تفجير قصور نبوخذ نصر بالديناميت عام 1885

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يناير 31, 2014, 05:37:16 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

تفجير قصور نبوخذ نصر بالديناميت


عام 1885 في منطقة الحلة التي تضم داخل حدودها الادارية اثار مدينة بابل حدث امر غريب جداً يثير الغيظ والغضب في نفس كل عراقي بل في نفس كل انسان مثقف ومتحضر في العالم , ويعطي فكرة عن مقدار التخلف والجهل والتردد الثقافي والعلمي الذي كان سائد بين الناس في تلك الفترة .

فقد جفت المياه في نهر الحلة وهو نهر صغير يتفرع من نهر الفرات ويسقي مدينة الحلة الواقعة جنوب بغداد وكان سبب جفاف هذا النهر هو قيام احد الاثرياء الهنود بشق ترعة أجراها من نهر الفرات ليوصل الماء الى مدينة النجف القريبة مما ادى الى تحول ماء النهر الى تلك الترعة على حساب نهر الحلة نتيجة التجريف الذي احدثه سرعة جريان الماء في ذلك الاتجاه, ربما بسبب انحدار الارض او ما شابه .

ونتيجة لنقص المياه في نهر الحلة فقد أخذ الاهالي يطالبون الدولة بأيجاد حل وإعادة منسوب المياه لهذا النهر كما في السابق. وأهتمت حكومة اسطنبول العثمانية بالامر - لان العراق ما زال ولاية عثمانية - واستدعت من فرنسا مهندساً فرنسياً معروفاً هو (المسيو شونديرفر) الذي وصل مع مساعده الى بغداد في عام 1889م وأجرى دراسة لمجرى نهر الفرات في تلك المنطقة وأمر ببناء سدة على شكل جناحين مائلين ليعيد التوازن في مجرى مياه الفرات من أجل أن يعيد المياه الى نهر الحلة.

وقد حدثنا الشاعر المعروف مظفر النواب أن زوجة ذلك الثري الهندي هي أحدى قريبات والدته وهي التي تابعت تمويل المشروع بعد وفاة زوجها لذلك سميت تلك السدة بسدة الهندية نسبة لهذه المرأة الهندية الاصل.

وفي 25 تشرين الاول عام 1890 جرى الاحتفال بأفتتاح السدة وحضر الوالي (سري باشا) وعدد من وجهاء البلاد وثلة من المداحين الذين واصلوا كيل المدائح للدكتاتور السلطان عبد الحميد على هذا الانجاز العظيم !

غير أن احداً من أولئك لم ينبه الى الجريمة الكبيرة التي ارتكبت خلال اقامة هذه السدة التي اندثرت بعد فترة قصيرة وهي ان جميع الردميات من (الطابوق) أو الآجر (قطع القرميد الكبيرة) التي بنيت وردمت بها تلك السدة قد اقتطعت من جدران وقصور نبوخذ نصر التاريخية في بابل , وكانت الردميات من قطع الاحجار والقرميد تستخرج بأستخدام الديناميت في تلك القصور البابلية القديمة .

أن المرء ليستشيط غضباً وهو يبحث أو يتذكر هذه الواقعة الاجرامية فهل يعقل أن تهدم بالديناميت قصور نبوخذ نصر المشيدة منذ حوالي الالف الثاني قبل الميلاد ليقام بانقاضها سدة زراعية حقيرة سرعان ما اندثرت بعد فترة قصيرة ؟...

لقد صدق المثل العربي القائل (يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه).

المصدر
كتاب باقر ياسين, تاريخ العنف الدموي في العراق الوقائع- الدوافع- الحلول, ص 258,257


https://www.facebook.com/photo.php?fbid=596094693794480&set=a.102120349858586.2944.102119033192051&type=1
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة