ثانيا: واقع التعليم الابتدائي في العراق 1

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أغسطس 31, 2011, 08:34:21 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

بعد نشر واقع رياض الاطفال في العراق ننتقل الى:
ثانيا: واقع التعليم الابتدائي في العراق 1
اهمية الدراسة الابتدائية:
ينص الإعلان العالمي حول التربية للجميع على ما يلي: "إن المدرسة الابتدائية هي النظام التربوي الرئيسي الذي يوفّر التربية الأساسية للأطفال خارج نطاق الأسرة. ولذلك ينبغي تعميم التعليم الابتدائي وضمان تلبية حاجات التعلم الأساسية لكل الأطفال ومراعاة ثقافة المجتمع المحلي واحتياجاته والإمكانات التي يوفرها" (المادة 5). و"حاجات التعليم الأساسية" معرّفة في المادة 1 من الإعلان العالمي وفي حين أن التعليم الابتدائي ليس مرادفاً للتعليم الأساسي، فإن هناك تطابقاً وثيقاً بين الإثنين. وبهذا الخصوص، تؤيد اللجنة الموقف الذي اتخذته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف): "يُعد التعليم الابتدائي أهم عنصر من العناصر المكونة للتعليم الأساسي
وكما جاء في المادة 13(2)(أ)، فإن للتعليم الابتدائي خاصيتين مميزتين هما أنه "إلزامي" و"متاح مجاناً للجميع".

وينص الدستور العراقي في المادة رقم 29 / 1/ب ( تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة وترعى النشىء والشباب وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم .كذلك النقطة الثانية من نفس المادة ( للأولاد حق على والديهم في التربية والرعاية والتعليم)

تمثل المرحلة الابتدائية في جميع دول العالم قاعدة وبداية سلم التعليم، وكلما كانت القاعدة قوية وراسخة كلما كان البناء قوياً، وتمكن أهمية المرحلة في أنها البداية الحقيقية لعملية التنمية الشاملة لمدارك الطفل. ومع ذلك أن هذه المرحلة كانت تحتل المرتبة الثانية بعد المتوسطة والثانوية خلال الستينات، وسبب ذلك الاعتقاد بضعف العلاقة بين التعليم الابتدائي وخطط التنمية، ولبروز أهمية التعليم الابتدائي على قمة الأسبقيات وتغير النظرة له، تعالت الأصوات بين المختصين لإيجاد صيغة جديدة للتعليم الابتدائي هي صيغة التعليم الأساسي.
وتعرف وثيقة سياسة التعليم المرحلة الابتدائية بأنها" القاعدة التي يرتكز عليها إعداد الناشئين للمراحل التالية من حياتهم، وهي مرحلة عامة تشمل أبناء الأمة جميعاً الاتجاهات السليمة، والخبرات والمعلومات والمهارات" وهي الخطوة الاولى التي تمكن الطفل القيام بها للوصول إلى النجاح و من اهدافها:
1.   تزويده بالقدر المناسب من المعلومات في مختلف الموضوعات .
2.    تنمية المهارات الأساسية المختلفة وخاصة المهارة اللغوية، والمهارة العددية  والمهارات الحركية.
3.    تربية ذوقه البديعي، وتعهد نشاطه الابتكاري، وتنمية تقدير العمل اليدوي لديه.
4.    تنمية وعيه ليدرك ما عليه من واجبات وماله من الحقوق في حدود سنه وخصائص المرحلة التي يمر بها وغرس حبه لوطنه والإخلاص لاولياء امره. 
5.   توليد الرغبة في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح، وتدريبه علي الاستفادة من وقت فراغه.
6.   القضاء على الأمية في المجتمع.
7.   إعداد الطالب لما يلي هذه المرحلة من مراحل حياته.

حرصت الدول المتقدمة على تعميم التعليم الابتدائي، حيث بات من المسلمات أن التغيير والنمو يتحقق عبر التربية, لكن سقف التعليم الإلزامي يختلف من دولة إلى أخرى, فمنها من يدين بالإلزام لمدة 9 سنوات دراسية, وبعض أخر يكتفي بإلزامية تعليم أمدها 6 سنوات ( مدرسة ابتدائية ) كما هو الحال في العراق، وفقا لقانون التعليم الإلزامي رقم 118 لسنة 1976,والذي يشمل الفئة العمرية من( 6ـ11) سنة,والذي لا يزال ساري المفعول إلى اليوم.
يمثّل التعليم الابتدائي اللبنة الأولى للتعليم الصحيح كونها المرحلة التي تتشكّل فيها المكونات الأساسية لشخصية الطفل، بل تتأسس خلالها الملامح المستقبلية لشخصيته، وهي من أخصب أوقات التلقي والتأثير لديه، وهي المرحلة المثالية لغرس الخصال الجميلة فيه، في هذه المرحلة يتسم بها الطفل بالقدرة المذهلة على التلقي والاكتساب. وسيكون سلاحهم الأول ضد الأمية.
وهي الأساس لكل مراحل التعليم اللاحقة، وهي التي تعطي التلاميذ الثقة في مواصلة تعليمهم، بل التفوق في التعليم, وان يكون فرصة للعثور على عمل مناسبة لهم ويصبحون اعضاء نافعين في تطويرالمجتمع.
تغذية المناهج الدراسية في المراحل الابتدائية بالمبادئ والقيم القائمة على اساس حقوق الانسان والمجتمع المدني لان الطفل وكما يقول الفيلسوف الانكليزي لوك هو كالورقة البيضاء وممكن ان يثبت فيها أي شيء ومن هنا خطورة واهمية المنهج الذي ينشئ عليه الطفل وهذه التنشئة قد لا تكون يسيرة ولكنها مهمة وطنية وحضارية آنية ومستقبلية وهي جزء من مهمة استشراف المستقبل من قبل الهيئات والمؤسسات التربوية ذي الصلة بعالم الطفولة وتربية النشئ الجديد.

أن الصغار دائماً يحتاجون إلى الصبر والتحمل ومن هنا كان اهتمام التربويين والمسؤولين وحرصهم على أن يتولى التعليم في هذه المرحلة أناس ذوو خبرة وتجربة واسعة حتى يتمكنوا من غرس القيم الفاضلة، ويعطوا خلاصة تلك التجارب لأجيال الغد الواعدة، وبراعم المستقبل المأمول.
العصر الذي نعيشه عصر تطور تقني وتكنولوجي سريع التغير، عصر الحاسوب ونظم المعلومات، والاتصالات الفضائية، وهذا يتطلب منا التفكير جدياً في نوعية التعليم المناسب لهذا العصر الذي سيخرج له التلميذ، وهو يعيش فيه.

ان الأسرة هي البيئة الأولى التي ينشأ بها الطفل وينمو، وتعتبر المدرسة البيت الثاني للطفل ومعلميهم كأولياء امورهم فيها. وتختلف بيئة المدرسة عن بيئة الأسرة، فالأسرة جماعة أولية تحيط الطفل بالاهتمام والرعاية الزائدة، والتلبية السهلة للحاجات، والاعتماد على الوالدين في كثير من الأمور. فالعلاقات السائدة  في الأسرة تتميز بالمواجهة والعمق والاستمرار، أما المدرسة فهي جماعة ثانوية، العلاقات فيها ليست على الدرجة نفسها من العمق والحرارة والاستمرار الموجودة في الأسرة.
ان ارسال الأطفال الى تعليمهم الابتدائي هي المسؤولية الاساسية لاولياء امورهم. فإذا كانوا يهتمون بمستقبل اطفالهم فعليهم استخدام كل الوسائل لتقديم هذا الحق لأطفالهم.
ان التعاون بين المنزل والمدرسة أمر ضروري وحتمي، وهو السبيل إلى حل المشكلات أو الصعوبات التي تواجه الطالب, لا تتمكن المدرسة من تحقيق رسالتها والقيام بمهامها التربوية التعليمية دون تعاون الأسرة معها، ومتابعتها لما تقوم به المدرسة، ان المنزل والمدرسة يهتمان بمصلحة الطفل، ويحرصان على تقديم المفيد والنافع له، لذا واجب التعاون والتكامل بينهما لما فيه مصلحة التلميذ ومن فوائد العلاقة الجيدة بين المنزل والمدرسة:
1-   سير المدرسة والبيت في اتجاه واحد لتحقيق هدف واحد.
2-   تقدير الأسر لأهداف المدرسة وبرامجها، وبالتالي مساعدتها.
3-   تزويد أولياء الأمور بالإرشادات اللازمة لتقويم سلوك الطالب.
4-   تزويد المدرسة بالملاحظات حول سلوك الطالب للمساعدة في علاجها.

اعراض ظاهرة الخوف المرضي من المدرسة:
1 – البكاء والنحيب والتوسل إلى الأهل للبقاء في البيت .
2 – شكاوى جسمية  بدنية متنوعة مثل أوجاع الرأس (الصداع) آلام في المعدة أو في الأمعاء، عدم القدرة على الحركة وآلام في الساقين، الإسهال، الحمى، ونزلات البرد، فقدان الشهية للطعام، آلام في الحلق.
3 – شحوب الوجه واصفراره، نوبات من الغضب أو ما يدل على الغضب
4 – استعمال العنف أحيانا كرمي الدمى أو تحطيم أثاث البيت.
5 – الصمت وعدم القدرة على الكلام رغم أنه لا توجد لديه أية عيوب في النطق.

يتبع

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير