تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

سنجلعهم يعلمونا كيف ننتصر عليهم

بدء بواسطة صائب خليل, يوليو 28, 2011, 04:04:32 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

سنجلعهم يعلمونا كيف ننتصر عليهم


لقد كسبوا معركة التصويت، وصمدت المفوضية الفاسدة وأصيب العراقيون الذين كانوا يأملون بتحطيم مركز أساسي من مراكز الفساد والإختراق الأمريكي للمؤسسات العراقية، بخيبة أمل لا سبيل لنكرانها.(1)
كتبت أول أمس عن أؤلئك الذين صفقوا في البداية للنائبة الفتلاوي (2)، وأبدوا إعجابهم بقوة حجتها ضد المفوضية الفاسدة، ثم بعد حين رفضوا التوقيع على مذكرة تطالب بالتصويت لسحب الثقة بها، فانخفض عددهم إلى 114 نائباً، وشبهت هؤلاء بمن وصفهم الفرزدق للإمام الحسين: "قلوبهم لك وسيوفهم عليك"، محتقراً أؤلئك الذين لا يحركون سيوفهم وفق قناعاتهم، كما لا يحرك هؤلاء البرلمانيون أيديهم وفق قناعاتهم، وتساءل "مواطن بسيط" إن كان هؤلاء وناخبيهم سيخرجون ثانية بلا خجل في مواكب الحسين يدمون رؤوسهم و يصرخون "يا ليتنا كنا معك"؟ واليوم يتزايد الشبه بين الذين خانوا ضميرهم مع الحسين ومن فعلها في مجلس النواب اليوم، فتناقص العدد حتى لم يبق معه سوى سبعين رجلاً، وتناقص النواب حتى لم يبق مع الحق سوى 94 نائباً!

كيف غير المصفقون رأيهم؟ وكيف بدل العشرون الأخيرون قناعاتهم؟ هل كشفت حقائق جديدة غيرت رأيهم وبينت نقاء المفوضية وخلوها من الفاسدين والكذابين والإرهابيين؟ نترك الجواب لناخبي هؤلاء.

كتب لي صديق:"لم الحزن؟ لم نكن نتوقع شيئاً آخر" فكتبت له: "يحزن الإنسان على وفاة من يحب، حتى لو كان مصاباً بالسرطان، ولم يكن يأمل شفاؤه"... نعم ، فينا سرطان بالفعل، ولم تكن تلك المعركة ونتائجها إلا نتيجة منطقية لحقيقة أن ذلك السرطان كان أقوى منا في هذه اللحظة.

عن ذلك السرطان كتبت الزميلة مها عبد الكريم "السبب تأكدهم باننا اصبحنا شعب منقسم ومشتت لاقصى درجة". وكتبت زينب الموسوي"لأن بنائنا قام على أسس غير صحيحه"، وأن "من تمسكوا بفرج  يعلمون أن منحه أميركيه خير من الرهان على دعم الشعب وثقته ". لم تكتب مها وزينب عن "التشتت" و "الأسس" كما يكتب عنها الطائفيون، ولم تقصد أي منهما ضرورة توحد طائفي، بل ضرورة توحد من يطالب بالحق، وضرورة أن يثق هؤلاء ببعضهم البعض وأن كل جهة منهم ستقف مع الحق حتى حين يكون ضد طائفتها أو ميلها أو حزبها. هذا ما تعلمناه من هذا الدرس الغالي الثمن.

كتبت صديقات وأصدقاء آخرون العديد من التساؤلات والأفكار، والجميع يفكر بألم وغضب واضح، ولكن بروح الإستمرار والإصرار. كتبوا يبحثون عن حل، وعن "الخطوة التالية" . ذهب سامر مباشرة إلى الهدف واقترح قائمة بـ  "الخطوات الواجب عمل بها"، وكتب "مدرك" منبهاً أن  "العدالة لاتخضع للتصويت السياسي" وقال أنه يجب البحث عن "ادلة جرمية مثبتة في كشوفات دلالة  قانونية" لخوض المعركة على مستوى القضاء لأن "قناعة النائب قد تعتمد على حسابات المعادلة السياسية ومصالح الحزب والكتلة ....بينما القضاء غير معني بتلك الحسابات وياخذ بالأدلة والقرائن".

قبل أيام علقت على مقالة لأحد الزملاء بأن ليس أمامنا من هزيمة، فهو أما انتصار للحق، أو فضيحة للباطل، وليس للفاسدين سوى أن يختاروا بين هاتين الهزيمتين، وفي كل منهما انتصار لنا، وبالفعل تمكن الفساد من تجنب انتصار الحق، واكتفى بالفضيحة، فقد رآها "اهون الشرين" عليه. لقد كانت هذه الفضيحة التي كشف الفساد نفسه بها انتصاراً لا شك فيه لمن يبحث عن الحقيقة. عندما يتبخر ضباب الكذب بفعل شمس الحقيقة، يمكن للناس أن يروا طريقهم بشكل أفضل.

يقول مثل صيني: "أعرف نفسك واعرف عدوك وسوف تنتصر في جميع معاركك". وهذه المعركة علمتنا من نحن، أولاً...المجموعة التي خاضت المعركة ومن وقف معها، عرفت نفسها وأهدافها وكأنها تكتشف نفسها لأول مرة. هاهم يكتبون مواسين بعضهم البعض كعائلة فقدت فرداً منها، ويشكرون بعضهم البعض على ما قدم من جهد، ويشجعون بعضهم البعض على الصمود. كتب عادل مشجعاً وشاكراً جهود كل من عمل، وقال "ساقول كما قال علي الاكبر للامام الحسين : اولسنا على الحق ؟؟ قال بلى .. قال : اذن والله لا نبالي اوقعنا على الموت ام وقع الموت علينا".

حصلت "عائلتنا" الجديدة التي اكتشفت نفسها على كل ذلك، فهل حصل على مثله فريق الفساد في الجانب الآخر؟ إنهم يتهربون من الآخرين ومن بعضهم البعض، ويفضلون لو أن الناس لا تراهم، ويأملون أن تنساهم وأن تنسى فعلتهم وأن لا يكتب التاريخ عنها. وفي الوقت الذي تؤكد النائبة حنان الفتلاوي أنها ستكشف كل أسماء من صوت مع وضد مشروع حجب الثقة، أعتزازاً بالأول وفضحاً للثاني، فأنهم بالمقابل يبحثون عن طريقة لستر عورتهم، ويدعون إلى "التصويت السري" والتصويت الإلكتروني، تخلصاً من عار صورتهم وهم يرفعون يدهم معترضين على محاسبة الفساد.
هكذا عرفت المجموعة نفسها، وعرفت أيضاً أعداءها، وأعداء ما تأمل به لبلادها، كما لم تعرفهم من قبل. كانت هذه المعركة ضوء مصباح في الظلام، ومقياس تقاس به المواقف، وما أثمن المصابيح والمقاييس في زمن الظلام والتشويش.

"سنجلعهم يعلمونا كيف ننتصر عليهم"، هكذا قال الإمبراطور الروسي بيتر الكبير (3) بعد خسارته في معركته الأولى ضد السويديين. قال: "السويديون أقوى منا وأكثر حنكة في الحرب، وقد هزمونا، وسيهزموننا مرات أخرى، لكننا في كل مرة سنتعلم منهم شيئاً جديداً يجعلنا أقوى في المعركة التالية، حتى نتعلم منهم كيف نغلبهم. سنجعلهم يعلمونا كيف ننتصر عليهم."
وبالفعل، بقي بيتر يخسر المعركة تلو المعركة، حتى تمكن من هزيمة السويديين و بنى مدينة "سانت بيترسبرغ" التي كان يحلم بها.

ونحن أيضاً، خسرنا هذه المعركة، ولعلنا سنخسر العديد من المعارك، لكننا سنتعلم من كل هزيمة شيئاً جديداً ، و إن كانت لنا إرادة بيتر الكبير وصبره فإننا "سنجلعهم يعلمونا كيف ننتصر عليهم"، ونبني عراقنا كما نحلم به.


(1) http://www.parliament.iq/Iraqi_Council_of_Representatives.php?name=articles_ajsdyawqwqdjasdba46s7a98das6dasda7das4da6sd8asdsawewqeqw465e4qweq4wq6e4qw8eqwe4qw6eqwe4sadkj&file=showdetails&sid=5182

(2) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=6097

(3) http://en.wikipedia.org/wiki/Peter_the_Great