الجنائن المعلقة تقع في نينوى وبناها سنحاريب

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 04, 2013, 02:45:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الجنائن المعلقة تقع في نينوى وبناها سنحاريب

ترجمة شكر خلخال


لعلنا قد توصلنا الآن الى حل أحد اكبر الأسرار الآثارية في العالم. فقد كانت الجنائن المعلقة، الوحيدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، التي يصعب تحديد موقعها. أما الآن فإن باحثة أكاديمية من جامعة أوكسفورد تمكنت من حل اللغز عبر تحديدها المكان الحقيقي الذي أنشئت فيه الجنائن المعلقة.
اتجه بحث الدكتورة ستيفاني دالي الى بضع مئات من الكيلومترات أبعد من الموقع المتعارف عليه لمدينة بابل قرب الحلة في وسط العراق، لتؤكد بأن "أعجوبة الخصب العالية" تلك إنما أنشئت في مدينة نينوى شمال العراق.
فمن خلال تفكيك القرائن المستمدة من نصوص العالم القديم، اكتشفت الباحثة أدلة على أن الجنائن المعلقة لم تُبن حقيقة من قبل البابليين وملكهم نبوخذ نصّر، كما كنا نفترض قبلاً، بل من قبل جيرانهم وأعدائهم الآشوريين تحت حكم ملكهم سنحاريب منذ نحو 2700 عاماً.
وتقع عاصمة سنحاريب قرب مدينة الموصل العراقية التي لم تزل ترضخ تحت وطأة العنف الطائفي. وقد زارتها الدكتورة دالي الخريف الماضي، غير أن خطورة المنطقة منعتها من زيارة الموقع الذي حددته بدقة. ومع ذلك، وباستخدام الخرائط، تمكنت من توجيه طاقم تصوير محلي مصحوب بحماية مسلحة، الى المنطقة الواقعة قريباً من بقايا قصر الملك، ليقوم بتشخيص وتصوير المنطقة بالنيابة عنها.
وقد أظهرت المادة المصورة، وبشكل واضح تلاً عملاقاً من التراب والأنقاض التي تنحدر وصولا الى مساحة خضراء تطل عليها بيوت حديثة والى الخلف منها منطقة ريفية مفتوحة.
وتقول الدكتور دالي «هذا هو أفضل مكان يمكن ان تكون فيه. من الواضح أنها مكان يصلح لأن يكون حدائق، ونحتاج الآن الى المزيد من البحوث في المنطقة، ولكن للأسف لا أعتقد أن ذلك سيتم خلال حياتي». وتضيف «إن قناعتي بوقوع الجنائن المعلقة في نينوى، لا تتزعزع».
وتمثل هذه المادة المصورة، ذروة أبحاثها التي استمرت لعشرين عاماً في معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة أوكسفورد من أجل تحديد الموقع الصحيح للجنائن المعلقة.
  وبسبب عدم وجود براهين آثارية تدل عليها، فإن كثيرين كانوا ينظرون الى الجنائن المعلقة على انها أسطورة. كما إن معرفتنا بالجنائن المعلقة متأتية من بعض الكتابات التي دونت بعد مئات الأعوام من الفترة التي قيل انها أشئت فيها، أي من قبل أناس لم يشاهدوها. إحدى هذه الكتابات تدعي أنها انشئت في بابل من قبل الملك نبوخذ نصر في 600 قبل الميلاد لتكون جنة وسط الصحراء مهداة لزوجته التي افتقدت للجبال الخضراء في موطنها. على أن الكتابات التي تنتمي لتلك العصور، وبالضمن عصر نبوخذ نصر نفسه، لا تعطي أية اشارة على وجود مثل هذا النوع من الحدائق، حتى أن ما يزيد على قرن من التنقيب، قد انتهى الى لا شيء.
غير أن الدكتورة دالي وجهت بحوثها شمالاً بعد أن فككت شيفرة نص مسماري هو عبارة عن مخطوطة تتناول الإمبراطوريتين البابلية والآشورية، ما قادها الى الإعتقاد بأننا كنا نضع الجنائن المعلقة في المكان الخطأ وننسبها للرجل الخطأ وللفترة الخطأ.
والدكتورة دالي، وهي واحدة من بضعة أشخاص في العالم يجيدون اللغة المسمارية، وقد استندت في بحثها على تحليل نص مسماري في المتحف البريطاني يشرح حياة سنحاريب الذي عاش في فترة تعود لمئة عام قبل نبوخذ نصر وحكم امبراطورية امتدت من جنوب تركيا الى حدود اسرائيل اليوم. ويصف النص قصراً مشيداً وحديقة أنشئت على طوله ويصفهما بأنهما «أعجوبة لكل البشر».
وتعززت نظرية الدكتورة دالي بمزيد من البراهين المستمدة من المنحوتات البارزة التي عثر عليها في نينوى وجلبت الى المتحف البريطاني. وتظهر هذه المنحوتات مجمع قصر الملك وحديقة تضم أشجاراً معلقة في الهواء على شرفات ونباتات متدلية من أقواس.
وتم التغاضي عن هذا الدليل في السابق لأن نينوى بعيدة جداً عن بابل. ومع ذلك، فإن الدكتورة دالي وجدت بأن الآشوريين غزوا بابل وصارت عاصمتهم تعرف بـ(بابل الجديدة)، وربما ساهم هذا في الخلط الحاصل في الأسماء. وقد قادها بحثها المسمى (العثور على الجنائن المعلقة) والذي سيكون موضوع فيلم وثائقي يبث من على القناة البريطانية الرابعة، الى التأكيد على أن الحدائق أنشأت على شكل سلسلة من الشرفات، وبنيت على مدارج مع بحيرة تقع أسفلها.
وقد جُلب الماء الى المدينة والمناطق المحيطة من خلال قناة امتدت لستين ميلاً. والأدلة على وجود هذه القناة، التي عرضها 300 قدما وعمقها 60 قدما، ما زالت موجودة في الموقع، وقد حللتها الدكتورة دالي بعد أن شاهدتها في الصور التي التقطتها أقمار التجسس الأميركية وأزيلت عنها السرية مؤخراً.
وتتطلب الخضرة الدائمة في المكان ما يقرب من 300 طن من الماء يومياً. وقد وجدت الباحثة نقشاً يشرح آلية إيصال الماء من البحيرة الى الشرفات بواسطة جهاز يعمل بمبادئ نظرية أرخميدس قبل ما يزيد على اربعة قرون على اكتشافها.

عن صحيفة ديلي تيليغراف البريطانية


http://www.newsabah.com/ar/2729/1/106906/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%89-%D9%88%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A8.htm?tpl=13
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة