ونشر موقع أمريكي مناهض للحرب في العراق (A WAR FOR ISREAL) مقالة قال فيه: "نحن انتخبنا بوش دمية صهيونية بمسيحي، فقام بوضع مجموعة من الجنرالات اليهود الصهاينة ممن ولاؤهم الأول لإسرائيل مسؤولين عن العراق، هؤلاء ساعدوا على تسرب عملاء الموساد داخل القوات الأمريكية، والإطلاع على المعلومات العسكرية".

تبنـي السياسة العسكرية الصهيونية في مواجهة المقاومة:
وتتبع قيادة الاحتلال الأمريكي الأساليب نفسها للقوات الصهيونية في قمعها للمقاومة الفلسطينية، سواء كانت من خلال مواجهة رجال المقاومة، أو الرفض الشعبي للاحتلال، فذكر تقرير أمريكي ما يلي: (بات من المؤكد وجود مستشارين عسكريين "إسرائيليين" يعملون مع قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وتفضل القيادة الأمريكية أن تبقي علاقاتها مع المستشارين "الإسرائيليين" سرية، ولكن الأمر تجاوز السرية، وأصبح معروفاً لدى الجميع تعاون قوات الاحتلال الأمريكي مع "الإسرائيليين"، لثقتها بأن تجربتهم في مواجهة المقاومين الفلسطينيين لا تقدر بثمن. وهناك اتصالات على أعلى المستويات بين جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) والمخابرات "الإسرائيلية". وقد تبنى الجيش الأمريكي الأساليب العسكرية "الإسرائيلية" ذاتها، وأخذ في إعادة تطبيقها في العراق. ومن ذلك لجوء القوات الأمريكية للتفتيش داخل الأزقة والحارات الضيقة والشوارع منزلاً منزلاً، للقبض على المشتبهين، وبالطريقة التي مارستها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في قرية (جنين) سنة 2000 وقتلت آنذاك عشرات المدنيين الأبرياء.
وقد أعيد هذا السيناريو ذاته في مدينة الفلوجة العراقية في نيسان 2004، مما أدى إلى مقتل (200) عراقي. واقتبس الأمريكيون أيضاً عن "الإسرائيليين" أسلوب استخدام الطائرات الحربية في قصف الأهداف المدنية وتدميرها، واستخدام القنابل الموجهة بالليزر من وزن (2.50) كيلوغراماً، والقيام بغارات انتقامية ضد مواقع للمقاومة، وكذلك استخدام الطائرات من دون طيار لمراقبة ملاجئ عناصر المقاومة، واستخدام المناظير المزودة بأجهزة تصوير، مع استخدام الحوامات (الهليوكوبتر) في الهجمات الليلية لتدمير منازل وأماكن يشتبه بأنها للمقاومة على شاكلة ما يفعله "الإسرائيليون" تماماً.
لقد أصبح استخدام الأمريكيين و"الإسرائيليين" للأسلحة الثقيلة ضد المقاومة عملاً معروفاً ومألوفاً في كل من العراق وفلسطين، على الرغم مما يسببه هذا القصف من وقوع ضحايا كبيرة في صفوف المدنيين، مما يشكل عامل تحريض لكل من الشعب في فلسطين والعراق لمقاومة الاحتلال). (3).
وكشفت صحيفة صهيونية "جيروزاليم بوست" عن التعاون العسكري الأمريكي الصهيوني في العراق من خلال تدريب عناصر من القوات الأمريكية لمواجهة المقاومة العراقية فكتبت: (هناك قوات أمريكية تتدرب حالياً على أساليب حرب المدن والعصابات في قاعدة "إسرائيلية"، وتلك القوات من العاملة في العراق). (4) وصرح الناطق باسم السفارة الأمريكية في "تل أبيب": "تنفي السفارة الأمريكية نفياً قاطعاً ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية، وكل ما في الأمر أن الولايات المتحدة تجري ما بين فترة وأخرى تدريبات مع إسرائيل."

ماذا يفعل الصهاينة و"الموساد" في العراق؟

تعمل في العراق ضمن شركات المرتزقة شركة صهيونية تدعى (DoD) تعيث فساداً في العراق، تعاقدت معها قيادة الاحتلال، ويقدر أعداد عناصرها بـ(20) ألفاً، وبيّن العقد أن مهام تلك الشركة تفكيك المتفجرات.
كشفت الأحداث أن هذه الشركة وراء تأجيج المشاعر الطائفية، فقد ألقي القبض على خمسة عشر من مرتزقة هذه الشركة في أيار 2005، وهم يقومون بزرع العبوات المفخخة في الطرق بهدف إشعال حرب طائفية بين العراقيين. (5)
وكشفت تقارير صحفية أن "الموساد" شارك في تعذيب الأسرى العراقيين داخل سجون الاحتلال والسلطة العميلة بغية جمع معلومات من المسؤولين العراقيين السابقين في الملفات الحساسة كافة في المنطقة، فتم استجواب رجال المخابرات العراقية السابقين ممن كانوا يعملون في دوائر الشؤون "الإسرائيلية"، بغية معرفة الأسرار التي يملكونها عن المنظمات الفلسطينية والعملاء في الداخل والخطط وغيرها، ومعرفة أسرار السلاح العراقي، وخاصة المشروع النووي العراقي والعاملين فيه من علماء وفنيين.
وذكرت المسؤولة السابقة عن سجن (أبو غريب) الجنرال المتقاعدة الأمريكية (جانيت كاربنسكي) في مقابلة لها في تموز 2004 مع راديو (BBC) بأنها التقت في سجن (أبو غريب) مع "إسرائيلي" يقوم بعمليات استجواب السجناء. وأعادت ذلك في مقابلة لها مع صحيفة (The Signal) بأنها صدمت بوجود محقق "إسرائيلي" في سجن (أبو غريب)، واعتبرته غير عادي.
وبينت بعض الوثائق أن "الموساد" كان وراء أخبار كاذبة للقوات الأمريكية عن وجود عناصر لمقاومة عراقية، حتى تقوم بضرب عشوائي لقرى وأحياء في المدن العراقية، ومثال على ذلك ما سمي بـ"عملية الماتادور" (مصارع الثيران) التي وقعت في أيار 2005، حين هاجمت القوات الأمريكية مدينة القائم العراقية التي تقع قرب الحدود السورية، واستمر الهجوم (11) يوماً، قتل فيه (125) عراقياً غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم تجد كما أوحت إليها "الموساد" "رجال القاعدة"، فكافة المعتقلين لم يكن لهم علاقة بتنظيم القاعدة، ولم يجدوا سوى كمية قليلة من الأسلحة، وراح ضحية هذه الأكذوبة العديد من القوات الأمريكية المهاجمة.
وكشفت الوثائق أن عناصر "الموساد" هم الذين وضعوا القنبلة الشهيرة في الطائرة المروحية لشركة (بلاك ووتر الأمنية)، واتهمت بها المقاومة العراقية. وهم الذين قاموا بقطع رؤوس السائقين الأمريكيين والمترجمين اليابانيين لتشويه صورة المقاومة العراقية لدى الرأي العام العالمي.
وتشير التقارير أن 80% من عمليات التفجير وحرق الأسواق والجامعات والمدارس والمراكز الحيوية، وتدمير المشاريع الخدمية، وشلل الاقتصاد العراقي، وانعدام الأمن، وتدمير المساجد ودور العبادة، وعمليات القتل والخطف والتهجير من صنع "الموساد" ومرتزقة الشركات الأمنية الصهيونية.

متى وُجِدَ الموساد في العراق؟

يعود وجود عناصر "الموساد" في الشمال العراقي إلى الستينيات من القرن الماضي، أيام الصراع بين النظم السياسية التي تولت السلطة في العراق وبعض تنظيمات الشمال، فاستغل الكيان الصهيوني الصراع الدموي ودخل الشمال العراقي.
وازداد عناصر "الموساد" في السنوات الأولى من تسعينيات القرن الماضي بعد انسحاب النظام السابق من الشمال لتحقيق عدة أهداف، ذكرها ضابط "الموساد" للصحفي الأمريكي المشهور (سيمور هيرش): "تدعم إسرائيل الأكراد دائماً بطريقة ميكافيلية لإيجاد توازن ضد صدام حسين.. إنها سياسة مبنية على الواقع ومتطلباته، فبالاصطفاف مع الأكراد، تكون لإسرائيل عيون وآذان في إيران والعراق وسورية". (6)
وكان أول مكتب وضع "للموساد" في شمال العراق في مدينة (أربيل)، ثم انتشر السرطان "الموسادي" في الشمال، إلى (دهوك) القريبة من الحدود التركية، ومن ثم إلى مدينة (السليمانية). ومع بداية الغزو الأمريكي تمدد السرطان الصهيوني إلى الموصل في قواعد قوات الاحتلال، ويستقر في (فندق السدير) المجاور للقصر الجمهوري في الموصل، وفي كركوك، كما دخل هذه المدينة النفطية العديد من الشركات النفطية الصهيونية بحماية مرتزقة صهاينة.

الشمال مركز الخطر الصهيوني:

كشفت العديد من الصحف الغربية بالصور ما تقوم به الشركتان الأمنيتان "الإسرائيليتان" (Introp) و( Colosseum) بتدريب مليشيات لاستخدامها للتصدي للمقاومة العراقية المناهضة للاحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق، وبنى مرتزقة الشركتين في الشمال العديد من المنشآت العسكرية لصالح المليشيات و"الموساد" الصهيوني.
كما كان للمرتزقة الصهاينة الدور الهام في التهيئة اللوجستية والأمنية والعسكرية لتدمير العراق واحتلاله من خلال وجودهم في الشمال منذ عام 1991، وبعد فرض الحظر الجوي على النظام العراقي بالاستطلاع الجوي لما يجري في الشمال، وفرض الحصار على العراق. ونقلت شركة (Tsahal) الصهيونية مرتزقتها من الضباط بعد الحظر الجوي إلى الشمال عن طريق مطار جيبوتي للتمويه، لإنشاء مواقع للمرتزقة الصهاينة لاحتلال العراق وتدميره. (9)
بعد استكمال الاحتلال الأمريكي للعراق عزز الصهاينة وجودهم العسكري في صيف عام 2004، في معسكرات البيش ـ مركة بإرسال مئات الع������كريين الصهاينة، حيث يقومون بتدريب عناصر لتكوين جيش كردي.
وقد أثار هذا الوجود الصهيوني في شمال العراق تركيا، مما دفع وزير خارجيتها السابق، ورئيس جمهوريتها الحالي عبد الله غول إلى أن يصرح في 26 حزيران 2004 للصحف قائلاً: "قامت تركيا بإبلاغ إسرائيل قلقها بشأن التقارير التي تحدثت عن تحركات إسرائيلية شمال العراق، وتؤكد أنقرة أنها لا تقبل بأي تحرك يؤدي إلى تجزئة العراق، لأن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة".
فهناك شعور تركي بالخطر من فصل الشمال العراقي لأنه سيشكل تهديداً للدولة التركية في حال إعلان الكيان الكردي، والطلب بضم جنوبها الشرقي الذي يضم غالبية كردية إليه.
وأكدت الحكومة التركية على وحدة أرض العراق على لسان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للصحيفة الإيرانية "همشهري" في الأول من آب 2004: "تؤكد تركيا موقفها بضرورة بقاء العراق موحداً، وهي تحذر من العواقب الوخيمة للتغلغل الإسرائيلي في شمال العراق، ولن تقف تركيا مكتوفة الأيدي تجاه هذا الخطر الذي سيخلق مشكلات جديدة في المنطقة".
ووفق المعلومات العراقية المقاومة، توجد اليوم مكاتب "الموساد" في شمال العراق برعاية حكومة كردستان في أبنية فخمة في مدينة (عقره)، وفي مصيف (جمجمال) وفي مصيف (سره رش) وهي مقر "رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني".
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في 12 حزيران 2004 مقالة لـ(سيمور هيرش) ذكر فيه: أن الأهداف "الإسرائيلية" من وجودها في المنطقة الشمالية، هي بناء قوة عسكرية كردية لتعويض قوة المليشيات المسلحة في العراق، ولخلق قاعدة في إيران للتجسس على المنشآت النووية". وبثت قناة (BBC 2( شريطاً عن مدربين "إسرائيليين" وهم يقومون بتدريب الجنود الأكراد. (7)
وذكرت تقارير صحفية أوربية نشرتها وكالات الأنباء في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2007 نقلاً عن المخابرات الفرنسية وجود (1200) عنصر من عملاء "الموساد" والمخابرات العسكرية الصهيونية منذ عام 2004 يقومون بتدريب عناصر (البيش مركة) لإدارة إقليم كردستان في مدينتي أربيل والسليمانية، ومن التدريبات الخطرة التي يدربها "الموساد" والمرتزقة الصهاينة، هو تدريب نوعي لبعض العناصر لكي يتحولوا إلى عملاء للكيان الصهيوني، يتم بعدها دسهم في التنظيمات العاملة في المنطقة، والتجسس على المحيط الإقليمي.
وذكرت مصادر عراقية أن من أخطر الأعمال التي تقوم بها مكاتب "الموساد"، تسهيل عودة اليهود الأكراد إلى الشمال، وقدرت المصادر أن خطة "الموساد" استيطان (200) ألف يهودي كردي في شمال العراق.

أين يوجد الصهاينة في العراق اليوم؟

بعد احتلال بغداد انتشر رجال الموساد وعملاؤه في بقية العراق، فكان أول مكتب "للموساد" في مطار بغداد الدولي.
كما اتخذت عناصر عسكرية صهيونية قدّر عددها بفرقة عسكرية مع معداتهم القتالية من (نادي الفارس) مقراً لها، وهو الموقع الرئاسي الكبير في حي العامرية القريب من المطار.
أما المقر السري "للموساد" فهو يطل على مدرج المطار، ويشرف على قاعة كبار الزوار.
وبعد عام على الاحتلال ازداد رجال "الموساد" حتى بلغ عددهم بحسب تقديرات صحفية بـ(2400) عنصر، وهو أكبر تجمع مخابراتي صهيوني في الخارج.
وبعد سنوات من الاحتلال امتد "الموساد" إلى داخل مدينة بغداد وحولها، وأصبح لهم عدة مقرات نذكر منها:
- (فندق الرشيد) وهو في قلب العاصمة العراقية مقابل قصر المؤتمرات ومقر البرلمان الجديد.
- (فندق بغداد( وسط العاصمة في شارع السعدون المطل على القصر الجمهوري.
- (فندق إيكال) الواقع في ساحة الواثق حي العلوية، اتخذ هذا الفندق مقراً مؤقتاً بعد الاحتلال مباشرة، وبعد اكتشافه من قِبَل المقاومة العراقية تركته عناصر "الموساد" خوفاً وبطلب من إدارة الفندق التي خشيت من تفجيره من قبل المقاومة.
- (فندق السدير نوفتيل) وما يحيط به من أبنية في وسط بغداد، وهذا الفندق والأبنية من أهم مراكز "الموساد" وإدارة الشركات الأمنية الصهيونية، ولحمايته من المقاومة العراقية التي هاجمته عدة مرات، تم تسوير المنطقة بسياج كونكريتي.
- (قصر دجلة الرئاسي) في المنطقة الخضراء فيه قيادة "الموساد" في العراق وشبه القنصلية الصهيونية العاملة في العراق بعد الاحتلال، وهذا القصر يقع مقابل مجمع القادسية المطل على شاطئ دجلة ،علماً أن في المنطقة الخضراء قيادة الاحتلال والحكومة وسفارة الاحتلال الأمريكية، والوزارات والدوائر الحساسة.
- ويوجد "الموساد" في بغداد في أحياء الحارثية والمنصور والجادرية بحراسة شديدة من قبل قوات المرتزقة.
- في حي الجادرية أرقى أحياء بغداد يوجد عناصر "الموساد" في مكاتب تتوزع في أكثر من زقاق من أزقة الحي المذكور القريب من المنطقة الخضراء، ومنها مسكن عبد حمود سكرتير الرئيس صدام حسين.
- تشغل عناصر "الموساد" جزءاً من نادي الصيد الواقع على ضفاف دجلة مقابل منطقة الدورة التابع للجنة الأولمبية، وتمتد مكاتب "الموساد" إلى منطقة عرصات الهندية موقع المساكن الرئاسية لمجلس الوزراء السابق.
أما خارج العاصمة فيوجد "الموساد" والمرتزقة الصهاينة:
- في معسكر الهضبة الغربية، فيه رجال "الموساد" مع ضباط وعساكر صهاينة، وبعض قيادات الشركات الأمنية الصهيونية، وقد كان هذا المعسكر من أكبر المعسكرات الجوية للجيش العراقي السابق، وهو محصن بسلسلة من التلال الطبيعية، ومحاط من الجنوب ببحيرة الحبانية، ويقع ضمن الهضبة أكبر مطار عسكري يستخدم لتحرك عناصر "الموساد" داخل العراق وخارجه بحرية مطلقة وفّرتها لهم قوات الاحتلال الأمريكي.
- معسكر السي سي يوجد في قاعدة الحبانية القديمة.
- كما يوجد "الموساد" مع قوات الاحتلال الأمريكي في قاعة عين الأسد و بعض القصور الرئاسية في الرمادي المطلة على شاطئ نهر الفرات.
- كما يوجد عناصر "الموساد" في قاعدة الوليد الجوية وقاعدة القادسية والبغدادي قرب الحدود السورية.
- ونقلت جريدة "الشاهد" المستقلة الأسبوعية عن افتتاح مكتب للجريدة الصهيونية "يديعوت احرنوت" في (فندق الحمراء) في حي الجادرية. (

القوات الصهيونية ودورها في تدمير العراق ومقاومته:
عاث "الموساد" وشركات المرتزقة والجنود والضباط النظاميون الصهاينة الذين يعملون في شركات المرتزقة الأمريكية في العراق أو ضمن الجيش الأمريكي المحتل فساداً في العراق من تخريب وتجسس وقتل وتدمير، ونهب للثروات العراقية النفطية والمالية والآثار، وإفساد الذمم، ونصب التفجيرات والمفخخات في المناطق المدنية لإثارة الصراع الطائفي، وشارك "الموساد" "فرق الموت" (الإيرانية) من أتباع المليشيات العراقية بقتل الزعماء الدينيين والعلماء من الطوائف العراقية، والقيام بتصفيات جسدية لعلماء الذرة والطيارين والنخب العلمية والأدبية العراقية من أطباء ومحامين وقادة عسكريين سابقين، بغية تدمير العقل العراقي، وتشويه صورة المقاومة الوطنية العراقية لدى الرأي العراقي والعالمي.
وتم استخدام الكوماندوز الصهيوني في الأعمال القتالية ضد المقاومين العراقيين المناهضين للاحتلال، وكتبت صحيفة "طهران تايمز" عن دور القوات الصهيونية الخاصة في قمع المقاومة: (لعب الكوماندوز "الإسرائيليون" دوراً فعالاً ضمن قوات الاحتلال في مهاجمة النجف، ومدينة الصدر، وتلعفر، والفلوجة، وبعض مناطق تكريت والرمادي وبعقوبة. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية نقلاً عن الصحف الصهيونية في الأرض المحتلة عن مشاركة عملية للقوات الصهيونية في المعارك الدائرة في العراق، ما بين المقاومة وقوات الاحتلال، حيث شارك (800) عسكري صهيوني بقيادة العقيد "الإسرائيلي" (يعال شارون) في معارك الفلوجة إلى جانب قوات الاحتلال ومرتزقة "شركة بلاك ووتر"(10).
وتناقل العراقيون ما كانوا يرونه من ممارسات قاتلة، حين كانت يشارك مرتزقة الشركات الصهيونية في قمع المقاومة العراقية مع قوات الاحتلال والمرتزقة، فكانوا يدخلون بقواتهم إلى المدن والقرى العراقية، وهم يظهرون "نجمة داود" على أذرعهم، ويرفعون العلم الصهيوني على مدرعاتهم، التي تداهم القرى والمدن في المناطق الغربية (الأنبار).
وكتبت الصحيفة الإيرانية: "مع ازدياد الحملات على العراقيين، أصبح وجود القوات الصهيونية ملموساً، واتسع نطاق عملياتها، فشاركت في العمليات العسكرية في تلعفر، وسامراء، والفلوجة".
وصرح ضابط من "الحرس الوطني العراقي"، لوكالة "مهر" الإيرانية، بأن حضور "الكوماندوز الإسرائيلي" قد زاد بعد مشاركة طيارين "إسرائيليين" مع قوات الاحتلال، وأضاف الضابط العراقي أن قوات الاحتلال الأمريكية تستفيد من خبرات أولئك الكوماندوز في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني".
وقال الضابط العراقي: "إن الكوماندوز الإسرائيلي اتخذوا مواقع لهم في مطار بغداد وجنوب الفلوجة، وفي اثنين من القصور الرئاسية، وتعرض أحدهما لهجوم بالقذائف". وأضافت الصحيفة الإيرانية: "طبقاً لتقارير مؤكدة، هنالك أكثر من (200) من القوات "الإسرائيلية" في العراق يرتدون اللباس العسكري الأمريكي، ويعملون تحت إمرة شبكة مخابراتية". (11)
وتحدثت تقارير صحفية عن النشاطات الواسعة للشركات والمنظمات الصهيونية في العراق، خاصة في شمال البلاد، وتحدثت التقارير عن محاولات الشركات الصهيونية شراء أراض عراقية بأسعار عالية، وأن الشركات الأمنية والتجارية "الإسرائيلية" حققت أرباحاً كبيرة في السوق العراقية، وأضافت أن "إسرائيل" تستعد لإدخال مجموعات أمنية متخصصة في المراكز العراقية الحساسة.
وتحدثت التقارير عن النشاط السري الخطير الذي تقوم به المخابرات الصهيونية "الموساد" في تفكيك العراق، وتدمير بناه المادية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حتى لا تقوم للعراق قائمة كما كان قبل الاحتلال. ونشرت تقارير عن النشاطات السرية "للموساد" في العراق بعد أن تم إعداد تقرير بلغ الأربعين صفحة أعدته "الموساد لرئيس الوزراء السابق آرييل شارون" عن الخطط الجهنمية التي يعدها "الموساد" للعراق. (12)
إن العراق الذي يئن من "الموساد" والمرتزقة الصهاينة الذين يعيثون فيه فساداً وتخريباً وتدميراً وقتلاً، يحتاج إلى مساندة كل الأمة العربية لإنقاذه من براثن الصهاينة، فالمقاومة العراقية من الجنوب إلى الشمال تتصدى لهذا الغزو السرطاني، ولكنها وحدها غير قادرة دون دعم كل أشقاء العراق لتخليصهم من هذا الوباء السرطاني.



المصادر:
1 ـ عبد الجبار ناصر ـ في الذكرى الخامسة للاحتلال ـ "شبكة البصرة" ـ 24 آذار 2007.
2 ـ مارك ويبر ـ مدير معهد Historical Review ـ موقع المعهد.
3 ـ صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ـ 1 آب 2004.
4 - صحيفة "جيروزاليم بوست" ـ فلسطين المحتلة ـ 18 / آب / 2004.
5 ـ عبد الجبار ناصر ـ في الذكرى الخامسة للاحتلال ـ "شبكة البصرة" ـ 24 آذار 2007.
6 ـ صحيفة "الغارديان" اللندنية ـ 12 حزيران 2004.
7 ـ صحيفة "الغارديان" ـ 12/6/2004 ـ المصدر السابق.
8 ـ موقع "مدونات" ـ التغلل الخطير للموساد في العراق.
9 ـ صحيفة "The Newsnight" ـ 19 أيلول 2006.
10 ـ صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية ـ 5 تشرين الأول 2004.
11 ـ المصدر السابق.
12 - موقع "شبكة البصرة" ـ 24/3/2007.
[/b]