في الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الموصل وعواقبه!

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 10, 2015, 06:42:30 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

في الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الموصل وعواقبه!




كاظم حبيب


الباحث في فجيعة سقوط الموصل بأيدي التنظيم الإرهابي (داعش) سيجد نفسه أمام الكثير من العوامل الفاعلة والمؤثرة التي قادت إلى هذه العاقبة المريرة والمروعة. ولكن الباحث سيتحرى عن الأسباب الأساسية والرئيسية التي كانت وراء ما حصل للموصل، ثم لا يغفل بأي حال العوامل الثانوية التي لعبت دورها أيضاً في وقوع هذه الكارثة. فما هي الأسباب الجوهرية في نكبة الموصل؟
من كان متابعاً لسياسات الحكومة العراقية وإجراءاتها والمراقب المستمر للأحداث والأفعال وردود الأفعال والقارئ بإمعان تصريحات كبار المسؤولين وما كان ينشر خلال الأعوام التي حكم فيها نوري المالكي العراق، سيخرج بحصيلة مفادها ما يلي:
إن العامل المركزي في سقوط الموصل ومن ثم محافظة نينوى، وقبل ذاك الفلوجة، يتلخص في وجود نظام سياسي طائفي ومحاصصة طائفية، وقبل ذاك سياسات الاحتلال الأمريكي قادت إلى الصراعات بين القوى والأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية والسنية وانتقال ذلك إلى القاعدة الشعبية لهذه القوى وعلى صعيد العراق كله وتحولها إلى نزاعات سياسية وعسكرية بعد تخلف الحكم عن إيجاد الحلول لها.
والعامل المنبثق من رحم هذا النظام السياسي الطائفي يتلخص بدور نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية الاتحادية بين 2006- أغسطس/آب 2014، في ممارسة أبشع وأرعن وأنذل السياسات الطائفية المناهضة لأتباع المذهب السني التي عرفها العراق في تاريخه الحديث. وبالتالي استطاع هذا المالكي، إذ تركنا الصراع على رئاسة وحكومة الإقليم جانباً، شق وحدة الشعب العراقي وتمكن من حفر خندق واسع وعميق بين الشيعة والسنة العرب يصعب معالجته وتجاوزه خلال فترة غير قصيرة.
والمالكي الذي اعتمد سياسيات الكراهية والحقد والانتقام من السنة، باسم الشيعة زوراً (حين صرخ إن الصراع بين أصحاب الحسين وأتباع يزيد)، وكأن السنة هم قتلة الحسين بني علي بن أبي طالب، واستخدم العنف والسلاح والقسوة كأدوات في "كسر شوكة السنة!!" بالعراق ورفض الاستجابة لمجموعة من المطالب العادلة التي قدمت له وغامر بوحدة العراق شعباً ودولة، ووضع ضباطاً فاسدين وسيئين، وبعضهم الكثير طائفي بامتياز، على رأس القيادات العسكرية للوحدات العسكرية العاملة بالموصل لـ "كسر شوكة أهل الموصل السنة!"، حرث الأرض وهيأها لاجتياح داعش عملياً. وهنا لعبت سياسة الأخوين أسامة وأثيل النيجيفي الطائفية بامتياز المناهضة للمذهب الشيعي وأتباع هذا المذهب دورها البارز في إضعاف الجبهة الداخلية بالموصل والمساعدة في ما وقع فيها من اجتياح. إن هروب القوات المسلحة العراقية وتسليم كامل السلاح والعتاد والمعدات للعدو عملياً هو التعبير الصارخ لا عن وجود فساد وتخلف غالبية القيادات العسكرية بالموصل فحسب، بل وعن القرار الذي اُتخذ بانسحابهم أمام تلك العصابات الغازية.
إن هذه العوامل لا تنفي وجود عوامل أخرى وكذلك العوامل الخارجية التي لعبت دورها في هذا المجال مثل دور السعودية وتركيا وقطر وبعض الدول الخليجية الأخرى التي قدمت أكبر الدعم والتأييد والسلاح والمال وفتح الحدود أمام عبور الإرهابيين القتلة إلى العراق. كما أن الولايات المتحدة التي كرّست النظام السياسي الطائفي وكانت تراقب عملياً وعبر الأقمار الصناعية تحرك قوات داعش المجرمة صوب العراق، لم تفعل شيئاً رغم ارتباطها باتفاقية أمنية ذات طبيعة إستراتيجية في مواجهة من يهدد أمن العراق. وكانت الولايات المتحدة تعرف جيداً دور السعدية وتركيا وقطر وغيرها في دعم هذه القوى الإرهابية في صراعها ضد الدكتاتورية السورية وتسانده وتقدم الأسلحة لهذا الغرض، وكانت تعرف إن هذه القوى لا حدود لمشاريعها وأطماعها وهمجيتها في آن واحد, وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال أيضاً. ولكن تبقى المسؤولية الأولى لا في اندحار الجيش العراقي، فهو لم يحارب بالموصل أصلاً لكي يندحر، بل في هروب جماعي بسبب قرارات صادرة عن القيادات العسكرية والتي وصلها القرار بدوره من بغداد.
إن هذا التشخيص يفترض أن تصل إليه اللجنة البرلمانية المشكلة للتحقيق في أحداث الموصل، إذا كانت حيادية وأمينة في دراسة الوثائق والاستماع للشهود ورفض تدخل إيران على نحو خاص لصالح نوري المالكي وضغطها على اللجنة البرلمانية لهذا الغرض وتحترم الدستور العراقي.
وإذا كان هذا التشخيص صحيحاً، عندها يمكن القول وبكل قوة وصدق بأن نوري المالكي يعتبر المسؤول الأول عما حصل بالموصل باعتباره كان رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة العراقية في وقت حصول الاجتياح في العاشر من حزيران/يونيو 2014. وهذا يعني إن هذا الرجل يفترض أن يرفع الادعاء العام العراقي دعوى قضائية ضد نوري المالكي حتى بعد أن أُسند إليه منصب نائب رئيس الجمهورية العراقي على أساس المحاصصة الطائفية المقيتة.
هذا الواقع كان السبب وراء جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والثقافي والتدمير الحضاري التي ارتكبت بعد يوم 10/6/2014 بالموصل ومحافظة نينوى، بما فيها سنجار وزمار وبقية مناطق سهل نينوى وتلعفر والحويجة ومن ثم الرمادي ...، وبعد أن امتلكت قوات داعش الكميات الهائلة من السلاح والعتاد والمعدات الحديثة والمتطورة.
لقد تسبب السماح بوقوع الاجتياح في:
1.   تشريد ونزوح ما يقرب من مليون وربع المليون إنسان من مناطق سكناهم صوب محافظات إقليم كردستان العراق دهوك وأربيل والسليمانية، ومن ثم بغداد وكربلاء والنجف والبصرة ...الخ، وهم كل مسيحيي الموصل وسهل نينوى وكل الإيزيديين في مناطقهم والشبك والتركمان والكاكائيين وكذلك المسلمين السنة من أهل الموصل الذين رفضوا البقاء في مكان يحكمه الإرهابيون القتلة أتباع داعش أو قاوموهم.
2.   قتل الآلاف من الناس الأبرياء من الإيزيديين على نحو خاص ومن أتباع الديانة المسيحية والشبك والتركمان الشيعة وجمهرة من أبناء الموصل السنة.
3.   اختطاف المئات من أخواتنا النساء الإيزيديات واغتصاب الكثير منهن وبيعهن في سوق النخاسة بالرقة ومناطق أخرى من سوريا وبالموصل أيضاً.
4.   اختطاف المئات من الأطفال الإيزيديين الذين يريدون تحويلهم إلى إرهابيين مسلمين ومجرمين قتلة في دورات تدريبية في معسكرات هذه القوى الإرهابية. وهذا يذكرنا بما كان يفعله السلاطين العثمانيين بسلب العائلات المسيحية أبنائهن وتحويلهم إلى مسلمين يقاتلون مع السلاطين حتي ضد شعوبهم.
5.   قتل جماعي لأكثر من 2200 من المجندين العراقيين في قاعدة سپايكر الجوية وبينهم مجموعة من رجال الأمن من أهالي محافظة صلاح الدين على أيدي هؤلاء الحثالة الأوباش.
6.   قتل المئات من أبناء العشائر العراقية وخاصة عشيرة ألبو نمر (أكثر من 500 نسمة بينهم نساء وأطفال) الذين رفضوا الخنوع لهذه القطعان وقاوموها.
7.   احتلال الرمادي وهروب القوات الأمنية المدافعة عن المدينة أيضاً ووقوع أحدث الأسلحة بأيدي هذه العصابات والذي اقترن بنزوح كبير يقر بعشرات الألوف نحو بغداد حيث سدت الأبواب في وجوههم بذريعة احتمال ولوج إرهابيين ضمن النازحين.
8.   تدمير التراث الحضاري الآشوري العراقي الكبير في محافظة نينوى، أو بيع بعضه القابل للنقل، الذي يعتبر من تراث وأرث الحضارة البشرية كلها، إضافة إلى تدمير مراقد الأنبياء والأولياء الصالحين ودور العبادة للمكونات الدينية بمحافظة نينوى.
9.   تم حرق الكتب في مكتبات الموصل ثم تم تفجير مكتبة الموصل التاريخية واتلف المئات من المخطوطات النادرة في المكتبات والكنائس بشكل خاص.
10.   الخسائر المالية الهائلة التي يتحملها العراق بفعل هيمنة هذه العصابات على مصافي النفط أو على آبار استخراج النفط الخام وتصديره وبيعه في السوق الموازية (السوداء).
11.   وبسبب تلك السياسات وفي إطار المقاومة لهذه القوى الإرهابية استشهد في ساحات المعارك العسكرية المشرفة المئات من العراقيين.
12.   قيام قوى الإرهاب بتنفيذ متواصل للعمليات الإرهابية في مدن مختلفة من العراق وبشكل خاص ببغداد والتي يقدر عدد شهداء العراق بسبب تلك العمليات بعشرات الآلاف من المواطنات والمواطنين من كل الأعمار.
بالرغم من هذه الحصيلة المريرة والمروعة والمستمرة التي أصيب بها الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه والتي ما تزال مستمرة، خرج علينا " العبقري المدلل" عند إيران والبيت الشيعي بتصريحات ذات طبيعة عنجهية بائسة مشابهة لعنجهية من حكمنا قبل ذاك في الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الموصل اعلن فيها عن "منجزاته العظيمة" وإن من ينتقده ويهاجمه ويتنكر لمنجزاته هو من "أتباع داعش"، ونسى أن ينظر إلى ما فعلته "منجزات عهده العظيمة!" التي قادت إلى خراب العراق. وقيل قديماً "إن كنت لا تخجل فقل ما تشاء". مئات ألوف القتلى وأكثر من مليوني مشرد ونازح ومهاجر ف فترة حكم نوري المالكي يطلق عليها بالمنجزات, اختفاء 120 ترليون دينار عراقي، يعتبر ضمن المنجزات العظمى في عهد نوري المالكي (المتبقي من الميزانيات حتى العام2012 )، غياب التنمية الاقتصادية كلية وتخلف الخدمات، ومنها الكهرباء والصحة والتعليم والنقل، تعتبر ضمن أعظم منجزات هذا القائد المغوار الذي لم يعرف الشعب العراقي قدره ولا عبقريته!! (راجع في هذا الصدد مقال الأستاذ علي حسين في جريدة المدى بتاريخ 9/6/2015 تحت عنوان "المالكي في ذكرى سقوط الموصل".) ويبدو إن الرجل يعتبر التجاوزات الفظة التي مارسها على الدستور العراقي لعام 2005 بصدد الهيمنة على الهيئات المستقلة، ومنها سطوته واعتقال كبار موظفي البنك المركزي، وفي مقدمتهم الدكتور سنان الشبيبي والدكتور مظهر محمد صالح، أو دوره في الهيمنة على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أو تصريحاته حول أبنه أحمد، أو تحديه عند مقتل الإعلامي العراقي (العربي) على يد أحد الضباط الكرد وصرخته البدوية " الدم بالدم وأنا وليّ الدم!!!" تعتبر من مخازي هذا الرجل الذي يجلس في موقع ليس موقعه، إذ إن رفع الدعوى ضده على ما تسبب به للعراق وشعبه وإصدار الحكم العادل بحقه هو السبيل الوحيد للبرهنة على أن القضاء العراقي عادل وأمين على الدستور وإن الإدعاء العام ومجلس القضاء الأعلى والحكام بالعراق أمناء لقسمهم وللدستور العراقي.لعراق.
المعروف يا سيد نوري المالكي عن الشعب العراقي إنه يمهل، ولكنه لم ولن يهمل!!!
10/6/2015 كاظم حبيب


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3897920
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة