طارق عزيز الكلداني الذي تلفع بعباءة العروبة

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, سبتمبر 04, 2011, 08:33:11 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

طارق عزيز الكلداني الذي تلفع بعباءة العروبة
وداد فاخر   
ليس من المعيب أن يكون المرء ابن قوميته واصله وفصله والذي يجب أن يفتخر ويعتز بذلك الأصل والفصل دوما، لكن أن يدعي بما ليس هو فيه فذلك هو بيت القصيد والسوءة الكبيرة التي تحيق بأي فرد ينسلخ عن قوميته، أو دينه أو وطنه، وهذا هو السبب الرئيسي الذي عابه الجميع على ( ميخائيل يوحنا ) الكلداني الكاثوليكي المولود سنة 1936 في بلدة ( تل كيف ) من أعمال الموصل، والذي استبدل اسمه الأصلي بعد ذلك وفق النهج والموجة العروبية في العام 1963 بعد مجئ حزب البعث للسلطة بالقطار الأمريكي يوم 8 شباط الأسود لـ ( طارق عزيز ) ، وركوبه موجة العروبة تحت مظلة حزب البعث الفاشي.
فقد وصل في العام 1942 مع عمه بعد وفاة والده لبغداد ليعيشا يتيمين من الأب هو وأخوه الآخر فوزي, وعائلته في غرفة استأجروها في ( عگد النصارى ) ليكمل دراسته في بغداد ويتخرج من دار المعلمين العالية القسم الانكليزي، بينما انشغل اخوه بالسكر والعربدة وعينه طارق موظفا في شركة اورزدي باك العام 1963 ثم وجد ميتا ومحترقا في غرفته وفي ظروف غامضة ايضا.
وقد كان طارق عزيز( يجاهد ) في سبيل ايجاد غطاء غير شرعي له بعيدا عن مسيحيته واصله الكلداني للظهور بمظهر العروبي القح المخلص للبعث العربي، لذلك وافق على عملية الختان وعمره 32 عاما وسط اهازيج بعثية رديئة العام 1963 في المستشفى الجمهوري ببغداد، ويسمي بعد ذلك تزلفا بالعرويين احد أبنائه باسم صدام وابنته باسم زينب ناهيكم عن ابنه البكر زياد احد حرامية بغداد السابقين والذي سجن بامر من صدام حسين لمدة 3 سنوات فقد كان مثل بقية ابناء البعثيين السابقين في استغلال العراقيين بالتجارة الغير مشروعة، والمقاولات والدواجن واثرى بشكل سريع وغير معقول, واتهم بالفساد والربح الغير المشروع وجرى سجنه لمدة (3) سنوات وقد اطلق سراحه من قبل صدام حسين  نفسه بعد ان أذل طارق عزيز.
وقد عمل طارق عزيز صحفيا أول أمر حزب البعث في السلطة وحاول أن يتقرب من أولي الأمر بشتى الطرق لكن عنصريا آخر هو عبد السلام عارف رئيس جمهورية البعث الأولى وحليف البعث آنذاك والذي كان أول من أسس لفرقة العراقيين شيعا وأحزابا وقف بوجهه لا لشئ سوى من الجانب العنصري لوحده لكونه مسيحي كلداني من غير العرب. ولم يعرف عن (طارق عزيز) إنه اعتقل أو تعرض للملاحقة هو وصنوه الآخر ( سعدون حمادي - عبد الزهرة لولاح حمادي )، فقد كانت كل الدلائل تشير إلى إن الرجلين ميخائيل وعبد الزهرة ينتميان لجهتين دوليتين متنفذتين في العالم، لذلك لم يطالهما أي اعتقال أو ملاحقة وكانت بيروت مأواها عند سقوط جمهورية البعث الأولى. فالأول وهو طارق عزيز كان عين المقر ( الأمريكي ) لدى قصر الرئاسة العراقي، والثاني سعدون حمادي هو عين المقر ( الإنكليزي )، لذلك كان ما أسرع أن تم إطلاق سراح سعدون حمادي وتركه يموت بسرطانه خارج العراق ويقبر هناك بعيدا عن فتح الملفات التي لا داع لها.
والمرشح الآخر للموت القريب هو طارق عزيز الذي يتطاول داخل المحكمة بقوة تاريخه وما قدمه من خدمات للأمريكان شخصيا إلى جانب ما قدمه العام 1966 نسيبه واخو زوجته منير روفا وهو ( منير جميل حبيب روفا "1934 - 2000" حيث كانت وفاته في إسرائيل. وهو جاسوس إسرائيلي من أصل عراقي تمكن في عام 1966 من الهروب بطائرة ميغ 21 تابعة للقوات الجوية العراقية إلى مطار إسرائيلي في عملية منظمة من قبل الموساد واشتهرت بعملية 007 ، أعتبر الموساد هذه العملية المخابراتية واحدة من أنجح عمليات الموساد، تمكنت المخابرات الإسرائيلية أيضا من تهريب جميع أفراد عائلة منير روفا من العراق إلى إسرائيل وقام الموساد بإعارة الطائرة المختطفة بصورة مؤقتة لوكالة المخابرات الأمريكية لغرض إجراء التحليلات الفنية والهندسية المتعلقة بنظريات الطيران والخاصة بتصميم الطائرة)، وهو ينحدر  من عائلة أصلها من الموصل قرية تلكيف، لأسرة فقيرة، وكان ترتيبه الثاني ضمن تسعة أبناء لموظف بسيط، عوقب بالطرد من وظيفته في وزارة الزراعة، والحبس لعدة أشهر بسبب تلقيه الرشاوى وقد كانت جانيت زوجة طارق عزيز وأخت منير روفا تزور العراق بعد ذلك عن طريق رحلات منظمة من قبل الموساد الإسرائيلي في خط (بغداد - لندن - تل أبيب وبالعكس) لزيارة عائلتها وخاصة أخوها منير روفا وعائلته ( الكريمة).
و طارق عزيز هو من ساعد في خروج زوجة منير روفا من العراق عن طريق "بعشيقة" بعد ان أخفاها هي وأولادها في بيت خاص ببعشيقة وبمساعدة دليل كردي اسمه "جمال مردان عثمان" وبمساعدة سائق السفارة الاميركية في بغداد وقتذاك المدعو "صليوة حنا صليوة" وهو من أقرباء طارق عزيز, تم نقل عائلة منير روفا من بيتهم في بغداد بسيارة السفارة الاميركية إلى منطقة "بعشيقة"! ,,من مقال لداود البصري وتجدونه على الرابط التالي والمنشور في صوت العراق كما فصل الحادث داود البصري على ذمته ومسؤوليته الخاصة,,
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=14000.
وينفي السيد صباح صادق في مقاله المنشور في موقع عينكاوا أي علاقة كما تردد بين عديل طارق عزيز ومنير روفا حيث يقول ( ليس لعديل طارق عزيز المرحوم فهمي روفا جعدان "وهو من تلكيف" أي علاقة بالطيار المدعو منير روفا "وهو من الجبل" الذي هرب بطائرة ميك روسيه إلى إسرائيل زمن الرئيس عبد السلام محمد عارف، وشغله روفا الذي كان بدرجة عضو شعبة في حزب البعث بدرجة مدير عام لشركة السمنت الوطنية ومناصب أخرى وصادف وجوده في انقلاب 8 شباط عام 1963 وعين في محافظة الناصرية القائد العام للحرس القومي. وفي إثناء تدريبات عسكرية للحزب لدغته حشرة برية أسفل عينيه وعبثا حاول علاج الورم في امريكا وبريطانيا ثم مات باصطدام سيارة غامض). لاحظ  من سير المقال إن منير روفا كان عضو قيادة شعبة في ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) !!!!!.   
وقد عين طارق عزيز بعد انقلاب البعث الثاني العام 1968 صحفيا في جريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث، ثم رئيس تحريرها، وبعد أن تم وبقدرة قادر (نقصد هنا الطرف الدولي الداعم لصدام ) تعيين صدام حسين في أعلى سلم المراتب في حزب البعث اثر المؤتمر القطري السادس (عضوا في القيادة القطرية و نائبا لما كان يسمى بمجلس قيادة الثورة المنحل)، فرض أيضا رفيقه الآخر المدعوم مثله أمريكيا كوزير للإعلام بدلا من الوزير عبد الله سلوم السامرائي، وفي غياب احمد حسن البكر رئيس الجمهورية آنذاك لمرض ألم به مما اثار غضب وحنق البكر يومها، ثم تدرج في المناصب الرسمية حتى وصل لأعلى منصب في الدولة كنائب لرئيس الوزراء، والمتحدث الوحيد في معظم الأوقات باسم القيادة البعثية مع الأطراف الدولية ، وخاصة إثناء احتلال الكويت.
وما يقوم به طارق عزيز إثناء المحاكمات من صولات وجولات وشتم ومفاخرة بكونه بعثيا، منذ أن جلب أول الأمر كشاهد فيها في قضية الدجيل التي كان ولي نعمته المتهم الرئيسي فيها، أو الآن إثناء محاكمته وسبعة من أقطاب النظام البائد بتهمة إعدام 42 تاجر عراقي يدل دلالة واضحة على إن هناك وعود عديدة قد قدمت له بعدم إعدامه، ويتهم كل طرف إعلامي أو سياسي طارق عزيز بتهمة معينة تبعد حبل المشنقة عن رقبته بعيدا.
فأطراف معينة تدعي انه قدم معلومات سرية مهمة للطرف الأمريكي ضد صدام حسين إثناء التحقيق معه لا يعرفها سوى هو وصدام حسين نفسه، لذلك فقد بصق - كما يقال - صدام حسين بوجه طارق عزيز واتهمه بالخيانة عند اقتياده للغرفة الواقعة داخل المحكمة الجنائية لانتظار المتهمين والشهود من رجال النظام السابق وكان بينهم طارق عزيز وعشرة ( رفاق ) آخرين. بينما تقول أخبار أخرى بأنه وكعين للمقر الأمريكي والدليل على ذلك حديث الرئيس بوش عندما سئل عن مصير صدام حسين وعما إذا كان حيا يرزق أم أنه قد قتل ؟‏! فقد (‏ أكد الرئيس الأمريكي أنه يعتقد أنه إما أن يكون قد لقي مصرعه أو أصيب إصابات بالغة في عملية القصف الجوي الذي قام بها الطيران الأمريكي في العشرين من مارس 200 ‏,‏ غير أن الرئيس الأمريكي لم يكتف بهذا التصريح إنما وجه تحية إلي الروح الشجاعة التي تعاونت مع وكالة المخابرات الأمريكية ومكنتها من تحديد مكان صدام حسين وقصفه بالقنابل‏) ، و(عندما سئل مرة أخري عما إذا كان هذا الجاسوس العراقي حيا أم أنه قد قتل‏‏ أشار بوش إلي أنه مازال علي قيد الحياة وحمد الرب علي هذا‏..‏).
أما صحيفة الأهرام المصرية فتشير إلى أن (‏هذا التصريح ربما هو الذي دفع بالعديد من المحللين السياسيين إلي الاعتقاد بأن هذا الجاسوس الأمريكي ليس سوي طارق عزيز وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس الوزراء العراقي السابق)، وما عزز هذا الاعتقاد اختفائه في بيت خالته وتسليم نفسه بعد ذلك طوعا ليلة 19 مارس 2003 عندما نقل تلفزيون (السي أن أن) عن الجيش الأمريكي نبـأ استسلام طارق عزيز وكان تسلسله رقم 12 الذي يقع بيد القوات الأمريكية من مسؤولي نظام صدام حسين، لثقته العالية بنفسه ووعود (أصدقائه) من خلال علاقته السابقة بمركز المقر الأمريكي، وهو ما يؤكد صحة رواية بصق وشتم صدام حسين في غرفة المحكمة الجنائية بعد مشاهدته طارق عزيز، كذلك فإن ثقة صدام حسين في ولاء طارق عزيز لم تكن بمنأى عن الشبهات ولعل هذا هو ما جعل رجال المخابرات العراقيين يضعون عائلته تحت التحفظ بعد فترة قصيرة من بدايات الحرب علي العراق كإجراء وقائي ضد أي محاولة من جانبه للاستسلام إلي قوات التحالف.
وتقول الصنداي تلغراف: ( يقول مسئول سابق بوكالة المخابرات الأمريكية وخبير في الشأن العراقي إن المعلومات التي مكنت قوات التحالف في بداية الحرب من قصف مخبأ يقال إن صدام حسين كان موجودا به لم يكن من الممكن أن تصل إلينا إلا عن طريق مسئول كبير في حجم ومكانة شخص مثل طارق عزيز شديد الصلة بدائرة صدام حسين). لذا فمن المهم أن يتحدث طارق عزيز الذي يعتبر مفتاح اللغز لحقيقة ما حدث في الليلة التي سبقت سقوط بغداد بهذه الطريقة الدراماتيكية وما صاحبها من تعتيم إعلامي بعد ضرب فندق فلسطين ومكتبي الجزيرة وقناة أبو ظبي‏.
وبالتأكيد فإن لدى المحققين الأمريكيين دلائل وحقائق كثيرة عن تلك الليلة وما صاحبها من أحداث أدت لسقوط سلطة البعث، وخاصة الاختفاء المفاجئ لكل القوت العسكرية والحرس الخاص والحرس الجمهوري وجيش القدس والجيش العراقي وكل القوى الأمنية التي لا حصر لها ولا عد بدخول دبابتين أمريكيتين فقط لساحة الفردوس عبر جسر الجمهورية من جانب الرصافة.
واتهمت السفيرة الأمريكية لدى العراق ما قبل غزو صدام للكويت ( ابريل غلاسبي) طارق عزيز في مقابلة لها مع جريدة الحياة اللندنية بأنه (يجب أن أضيف أن طارق عزيز مسؤول إلى درجة كبيرة جداً عن نصح صدام عند مغادرتي للبلاد، لأن السفيرين البريطاني والروسي كانا غادرا في اجازة، ولم يكن في بغداد أي من ديبلوماسيي الدول الكبرى، فمن الجدير بالاهتمام اننا كنا جميعاً خارج العراق عندما اجتاح الكويت)، وقد اثبت ذلك صدام حسين نفسه في أول اجتماع وزاري بعد الخروج المهين من الكويت، قال: لو كان لأحد الحق في أن يعاتبني، فهو الرفيق طارق عزيز، حيث نصحني، أنه بعد اجتياح الكويت أن أمضي قدما لاجتياح السعودية، وعندئذ سوف يصبح 60% من النفط العالمي بيدي، وحينها سنضع أمريكا تحت الأمر الواقع وهو الاعتراف بي سيدا مطلقا على المنطقة برمتها.
لذا فكل الدلائل التي بيدنا مضاف لها ما قدم نسيب طارق عزيز الجاسوس منير روفا الخدمة الكبيرة لأمريكا وإسرائيل بتقديم الهدية الكبرى وهي طائرة الميك 21 الروسية الصنع والتي كانت عصية على فهم كل من أمريكا وإسرائيل كطائرة قتال روسية الصنع، والتي جاء اسمها من اسم مصمميها (أرتم إيفانوفيتش ميكويان وميخائيل يوسفوفيتش جوريفيتش ) وسميت اختصارا ( ميك) من اسميهما. حيث تم معرفة كل دقائق صنعها وقابليتها على المناورة والطيران والقتال، وكانت احد أسباب هزيمة العرب العام 1967 في حرب حزيران، أو حرب الأيام الستة. فهل توافق أمريكا على إعدام طارق عزيز الذي قدم وعائلته خدمات جليلة للأمريكان مثله مثل صاحبه والمشكوك أيضا بأنه خان سيده صدام ، وكان صدام يريد أن يثني بالبصق عليه يومها بعد طارق عزيز كونه ضمن صف الواقفين مع (الرفاق) القياديين العشرة البعثيين لكن الحرس العراقي جروا صدام سريعا من القاعة وخلصوا وجه سلطان هاشم احمد من بصقه سيده السابق وقائده (الفذ) صدام حسين ؟؟!!.
http://www.zahrira.net/?p=4609
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير